الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخلاق عند درويش ضرورة وليست ترفاً - ولادة🤰الأم الفلسطينية 🇵🇸 لأبنها تمنحه شهادة 📜 الاستشهاد ، علاقة حب ♥ الموت لا يوقف خفقانها …

مروان صباح

2024 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


/ لم يكتفي شخص مثل درويش أن يُصنف بشاعر المقاومة فحسب ، والذي هو لا سواه قد أعتقد بأنه تصنيفاً ضبضابي التنكر ، بل هذا يعود لأن 😐 تكوينه الفكري أتاح له مبكراً معرفة مستقبل شعره بأنه لن يبقى حبيس قضبان السجون أو الاحتلال الصهيوني ، ولا لأي إعتبار أخر يسبق حقيقة 😱 معرفية لديه ، بأن نهج التابعية لن ينتج سوى حماقات مكررة من الماضي ، لهذا أود أن أبدأ اليوم حديثي من حيث الخصوصية التى أغرت الشاعر في اشتقاق طريقه نحو الكونية ، ولعل واضحاً هنا 👈 بأن الإستراتيجية الشعرية عنده كانت بدايتها حميدة ، لهذا لم يكتفوا بصراحة 😶 النقاد والمتابعين في تقديم التجربة الشعرية كمادة نادرة في العصر الحاضر ، بل لقد نالت الكثير وبشكل واسع من الاهتمام والدراسة والاعتراف والمقارنة والاستحضار ، إذنً ، لم تكن اشكالية نفوذ الكلمة بين الشاعر والسياسيين على مرّ العصور بالحديثة ، بل هي عتيقة تجددت ومتجددة تماماً 👌كما ظهرت بين قصائد محمود درويش والنشيد الوطني والذي سيعرف لاحقاً ، " بفدائي فدائي " ، بل هي معضلة قديمة تم 👍 توثيقها بحدود ما تعرف هذه السطور من توثيقات تاريخية على جدران الكعبة 🕋 والتى عرفت في التاريخ الجاهلي وبعده بالمعلقات ال7 ، وبالفعل 😉 إذا راجع المرء ما كان ينشد بين القبائل أثناء الحروب ⚔ أو الأفراح 🥹🐥🥳 أو حتى أثناء تنصيب الشخصيات التى تمثل العائلات في نادي قريش ، سيكتشف المراقب بأن كانت تدور هناك 👈 حرباً بين ما هو يتعلق بالجانب السياسي والجانب الشعري الإبداعي ، والذي اكتسب الأخير نفوذه الأدبي مّن الشرائح الشعبية الواسعة لدرجة أنها تعاظم شأنها وعلقت على جدران الكعبة 🕋 ، كمعلقات الأعشى والحارث والذيباني وأمرئ القيس وأبي سلمى وطرفة والأبرص وأبن كلثوم وعنترة وربيعة ، ولأن أيضاً في المقابل ، بعد نزول القرآن أخرجت الكعبة 🕋 من التنافس الأدبي وباعتراف الجميع ، وهو ما يلاحظ لاحقاً بأن الأغلبية العظمى بين الفلسطينيين 🇵🇸 أو حتى بين العرب ، على سبيل المثال في قصيدة درويش " أمي " والتى تعرف " بأحن إلى خبز 🥖 أمي ، تعتبر أكثر القصائد تداولاً والناس يرددونه أكثر من أي نشيد أخر ، بضبط كما هو الحال مع النشيد العراقي 🇮🇶 للشاعر طوقان " موطني " والذي يردده العربي دون انحيازات ضيقة في المناسبات المتعددة ، باعتباره الهوية التى توحد الجغرافيا والثقافة والانتماء والمصير والبداية والنهاية ، ومع الدراما الإجرامية التى صنعها الاسرائيلي في قطاع غزة ، أعادت المشاهد القادمة من قتل الأمهات وأبنائهم أو الأمهات اللتين ينتظرون أبنائهم ويجهلون مصائرهم ، هل مازالوا يقاومون أو استشهدوا على طريق القدس والأقصى 🕌 حضور القصيدة الأشهر ،" أجمل الأمهات " .

وعلى الرغم من طول الغياب ، فهي أيام مر عليها وقت طويل من التهميش والظلم والافشال حتى لو وجدت من يسلط عليها الإضاءة في مراحل مختلفة ، إلا أن العدوان الاسرائيلي 🇮🇱 المستمر اليوم على ألشعب الفلسطيني 🇵🇸 ، أعادني شخصياً إلى الخوالي في لبنان 🇱🇧 عندما كنت أراقب الفدائيين داخل المعسكرات أو الجبهات وهم يستمعون إلى كلمات درويش وأغنية مارسيل خليفة " أحن إلى خبز أمي -وقهوة أمي -ولمسة أمي - وتكبُر فيّ الطفولة - يوماً على صدر يوم - وأعشق عمري لأني -إذا مت - أخجل من دمع 🥹 أمي ، وهذه المراقبة تستمر حتى أثناء عودتي إلى حي الذي أسكنه ، فأراقب الأمهات وهن يجلسون ليلاً 🌑 على شرفات منازلهم ويستمعون لشعر محمود درويش وأغنية مارسيل خليفة " أجمل الأمهات التي انتظرت أبنها - أجمل الأمهات التي انتظرتُه وعاد مستشهداً -فبكت دمعتين ووردة 😢🌹ولم تنزوِ في ثياب الحداد - آه... آه... آه -لم تنتهِ الحرب لكنه عاد ذابلة بندقيته ويداه محايدتان " ، وهاهو التاريخ يعيد نفسه ، فالمقاتل الفلسطيني 🇵🇸 اليوم يعشق عمره لأنه -إذا مات - يفتخر أمام العالم باستشهاده ، إلا أمام أمه ، لأنه يخجل حتى في قبره من دمع 🥹 أمه ، فأي دهشة 😮 هذه صنعها الشاعر درويش في حضوره وغيابه ، وأي زرع هذا زرعه في نفس الأم الفلسطينية وأبنها 🇵🇸 الذي قادر على تخليد الصورة مادام الاحتلال جاثم على أرضه ، وهذه الدهشات 😮 لا تحصل إلا قليلاً حقاً😟 ، بالفعل 🤫 ، لقد حصلت يوماً ما في حي من أحياء البصرة 🇮🇶 ، عندما صعد شاعر يمني 🇾🇪 كفيف وأجعد الشعر إلى منبر المسرح وهو يستعين بمعطفه لمسح أنفه ، فصارت القاعة التى تعج بالجمهور وفي مقدمة هؤلاء الشاعرين القباني والبياتي يتساءلون عن هوية الصاعد للمنبر ، بالفعل 🥴، تنحنح الشاعر عبدالله البردوني قبل أن يقول حرفاً ، ثم قال بصوت سالب وهائم وبطريقة أستحق عليها إيقاظ القاعة من الخمول والملل ، " ما أصدقَ السيف إنْ لم ينْضِهِ الكذِبُ - وأكذبَ السيف إن لم يصدق الغضبُ " ، هنا 👈 البردوني وفي هذا البيت 📑 تحديداً صنع الدهشة وباغت الحضور على الرغم من وجود شعراء يُصفون بلفطاحلة ، فالدهشة هنا 👈 بأن يقوم شاعراً مغموراً وعلى هذه الهيئة المبعثرة وأيضاً كفيفاً ثم يتجرأ بمخاطبة أبا تمام ، وهو كما يعرف عنه في الشعر العربي بأهم من أمتلك البيان ويحفظ الآلف القصائد العربية والرَّجَز ، بل المصنفون اختلفوا حول تقديمه على المتنبي والبحتري وجرير والاخطل ، لكن فعلاً 😦 البردوني خط إبداعه من حروفه وهو يخاطب أبا تمام ، ثم يقول ، " حبيب وافيت من صنعاء يحملني نسرٌ - وخلف ضلوعي يلهثٌ العرب - هنا 👈 تعاظمت الدهشة ، وأتبع ذلك بقوله ، " تسعون ألفاً لعمورية اتّقدوا - وللمنجم قالوا : إننا الشهبُ -قيل انتظارِ قطافِ الكرم ما انتظروا - نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا - واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا - نضجاً وقد نضج الزيتون والنعبُ - ماذا أحدثُ عن صنعاء يا أبتي؟ - مليحة عاشقاها السل والجرب -ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن - ولم يمت في حشاها العشق والطربُ " .

ولكي لا تبقى عناصر اضطراب الموازين وإفساد الاتساق والتطابق داخل الجسم العربي مستمرة وتتحول إلى انقساماً يعزز الفرقة والتشرذم أكثر ، وعليه استجمع درويش كل ما يمكن 🤔 من التراث الانساني ، وبالفعل 😵‍💫 لقد أدهش الجمهور العربي عندما عرض العلاقة بين الأم والابن بطريقة الإعتماد على التراث والتجديد ، فهو تراث يحمل حباً 🥰 حتى اليأس 😩 ، وهو يأس 😞 يتفوق بعمقه على أي علاقة أخرى حتى لو كانت قريبة جداً ، لأنها علاقة ابتدأت من الحمل ونعومة الأظافر ، وهو القلب الذي يبقى يخفق بالحب حتى لو مات طرف من الطرفين ، إذنً هنا 👈 الخسارة لمثل هذه العلاقة تدفع من هو على قيد الحياة أن يتساءل هكذا ، ماذا 🤬 سنفعل في هذه الحياة إذا خسر طرف من الأطراف تلك الفرحة والحب الأول ، وهو حباً بدأ في الطفولة ، لا يمكن 🤔 استرجاعه طالما المانح له شخص الموت غيبه ، وهي فعلاً 😧 فلسطين 🇵🇸 التى حاول تفسيرها درويش في روايته الشعرية من خلال الطفل والرجل والمرأة والفدائي والشاعر والكاريكاتير والكاتب والروائي والمغني والسياسي ، كل هؤلاء كانوا مسؤولين عن السردية التى آثّرّت الكون والحياة حكاية جمعت بين الاحتلال والفلسطيني ، بل كانت أهمية أشخاص مثل محمود درويش أو ناجي العلي أو غسان كنفاني تكمن في إظهارهم الجانب الإنساني والثقافي لليهودي ، باعتبارها ثقافة تنتمي للحضارة الأوروبية 🇪🇺 ، فهي في النهاية ، أي أن الدولة الصهيونية تنتمي إلى التجربة الرأسمالية وأدواتها الإمبريالية ، وهو الأمر الذي يفسر كل هذا الدعم المتدفق دون انقطاع مِّن الولايات المتحدة 🇺🇸 ، بالفعل 😟 ، تتساءل امرأة 👩 فلسطينية فقدت أبنها ، هل يمكن 🤔 لعاقل أن يعقل الأسباب التى تدفع الدول الكبرى بتوفير المليارات الدولارات من أجل 🙌 جغرافيا مثل قطاع غزة 🇵🇸 ، لكن يبقى الجواب على هذا التساؤل والذي يفسر ارتباط الفلسطيني بالتضحية والحب والتى تمنحه هذه الكيمياء الحيوية والقوة على الإصرار بمواصلة المطالبة بحقه ، فهي علاقة مرتبطة بالروح الناضبة التى حتى لو خسر الحب الأول وعاني الطرف الآخر ما يعاني من فقدان 😢 من يحبهم🥰 ، إلا أن خفقانه لا يتوقف من أجل 👍 الدفاع عن أرضه ، وهو حب لا يسمح للاحتلال بإغراقه في متاهات صغيرة ، بل هي تضحيات كلما تضاعفت تحولت الأرض 🌍 إلى حق وتراث وهوية وتاريخ وحاضر ومستقبل لا بد من الدفاع عنهم جميعاً .

هنا 👈 ومع كل هذه الدماء 🩸يسأل المراقب ، هل التاريخ أنصف المرأة الفلسطينية أو أن الأم هي من أنصفت التاريخ ، وإذا كانت هي من تفوقت عليه ، فهي لأنها حقاً 😦 قدمت على مرّ أعوام الاحتلال شجاعة أخلاقية لا نظير لها ، بل أظهرت ضميراً حياً ارتقى إلى الصمت 🤫 ، بالطبع بعد ما خسرت البشرية صوت 🗣 الحقيقة ، فهو صمت 🤫 أشبه بالعزلة وبالطبع بسبب الواقع البغيض ، وهو صمت يرفض الصمت ويغوص في أرواح الأبرياء الذين فقدوا الحياة ، وهو أيضاً الاوكسيجين الذي يمنح الأمهات الاستمرار بين مناخات مسمومة ، وبالرغم من كل ما تعرضوا له من ظلم وقهر وحرمان وكابوس لا يحمل سوى القتل والدمار ، إلا أن عيناهم لا تنام ، يظلون يراقبون النجوم 💫 تحوم على جثث أبنائهم في الظلام 🌑 ، بل هو صمت 🤫 لم تختاره الأم الفلسطينية ، فهي لا تختار ذلك بقدر هو من يختارها ويختار لكل واحدة☝منهم حكاية بطولية وبإنصاف مستبد معاً ، بالفعل يشاهد العالم البطولة الفلسطينية ، ففي فلسطين 🇵🇸 الأم تنتظر أبنها وهي تراقب الصواريخ والقذائف وتستمع لأصوات التفجيرات وسيارات الإسعاف ، وفي كل مرة يخفق قلبها خوفاً 😨 من أن يكون المسعف أبنها ، فنافذتها لا تحمل مشاهد كتلك النوافذ الأخريات التى يتساقط أمامها الثلوج ، وهي مساحة تبقى خاصة بين الأم والابن ، فهذه المسافة القصيرة بين نافذة الانتظار والمشاهد والأصوات ، هي المساحة الداخلية السرية 🤫 والمخفية التى لا يمكن 🤔 لأحد اختراقها ومعرفة حجم المرج الميسور من الحوار مع النفس ، فهو حواراً منفرداً لدرجة يربك الأب حتى الغيرة في حب الأم لأبنها ، بل هي العلاقة السرية 🤐 التى بسببها يستمر قلب الأم في الخفقان والعمل حتى بعد تلقي خبر استشهاده ، وهي محن بدورها أنتجت للإنسان الفلسطيني 🇵🇸 العادي والشاعر سواء بسواء صبراً وإبداعات جمالية ، بل هنا 👈 نجد عند الأم الفلسطينية ميزة خاصة بواقع المحن المستمرة ، لقد وهبت بصبرها ولكل ما تعرضت له من محن إلى المبدعين علوماً إنسانيةً جديدةً ، وهي علوم 🔬 ابتعدت عن الواقع اليومي لأي حدث ، بل إستطاع الشاعر الفلسطيني 🇵🇸 تحويل الخبز 🥖 اليومي إلى ظاهرة انسانية في العالم ، وهذا ما صنعه شخص مثل محمود درويش ، تحديداً عندما أدرك بأن الصراع مع الاحتلال ليس فقط في الميدان بقدر أنه أيضاً ، وهو الأهم على الواحدية - تلاحم الشعب في كينونيته وشخصيته وهويته ، وبالرغم من الشتات وتمزيق اللحمة الوطنية ، إلا أن إصراره على العودة إلى البيت الأول وفر له الحصانة من الذوبان في المجتمعات الأخرى ، وهو ما أشار له الشاعر على سبيل المثال وعلى هذا النحو الاستتبابي ، عندما قال ، "درب الرجوع - لعشّ انتظارك " إذنً ، لقد خلد الشاعر من جانب أول ثقافة الرجوع في أدب الشعب ، وفي جانب أخر الانتظار في ثقافة العائلة ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ، تحديداً عندما حول كل ما هو خارج فلسطين 🇵🇸 مجرد رغيف 🥖 يابس وأمطار 🌧 لا تنزل كما يجب لها ويليق ومذياع وظيفته أن يقول لأمه بأنه بخير ، وكل ما في الوطن يبقى هو الحقيقة حتى لو الإنسان نام في كل ليلة جوعان ، إذنً ، أثبت الصراع الحالي وقبل ذلك فرضت جميع المواجهات بأن المفاوضات والحلول المقدمة من الدول الراعية للاحتلال من أجل 🙌 تحويل المسألة الفلسطينية إلى مجرد مساحات جغرافية مشتتة ومنزوعة الوطنية فشلت بإصرار الشعب الفلسطيني على مواجهتها بشكل أعمق وأكثر شمولياً مما يعتقد 🤔 الكثير ، لأن الصراع من الجانب الاسرائيلي يهدف إلى دفن 🪦 الهوية الفلسطينية ، لكن في المقابل أيضاً ، فتاريخ الكفاح الفلسطيني بإشكاله المتعددة كان ومازال من أجل 👍 المحافظة على الهوية العربية الإسلامية للمنطقة برمتها ، والصحيح 👍 أيضاً بأن الصراع في الظاهر محصوراً في داخل فلسطين 🇵🇸 ، لكن أبعاده تتجاوز حدودها ، لهذا ، جميع محاولات الاحتلال في تصوير النضال الفلسطيني على أساس أنه إرهابي فشلت فشلاً جذرياً ، لأن ببساطة 🫤 وكما قال درويش ، لن نتراجع عن دم 🩸 الشهداء المتقدّم في الأرض - لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه -صامدون هنا 👇🌎 - قرب هذا الدمار العظيم - وفي يدنا يلمع الرعب - في يدنا - في القلبِ غصن الوفاء النضير - صامدون هنا, (صامدون هنا) … باتجاه الجدار الأخير . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز