الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير العالمي والمصالح الدولية والشخصية

طاهر مسلم البكاء

2024 / 4 / 24
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


رغم ان المبادئ والمثل والشرائع السماوية تتفق على الكثير من الأعمال والصفاة والأخلاق التي تمارس على سطح الارض التي نعيش عليها ،ولكن الممارسات والأفعال التي تمارس في الواقع شئ وهذه المبادئ المنادى بها عالميا شئ آخر .
عاش العالم ولايزال يعيش اصداء اغرب ابادة جماعية وتجويع تقترفها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيون ،ترتكبها هذه الدول بأيدي صهيونية ،بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولم يسلم من هذه الأبادة حتى الأطفال والنساء والشيوخ ،وحتى أولئك الذين تواجدوا في سجون المحتلين الصهاينة لم يسلموا فقد تعرضوا لأنواع التعذيب والتصفية الجسدية !
ذنب الشعب الفلسطيني :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان ذنب الشعب الفلسطيني هو انه شعب غير قابل للأبادة رغم الأسلحة الأمريكية والغربية التي تشحن بصورة مستمرة للكيان الصهيوني المزروع على ارض فلسطين لغرض الأبادة ، وليس هناك ادنى شك في ان المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالأبادة يتسائلون في خلواتهم واجتماعاتهم : لماذا لا ينقرض هذا الشعب كما حصل لشعب الهنود الحمر الذي تم ابادته من قبل اجداد الأمريكان عند هجرتهم الى امريكا مدججين بالسلاح الحديث آنذاك ،كما هو حال الصهاينة اليوم ؟
تراجع دور أمريكا الدولي واستمرار دعمها للصهاينة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الواضح ان امريكا تفقد دورها ومكانتها الدولية السابقة ،نتيجة لعوامل عديدة أهمها بروز منافسة دولية تتصدرها الصين وروسيا ،ودخولها في صراعات مستمرة وظالمة مع شعوب عديدة ليس من عدادها عسكريا ً ،والحصارات الأقتصادية الظالمة التي تشنها ضد كل من لاترغب فيه ،انها تقف بالضد من تطلعات واماني واهداف الشعوب ولكنها محتلة او مسيطرة بالقوة العسكرية المنمقة بالأعلام والمجملة بأهداف كاذبة ،مثل حقوق الأنسان وحرية المرأة والمثليين والديمقراطية وتحرير الشعوب ..ووالكثير من الأكاذيب والزيف الذي كشف للعلن عالميا ً ،ولكنها لاتزال مؤثرة في الدول التي يتصف زعمائها بالعمالة والتبعية والخوف من فقدان المنصب ،غير ان الدول التي حكمها ابنائها استطاعت التخلص من الأحتلال الأمريكي والغربي كما حصل في بعض الدول الأفريقية أخيرا ً وخير مثال على ذلك دولة النيجر،غير انها تبقى محاربة من الأمريكان وحلفائهم حيث يتحينون الفرص .
امريكا تتهرب حتى الان من مواجهة خصم من عدادها عسكريا ً :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتصرت مواجهات الولايات المتحدة ،ومنذ اعتلائها صدارة العالم ،على البطش بدول ليس من عدادها عسكريا ً كالعراق وافغانستان وسوريا وليبيا واليمن ..الخ فهي مثلا ً لم تنازل خصمها التقليدي روسيا رغم الوهن الذي اصاب الأتحاد السوفيتي السابق وتفككه بدون الحاجة لحروب ، ولم تتجرأ على منازلة الصين أو حتى كوريا الشمالية أو ايران ،على الأقل، فهي كانت تضرب الضعيف ليهابها القوي ،ومع ذلك فقد نالها مانالها من هذه الخصوم المتواضعة فكيف يكون حالها لو نازلة روسيا مثلا ً ؟انها تفهم جيدا ً التبعات الأستراتيجية التي تنالها لو تورطت في مثل هذه المواجهة وبالتالي فهي شددت على منازلة الدول الكبرى هذه بصورة غير مباشرة ،كما يجري اليوم في الحرب الروسية الأوكرانية ،والتي تستمر نيرانها بالدعم الأمريكي المالي والعسكري ،حيث انها تعتقد انها تنال من الخصم الروسي فيما هي تتفرج من بعيد !
في غزة ظهرت أمريكا وحلفائها على حقيقتهم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كشفت حرب غزة التي لاتزال مستمرة منذ اكثر من نصف سنة ،الأقنعة التي ترتديها أمريكا وحلفائها الغربيون فالرئيس الأمريكي يصرح بأنه معني بمأساة غزة والأبادة والتجويع التي يتعرض لها المدنيين الفلسطينيين وانه مهتم بفتح منافذ لأيصال المساعدات الى الفلسطينيين ،بينما يتم قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت والمستشفيات بأسلحة أمريكية هجومية فتاكة ،وبينما تقدم أمريكا مساعدات للصهاينة بعشرات المليارات من الدولار لدعم وحشيتهم وآلتهم العسكرية ،وليس هذا فقط بل انها تقف في وجه اي تصويت لوقف اطلاق النار في مجلس الأمن بأستخدام حق النقض ،الفيتو ،ولأكثر من مرة !
المبادئ والضمير والمصالح الخاصة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرب الأبادة والتجويع التي يخوضها الصهاينة مستخدمين آلة الحرب الأمريكية والدعم المعنوي والسياسي تركت اثرا ً واضحا ً ،وعلى مستوى العالم بأن لا مبادئ ولاضمير يحكم سياسة هذه الدول ،وان مايسيرها هو المصالح الشخصية والحقد الدفين تجاه شعوب المنطقة ،وان من يحالف امريكا هم الحكام الخونة وليس الشعوب بأي حال من الأحوال ،وهذا يؤشر الى أمر خطير وقريب التحقيق وهو رفض شعوب المنطقة لأمريكا وحلفائها والتحول الى حلفاء جدد من الدول الصاعدة حديثا ً في المنافسة الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح