الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد زكي عبدالقادر

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 24
الادب والفن


محمد زكي عبد القادر مثقف قادم من قريه فرسيس محافظه الشرقية للقاهرة في بدايات القرن العشرين نحاول ان نقدم له قراءه تحقق لنا عده رؤى نسعى اليها:
1 رصد بدايه الصحافة المصرية على يد ابنائها الحقيقيين بعدما اثر الشوام القادمون لمصر بمطابعهم فيها ولكنهم عبروا عن توجهاتهم وبنائهم الفكري الذي تأسسوا عليه خاصه بعد هربهم من فتنه 1860 حيث طاقه بيروت ودمشق بفكره التعدد وبقيت مصر كبيئه حاضنه للتعدد بحكم تكونها التاريخي، وبذلك يكون طرحنا لحاله من مؤسسي الصحافة المصرية مع علي امين ومصطفى امين وقبلهم امين الرافعي ومحمد توفيق دياب وهو جيل بنى عمله على اساس نتائج مشروع التنوير الذي طرحه عبد الله نديم ومحمد عبده ولكن ذلك الجيل جاء عمله جماعيا فغابت الفردية عنه وان كانت الشهرة التي حازها علي مصطفى امين نتيجة الوضعية الاجتماعية الخاصة بهما ولكونهما امتداد لشريحه البرجوازية العليا في المجتمع المصري.
2 سهوله تتبع طريقه تفكير ومساحه الحلم الذي طرحته الصفوة خاصه وان ميلاده 1906 وبداية تخرجه وعمله بجريده السياسة التي راس تحريرها محمد حسين هيكل تلك الفترة التي تبلور فيها حلم الامه المصرية مع بدايه تولي سعد زغلول وزاره المعارف وبدأيه تعريب التعليم المصري حيث يكبر عن مصطفى امين بثمان سنوات ومارس العمل للصحفي داخل مصر مبكرا عنه وقد كان سببا من اسباب نجاح تجربه اخبار اليوم.
3 ريادته في كتابه العمود الصحفي كمدرسه سرديه معاصره جمعت ما بين الصياغة الأدبية والتجزئة الموضوعية كوسيله من وسائل اداره حملات العلاقات العامة والحملات السياسية كجزء من مهنه الصحافة للتعبير عن هموم الواقع والارتقاء به ولعل مدرسه اخبار اليوم من خلال سلسله كتاب اليوم والتي قامت بإصدار عدد كبير من كتبه على راسها نحو النور بمقدمه سرديه من استاذ مصطفى امين وذلك بالعدد رقم 200 بتاريخ مايو 1982 قد جمع عدد من تلك النماذج الجديرة بالدراسة .
رؤية مصطفي امين لمسيرته
بروزه وسط العمالقة مثل محمد حسين هيكل وعبد الله عنان المؤرخ الكبير عبر جريدة السياسة، وكذلك تنحيه عن رئاسة تحرير جريدة الشعب عندما اراد صدقي منه ان يهاجم اعداءه تنحى لأنه عفوا اللسان ، وكذلك جرئته في اصدار مجله الفصول في منافسة الاستاذ احمد الصاوي محمد والذي اصدر مجلتي، وكذلك منافسه مجله تاريخ الهلال بتاريخها العريق. زد على ذلك ادبه واخلاقه التي اختبرها مصطفى امين بمزاملته له في جريدة الاهرام وحبه للصحافة بدليل انه كتب في اخر ساعه حال رئاسة مصطفى امين لتحريرها بجنيه بدلا من جنيهين عرضهما عليهم مصطفي امين تخفيفا على مصطفى امين في التكلفة في بدايه ذلك الاصدار، وتقديره للصحافة الوطنية ممثله في مصطفى امين حيث استقال من رئاسة تحرير الاهرام ليعمل محررا في اخبار اليوم دون عقد مكتوب وكذلك اشتراكه في رئاسة تحرير الاخبار 1952 وظل يكتب راي الاخبار لمده 10 سنوات؛ براءته من تهمه الشيوعية التي الصقها به اسماعيل صدقي وذلك عن طريق تحري مصطفى من الدقه في الوثائق الخاصه بالاتهام من ماده لاكتشاف تسجيل تلك الوثائق وكذلك كتابته للبيان الذي اصدره احمد لطفي السيد وشريف صبري باشا وعلي الشمسي وحسين سري لمعرضه مشروع صدقي بيفن.
مقال الفكر القومي المصري خلال نصف القرن
في مجله الهلال عدد سبعه سنه 1980 يعزو محمد زكي عبد القادر اسباب النهضة الى الاحتكاك بالحملة الفرنسية وكذلك البعثات التعليمية ويرى ان ثوره 1919 علاوة على التخلص من الاستعمار فإنها اعطت للمراه وضعا اجتماعيا جديدا يتوافق مع الشرع والذمة المالية المستقلة للمرآه وهو وضع متقدم عما كانت عليه المراه في اوروبا وكذلك عملت على مجانيه التعليم الالزامي والاستقلال السياسي خاصه مع دستور 23 الذي اعطى الاحزاب القائمة قبله حياه حزبيه جديده.
وكذلك تضاءل الحزب الوطني لصالح حزب الوفد ومن نتائج الثورة ان الكتاب (عباس العقاد والمازني والبشري وعلي عبد الرازق وسلامه موسى ومحمود عزمي) اختلطت لديهم السياسة بالفكر والمنهج السياسي بالمنهج الاجتماعي حيث وجد من يمثل كل تيار فكري وساعد على ذلك ازدهار الحرية السياسية والديمقراطية ، وكذلك حركه الترجمة التي نقلت لنا كل التيارات والدليل الابرز على ذلك خروج كتاب علي عبد الرازق وكتاب الشعر الجاهلي وما ثار حولهما من جدل وظهر عدد من الشعراء الكبار بناء على ما سبق استحق هؤلاء صفه جيل الرواد.
يرى محمد زكي عبد القادر ان ثوره 19 لم تقم لأسباب اقتصاديه لان البلاد كانت في حاله رفاهيه ولكنها قامت شوقا للحرية السياسية ولذلك كان شعارها الاستقلال التام او الموت الزؤام.
اصدارات محمد زكي عبدالقادر
١الحرية والكرامة الإنسانية/١٩٥٩. ٢قالت له /١٩٦٨، دار المعارف .٣ نماذج من النساء / دار المعارف ،١٩٦٥. ٤ أجساد من تراب /أخبار اليوم . ٥ أشتات من الناس / أخبار اليوم . ٦ الدنيا تغيرت / مؤسسة المعارف ،بيروت . ٧ الله في الإنسان / أخبار اليوم . ٨ ذنوب بلا مذنبين / أخبار اليوم . ٩ علي حافة الخطيئة / الاخبار . ١٠ قال التلميذ للأستاذ. ١١ لست مسيحا لأغفر الخطايا. ١٢ مطلقة في الانتظار/ الاخبار . ١٣ نحو النور / الاخبار .١٤ محنة الدستور . ١٥ مذكرات وذكريات . ١٦ أقدام علي الطريق.
ملامح فكر محمد زكي عبدالقادر
في كتابه نحو النور وهي نصوص اوردها في عموده اليومي ونشرتها الاخبار مبوبه في الباب الرابع سياسه واقتصاد يسرد بعنوان الجهد والثمرة راصدا العلاقة بين جهد الدولة من خلال الانجازات المادية، بعيدا عن فكره الحرية على انها شيء مذموم مستشهدا بقول جون ستيوارت ميل : في بحث له عن الحرية( ان قدر الدولة يقاس بمقدار أبنائها فان هي صغرت، صغرت من من شانهم وحطت من قيمتهم ليكونوا اداه طيبه في يدها حتى ولو كان ذلك من اجل اغراض ناقصه ويقرر انه لا قيمه للإدارة التي ضحت في سبيل الحصول على اهدافها بالتضحية بأفراد الشعب، اذ قضت على قوه الوطن الحيوية الا لشيء الا لكي تتمكن من تسيير دفة الحكم بسهوله.
وتبقى الحرية وأسئلة المشروع الوطني هي القيمة الأساسية التي يطرحها الواقع: اذ يسرد بعنوان (التوازن المطلوب) قائلا : هل هو التوازن القائم على القوى المادية ام هو التوازن القائم على العدل والحق والقيم الروحية ؛ ثم يفرق ما بين الايديولوجيات والقيم الأخلاقية فالأولى يلزم لها قوه تدافع عنها وتلزم الاخرين باتباعها .اما الثانيه تثير اهتمامات الكافة وتستهويهم ولكنها لن تبلغ مرحله القوى الخلاقة.
مبعث تلك الكلمة هو النقاش حول مفهوم حق تقرير المصير لأهل فلسطين وهي قضيه ذلك العصر.
بعنوان (التشريع الناجح) يستدعي محمد زكي عبد القادر دراسته الحقوقية حيث تخرج عام 1928 من كليه الحقوق ويقرر : ان التشريع يحتاج نوعا من الثبات الانفعالي بحيث تكون ملائمه للفعل الملزم للتشريع ويحذر من الانفعال الذي يؤدي لتراكم التشريعات وتناقضها وذلك حتى تسترد التشريعات احترامها واستمراريتها وهي صرخة ضد الفوضى التشريعية التي نعاني منها الان.
هو ذلك الجيل الذي نما في ظل المشروع التحرري الذي انتج دستور 23 ، هنا صياغه العمود /المقال بصيغه استنكاريه ذلك انه كتب كلمات في كتابه عن الحرية والكرامة في بدايه ستينيات القرن الماضي مستعينا بقول جيفرسون ما دمت قادرا على التفكير بنفسي ولنفسي، فإنني لن اتبع احدا كي تزكو الحرية اذا لابد من التعليم فالتعليم حريه وكرامه ثم يختم مقررا: انه لم يجد لم يجد تغيرا مجتمعيا يستوجب ان يغير اقواله التي طرحها في الكتاب 1959.
اذا هنا الاسلوب التحريري نوع من الاستنكار لحاله الجمود الفكري الذي يعانيه الواقع المصري في سبعينيات القرن الماضي ويؤسس محمد زكي عبد القادر مدرسه المعارضة الهادئة القائمة على العقل اذ يختم مقالاته بحكمه وفكره للتأمل على سبيل العصف الذهني بعنوان ثابت فكره للتأمل ومن امثلتها: قول المؤرخ اليوناني فوسيدس سنه 400 قبل الميلاد: نحن ننظر الى الثروة كشيء يجب ان يحسن استخدامه لا كشيء نباهي به .
ما هي الحكمة هنا من ذلك المقال العمود حيث كتابته في نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث الثروة النفطية القائمة على مستوى الدول العربية وكذلك سلوك الافراد العائدين من دول الخليج وكذلك تأثيرهم على الوحدة الاجتماعية.
يمارس الكاتب طرقه لباب الحرية والمسؤولية حول سؤال الانتماء للوطن؟ ويقرر عده جمل حاكمه: لا راي لمن لا ادام في بيته ؛ ولا راي لمواطن بلا قدره على البحث العلمي. اذا طالبنا الافراد ان يكونوا اقوياء احرار فلابد ان نطالب الرؤساء ومن بيدهم السلطان ان يكونوا احرارا ايضا . هنا العلاقة متبادلة؛ وقوه المجتمع من قوه افراده حكاما ومحكومين .
ثم نأتي للفكرة المكملة كنوع من التدرج في بناء المقالة/ العمود: ( الملق (النفاق )مثل العطر يشم ولا يبلع) لتكون تقنيه السرد العربي في قيمته وهو المثل الذي يجسد الحكمة المبتغاة.
دعونا نتأمل عناوين الأعمدة التي صكها محمد زكي عبد القادر بعنوان عام ونحو النور وهو عنوان جامع مانع يعكس وظيفه العمود الصحفي في خلق حاله تنويريه خاصه وان زهده في فكره المناصب بدليل تنازله عن رئاسة تحرير الاهرام ليكون ضمن صانعي الاخبار وكذلك وعيه القانوني وتعمقه في توظيف الفلسفة كمدلول اجتماعي: التفكير العلمي- حقوق الانسان- الصحافة ومجلس الشعب- واجب المؤرخين- العمق في التفكير- الانسان والحرية- الكلمات والقرارات والنيات- خير الامور الوسط -التوازن والاتزان- الصراع بين الحرية والاستبداد- الاسراف في الكلام -الكاتب واحترام الناس- الشخصية المتكاملة- السطحية- العمل والذكاء- التجربة والمشاهدة- أساتذة الجامعة والوزارة- المشاكل لم تتغير -الاسراف في الاجازات- الشارع المتحضر- مقياس السنه المنقضية اغتيال الارض الزراعية- تفريغ العاصمة- اداب التصرف- تخليد الاسماء والاحداث- الجهد والثمرة)
ولعلنا كنا مبهورين بحفظ محمد حسنين هيكل لكثير من الشعر العربي كحكمه مساويه للسرد ولكننا بدراسة محمد زكي عبد القادر ادركنا ان ذلك من تقاليد المدرسة الصحفية الذي ارساها ذلك الجيل خاصه وان مدرسه الحقوق قد افرزت لمصر قادة ومفكرين خاصه مع رد الاعتبار لمدرسه الاخبار كأول مؤسسه صحفيه كبرى في مصر قائمه على الاسلوب العلمي وذلك على نمط المؤسسات الصحفية الكبرى التي خبرها وتعامل معها مصطفى وعلي امين حاله حياتهم في الغرب للدراسة حيث حصل مصطفى امين على الدكتوراه في العلوم السياسية 1935 وهو امر له عوده. وذلك التوجيه هو نوع من الانحياز لما انحاز اليه محمد زكي عبد القادر وبذلك يصبح عمود نحو النور ملزمه تاريخيه تعكس درجه انتماء مثقف مخلص لقضيته وهي ذات الريفي التي تبدى معدنه المصري الاصيل في كتابه محنه الدستور والذي صدر 1959 وكذلك العطاء القصصي الخاص بكاتبنا هو وما سنعرض له في كتابه لست مسيحا اغفر الخطايا.
ما وراء السرد : قراءه في ابداع محمد زكي عبد القادر القصصي
قصه ملك زمانه صفحه 58 من مجموعه لست مسيحا اخر الخطايا هي قصص سياسيه من الطراز الاول فلسفيه من الطراز الثاني وكانه يناقش في شخصيه عبد الناصر ويحلل ردود الافعال المتباينة تجاهه هنا استراتيجية مكان حيث القطار وتعدد هويات الاشخاص الثلاث وكذلك الزمان من خلال فكره الديوان في الخاص بالقطار وقد كان نمطا سائدا في القطارات المصرية حتى نهاية ستينيات القرن الماضي، هنا يمارس الكاتب سرديتان متوازيتان الاولى في علاقه الاشخاص الثلاثة بفكره الزمن كصدي لفكره الواقع المعاش من خلال فكره التجاوز والرهان على الزمن، والحبكة واحده ولكنها صيغت على نمط المسرح التحريضي الصادم للواقع من خلال كثافه الأسئلة، ليمارس فكره التخييل الذي يخدم العقدة الرئيسية في الواقع، من خلال رمزيه العلاقة ما بين الرجل والمرآه الوارد حالهم في القصة، هنا تحقق تقنيه القصة داخل القصة نوعا من كثافه الاقناع للمتلقي ولكن هنا مستوى قراءه الابداع القصصي لمفكر في حجم محمد زكي عبد القادر هنا يكون التأويل ضرورة حيث دلاله التجاور الكابينة داخل القطار وبالتالي توظيف دور الكمسري كمراقب للأحداث انه رأى المشهد من خلال تقلبات الحديث ما بين الرجل وزوجته. وعندما يناقش العنوان الفرعي في ظل العنوان الرئيسي حيث فكره المسؤولية الفردية على المجتمع، ونحن هنا بصدد المستوى القصصي للتعبير عن ازمه المثقف المصري في فتره الستينيات ويتم التعامل مع ذلك النص بنفس التأويل للسلطان الحائر( الحب الخوف الكراهية ) وهو نوع من تأويل واقع فكري جاءت اللفتة القصصية كحجر في مياه الواقع الراكد.
هنا يكتب محمد زكي عبد القادر القصة بتقنيه الصحافة وهو امر ملتبس لمن يقرا ذلك الصنف من الابداع فيأخذه بالانطباع العام عن عمله وفكر المؤلف حيث يورد الجملة الختامية في مقدمه القصة مصحوبه بمشهد بصري : ولماذا لا اخدعها ان من الخديعة احيانا يكون الترياق .
ولكن السؤال المعرفي الاهم هل اثر محمد عبده زكي عبد القادر السلامة ما بعد 52 وكان تعبيره قصصيا محملا بهموم العقلية ربما قصه وقع الاقدام وهي تضعنا في مازق نقدي ، هل الصورة القلمية جنس ادبي ام فن من فنون التحرير الصحفي؟ عندما نحاول الإجابة نجد اننا بصدد خيط رفيع يجسده مدى علاقه الصورة القلمية بواقع مفروض فمثلا تصوير الابعاد النفسية لدى شخصيه معروفه مثل( سين) من الناس هو نجم او شخص مختلف عليه او متفق عليه ؛ ويكون استخدام البلاغة الأدبية نوعا من الرسالة المعرفية التي يريد الكاتب ان يوصلها الينا سواء كان تقبيح الصورة الذهنية او تجميلها او تسويقها ، وهنا تصبح البلاغة العربية حماله اوجه وعلى المتلقي ان يقرأها وفق ردود افعاله تجاه العبارات الحاكمة ووفق خبراته الخاصة تجاه الشخصية المقصودة بالصورة القلمية وهي نوع من النثر الفني كما اورده الجاحظ مميزا النثر الوصفي كما ورد في كتاب الحيوان وبالتالي جاءت الصور القلمية التي صاغها الجاحظ عن البخلاء نوعا من الدعم الاخلاقي للقيم العربية مثل الجود والكرم وكذلك ادانه نمط من انماط الانفاق للمال، خاصه مع رؤيه الاسلام للمال انه على سبيل الاستخلاف وليست الملكية.
اما قصه وقع الاقدام فهي نوع من المونودراما في صيغه تأملات وبالتالي نبحث عن مواصفات البناء القصصي من حيث صراع البطل مع ذاته حيث تصبح قناعاته التي تراكمت عبر الايام ثقيلة عليه وموطئ مراجعه حيث تصبح الذات مراه تنعكس عليها الاحداث الماضية بكل ثقلها وبذلك تتماس تلك الرؤية مع طبيعة المتلقي حاله تشابه احداث حياته مع تلك الاحداث التي عبرت عنها ذات المبدع ، وكذلك اضمار فكره الصراع كجزء رئيسي في البناء القصصي من خلال طرح فكره البدائل في صوره أسئلة ودوما ما يكون السؤال نوعا من الحيرة وعدم الانحياز لنمط معين من التصرفات الإنسانية التي تجسدت امام عين المتأمل : ذهبت التجربة رمالا تسفوها الرياح، واتمنى لو عاد طفلا لكي يبدا من جديد او ليقنع بجهل الطفولة وسعادة الجهل ابدا الحياه.
زمن كتابه القصة شيخوخة الكاتب ليستعرض خلاصه حيرته الوجودية من الكتابة وهو متوافق مع شخصيه محمد زكي عبد القادر حيث كان يتجنب الصدامات ويؤثر السلامة حيث يقول كلمته في صمت ويرحل لما لا وهو صديق المبدع القانوني والمصلح الاجتماعي الذي راهن على ذكره في مراجع القانون وبوابه العلم حيث هي الاخلد والأبقى وهو الاستاذ الدكتور وحيد رافت.
الساخر الكاره
ذاكره الريف المصري من باب الشخصيات ذات الايقاع المختلف البعيدة عن النمط التقليدي للريف حيث يستعرض الكاتب نموذج الشيخ عبد الرحيم ذلك التناقض الحي الذي جاءت فيه القصة من بدايتها عام 1928 وهي السنه النهائية لتخرج المؤلف وعشر سنوات بعد ذلك.
العقدة الدرامية التي ساقها هي القدرة على تجاوز الازمات الخاصة والبحث عن معادل موضوعي من خلال السعي للعب دور، وهي شخصيه دراميه لها صدى واقعي جاءت متوافقة مع فكره السير مع الزمن والقدرة على تجاوزه ولكن الزمن كان هو الاقوى مع ضعف الجسد وعجزه عن متطلبات الشكل المبالغ فيه والسبب هنا في كراهيته للحياة ان نمط الحياه نفسها ليس دافعا للحب. شخصيه تمارس الشر من باب العدمية ولكن نمط التحقق من خلال النسل كثقافه سائدة في ثلاثينيات واربعينيات القرية المصرية لم يتحقق له.
الجيد في ادائه القصصي كمحمد زكي عبد القادر وفره الذاكرة من خلال ثراء الواقع سواء من حيث رؤيته لواقعه الريفي بحكم تمايزه الاجتماعي وقتذاك وكذلك وفرة النماذج الإنسانية التي قابلها خلال عمله مع مهاره التحليل.
وطنه قضيته
جاء العمل القصصي لدى محمد زكي عبد القادر تعبيرا عن مخزون حياته ولعل تلك القصة استهلال لوجدانها حيث عاصر ثوره 1919 وعمره 13 عاما وجنى ثمارها وتعامل معها عام 1928 بعد تخرجه من كليه الحقوق هنا الانتماء الذي حققه حب سعد لوطنه وهو فلاح وفكره الوطن دون العرق حيث انتماء الشاب لجيله وهدير الجماهير متمردا على انتمائه عرقيا للأتراك حيث يضع مشاعره ودوره الملح عليه بحكم انتمائه لمصر ولاده وحياه ، وبذلك تؤرخ القصة للتغيرات النفسية التي اجرتها ثوره 19 على فكره الوطن من خلال ذلك الشاب الذي تمرد على مخطط والده له.
المهم عندنا ان العطاء الادبي لمحمد زكي عبد القادر جاء اجابه عن عده أسئلة حيري في عقله ومعبرا لرصيد معرفي يتداول داخله ولكن زمن اخراجه جاء في فتره زمنيه مليئة بالأحداث المضادة والساعية لتكريس ذاتها على حساب اللحظات التاريخية الماضية وبالتالي سعي اللا وعي الخاص به للتمرد على منتج اللحظة التاريخية الذي شكل وعيه وذاته ولعلها تلك اللحظة ونفس التفسير الذي حدا بسعد مكاوي لإبداع روايته السائرون نياما وكذلك الاعمال الأدبية لمصطفى امين والتي تعكس الواقع الاجتماعي والنفسي الذي تمخضت عنه ثوره 19 وبالتالي ضرورة قراءه المعرفة تأويلا في ابداع محمد زكي عبد القادر حيث هو ذات تربت ما قبل 52 وعاشت بعدها تحاول ممارسه القناعات الخاصة بها في اطار فلسفه اجتماعيه جديده واشكال تعبيريه جديده عن الحراك السياسي ان وجد لغياب الاحداث واحداث صيغه توافقيه تصادر على الاختلافات الطبيعية في العقول والبشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام