الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يتأسس التحالف الديمقراطي ..؟! - البحرين

فاضل الحليبي

2003 / 6 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


 
يجري الحديث هذه الايام عن وحدة التيار الديمقراطي، التحالف الديمقراطي، التيار الليبرالي وان اختلفت التسميات تبقي هناك آراء متعددة في الموضوع، دعونا نتساءل عن تلك الدعوات واطلاقها في هذه الايام تحديدا، اي بعد سقوط الطاغية صدام ونظامه الفاشي واحتلال العراق من قبل الامريكان والبريطانيين، علي أي مفاهيم تستند تلك الدعوات، وما هي المنطلقات والاسس لذلك، وهل تؤسس لقواعد صلبة يقوم عليها ذلك المبني والصرح العتيق، هل توجد ارضية قوية، وما هي الهوية الجامعة لذلك التحالف أو التيار، بعد ان اصبحت المصالح هي الغاية والوسيلة للتعاون وللتعاضد، وهل سيبقي التعدد، وفقا لمفهوم الرأي والرأي الآخر؟. بمعني ادق ليس من المهم ما هي البوصلة الفكرية والايدولوجية لهذا التيار أو ذاك،ئئ
علينا ان نحدد وبوضوح: ما هي خطواتنا واهدافنا وبرامجنا للناس، حتي لا يكتنف الغموض والضبابية عمل ذلك التيار المنشود والمزمع تشكيله اذا تم التوافق في الفهم. لا يمكن ان نخطو خطوة للامام ونتراجع خطوات عديدة، نتساءل هل توجد ثقة متبادلة ما بين الاطراف المعنية بذلك الفعل، لا تكفي النوايا الحسنة أو الاجتماعات الودية ثنائية أو جماعية، علينا ان نرسم خطواتنا بصورة صحيحة لكي نعرف بالضبط، ماذا نريد من قيام ذلك التحالف وما هي الدوافع الحقيقية لقيامه وما هي القواسم المشتركة لاطراف ذلك التحالف. التجربة الماضية للاطراف الوطنية تؤكد بانه لا زالت هناك معوقات وصعوبات وتعارضات وتجاذبات في تأسيس التحالفات الوطنية وتعميق الاساليب والمفاهيم الديمقراطية في العمل الوطني، وبالتحديد بين القوي المتقاربة في بعض الآراء والاطروحات المجتمعية وليس بالضرورة الايدولوجية او الفكرية، هناك اليوم من يتنصل من الفكر التقدمي ذي الابعاد الانسانية وبالمقابل يوجد تيار وطني ديمقراطي يؤكد علي التمسك بالافكار التقدمية الانسانية وفق المنهجية العملية للواقع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، فالقوي التي لا تكون رؤية المعالم والتضاريس لديها واضحة لا تستطيع ان تتحمل مسئوليات اكبر من حجمها الطبيعي في المجتمع، ولا تستطيع ان تتصدي للتحديات المتعددة الاوجه وبشجاعة دون ريب او محاباة او مجاملات وابتسامات كاذبة، فالوضوح في المواقف والاحداث المتسارعة في المجتمع تؤكد علي اهمية وجود بوصلة فكرية وسياسية ترسم لك الدرب، وتجعل الناس يحترمون موقفك وان اختلف البعض معه، لابد ان تكون تلك القوي صادقة وصريحة مع الجماهير، ليعرفوا من هم الوطنيون الديمقراطيون وما هي برامجهم واهدافهم، فالتيارات الاخري تطرح افكارها وبرامجها للناس ويعرفون من هي، وفي اللحظات الصعبة، عندما تتطلب اتخاذ مواقف من قضية ما، تحدد مواقفها وتعبر تلك القوي الاجتماعية عن مرئياتها بوضوح للناس، لا تخشي عتب او لوم الآخرين، فهي صادقة مع فكرها وموقفها السياسي، فالتجربة الماضية تؤكد بالوقائع والحقائق، بان القواعد الديمقراطية للقوي الديمقراطية والتقدمية، هي التي تستطيع ان تؤسس لتحالف التيار الوطني الديمقراطي القادر بان يقوم بواجباته الوطنية اتجاه الوطن والشعب، وان يكون ذلك من خلال مؤسسات وهيئات المجتمع المدني، تكون هي المحك الحقيقي للتجربة والامتحان الاول لنجاح ذلك المشروع، ان وجدت الارادة الصادقة والثقة ما بين القوي الديمقراطية.
بعض الاحيان تطرح المشاريع بكثرة دون دراسة الواقع المحيط هل هو هروب من الواقع والازمة التي تعيش الاطراف الوطنية والبلبلة والارباك الذي يحدث ما بين الفينة والاخري وعدم الجرأة في اتخاذ المواقف، فالقوي الديمقراطية التي لا تستطيع ان تصدر بيانا ثنائيا ما بينها عن قانون الاحوال الشخصية كيف لها ان تؤسس تحالفا ديمقراطيا بين كل الشرفاء فالبحرينيون يتمنون ان يتأسس ذلك التحالف الديمقراطي ولكن علي اسس صحيحة تحترم فيه اراء واطروحات الجميع وان تكون النواة الاساسية لذلك التحالف الديمقراطي، الركيزتين الديمقراطيتين والقوي والشخصيات الوطنية الديمقراطية المستقلة وان يسبق مرحلة التنسيق لقاءات ثنائية، تؤكد ان الموضوع يتصل بآليات قيام ذلك التحالف وليس مواضيع اخري مثل الدمج او تأسيس حزب ديمقراطي فطرح مثل هذه المواضيع يعني البدء بالتباين والاختلاف في الفهم لقيام ذلك التحالف الديمقراطي الذي يؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية ومع الاحترام لجميع الآراء المطروحة في الساحة يبقي الامل معلقا علي المخلصين من ابناء هذا الوطن في قيام تيار وطني ديمقراطي قوي تستطيع من خلاله القوة الوطنية طرح مرئياتها السياسية كقوة حداثة تعقلن الواقع المجتمعي في ظل التوازنات الجديدة الناشئة في المنطقة العربية والعالم.
18/06/2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |