الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف إسبانيا وفرنسا من نزاع الصحراء الغربية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هل حقا يستحق القول وترديد ما ردده وزير خارجية النظام المزاجي المخزني ، ناصر بوريطة ، وسفير النظام عمر هلال ، طبعا لهم العذر كامل العذر ، لانهم مزاجيون في دولة مزاجية " بايْ بايْ الاستفتاء ، بايْ بايْ تقرير المصير " ، معتقدين بمزاجية مفرطة ، ان اسبانية الدولة ، والجمهورية الفرنسية ، هما مع حل الحكم الذاتي ، أي هما مع مغربية الصحراء . وقد زاد من المزاج السريالي ، التحجج بتصريحات قيلت هنا او هناك ، من قبل شخصيات لا تؤثر في السياسة الدولية ، ولكن التحجج بتصريحاتها الزبونية ، هو لمواساة النكسة الفارضة نفسها من خلال التحليل العلمي للوقائع ، ومن خلال معرفة الحقيقة الصادمة ، التي يجري تفاديها بالتصريحات المزاجية ، التي لا علاقة لها بحقيقة المواقف الدولية ، من صراع الصحراء الغربية .. وهنا كم يكون نصرا خياليا ، عندما يكيفون وبسبب الهزيمة، كل محاولة لجلب مسؤول فرنسي كوزير الخارجية مثلا ، بانه نصر مبين ، وموقف داعم لحل النظام لنزاع الصحراء الغربية . في حين ان الزيارة تتم من باب اللباقة ومن باب القيم الفرنسية ، ما دامت الزيارة بدعوة من بوريطة المغربي ، تخدم المصالح الفرنسية ، ولا تتنازل عن الموقف الفرنسي الأخلاقي والمبدئي ، الذي هو القانون الدولي ، والمشروعية الدولية التي تتلخص في الاستفتاء وتقرير المصير ، لشعب اعترف به العالم ، واعترف بحقوقه المشروعة ، كما اعترف بها ملك المغرب شخصيا في يناير 2017 / الجريدة الرسمية 6539 / يناير 2017 .
لكن الموقف الفرنسي من النزاعات الدولية ، ومنها نزاع الصحراء الغربية ، هو الذي تعبر عنه الدولة الفرنسية ، من خلال مؤسساتها الدستورية المخولة للاختصاص ، وطبعا باحترام المشروعية الدولية والقانون الدولي ..
ونفس الشيء يتم تكييفه من المواقف الاسبانية ، التي تعكس مواقف خاصة لأشخاص ، ولو مسؤولين كرئيس الحكومة ، ولا تعكس مواقف الدولة الاسبانية التي ترتبط بالمشروعية الدولية ، وبالقانون الدولي العام .. ومرد هذا التصرف المزاجي طبعا ، التغطية على الفشل ، والكذب بتعويم مواقف الدول داخليا ، أي مغربيا ، لخلق فرجة من النقاش وسط الرعايا الجاهلة لما ينتظر الصحراء من حلول ، والجاهلة لموقف الدول ، والأمم المتحدة الحقيقي من نزاع الصحراء الغربية ، ومن الوضع القانوني للصحراء امميا . ففي باب مقر الأمم المتحدة ب New York ، هناك خريطة العالم ، تضم خريطة المغرب ما قبل سنة 1975 ، وتضم خريطة مكتوب عليها ، الصحراء الغربية ، وليس مكتوبا عليها الجمهورية الصحراوية ، لان الدولة الصحراوية لم تنصص عليها المشروعية الدولية ، قرارات الأمم المتحدة منذ سنة 1960 ، وقرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 . وحين تعرض الأمم المتحدة لخريطة العالم ، وبها منطقة تسمى الصحراء الغربية ، فالأمم المتحدة تعتبر الإقليم من المناطق التي تنتظر الاستفتاء ، وطبعا تبحثها دائما اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار .. فعن أي انتصار يتحدث بوريطة ، ويتحدث عمر هلال حين رددا مزاجيا " بايْ بايْ الاستفتاء . بايْ بايْ تقرير المصير " ..
ان موقف فرنسا واسبانية من نزاع الصحراء الغربية ، هو مع المشروعية الدولية ، ولا يمكن ان يكونا ضدها ، ويكونا ضد القرارات التي يتخذها الاتحاد الأوربي ..
لكن تبقى بعض المواقف الشخصية لبعض السياسيين الاسبان ، تعكس مواقف الأشخاص ، ولا تعكس مواقف الدولة الاسبانية . كما ان بعض تصرفات بعض المسؤولين السياسيين الفرنسيين ، التي يحاول بوريطة تفسيرها بغير حقيقتها ، للتخفيف من وطئ الازمة الخطيرة التي تنتظر نزاع الصحراء الغربية ، لا تعكس حقيقة تصرف المسؤول الفرنسي ، ولا تعكس حقيقة المواقف الفرنسية التي تنتصر للقانون الدولي ، وللمشروعية الدولية ، والتي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بما تروجه الآلة المزاجية المخزنية ..
لكن وبخلاف الموقف الفرنسي المساير للقانون الدولي وللمشروعية الدولية ، وطبعا تعكسه المؤسسات السياسية الدستورية الفرنسية ، وعلى رأسها قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، تبقى اسبانية ، ومن خلال التصرفات الأحادية الجانب لبعض المسؤولين ، محط تساؤل عن المغزى من تصرف ما ، لمسؤول ما ، كرئيس الوزراء Pedro Sanchez ، عندما يفهم ، او يريد ان يفهم النظام المزاجي المخزني البوليسي ، تصرف المسؤول الاسباني الأحادي الجانب ، كتصرف مؤيد مثلا لمغربية الصحراء ، من خلال تأييده لحل الحكم الذاتي كخيار جدي ، وليس كخيار وحيد لفض النزاع . وهنا يفهم النظام المزاجي البوليسي المخزني ، او يريد ان يفهم موقف المسؤول الاسباني فهما مخزنيا ، معتقدا انه يتعامل مع رعايا لا يحترمهم .. ويبقى موقف المسؤول الاسباني الغامض ، تفسره الخطوات ، ونهاية التوظيف القانوني لنزاع حسمه القانون الدولي ، وحسمته المشروعية الدولية ، التي لا يمكن الخروج عن نصوصها ، الا بمشروعية جديدة ، وخلال دورات متعاقبة من قبل مجلس الامن ، ومن قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة .. وعدا هذه الحالة ، فان تصرف أي مسؤول اسباني ، لا يمكن ان يخرج عن القاعدة العامة للقانون الدولي ، ولا يمكن ان يتصرف ضد المشروعية الدولية . فالمسؤول الاسباني قبل ان يتصرف ، فهو يوازي بين نوع التصرف الذي قد يبدو شاردا عن القانون الدولي ، وبين القيمة المضافة التي يجنيها من وراء التصرف الأحادي . فطالما ان التصرف يبقى احاديا ، فقيمته في الإضافة القانونية للتصرف . هل تتوافق مع القانون الدولي او تخالفه . وبما ان من يحكم نزاع الصحراء الغربية ، هو القانون الدولي والمشروعية الدولية ، فموقف الدولة الاسبانية يبقى هو الأصل ، ويبقى الموقف الشخصي للمسؤول الاسباني هو الاستثناء ، كما يبدو . لكن هل Pedro Sanchez حقا يعترف بحل الحكم الذاتي ، ومنه يعترف بمغربية الصحراء ، وهو يعلم ان الموقف الأخير ، هو موقف الدولة الاسبانية المتماشي مع القانون الدولي العام ، ومع المشروعية الأممية .. ، فهل الدولة الاسبانية كدولة اوربية مسيحية ، ستتصرف ضد قرارات مجلس الامن ، وضد قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تعالج قضية الصحراء الغربية ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار .. وهل الدولة الاسبانية كدولة اوربية ديمقراطية ، ستخرج عن القرارات ومواقف الاتحاد الأوربي ، وتتصرف ضدها في نزاع الصحراء الغربية ، وفي المواضيع التي تعالجها قرارات الاتحاد الأوربي ، خاصة وان لقرارات الاتحاد الأوربي المتخذة بالأجماع ، حق الاسبقية ، والاولوية ، والافضلية بالتنزيل ، اذا تعارضت مع القوانين الداخلية ، التي هي قوانين سيادة . وهنا يكون موقف Pedro Sanchez الذي يبدو تصرفا احاديا ، هو استعمال للسياسة ، وليس خروجا عن القوانين ، قوانين مجلس الامن ، وقوانين الجمعية العامة ، وقوانين الاتحاد الأوربي ... ويكون Sanchez من جهة يضرب في حل الحكم الذاتي ، لأنه حل تجاهله ورفضه المجتمع الدولي ، عبر مؤسساته ، ومن جهة يكون Sanchez يخدم مصالح اسبانية الضيقة ، مع النظام المزاجي المخزني البوليسي .. وتكون الدولة الاسبانية بكل مؤسساتها الدستورية مع المشروعية الدولية ، مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومع الاتحاد الأوربي التي هي جزء فاعل فيه .. ويكون النظام المزاجي المخزني البوليسي ، من جهة قد فقد السيطرة على الصحراء ، لأنها مسألة وقت بدأ ينفد ، ومن جهة فقد اية إمكانية لاسترجاع سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية التي اعترف بإسبانيتها .
ونفس الموقف نراه عند الجمهورية الفرنسية ، التي ترتبط بالقانون الدولي ، وبالمشروعية الدولية ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة / اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، والاتحاد الأوربي ، واحكام محكمة العدل الأوربية ، التي تعتبر حدا فاصلا من الوضع القانوني لقضية الصحراء الغربية ، اوربيا ..
ان فرنسا التي كانت تتظاهر بصداقتها ، للنظام المزاجي المخزني البوليسي ، سيما في صورته التقليدانية ، النيوبتريمونيالية ، النيوبتريركية ، الرعوية ، الطقوسية ، الثيوقراطية ، الافتراسية .. وليس للشعب المغربي الذي حرمت طبقاته المختلفة ، من التأشيرة الفرنسية ، لزيارة فرنسا لأغراض مختلفة ، كعقوبة عن جريمة Pegasus Gate ، و Morocco Gate ، التي اقترفها البوليس السياسي المخزني والقصر ، ولا يد للشعب المغربي فيما حصل .. هي بدورها لا تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، وبعد ان كانت في بعض الخرجات ، لإعطاء النظام المزاجي نوعا من الامل ، تعتبره بالجدي ، جدي لكنه ليس الوحيد ، لان فرنسا الدولة تعتبر الاستفتاء وتقرير مصير الشعب الصحراوي ، هو الحل الديمقراطي الوحيد لاختيار جنسية الصحراء الغربية ، وهو موقف محايد طالما انها تنتظر نتيجة الاستفتاء ، التي تصبو لتنزيله .. وهو موقف الاتحاد الأوربي ، وموقف مجلس الامن ، وموقف الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وموقف القضاء الأوربي ، وموقف محكمة العدل الدولية في قرارها الشهير في 16 أكتوبر 1975 ..
فرنسا العضو الدائم بمجلس الامن ، وتتمتع بحق الفيتو ، تساهم في نقاشات مجلس الامن ، لنزاع الصحراء الغربية ، وتصوت لصالح قرارات مجلس الامن ، التي تنصص فقط حل الاستفتاء وتقرير المصير ، في المرحلة النهائية لتحديد جنسية الصحراء الغربية .. ولا بد من الإشارة ، الى ان القرار الذي ستخرج به محكمة العدل الاوربية ، سيكون حاسما في تحديد موقف الاتحاد الأوربي من الوضع القانوني للصحراء .. وبما ان قرار المحكمة المنتظر معروف ، فالاتحاد الأوربي ومنه فرنسا النووية ، سيزيلون أي غموض بالنسبة للموقف من الصحراء ، وسيعتبرونها ليست مغربية ، أي المساندة العلنية الواضحة لحل الاستفتاء وتقرير المصير ..
ان الحاصل في تطورات التصرفات الفرنسية السابقة ، وكانت بمواقفها تلك ، يعتبرها النظام المزاجي المخزني البوليس المنهزم ، احسن صديق يدافع عن النظام المخزني . في حين ان فرنسا التي تصوت بمجلس الامن على كل القرارات التي تنصص على الاستفتاء وتقرير المصير ، كانت كلما قرب خنق النظام المزاجي ، مثلا كالمطالبة بتوسيع صلاحيات المينورسو ، خاصة رقم 690 ، كلما تدخلت لتعطيل تنزيل القرار الذي صوتت عليه بمجلس الامن .. ففرق بين التعطيل ، وبين القرارات التي تم تعطيلها مؤقتا ، وتنتظر التنزيل عندما يحل اجلها الذي لا ريب فيه ..
وبما ان فرنسا عضو بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، فهي من الدول التي تدعم حل ازمة الصحراء ، من قبل اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، وهذا اعتراف فرنسي ، بان الصحراء ليست مغربية ، حتى قبل صدور قرار محكمة العدل الاوربية المنتظر ..
اذن . ما نستخلصه من هذا التحليل ، خاصة وامام تعقيد العلاقات بين قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، وقصر " توارگة " ، بين Emanuel Macron وبين محمد السادس ، وبقاء الرئيس الفرنسي على مواقفه الرافضة لإعادة العلاقة مع محمد السادس ، في انتظار الخلف ، بسبب جريمة Pegasus Gate و Morocco Gate ..
وان الدولة الاسبانية ، التي تلتزم بقرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، وقرارات الاتحاد الأوربي ، وقرارات محكمة العدل الاوربية ، وسابقا قرار محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 ... لا يعترفان بمغربية الصحراء ، ويريان الحل في تنزيل المشروعية الدولية ، التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، الحل الديمقراطي الوحيد المؤهل والمخول لتحديد جنسية الصحراء ، طبعا بعد ان يعبر الصحراويون عن ارادتهم الحرة والنزيهة ، طبعا تحت اشراف الأمم المتحدة ..
هذا دون ان ننسى ما يتم إنجازه جغرافيا ، على صعيد جمع ( شمل ) ( اتحاد ) مغاربي ، كما جرى في تونس مؤخرا ، بين تونس والجزائر وليبيا .. رغم ان الهدف هو عزل النظام المغربي ، وعزل المغرب ، والانتصار للدولة الصحراوية ، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، التي ستحل محل المغرب ..
والمشكل ان تونس هي من تحتضن لقاء العزلة ، عزلة المغرب ، وعزلة النظام المزاجي .. فهل تنجح عزلة المغرب .. وهل يتم الانتصار للدولة الصحراوية التي اعترف بها النظام البوليسي المزجي المخزني .. طبعا مع الطابع الاممي المناصر والمحبذ للقانون الدولي وللمشروعية الدولية .. لحل نزاع الصحراء الغربية .. النظام المزاجي تنتظر أياما عصيبة ، قد تطيح به اذا استقلت عنه الصحراء ، وأُنشئت بجواره حدود الجمهورية الصحراوية ، التي ستعوض حدود الجمهورية الموريتانية ..
فاين وزير خارجية النظام المزاجي البوليسي ناصر بوريطة ، وسفير النظام البوليسي المزاجي بالأمم المتحدة عمر هلال ، من ترديدهما ، وطبعا مزاجيا
" ههه بايْ بايْ الاستفتاء . ههه بايْ بايْ تقرير الصير".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث