الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية السياسة الخارجية الغربية

محمد رضا عباس

2024 / 4 / 24
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


بعد حرب غزة اصبح لا احد في العالم يشك بازدواجية الغرب في التعامل مع الاحداث العالمية وخاصة احداث الشرق الأوسط. تحركهم نحو القضايا العالمية يأتي فقط لحماية مصالحهم , وعدا ذلك فلا حقوق انسان و لا حق تقرير المصير و ديمقراطية او سيادة وطنية , وهي حقوق إنسانية اساسية نادت بها جميع الديانات السماوية ولكن استخدمها الغرب لضمان مصالحه متى تعرضت الى الخطر . امثلة كثيرة على خرق الغرب لهذه الحقوق البشرية في الشرق الأوسط بعد منتصف القرن الماضي ومنها:
1. عنما اممت مصر العربية قناة السويس , أعلنت اسرائيل وبريطانيا وفرنسا الحرب على مصر , وكان قناة السويس ارض اوربية وليست على ارض مصر .
2. تدبير انقلابات عسكرية على الحكومات التي ترفض الهيمنة الغربية , فعندما قرر الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الخروج من حلف بغداد وتأميم القطاع النفطي بدأت المؤامرات تتتابع على عبد الكريم قاسم حتى اسقطته عام 1963 .
3. وعلى الرغم من علم الغرب ,ان فلسطين عربية وان سكانه رحلوا قسرا منه , الا ان الغرب دعم إسرائيل بكل قوة في حرب عام 1967.
4. الغرب هو الذي أوقف زحف القوات المصرية في حرب التحرير عام1973 . والغرب هو الذي اقنع الرئيس أنور السادات بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل.
5. والغرب هو الذي مهد الطريق للقوات الصهيونية باحتلال بيروت عام 1982. هذا ولم يتعافى لبنان سياسيا و اقتصاديا منذ ذلك الوقت بعد ان كان يسمى " سويسرا الشرق".
6. وقف الغرب مع نظام صدام حسين ضد ايران على الرغم من معرفته بان صدام هو من بدء الحرب . الغرب حاول اسقاط النظام الجديد في طهران عن طريق هذه الحرب و دعم العراق ماليا وعسكريا و معلوماتيا , حيث كانت الأقمار الصناعية الامريكية ترصد تحركات الجيوش الإيرانية وترسلها الى سفارتها في العراق والتي بدورها ترسلها الى وزارة الدفاع العراقية.
7. ومع ادانتنا الشديدة لاحتلال قوات صدام حسين دولة الكويت الشقيقة , الا ان خوف الغرب على سيطرة صدام حسين على الكويت سيجعله يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم , الامر الذي حرك جيوش 36 دولة ضد صدام وإخراج جيشه من الكويت عام 1991.
8. ومع دعمي اسقاط نظام صدام حسين لكثرة جرائمه ضد أبناء وطنه , الا ان اسقاطه جاء ليس من اجل زرع نبتة الديمقراطية في العراق , وانما جاء هذا السقوط خوفا من وقوع العراق تحت هيمنة قوى مناوئة للولايات المتحدة , وبعد ان تأكدت الإدارة الامريكية ان النظام قد استهلك واندثر ولم يستطع الوقوف على رجله.
هذا ما تحمله الذاكرة , وربما يستطع القارئ إضافة وقائع أخرى , ولكن النقطة التي اريد اثارتها هو ان إصرار إسرائيل على تدمير قطاع غزة ارضا وشعبا لا يمكن ان يكون لولا الضوء الأخضر من الغرب . إسرائيل لا تستطع رفض قرار امريكي وما تماديها بخرق جميع بنود القرارات الدولية الا بموافقة الغرب , وخير دليل هو ما صدر من قادة الغرب من تصريحات تخدش الوجدان ضد شعب فلسطين ذلك الشعب الذي طرد من ارضه ولا يريد سوى الرجوع اليها .
الغرب لا يحترم الإرادة العربية حتى مع أولئك الذين قبلوا التعايش مع الكيان الصهيوني , حيث ان هذه المجموعة أصبحت محرجة امام شعوبها . ففي الوقت الذي يستخدم الكيان الصهيوني سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين , تطالب الإدارة الامريكية السعودية بالاعتراف بالدولة الصهيونية , وتسوق للعالم ان إسرائيل لم تخرق القانون الدولي على " الاطلاق".
تصور لو ان جيش عربي دخل مدينة إسرائيلية , ماذا سيكون رد الفعل الغربي لهذا الدخول ؟ هل سيسمح الغرب استمرار التدمير فيها اكثر من ستة اشهر ؟ هل سيسمح بقتل اكثر من 31 الف من هذه البلدة؟ وهل سيختلف الغربيون على تشريع قرار دولي لوقف القتال بأسرع وقت ممكن ؟ بكل تأكيد سوف ترسل جيوشها لإنقاذ الكيان , كما فعلو في عملية " طوفان الأقصى" . فبعد ساعات من بدء العملية , قامت أمريكا والغرب ارسال بواخرهم و مدمراتهم بأقصى سرعة مع تزويد إسرائيل بجميع ما تحتاجه من سلاح واموال , سبعة مليارات دولار وضعت تحت تصرف الكيان .
هناك تمييز عنصري غربي ضد العرب , فلا يسمح لهم بالتحرك والتغيير الا بقدر ما يريده الغرب . تصور كل هذا القتل في غزة , ولم يخرج تنديد واحد من دولة غربية ضد القتلة . بل بالعكس خرجت تنديدات ضد الفلسطينيون وهم يرمون تحرير أرضهم . لقد استشهد قبل فترة قصيرة سبعة من المطبخ العالمي في غزة بضربة جوية إسرائيلية , الغرب بأجمعه ندد بقتلهم ولكن قتل اكثر من 31 الف فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء لم يحرك ضمائرهم !
هل ان قتل مواطن يحمل الجنسية الغربية دمه حرام , والعرب الذين قتلوا في غزة غير حرام ؟ هل ان قتل مواطن يحمل الجنسية الغربية لحمه حرام , ولحم العرب حلال ؟ اليس قيمهم تدعوا الى حقوق الانسان أينما كان ؟ على ما يبدوا ان هذا القانون لا يشمل منطقة الشرق الأوسط وشعبه . حتى دعوتهم بعدم السماح لإسرائيل بدخول رفح كانت دعوة ليس ضد الاحتلال , وانما دعوة ضد " القتل الجماعي " ضد هذه المدينة الباسلة . انه الاستعمار بكل قباحته , ادخلوا رفح ولكن لا تقتلوا الكثير من أهلها . باختصار ان حرب غزة كشفت فساد الغرب واستهجانه بالعرب , وعلى العرب اخذ العبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس