الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُسَمِّيهِم -لمْ يبقََ مِنَ الوقتِ كثيرا-

أفنان القاسم

2024 / 4 / 24
الادب والفن


أُسَمِّيهِمْ "لَمْ يَبْقَ مِنَ الْوَقْتِ كَثِيرا"


قصيدة

أُسَمِّيهِمْ "لَمْ يَبْقَ مِنَ الْوَقْتِ كَثِيرا"
الْمَرْضَى فِي الْمَصَحَّاتِ الْعَقْلِيَّةْ
وَالْمُصَابِونَ بِالسَّرَطَانِ فِي مَرْحَلَتِهِ الْأَخِيرَةْ
الْقَتَلَةُ بِأَمْرٍ عَاجِلٍ يَسْقُطُ عَلَيْهِمْ
فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْوَقْتِ كَثِيرا
كُلُّ أَمْرٍ نَافِذُ الْأَمْرْ
كُلُّ أَمْرٍ يُقَايَضُ عَلَيْهْ
بِثَمَنٍ أَوْ بِغَيْرِ ثَمَنْ
مَجَّانا
الْأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةْ
فِي بَحْثِهَا الدَّائِبِ عَنْ إِرْضَاءِ مَا لَا يُرْضَى
عَمِيقًا فِي الذِّئْبِيَّةِ الْبَشَرِيَّةْ
عَمِيقًا عَمِيقًا عَمِيقا
سَعَادَتُهَا أَلَّا تُؤْذَى الْحَيَاةُ إِلَّا فِي أَكْبَادِهَا
كَيْفَ إِذَنْ لَا تَتَسَاقَطُ الْأُمَمْ
كَيفَ إِذَنْ لَا تَقُومُ الْآلِهَةُ مِنْ قُبُورِهَا
كَيْفَ إِذَنْ لَا تَنْهَارُ الْقِيَمْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا تَتَهَدَّمُ الْحَضَارَاتُ عَنْ حَوَافِّ الْمَرَاحِيضْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَشْرَبُ الْمُلُوكُ مِنْ أَثْدَاءِ النِّسَاءْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَتَعَشَّى الرُّؤَسَاءُ مَعَ الْأَفَاعِي
كَيْفَ إِذَنْ لَا تَمْشِي الْعَقْرَبُ مَعَ الْعَقْرَبِ فِي أَرْضِ الْبَغَاءْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَبْكي الْأَبُ عَلَى ابْنِهِ وَالْأُمُّ عَلَى الْمَعَاصِي
كَيْفَ إِذَنْ لَا يُنَادِي الْغَرِيقُ عَلَى سَمَكِ الْقِرْشْ
كَيْفَ إِذَن لَا يَنْتَحِرُ الْأَطْفَالُ فِيَ يَوْمِ الْأَحَدْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا تَجِدُ الْعَاهِرَةُ زَباَئِنَهَا أَمَامَ الْمَسَاجِدْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَقْبَلُ الْقَوّاَدُ الحرِّيَةَ لِغَيْرِهْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَعْمَلُ الشُّرْطِيُّ فِي شَوَارِعِ بِيغَالَ الَّتِي فِي عَوَاصِمِ الْعَالَمْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يُحَقِّقُ الْقَاضِي بَيْنَ الْقُرُنْفُلِ فِي حُقُولِ الْمَوْتِ تَحْتَ أَقْدَامِ الجُنُودْ
كَيْفَ إذَنْ لَا يُغْتَصَبُ الْحُلْمَ فِي النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى مِنَ الحُدُودْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَخْلَعُ التَّارِيخُ ثِيَابَهُ الْقَدِيمَةْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يُزْهِرُ الْقمَرُ فِي الْمُسْتَنْقَعَاتْ
كَيْفَ إِذَنْ لَا يَكُونُ الْكُرْهُ حَبْلَ الْغَسِيلْ
لَا تَحْتَرِقُ النَّارُ فِي مَوَاقِدِ الْفَحْمِ الْحَجَرِيّْ
لَا تَعْوِي الذِّئْبَةُ عَلَى الذِّئْبْ
لَا يَنْتَهِكُ الضَّبْعُ الضَّبْعْ
لَا يَشْبَعُ الْأَبُ مِنْ بَطْنِ ابْنَتِهْ
لَا تَقُومُ الْأُمُّ عَنْ فَخْذِ ابْنِهَا
لَا يَعُودُ السَّافِلُ هُوَ الْمَسْؤُولْ
وَلَا الْقَاتِلُ هُوَ الزَّبُونْ
لَا تَنْبُتُ السَّكَاكِينُ فِي الرِّمَالْ
لَا تُدِينُ الأعمِدَةُ فِي الثُّلَوجْ
لَا يَرْضَخُ الْقَوِيُّ مِنْ أمامِ نَهْدْ
لَا تَقُولُ الفَسَاتِينُ الْقَصِيرَةُ للسِّيقَانِ أَنْتِ الْمَشَانِقْ
الْمَشَانِقُ أَنْتِ
السّيِقَانُ
السِّيمْفُونِيَّاتْ
فِي حَدِيقَةِ الْقَتْلِ زُهُورٌ دَمَوِيَّةْ
فِي مَكْتَبَةِ الْقَاتِلِ كُتُبٌ سِرِّيَّةْ
فِي سَرِيرِ الْمَقْتُولِ نِسَاءٌ غَزِّيَّةْ
لَمْ يَبْقَ مِنَ الْوَقْتِ كَثِيرا
الْمُدُنُ لَكُمْ
اِغْرِقُوا شَوَارِعَهَا بِالدَّمْ
وَمِنَ الدَّمِ اشْرَبُوا الأزْمَانْ
زَمَنُ الْحَيْضِ اتْرُكُوهُ للذَّاكِرَةْ
اِبْحَثُوا فِي الْأَزْمَانِ عَنْ أَمَانِي الذِّئَابْ
وَاجْعَلُوا مِنْهَا أَمَانِيَكُمْ
رَبَطَاتُ الْعُنْقِ لَيْسَتْ أَكْثَرَ طُمُوحًا مِنْكُمْ
اغْدُرُوا الْحَمَامْ
اقْطَعُوا الْمَنَاقِيرَ بِأَسْنَانِكُمْ
وَبِالْأَنْصَالِ احْفِرُوا فِي الصُّدُورْ
هَكَذَا تَسُوقونَ الْأُمَمَ كَالْبَهَائِمْ
هَكَذَا يًولَدُ الطِّفْلُ وَهُوَ يَجْأَرْ
هَكَذَا تَرْقُصُ الْأَبْقَارُ مِنَ الْفَرَحْ
هَكَذَا يَبْكِي الثَّوْرُ وَيَعْرِفُ الْحَنَانْ
هَكَذَا تِمْشِي الْقُطْعَانُ مَعَ الْقُطْعَانِ مَعَ الْقُطْعَانْ
هَكَذَا تَكُونُ الذِّئَابُ ضُيُوفًا عَلَى مَوائِدِ البُنوكْ
هَكَذَا نَنْظُرُ إِلَى بَعْضِنَا أَنْيَابًا تَنْظُرُ إِلَى النُّقُودْ
مَاذَا تُرِيدُونَ مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَيْتُكُمْ؟
الْحَيَاةُ أَنْتُمْ لَا تُرِيدُونْ
النَّارُ أَنْتُمْ لَا تُرِيدونْ
الْوِلَادَةُ مِنْ جَدِيدٍ أَنْتُمْ لَا تُرِيدُونْ
سَأَمُوتْ
لَمْ يَبْقَ سِوَى الْقَلِيلْ
أَنَا مُنْذُ الْيَوْمِ أَبْكِي عَلَيّْ
أَنَا مُنْذُ الْيَوْمِ أَبْكِي عَلَيْكُمْ


الأربعاء 2024.04.24
باريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي