الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جذور الحرب معاطف

مهدي القريشي

2024 / 4 / 25
الادب والفن



حين كانتِ المدفعيةُ تقشرُ الهواءَ من برودتِهِ
كان هتلرُ ينظفُ أسنانَه بدمٍ أزرقَ
ويتدفأُ بالأزيز
بينما معطفه يدفّئُ الكرسي .
***
حين تعبتِ المدفعيةُ من طرح الأسئلةِ اللزجةِ ،
أعاد الهواءُ عافيتَه
فارتعشَ الجنرالُ،
وتدفأتُ بمعطفِ ستالين .
***
أراد روزفلت إطفاءَ نارَ الحرب
فألقى معطفَه على هيروشيما
لكنه نسيَ أن يقفلَ أزرارَه
***
إمبراطور اليابان علقَ دمعتَه بكمِّ المعطفِ فاختنقت بصافرةِ الإنذارِ الأخيرة.
***
هو لا يستشعرُ البردَ لكنه يرتجفُ،
هو لا يستشعرُ الخسائرَ لكنه أحمقُ،
اعتاد الصعودَ على جثث الجنودِ
ليقرأ ما تكتبه البنادقُ .
هو يُقَلب الموتى، يفتش في جيوبهم عن دموعِ الأمهات ووصاياهن،
صوتُه الصاعدُ
دخانُ سيجارٍ متراقصٍ
كغجريةٍ مبتدِئةٍ،
تستنشقه السماءُ بفخذيها .
***
هل تعثرَ هتلرُ بسلّمِ موزارت ؟
هل شيّع ستالين غوركي ؟
هل احتفظ روزفلت بصوت آخر قذيفة ؟
هل قوّم موسوليني بيزا ؟
***
المعاطفُ تتناسلُ،
تهمسُ للحربِ اتبعينا،
هناك طيرٌ أبيضُ
***
يقول راكبُ الموجةِ :- الحربُ تنظّفُ البلادَ .
ثمّةَ أناسٌ لايستطيعونَ تذوّقَ الظلام ،
الظلامُ يلتصقُ بسريرِ الصباحِ ويرتجفُ،
ثمّةَ أناسٌ تكسرت جلودُهم فخيطوها بألوانٍ مائية.
***
في صالاتِ المبغى
أو ساحاتِ الحرب ،
الجنرالُ لا يتغير .
***
وأنا لسذاجتي المفرطةِ صدقّتُ
سقوطَ أوزارِ الحرب ،
ومازال معطفُها معلقًا .
********
28 / نيسان / 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض


.. تقنيات الرواية- العتبات




.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05


.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي




.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من