الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعددية القطبية: عصر الانتقال الكبير - الكسندر دوغين (2)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


Alexander Dugin
الكسندر دوغين

ترجمة : نورالدين علاك الاسفي
[email protected]

العالم متعدد الأقطاب مبني على القيم التقليدية المعترف بها والمحمية في كل حضارة.
الفكرتان الرئيستان للتعددية القطبية هما السلام والوئام. ومع ذلك، من الجلي أن أي تغيير في النظام العالمي - وخاصة تغيير مهم للغاية - يواجه دائما مقاومة شرسة من الهيكل القديم. إن الموجة المتراجعة للعالم الأحادي القطب تعوق الموجة الصاعدة للعالم المتعدد الأقطاب. و ذا يفسر معظم صراعات اليوم- في أوكرانيا، وفلسطين، وعلى نطاق أوسع في الشرق الأوسط، وتصاعد التوترات في المحيط الهادئ حول الصين، والحروب التجارية، وسياسات العقوبات، والمرارة والكراهية من الهيمنة المندحرة في وجه أولئك الذين يتحدونها.
لكن العولمة الأحادية القطب لا تحظى بفرصة واحدة للنصر والحفاظ على "قيادتها" التي فقدت مصداقيتها تماما؛ إذا كان مؤيدو التعددية القطبية - وهذا هو المجتمع العالمي (بما في ذلك في الغرب ذاته، حيث لا تزال النسبة المئوية للأشخاص ذوي التفكير الرصين و الوعي المستقل، وغير المعرضين للدعاية، كبيرة جدا)- متماسكون، وعلى بينة جلية بملامح العالم الجديد، ويدعمون بعضهم البعض في النضال المشترك من أجل نظام ديمقراطي عادل وحقيقي.
ذا هو الشيء الرئيس الآن: فهم ملامح النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب والمتعدد المراكز، و إرساء مبادئ الصداقة والاحترام والثقة بين الحضارات، والكفاح بالإجماع من أجل السلام والوئام، وتعزيز قيمنا التليدة واحترام القيم التقليدية للآخرين.
إذا واجهنا بشكل جماعي القوى العالمية التي تؤجج الحروب والصراعات الدموية وتدعم الثورات الملونة وتآكل الأخلاق المجتمعية برغبة عالمية في السلام، فسوف نحقق دون إطلاق طلقة واحدة النصر. فالغرب الجماعي؛ و رغم إمكاناته الكبيرة، ليس بوسعه الصمود بمفرده في وجه الإرادة الموحدة للبشرية.
في 2024، تولت روسيا رئاسة بريكس، وهي خطوة رمزية كبيرة. هناك أجندة كبيرة في المستقبل- دمج أعضاء جدد، وتطوير وإطلاق آليات اقتصادية جديدة، وضمان عمل المؤسسات المالية (لا سيما بنك بريكس) بشكل فعال، وتعزيز التحسينات الأمنية وحل النزاعات، وتعزيز التبادلات الثقافية الأكثر حيوية بين الحضارات. ومع ذلك، فإن مهمتنا الأسمى تتجاوز مجرد الفهم؛ يجب علينا تشكيل وصياغة و ترسيخ فلسفة التعددية القطبية. وهذا يستلزم تنمية الفكر المستقل والقيام بإنهاء استعمار عميق للوعي والثقافة و العلوم والتعليم. الغرب تمكن، خلال فترة حكمه الاستعماري؛ من غرس اعتقاد خاطئ في العديد من المجتمعات غير الغربية بأن التطورات الفكرية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية والسياسية تقتصر على الغرب، مما يحيل الآخرين إلى تنمية "اللحاق بالركب" التابعة. لقد آن الأوان لتفكيك هذه العقلية الخانعة. نحن، كممثلين للثقافات والتقاليد التليدة المتنوعة، لسنا بأي حال من الأحوال أدنى من الغرب، وغالبا ما نتفوق عليه في جوانب مختلفة.
تنبثق هذه الأفكار من منتدى التعددية القطبية. و رغم اختلافاتنا، فإننا على حقيقة أساسية نتحد: إننا نلج عصرا جديدا؛ تشكله إرادتنا الجماعية، بغض النظر عن التأثيرات الخارجية.
معا، نحن مستعدون لصياغة المستقبل! [1]
-----------------------
[1] رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/multipolarity-era-great-transition








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل