الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة 143

آرام كربيت

2024 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الدين يحتكر الحقيقة دون حوامل أو بحوامل نافلة
احتكار الحقيقة المطلقة، وضع بلادنا في الحجر الصحي، عزلنا عن الواقع الاجتماعي والسياسي الدولي إلى أن أصبحنا أكثر دول العالم تخلفًا وجهلًا وعزلة.
أنت تعتقد أن كتابك الأوحد هو الذ ميزك عن الأخرين، ومنحك قيمة ليست لك، هذه ظنونك وأمراضك، لأنك حشرت نفسك وعقلك في الماضي، وعزلت نفسك عن حركة الحياة وتطورها.
الحقيقة المطلقة كذبة كبيرة، عنصرية، انقسامية على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي والنفسي والإنساني.
هذه المطلقات جوهرها نازي وفاشي، عدمي.
هذه الملكية للحقيقة المطلقة، إرهاب فكري ونفسي، إعلان حرب من جهة واحدة على الأخرين المختلفين مع أصحاب هذا الفهم الموتور.
إن إعطاء نفسك تميز، تمييز، فوقية، استعلاء، يعني انفصالك عن الواقع وحياة الناس والبشر، والجلوس في الأماكن البعيدة عن حركة التاريخ والمجتمع والسياسة.
الأصح يا مالك الحقيقة المطلقة، أنت كائن مريض، مشوه.

مع العاقر عقليًا الدكتور إياد قنيبي
كتبت هذا النص قبل ثلاثة سنين، ردًا على د. إياد قنيبي في معرض رده على د. طارق سويدان
من المؤسف أن يحتكر الإسلام الحقيقة، الحقيقة المطلقة، وهذا الفهم للحقيقة يجعلكم أوصياء على الأخرين، استعلائيين، تنظرون إليهم باحتقار وفوقية، وتشفقون عليهم. والشفقة فلسفة مرضية تنظر إلى الأخر ككائن ضال يحتاج إلى وصي ومرشد. هذه الفوقية ستجعل المسلم منفصل عن عالمه الواقعي ويعيش عالمه الوهمي. اتمنى يا د. إياد بهذا الفهم للحقيقة أن لا تتحول وتحول المسلمين إلى مادة قابلة للانفجار في الأخرين. الذي شدني وحببني بالمسلمين عندما كنت طفلًا هو الروح الدمثة للأطفال المسلمين، ثم في فترة اليفاعة والشباب أيضًا. لطفهم وطيبة قلبهم وتعاملهم بالحسنى قربني منهم وجعلني على سوية واحدة منهم. التعصب الذي أراه منك ومن المسلمين المعاصرين في يومنا جعلني أنظر إليكم بخوف، لأني أرى فيكم أزمة، تعبرون عن أزمة دين وقيم ومبادئ وأخلاق، وسياسة ووجود. العقلانية مطلوبة وهي المخرج لكم وإلا سينفركم من العالم كله، وسيحولكم إلى مادة مستمرة لحروبه ومصالحه ومشاكله. الصين قادمة، وفي خرجها الكثير من العدوانية التي ستنالكم، اتمنى أن لا تذهبوا إلى الغلو بالدين لأنه سيدمركم، وهذا الغلو سيعيدكم إلى الصحراء الثقافية والفكرية والاجتماعية. أنا في السويد، وأرى المسلمين القادمين من بلادنا إليها، دوغما، عقلية مغلقة، يكرهون كل الذين حولهم، لا يحبون الأخرين، مما شجع ويشجع القوى السويدية المتطرفة في الوصول إلى الحكم. لنتذكر أنه علينا أن لا نشجعهم أن يعيدوا مذبحة الأندلس فينا في قادم الأيام. هذا الزمن ليس زمن الإسلام، ولا الدين، ولا الحرية، إنه زمن السوق وقوانين السوق، ونحن داخله أسرى ولا يمكن الخروج منه بالخطابات المتطرفة، لأن قانون السوق موضوعي، والخروج منه موضوعي. تعقلوا وكونوا أولاد مدنية وتسامح.

المهم أن تعرف نفسك
ليس مهمًا أن يعرف الأخرون أو لا يعرفون. يكفي أنك تعرف.

الدولة الكذابة والمراوغة
اعترف الرئيس الأمريكي بايدن بالإبادة التي تعرض لها الشعب والأمة الأرمنية، في الدولة السابقة على الدولة التركية الحديثة.
بمعنى، قسم التاريخ التركي إلى قسمين، قبل وما بعد، بمعنى أن هذا الاعتراف لا يساوي نكلة أو قرش سوري في سوق النخاسة.
وبمعنى أخر، هذا الاعتراف لا يترتب عليه اي قيمة معنوية أو مادية. اعتراف لتسجيل النقاط على حيطان المواخير.
الولايات المتحدة لم تقسم ألمانيا إلى قسمين، قبل النازية وبعد النازية، وما زالت ألمانيا تدفع للكيان الصهيوني المصنع، مليارات الدولارات، وبضغط مباشر من الولايات المتحدة لموضوع المحرقة المفتعل من قبل الصهيونية.
أراد أحدهم أن ينيك طفل صغير، وبعد أن طبقه، ركبه على الدراجة أمامه وسار به، في الطريق بعصه، قال له الطفل، لماذا فعلت بي، لماذا تبعصي، أليس نحن ذاهبون لعمل أفظع منها؟
رد عليه، أريد أن أذكرك بالفعلة القادمة.
الولايات المتحدة تُذكر تركيا إن لن تنصاعوا لشروطنا سنذهب إلى الفعل الأكبر.
بمعنى، هذه البعصة مجرد تذكير، ليس إلا.
في المقلب الثاني، اتصل بايدن بأردغان وطمائنه. حسب توصيف هذا الأخير، أي هي عملية منفصلة حسب وجهة نظر الامريكية، أما كيف تفكر تركيا فهذا شأنها.
الاعتراف الامريكي بما فعله العثمانيين بالأرمن لا يترتب عليه أي شيء، لا قضية قانونية أو حقوقية.
واللغة التي صاغها بايدن مدروسة بدقة، لغة كانت خفيفة ورد فعل الاتراك جاء في اطار عام وعادي، وغير متشنج.
تركيا ليست جاهزة للاعتراف، لا المجتمع ولا الدولة.
أردوغان عمليًا، يجهز مجتمع أخر، مجتمع معبأ أيديولوجيًا، دين وقومية، في المدارس الابتدائية والحضانة والروضة، لتخريج جيل كاره لكل إنسان غير التركي.
لنتذكر أن أكبر داعم لهذه الدولة، هو الولايات المتحدة وقبلها بريطانيا وفرنسا، وتم حمايتها من الاضطرابات السياسية العالمية خلال القرن العشرين.
وفي القرن التاسع عشر أوقف بريطانيا وفرنسا السلطنة على قدميها عندما منع محمد علي باشا من السيطرة على استنبول وانهاء وجود السلطنة كدولة ومجتمع في العام 1839 وفي العام 1856، أثناء حرب القرم وفي العام 1878 في سان استفانوا.
الأوروبيين البراغماتيين استبدلوا معاهدة سان استيفانوا بمعاهدة برلين لحماية السلطنة وبقاءها، وأبقوها جدار أمام التمدد الروسي.

المجتمع المعاصر قيد نفسه بالسلاسل بشكل ذاتي
المجتمع المعاصر لديه قدرة ذاتية على الرقابة والعقاب والاستلاب.
إنه كالآلة يعمل ذاتيًا على تكسير ذاته لذاته.
فالمعارف والقناعات الذي يملكها هي أداة من أدوات السلطة الذاتية التي تكرس القمع الداخلي وتكريس العبودية.
إنه في داخل مؤسسات القمع، رافد لها في الخضوع وتبديد الحرية.

المتشدد شكلًا، المقيد فعليًا
المتشدد دينيًا، استبدل الإله الذي يعبده بإله على مقاس هذيانه وجنونه.
أشك أن المتشدد أو المتطرف في إيمانه يمكنه أن يحترم أو يحب الإله الذي يعبده.
الحب يفترض أن يكون رمزًا للاعتدال والطيبة والتوازن النفسي والعقلي.
لقد خلق هذا المتشدد لنفسه صنمًا، شكله على مقاسه ومقاس هذيانه وجنونه وسماه إلهًا أو ربًا وعبده.
المتشدد دينيًا كاره للجمال والحب والحياة والحرية والفن والعدالة.
ضميره ميت، ودينه أيضًا.
الغلو في الدين مدمر، يفصل المؤمن عن عالمه الواقعي، ويرفعه إلى الوهم، بهذا يلغي العقل والتفكير ويعيش في كانتون أو حبسه الافتراضي، ويظنه أنه في اليوتوبيا

في الفارق بيننا كعرب وبين الصينيين والفيتناميين
في الحرب الأهلية الصينية، قاد الشيوعيون المعركة باقتدار سياسي وعسكري واجتماعي.
كانوا يخيرون الجنود الأسرى بين الانضمام إليهم أو إطلاق سراحهم مع وعد أن يعطوا كل واحد منهم قطعة أرض يزرعها عندما تنتهي الأزمة.
كانت السياسة المتبعة تجمع بين الحساب السياسي والاعتبار الإنساني.
كان هذا عاملًا كبيرًا في انتصار الثورة الصينية سياسيًا وعسكريًا.
لقد انضم إليهم مليون وسبعمائة ألف جندي من الكومنتانغ أو الجيش التابع للولايات المتحدة، المسماة اليوم بتايون.
كانت سياسة ماو تسي تونغ تقول، أن أشد الطرائق فعالية هي كسب قلوب وعقول الناس إلى جانب الثورة.
أين قادة الميدان في الدول العربية، قادة الفنادق المأجورين لدينا، من أمثال قادة الثورة الصينية، أو الفيتنامية
لا شك الفارق نوعي في الميدان، والأخلاق والسياسة والفكر والممارسة.
ما فعلته المعارضة والنظام القاتل، عار على كل المستويات.
إن تأتي الدول التي دمرت سوريا، كتركيا وروسيا وإيران ويتفاوضوا معًا على منح السوريين دستورًا من خارج إرادتنا.

اليهود الأذكياء
عمل اليهود وما زالوا يعملون من داخل الحداثة، وما بعد الحداثة، بالرغم من أن تراثهم الديني أكثر من بدوي، وأكثر انفصالاً عن عالمهم في ذلك الزمن.
لو استطاع العرب والمسلمون أن يفعلوا الشيء ذاته، لجنبوا بلدانهم وبلادنا هذا الوضع المزري الذي نعيشه.
الخروج من الحداثة ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تفكيكها بالمفاهيم البدوية البسيطة.
الحداثة واقع موضوعي لا يمكن تدميره، أو تخريبه بالسلاح والمال والسياسة.
الحداثة تنتقل من طور إلى طور أخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في