الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال شنقريحة يهدد النظام المغربي ، بقرع طبول الحرب بالحدود .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت العديد من المحطات الفضائية كفرنسا الدولية 24 ، والعديد من المواقع الالتكرونية ، ومنها المغربية الموالية للنظام الجزائري بسبب الدفع ، وليست موالية للجزائر ولا للشعب الجزائري الذي اصبح يتاجر به كذلك من جانبها ، خبر المناورة العسكرية التي جرت بالمنطقة العسكرية الثالثة ، بشار وناحيتها .. وبما ان الجنرال شنقريحة ومثل المرات السابقة " طَرْطَقْ ، المفرقعات الصوتية ، كطَرْطَقاتْ العاب عاشورة للصغار ، ذهب جميع هؤلاء الموالين بسبب الدفع الجزائري ، الى اعتبار المناورات التي تجري بالمنطقة العسكرية الثالثة ، بمثابة تهديد من الجنرال شنقريحة ، للنظام المغربي ، وطبعا بغض النظر من المواقف المتباينة من النظام المخزني المزاجي البوليسي ، فالتهديد اذا اعتبرناه تهديدا ، هو ضد التراب المغربي ، وحيث سيكون ضحاياه مواطنين مغاربة ، فالتهديد ضد المغرب .. وكم طبلوا وصفقوا لِما اعتبروه تهديدا جديا هذه المرة ، لا لشيء سوى نكاية بالنظام المزاجي البوليسي الذي لم ينصفهم ، او اعتدى عليهم .. فالتصفيق للتهديد ضد المغرب ليس له من تفسير ، غير الخيانة الكبرى التي لم يسبق ان عرف التاريخ مثلها .. ففرق بين معارضة النظام ، والمعارضة لها اوجهاً عدة ، من المعارضة البرلمانية ، الى المعارضة الإصلاحية ، الى المعارضة السياسية ، الى المعارضة لقلب النظام ، الى المعارضة حين الدعوة لانقلاب الجيش على النظام .. ، وبين السقوط في شرك الخيانة من اجل الخيانة ، حين تتنصل منْ ، وتتآمر على ( بلدك ) الذي لم يعد بلدك ، وترتمي تخدم كمرتزق حقير، نظام لا يختلف في شيء عن النظام المغربي البوليسي . بل قد يفوقه سوءا وجبرا ، ومع ذلك فهو مقبول والمغرب ، وليس النظام المغربي مرفوض .. ولم يسبق للمعارضة الرصينة في سبعينات القرن الماضي ، ان باعت الوطن بالدرهم ، لأنها كانت معارضة أيديولوجية ، معارضتها مقبولة ، لأنها ليست ذميمة ذليلة .. ففرق بين انسان مبدئي ، وبين مرتزق خائن من اجل الدفع ..
فالمعارض المبدئي ، هو معارض المشروع بمشروع ، والحالم بالغد الجميل ، وطبعا الحالم بغد المغرب ، والمعارض الزبون الذليل الذميم ، هو معارض بسبب الدفع ، أي الدرهم .. ومن حق النظام الجزائري البحث عن خدامه المرتزقة في الضفة الأخرى ، لأنه يعرف انهم كما خانوا ( بلدهم ) ، مستعدون لخيانة كل الجزائر ، وليس فقط النظام عند توفر الظروف لهم .. فالخيانة تبقى خيانة ، ويبقى النظام الذي يستعمل هؤلاء الخونة الغير مبدئيين ، من حقه ذلك لخدمة شعاراته المختلفة ، ولخدمة مخططاته ، طبعا المفضوحة ، لان النظام الاخر ، ليس جاهلا بما يحاك ضده ، لذا فهو سيختار طرق المواجهة التي تبقى سرية ، بسبب تناسبها مع نوع الخطر المحدق به ..
لكن . هل حقا ان " طرْطقات " الجنرال شنقريحة بجوار الحدود المغربية ، هي حقا تهديد جدي ضد النظام البوليسي المخزني المزاجي ، وطبعا ضد المغرب ، لان التهديد سيصبح عاما ، لا يفرق بين النظام وبين المغرب ، خاصة وان الضحية سيكون المغاربة البسطاء ، وليس عليّة القوم المحفوظة مصالحهم وامتيازاتهم من قبل دولة البوليس السياسي ..
ان المناورات العسكرية وبالذخيرة الحية التي استعملها الجنرال شنقريحة ، المغرب لا يعتبرها تهديدا ، لان النظام الجزائري من حقه تنظيم ما شاء من المناورات العسكرية ، بالذخيرة الحية او بغيرها ، وفي أي بقعة من الأرض الجزائرية .. والمغرب لا دخل له في ذلك ، لأنه ليس من اختصاصه ، وانْ كان يراقب ويتابع ما يجري حوله ، حتى لا يفاجئ على حين غرة .. فما يجري بالجارة الجزائر لا يهمه ، ولا دخل له فيه .. لذا عندما لزم الصمت مما يجري بجوار الحدود ، يكون قد خيب امل من كان ينتظر خروجه الإعلامي ، ليسقط في نزاعات إعلامية فوقية ، وطبعا لتسخين الساحة ، حيث ينتعش مرضى النفوس ، وما اكثرهم في حالتنا المغربية .. فما دخل المغرب في مناورة عسكرية جزائرية ، اشرف عليها Hercule Steve reeves الجزائري الجنرال شنقريحة .. ما دام التراب الوطني محفوظ ولم يمس بأذى ... فصمت المغرب ، وصمت كل الصحافة بما فيها البوليسية عمّا جرى بالحدود ، كان موقفا موفقا ، لأنه لا يعني المغرب في شيء ..
لكن من فسر سكوت الاعلام المغربي بما فيه البوليسي ، بالخوف من Steve reeves الجزائري ، هو صبيانية ، تبين مستوى أصحابها الذين لا يزالون يتصورون .. من يغْلب . واشْ نْمرْ ولا سْبعْ .. شكون يغْلبْ واشْ Steve reeves وْلا Mark Forest .. واشْ Gringo وْلا Django .... أي لا يزال زوار الحلقة الذين يستمعون لقصاصات " سيف ذويزن " " عقيسة " " النمرود " ...
فهل مناورات الجنرال شنقريحة بالمُفرْقعات ، كانت حقا تهديدا للمغرب ؟ .
المغرب لم يعتبر المُفرقعات والطّرْطقات ، بمثابة تهديد ، لأنه غير معني بما يجري في الجزائر الشقيقة ، وما يجري لا يخيفه في شيء . والجنرال شنقريحة ، اذا كان يهدف من وراء اجراء المناورات بالمُفرْقعات والطّرْطقاتْ ، تهديد المغرب ، فلا اقول انه واهم او يحلم ، بل هو تجسيد حي لإنسان متخلف ، لا يصلح ان يكون على رأس جيش يتظاهر بالحداثة . ان من يلجأ الى التهديد بتنظيم المناورات ، بالإضافة انه متخلف في عقله جُبنة Fromaga، فهو يجسد ابشع التخلف الذي عكسه العقل العربي البليد المتخلف ، الذي جلب كل الهزائم العربية امام دولة اسرائيل الديمقراطية . انه نفس العقلية التي لا تزال تدور بيننا ، ويمثلها عبدالباري عطوان ، وناصر قنديل ، وكل بقايا الثوار المُكرّشين الكتبة ، على حد تعبير الشاعر مظفر النواب ..
من السهل اشعال الحرب لسبب تافه ، لكن بناء السلم ، وخدمة الأوطان بالحفاظ عليها من كل مكروه ، لا يفقهه غير ذوي العقل الثاقب ، الذين يفكرون الف مرة في السلم ، ولا يفكرون ولو مرة واحدة في الحرب ، لان الحرب دمار وفناء ، و ( المنتصر ) فيها ، هو خاسرها .. فالأمم الراقية والمتحضرة ، لا تهدد بالحرب ، ولا تدعو الى العنف .. لكنها تلجأ الى الأساليب الراقية لتصريف وحل المشاكل ، التي هي المفاوضات . واعتقد ان من بين الأسلحة التي تستخدمها الأمم المتحدة ، لحل القضايا العالقة ، تبقى المفاوضات ، وليست الحروب التي نتائجها كارثية على الجميع ..
ومرة أخرى . ماذا خلفت الحرب العراقية على ايران التي دامت ثماني سنوات ... وبالنسبة للطرفين معا .. خلفت الخراب والدمار .. ومن اسهل الأشياء الدمار ، ومن اصعب الأشياء البناء والتشييد ..
فالجنرال شنقريحة اذا كان يفكر في التهديد من وراء المناورات ، ولو بالطّرطقات والمُفرْقعات ، فهو حقا انسان عقله متخلف ينتمي الى فترة من يَغْلبْ . واشْ Ulysse وْلا Le Titan . واشْ Django وْلا Ringo . واشْ سْبعْ وْلا نْمرْ .. وهذه العقلية المريضة هي وراء الهزائم العربية امام إسرائيل .. انها عقلية انقلابية عنترية ، لا علاقة لها بالديمقراطية ، لأنها تجهلها تمام الجهل .. فهل العصر الحالي الذي نعيشه ، فيه مكان للناصرية والبعثية والاخوانية .. وللأنظمة التي كنستها الجماهير في ( الربيع العربي ) ، الذي تحول الى زمهرير عربي ، حين جاء بأنظمة افلس واخيب من سابقاتها ..
المغرب لا يخيفه شنقريحة ، و لا اشخاص من طينته ذات العقلية البليدة والمتخلفة .. فمن يهدد ، فهو يهدد لدفع الخوف الذي لبسه من تصورات من انتاج العقلية المتخلفة ، الأكثر سوءا من الرجعية .. فماذا تنتظر من المحرض على الخراب والدمار .. Godzela الجزائرية ؟ . وطبعا هناك فرق بين العقلية المتخلفة المتحجرة التي كانت وراء الهزائم العربية ، وبين العقلية المتفتحة الحكيمة التي تنشد البناء وتنشد السلم ، وتتفادى الحرب الدمار ، الا اذا فرضت عليها فرضا ، آنذاك لا مناص من مواجهتها ..
ان أي حرب قد تنشب بين المغرب والجزائر ، ستكون حرب تدمير وتخريب ودمار شامل .. والرابح فيها سيكون اكبر خاسريها .. وكما قلت ففرق بين الدمار والتدمير وبين البناء والتشييد .. لان الشعوب المسكينة هي ضحايا المغامرات اللامسؤولة ..
ودائما بين يغْلبْ الشنقريحية Gringo وْلا Trinita .. ذهب نفس المرضى المتخلفة ، الى القيام بمقارنة في التكوين والتجهيز ، بين الجيش المغربي وبين الجيش الجزائري ، فسبحان الله اجمعوا على التفوق الهائل للجيش الجزائري ، الذي اعتبروه ، سيلقن الجيش المغربي درسا لن ينساه ..
ان الفرق بين الجيشين ، ان أسلحة النظام الجزائري معروفة ، لأنه شنقريحة وامثاله ، هو الذي عرّفها للناس ، لأسباب الظهور ( بالقوة ) . لكن هل احد يعلم مستوى الجيش المغربي في جميع المجالات ، بما فيها نوع الأسلحة التي يملكها ، ونوع المعاهدات المبرمة مع جيوش اوربية وإسرائيلية وامريكية ... مثل المعاهدات التي تجمع الجيش الجزائري بالجيش الروسي .. لكن الذي يجب ان يحقه شنقريحة الجزائري ، ان روسيا التي تزوده بالأسلحة لن تتدخل في أي حرب تنشب مع الجيش المغربي . مثل ان لا اسرائيل ولا الغرب سيتدخل لتموت جيوشه مع الجيش المغربي اذا اندلعت حرب مع الجيش الجزائري .. مما يعني ان علاقات الجانبين مع اصدقاءهما ، ستبقى محصورة في بيع وتوريد السلاح ، ولا تتعدى ذلك الى التدخل في الحرب ..
لذا يجب اشهار السلم ، وابعاد الحرب ، الدمار .. ان من يدعو الى الحرب هو اكبر مجرم على الشعبين المغربي والجزائري ، اللذين سيبقيان اكبر ضحايا الحروب التي ستكون طاحنة ، لكن سيخسرها الجميع بالدمار الهائل الذي ستخلفه وراءها ..
ومرة أخرى فلا احد سيخيف المغرب ، لا شنقريحة ، ولا غير شنقريحة .. والمناورات التي جرت على حدوده ، تبقى من اختصاص النظام الجزائري ، ولا تعنيه في شيء . والنظام الجزائري من حقه ان يجري المناورات في اية بقعة من الأرض الجزائرية .. ولا دخل لاحد في ذلك ..
اما الخونة ، فمآلهم المزبلة عندما يقضي بهم النظام الجزائري اغراضه .. لان من خان ( وطنه ) الذي لم يعد وطنهم ، سيخون كل الجزائر وليس فقط النظام الجزائري ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي