الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطنية ،..

كامل الدلفي

2024 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


العراق ورقة جوكر ذهبية في الحقائب الجيوسياسية باختلاف أشكال الانظمة الدولية، وهذه الأهمية تلزم بالضرورة أن يكون الشعور الوطني لعموم الأمة العراقية على درجة موازية لها، وتديم حضورها وبما يرشح لاعبين سياسيين من طراز ذهبي أيضا. وقد تمخضت لنا عصارات رائعة عن هضم الوطنية والاصطفاف في ميادين التضحية والنضال والفداء من ثورة العشرين إلى الانتفاضة الشعبانية 1991 وحصار اقتصادي ظالم إلى سقوط الديكتاتورية باحتلال أميركي في العام 2003. كانت القاعدة السائدة اجتماعيا وسياسيا هي الإخلاص للوطن و حمايته أما الاستثناء فيكاد ان لايشار إليه.
ولكن خلط المعايير وازدواجيتها في جميع المفاصل ابتداء من ثنائية (الاحتلال-الديمقراطية) في 9نيسان2003و ما اعقبها مرورا بأشكال باعثة للهدم البنيوي المتلاحق
مثل (الفيدرالية-الانفصال) (الدين-الطائفة) (الاحزاب-الفساد) (الريع-المحاصصة) (الانتخابات-طريق السلطة السهلة)وهكذا إلى مالا ينتهي من ثنائيات، أصبح العراق في غضونها فاقدا لاستقلاله لعقدين متتاليين ويبدو أنها تركت بصمتها في تحوير الحس الوطني العام والخاص وقولبته ضمن اشتراطات العولمة و الاحتلال،وتجسد الأمر في السلوكيات العامة الا ماندر بحسب فرضيات الاجتماع ومنها (الناس على دين ملوكهم) ، ويقصد هنا بكلمة ملوك العراقيين هم أهل الحضوة والحل والعقد من رجال السياسة الموزعين بموجب مبدأ المحاصصة الطائفية والاثنية وليس الوطنية العراقية الشاملة، وهنا نلمس التاثير المضاد الذي فرضته التجربة السياسية على مفهوم الوطنية، من جراء نسيان مفهومي الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية، بما افرز نوعاً من أرباب مصالح عالميين في العراق يتنافسون فيما بينهم حول مساحة نفوذ كل واحد منهم في العراق. واتخذت الجماعات العراقية المتباينة لكل واحد منها واحدا أو أكثر من هذه الأرباب وليا و عاهلا وحاميا لمصالح الجماعة، متبوعا في الصغيرة والكبيرة من الرأي والمزاج والطموح لانه خيمة وارفة لضمان مصالح الجماعة على حساب الوطن وحساب الآخرين. ان تطورات الظروف السياسية في المرحلة الراهن تسير بتسارع شديد بما يترك آثارا واضحة في العلاقات الدولية وفي مواقف الدول والاستقطابات بل، وفي مصيرها السيادي ايضا مما يوجب وحدة الموقف السياسي العراقي على أسس وطنية ثابتة.. بدلا عن تباينه واختلافه على مزاجات طائفية وعرقية وابعاد أيديولوجية. الموقف العراقي متباين بين الجماعات من أحداث غزة والقضية الفلسطينية عموما، فهناك عراقيون يميلون إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بل هناك من لهم اتصالات خفية مع الكيان العنصري الصهيوني. وهناك اختلاف في الموقف من المحاور الدولية فتجد من يقف مع هذا المحور أو ذاك ولا تعدم من تلقاه بين بين. أما في الاستراتيجيات الوطنية الحساسة على المستوى الاقتصادي والحضاري مثل قضية ميناء الفاو و القناة الترابية والربط السككي وخط الحرير، فيبدو الاختلاف على أوجه من البسيط وصولا إلى تفضيل مصلحة الدول على مصلحة العراق بدافع نفعي لربح الكوميشن على حساب الوطن. ان اتباع الجماعات السياسية العراقية لارباب نعمتها يمكن تتبعه في مسار العلاقات المتبادلة بين هذا الطرف وهذا الرب السياسي، وتجلى ذلك في حدثين سياسيين في أسبوع واحد يمكن أن نفرز منه كثيرا من الدلالات وهما: الأول زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني والوفد المرافق له إلى واشنطن والتي تحتاج إلى تحليل ميداني وقراءة متبصرة و توقعات محتملة في مقارنة بين المعلن و المستور منها.
أما الحدث الثاني: فهو زيارة العاهل التركي رجب طيب اوردغان للعراق، فتركيا كما معلوم لها حصة كبيرة في التجاوز على سيادة واستقلال العراق بل، هناك ظلم تركي هائل للعراق في قضية المياه، ناهيك عن القصف المتلاحق للمدن العراقية بحجج واهية والدخول المستمر للقوات التركية في الأراضي العراقية، وكثير من مظاهر العنجهية والتكبر الامبرياليين في التعامل التركي العراقي، لم تتوضح طرق تناولها بين الجانبين في هذه الزيارة، والاسوء منه هي طريقة تجسيد العنجهية من قبل (السلطان الأخواني) على أرض بغداد ليلتقي تابعيه الطائفيين بشكل لاينم عن احترامه للدولة العراقية باعتباره ضيفا رسميا لها، ولا عن احترام الاتباع الطائفيين لذواتهم الوطنية فاصطفوا بين يدي ربهم السياسي مثل تلاميذ ابتدائية ورضوا ان يكونوا ضيوفا في دارهم عند ضيف العراق. ومن مثل هذه السياقات الصدأة نتلمس الاف الأحداث والمواقف التي جرت خلال عقدين من السنين ونيف، الأمر الذي يفسر لنا أن درس الوطنية العراقية لم تهضمه الاجيال المعاصرة بما فيهم المتصدون للعمليات السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد