الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد عبيده الخلود شعرا ٢

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 25
الادب والفن


هنا مساحه المسكوت عنه حتى يخلق من مفهوم الارض نوعا من الأسطورة فالفلاح الذي هو أحمد عبيده نفسه مهما حاز من مناصب ومعارف فلاح ، شكل القصيدة حكم البناء الفني لها فهي مرثية لسائق قاطره الردم حيث الزيت الملوث لملامح وجهه والمتعايش هو معه ودقه التفاصيل ، ولكن المفارقة هنا داخل ذلك البناء الملحمي كم المعاناة ولكن الفرحة بالجزرة التي وجدها العمال بعد حفرهم للأرض بأظافرهم: اقصت امشاط اصابع/ لما وجدوا جزر/ او بعض تميرات اللفت/ او زر بطاطا مدفون/ بين الاكوام المنتشرة.
هل كانت سوداوية المشهد ضرورة لإمضاء فكره القدرية التي تعطي التفسير الملحمي لفعل الشعر ربما ولكن الاستطراد هنا لسرد قيمه الفرحة بما عثروا عليه لتعميم فكره الحرمان ، لتصبح الفرقله وهي المعادل لأدوات القهر الذي يمارسه الغفير كممثل للسلطة التي يجسدها راس المال ويستحضر العمال قسوة الفرقله فيهربون ولم يقضموا خمس الجزرة . ما هي وظيفه التفاصيل هنا؟ هي نوع من الفذلكة اللغوية ام نوع من السخرية المقنعة ونوع من الإشارة الذهنية لعده معاني كامنه داخل عقل الشاعر بحكم انتمائه لمجموع المقهورين ، فلماذا اورد الفرقله على ثلاثة مراحل[ رفع الغفير لحبال الليف المبرومة ثم يعرف الفرق -الفرقله ؛ وهنا نوع من التعريف المراد به ابراز عده معاني هي المسكوت عنه:
1 كيف حولت السلطة منتجات وهو الليف الذي يزرعه الفلاح بجهده الى اداه تعذيبه هنا تصبح الجزر رمز مزدوج ومحور العالم والغفير يحرس جزره المالك، والفلاح يرى الجزرة ابنة لأرضه التي يعشقها ولكنه لم يحتز حتى خمس هذه الثمرة، هنا اشارات ضنيه تم تكثيفها خلال المشهد ليصبح السياق والبنيه الرئيسية في التأويل، هنا يتحول سائق قاطره الردم لضحيه هو الاخر ولكنه لا يعي لأنه جزء من ادوات القهر ويمارس حياته في ديمومه غبيه، هنا سلطان القدر في خلق نوع من غياب اعتبار الذات على طول المعاناة اليومية.
تشعر وانت تقرا تلك القصيدة المسلمة انك تبصر مجهولا يتساءل عنه سائق القاطرة من ؟ من ..... اين؟ بص على ابن....؟ من هو ذلك المسبوب سلفا والمفترض معرفته سياقا وكذلك تقييم شخص ذلك السائق من خلال اقرار بتحوله لحاله قابله للتجريد وكان عنوان القصيدة لم يأتي عبثا: لم اعرف اسمه/ لم اقرا اسمه/ لم اتهج اسمه.
بنيه الصراع كفكره حاكمه للبعد المعرفي لديه لان الشاعر في النهاية ليس عاشقا لحبيبته وكانه يتعالى على غريزته تجاه الانثى فالشاعر موقف انساني لظروف اجتماعيه ما كانت اداه ومدخلات تعبيره عن ذاته. هي الانثى تصبح الارض، هي الانثى مناط ومحل الخلود، فهي مكان القوت للبسطاء ؛ ومكانه ثروه للأغنياء وكذلك عمل للحراس وكذلك ميقات ميلاد البسطاء هي الوطن نعم هو الوطن ولكن من خلال مفرداته الأصلية التي تحولت لمتلازمه الروح.
عندما تعزف النار انغاما ما هي الا صوت أناتنا وقد استمتع بها الجلادون فصارت نغما وصارت جروحنا اوتارا . تلك هي الجملة المفتاح لذلك الديوان الذي يعكس نوعا من اسطره دموعنا التي تحولت لنسائم في طريقها للتحرر.
قصيده الواعظ والراعي والقطيع دره من درر الانتاج الشعري المصري حيث تحول فكره الجدل الكائن ما بين مفردات المشهد حيث يطرح عده أسئلة : كيف يتحول الواعظ لوسيله من وسائل الترويج لموجبات الفقر حتى يصبح هو نفسه ضحيه له من خلال سرقه حذائه ؟ وكذلك تراجع معدل الإدانة للسارق من خلال ربط فعلته بفكره العسر الاجتماعي وكذلك تعبيره عن شريحه من المجتمع تصبح طائفه ولها شيخ هم من اللصوص!! تحول الحافي لحاله اجتماعيه ليتحول من لص شعبي يتحول لشخص متعالي في برج عاجي هي نوع من الإشارة الضمنية لحاله اجتماعيه معينه!! ما هي دلاله تعدد الفاعلين داخل ذات المشهد ما بين الذئاب والكباش وصبيان التل وهي مساله متوافقة مع ملامح جغرافية المكان حيث دور السؤال الرئيسي حول المعبر من تلك الحالة التي تكتمل تفاصيلها باختناق الثمرة بأنياب الذئب واي ثمره سوى صبيان التل!! ، ولكن قنطره العبور مغسولة بدم الذبيح ما هي دلاله الدم هنا؟ حيث من عظام الضحية يخرج زهر الرمان لينتج عودا تحمل عليه الحملان الى الفجر المصلوب على عود الزمان.
هنا بناء الجملة ذات الطابع الملحمي حيث تحول المصلوب من امراه الى فجر الحرية . دلاله الدم في الفكر العربي جاءت مصحوبه بمفهوم الشرف المرتبط بملكيه الانثى كمتاع للحروب، كذلك يختلط الذاتي والاخر في مفهوم الحركة تجاه الحرية وذلك من خلال اعاده انتاج قصه ابناء ادم ولكن هنا مفهوم الخطيئة العابرة للتحرر وليست الخطيئة المكرسة للانفصال. هكذا اقر احمد عبيده من خلال فكره الجدل فخطايانا من صمت لتواطئ العجز ادى لتوافق لتبرير يكرس المعاناة، كل ذلك لابد له من معبر وتعبير ولكن الدم هنا هو وقودنا وزادنا المقدس.
بناء القصائد عند احمد عبيده.
لماذا يقرض احمد عبيده الشاعر وهو يمتلك مساحه من الوعي وملكات التعبير عبر معرفته بالاقتصاد ودوائر المثقفين الذين أنتمي اليهم؟ اظن في محاوله الإجابة عن ذلك انه راهن على اللغة والقدرة على توظيف الشعر كمنتج عقلي في اقصى حدوده التعبيرية حيث النزول لأبسط مستويات التعبير من خلال كثافه المفردات اليومية التي استخدمها عبر شعره، [الشعبه هي عصاتان تقيمان الغبيط يمنه واسرته حتى يتفتح فيستوعب اكبر كم من التراب] وهو نوع من الابداع في صياغه ادوات التعامل وكذلك توظيفه ادوات الفلاح وتعايشه النفسي معها لتصبح متجاوزه لكونها ادوات مساعده لتتحول لدوال منفصله وهنا مهاره بناء الصورة عند احمد عبيده في صفحه 44 في وصف سائق قاطره الردم انه لم يتعلم ولم يدرك الالف من[ الشعبه] ليخلق مدخلا مبني على الصورة الذهنية والوظيفية للشعبه حيث تحول جسمه لغبيط يحمل هموما ولكن الشعبة من شجر السنط وهو اضعف انواع الشجر هشاشه وقدم، وكذلك الغبيط من الليف وهو ماده مساميه لا تحتفظ بشيء اولا هي صوره شديده الدقة لا يملك تفاصيلها الا فلاح خبر كل تلك المفردات ، ولكن ذلك العمق يشعر القارئ من غير ذي البيئة بالحاجة للفهم ولكن من روعه السياق وبالتالي يكون الشاعر ممثلا حقيقيا للطبقة التي شكلت وعيه هنا فكره الانتماء الحقيقي فالعالم الخارجي معه يعطينا رؤيه اخرى للعالم وطريقه للفهم وبالتالي نستطيع خلق صوره ذهنيه من خلال المدخل الاقناعي للأخر كي نستطيع تسويق ذواتنا او تصحيح الصورة الذهنية القائمة عنا.
ثانيا : انطلاق الشعر عند احمد عبيده من باب الموضوع الوطني حيث عضويته كمثقف وانتمائه للحرية( كزاد وزواد) وبذلك تنوعت قصائده بمفرداتها التي تدور في سياق المسكوت عنه بلغه شعريه خالده قادره على خلق مصابيح روح الكلمات النابعة من وعي وحسن تقدير الذات( تراجيديا الرغيف - -الوردة العذراء- سائق قاطره الردم- الواعظ والراعي والقطيع -حرام عليك- طفله من بورسعيد- حجر -حكم الشورى- شعيره من ضفيرتها عيله- بائع الليمون- مقطوعتان للانسان- حب لا يتحقق لأنه قريب -النيل- الارض) وذلك في ديوان وتريات النار.
عرفت الرجل من خلال شعره فقد نحر في سني عمره الاولى ، ولكن المقدمات التي كتبت عالجته من خلال مرحلته ولكن ما كتبته هنا نوع من رد الفعل على نجاح الشاعر عبر لغته. هنا يبقى الشعر شعر على مساحه من الواقع السياسي الذي انتقده. لماذا نقدم هذا الطرح؟ لان الديوان مقدمان بوعي جيله كعضو في جماعه الغد ومعارض لتجربه الستينيات خاصه في ظل اجواء الهزيمة تلك الحالة التي ادت لجلد الذات تلك الحالة التي كرست لفكره الهزيمة في العقل الجمعي وهي حاله يجب ان تدرس في ظل نظريه الجدل كحركة وليس كثبات خاصه مع حاله المأسسة لكل ما ترتب على حاله 1967 هنا وجب نقد الخطاب الثقافي الذي قدمه احمد عبيده كحاله ونمط وليس كفكره، وهو امر لن عودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي