الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظمة الديمقراطية للتعليم تتدارس النظام التعليمي بالمغرب وأوضاع المدرسة العمومية

خالد جلال

2006 / 12 / 7
حقوق الاطفال والشبيبة


في إطار أنشطتها الإشعاعية وتحت شعار "كفاح مستمرلإقرار حقوق الشغيلة التعليمية وتأهيل المؤسسة النقابية للقيام بأدوارها المجتمعية والتاريخية"، نظمت المنظمة الديمقراطية للتعليم (المنظمة الديمقراطية للشغل) ندوة فكرية وطنية يوم الأحد 26 نونبر 2006 بالرباط تحت عنوان "النظام التعليمي بالمغرب بين التوابث الوطنية وتحديات العولمة" بمشاركة العديد من الفعاليات الفكرية والنقابية والثقافية والجمعوية وحضور مهم ووازن لمناضلات ومناضلي المنظمة الديمقراطية للتعليم. وقد أطر هذه الندوة مجموعة من الأساتذة الباحثين الذين قدموا عروضا قيمة تطرقوا من خلالها إلى الأوضاع الحالية للمدرسة العمومية والمتسمة بالتفكك والتدهور في ظل التحولات الكونية وتيار العولمة. ففي بداية الندوة، استعرض الأستاذ "محمد الجلايدي" في مداخلته بعنوان "أي دور لأية نقابة في ظل التحولات الكونية"، والذي يعتبر عرضا مركزيا بالنسبة لكافة الندوات الجهوية والوطنية، إلى الانعكاسات السلبية للعولمة المتوحشة على مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية معرجا على التحولات الجذرية التي عرفها النظام الرأسمالي الذي أصبح يعتمد على أساليب مختلفة وسن تشريعات جديدة من أجل فرض شروطه لاستنبات الدولة البورجوازية من خلال تطبيق توجيهات وإملاءات المؤسسات المالية الدولية. كما أكد خلال مداخلته على التحديات المطروحة على مختلف مكونات النسيج الديمقراطي الحي ببلادنا من أجل رفع شعار المقاومة في وجه التيار الجارف للعولمة والجهات المدعمة له مشرا إلى ضرورة تشكيل تحالفات استراتيجية وإعادة الارتباط مع قوى التحرر الوطني ومع شرفاء وطننا بهدف إسقاط جميع المخططات التدميرية والقوانين التراجعية.
أما الأستاذ "نورالدين الزاهي"، الكاتب والباحث السوسيولوجي، في معرض مداخلته حول "الأسس السوسيولوجية لعلاقة المدرسة بالمواطنة"، أكد على أن المدرسة المغربية تعيش واقعا مترديا بكل المقاييس ولا تساعد على تكريس قيم الواطنة الحقيقية وتنتج خطابا مفصولا عن ممارسات الواقع. كما تطرق إلى مسألة استهداف الطبقة المتوسطة باعتبارها القلب النابض للمجتمع والمحتضنة لفكر التغيير والإصلاح عبر استهداف المدرسة العمومية التي شهدت حربا ضروسا على مقوماتها وعلى بنيتحا التحتية، مما أدى إلى إشاعة عدم الرضى والاقتناع بها. وفي الأخير، أكد الأستاذ المتدخل على ضرورة وأهمية الصراع من أجل الدفاع عن مدرستنا العمومية وكذا الصراع من أجل رفع الهوة الشاسعة بينها وبين المجتمع.
وفي معرض حديثه عن محور "المدرسة والتنوع الثقافي"، فقد سلط الأستاذ "أحمد عصيد" الضوء على إشكالية غياب أوتغييب التوع الثقافي واللغوي داخل منظومتنا التربوية وأن العديد من المقررات والمناهج الدراسية لا تعكس الواقع الحقيقي للمجتمع المغربي والمتسم بتنوع ثقافاته ولغاته مركزا على أن النظام التعليمي يقوم أساسا على فكرة التأحيد من أجل التوحيد أي فرض العنصر الواحد والثقافة الواحدة. كما أكد على ضرورة القيام بتشخيص دقيق وعلمي للكتاب المدرسي والوقوف على العديد من المغالطات والأظاليل التي يتضمنها وكذا الخطابات الأحادية التي يعمل على تمريرها.


ومن جهته، أوضح الأستاذ والباحث في مجال علوم التربية "عزيز لزرق" في مداخلته بعنوان "البرامج والمناهج من خلال النظام التعليمي" أن جميع المحالات الإصلاحية التي عرفها نظامنا التعليمي ببلادنا انطلقت من واقع أزمي، الشيء الذي يجعله دائما يحمل في طياته معيقات النجاح وأسباب الفشل. كما وقف بشكل دقيق على مجموعة من الاختلالات التي تعتري المنظومة التربوية التي تعيش مأزق الخطاب الذي يتناقض مع الواقع الملموس مشددا أن جودة التعليم رهينة بجودة مضامين المقررات المدرسية وجودة الفضاء المدرسي وتحسين ظروف العمل والرقي بالمتعلم اجتماعيا واقتصاديا.
أما الأستاذة "سميرة الشمعاوي"، الباحثة في مجال علم النفس، في معرض مداخلتها بعنوان "مقاربة سيكولوجية للعلاقة بين المدرسة والتربية على المواطنة"، فقد أكدت على أن المدرسة اليوم وبسبب وضعيتها المتأزمة على مختلف امستويات لا تشجع على تنمية روح المسؤولية والمبادئ المواطناتية عند المتعلم ولا تساعد على إظهار النضج الوجداني لديه، وذلك لعدة أسباب من بينها نفور التلاميذ من المدرسة ومن التحصيل الدراسي وفقدانهم الثقة في النظام التعليمي برمته بشكل عام وكذا بسبب ظاهرة الاكتظاظ التي لها انعكاسات سلبية على العملية التربوية.
وقد تلى مختلف العروض المقدمة عدة تعقيبات وتدخلات الحاضرين الذين أكدوا على أن قطاع للتربية والتكوين يعيش أزمة خانقة تهدد بإفلاس المدرسة العمومية التي تتهددها تلك المخططات التدميرية والسياسات اللاشعبية. كما طالبت توصيات الندوة الوطنية الأولى للمنظمة الديمقراطية للتعليم بضرورة إعادة النظر في السياسة التعليمية الحالية بهدف رد الاعتبار للمدرسة العمومية وإرجاع ثقة المواطن المغربي في مدرسته الذي يعد فضاء لتكوين وتأهيل الناشئة لولوج الألفية الثالثة. كما دعا الحاضرون إلى ضرورة اعتماد مقاربة مواطناتية حداثية شاملة ومندمجة في إصلاح المنظومة التربوية وتأهيل المدرسة العمومية باعتبارها المدخل الأساسي للمشروع التنموي المجتمعي المنشود. وفي هذا الإطار، أكد جميع المتدخلين والحاضرين على ضرورة تحرر سياستنا التعليمية ومنظومتنا التربوية من هيمنة السلطة على المشاريع الإصلاحية في ميدان التربية والتكوين وأهمية اسقلالية القرار التربوي من أي تدخل سلطوي وذلم من أجل تجاوز مختلف مظاهر القصور والاختلالات التي تكاد تشوب مختلف جوانب المنظومة التربوية بدءا من المناهج والمقررات ونظام الامتحانات وانتهاء بترهل البنية التحتية للمؤسسات التعليمية والنقص في التجهيزات المدرسية والوسائل البيداغوجية ومشكل الاكتظاظ مرورا بسوء تدبير الموارد البشرية والإجهاز على استقرارهم النفسي والاجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا