الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( كربلاء) فيلم بولندي يوثق أحدى معارك جيش المهدي مع قوات التحالف

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2024 / 4 / 25
الادب والفن


( كربلاء) فيلم بولندي يوثق أحدى معارك جيش المهدي مع قوات التحالف


في نيسان/أبريل 2004. بعد مرور عام على الإطاحة بصدام حسين، والعراق لا يزال العراق محتلا من قبل القوات الأمريكية والتحالف الدولي، بما في ذلك الجيش البولندي، الذي يشارك المنطقة الوسطى والجنوبية. في 3 أبريل من العام نفسه ، تصل فرقة بولندية جديدة ، ويتم إلقاء الشباب وعديمي الخبرة في بركة الحرب الآسنة . وفي نفس التوقيت تتوافد الأفواج من الزوار والمواكب الحسينية إلى مدينة كربلاء للاداء مراسيم زيارة عاشوراء تدور حكاية فيلم "كربلاء" من إخراج البولندي" كرزيستوف لوكاشيفيتش" – استنادا إلى سيناريو خاص بمستوحى من كتاب "كربلاء" لمارسين غوركا وآدم زادورني، وهو مجموعة من التقارير الصحفية من العراق . في عام 2004 دعمت القوات البولندية التي تمثل قوات حلف الناتو القوات الأمريكية خلال إحتلالهم للعراق . خلال مناسبة مراسيم عآشوراء شن مقاتلوا جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدرهجوما مفاجئا على مبنى المحافظة في مدينة كربلاء المقدسة ، وهو مبنى ذو أهمية استراتيجية مهمة كونه مقر السلطات المحلية والشرطة . تم تعيين القوات البولندية والبلغارية للدفاع عن بناية مجلس المحافظة. تشرع فرقة من الجنود بقيادة كاليكي (بارتلومييج توبا) في مهمة الحفاظ على الهدف حتى وصول التعزيزات . الفيلم اراد ابراز صمود الجنود البولنديون والبلغاريون الذين يدعمونهم إلى مواجهة قوات جيش المهدى التي فاق عددهم حتى وصول المساعدة. مع كل دقيقة يقضيها الجنود في قاعة المدينة ، تقل فرص الجنود في النجاة من الهجوم اليائس للميليشيات . وكانت الحصص التموينية للجنود محدودة والاتصال بالقاعدة مقطوع . كانو 40 جنديا بولنديا و 40 جنديا بلغاريا يصدون هجمات جيش المهدي التابع لرجل الدين(مقتدى الصدر) في عام 2004 على مقر مجلس الحكومة المحلية في كربلاء .
إنتاج فيلم "كربلاء" تم بتمويل مشترك من معهد الفيلم البولندي والمركز الوطني البلغاري للأفلام، وهو استوديو الأفلام الوثائقية والطويلة الطويلة وبالأشتراك مع التلفزيون البولندي . وكان عرضه الاول عام 2015 ،. بعد أحد عشر عاما من تأسيس جيش المهدي تم إنتاج فيلم يترجم أحداث ذلك الوقت إلى لغة السينما. ما كان مثيرا للاهتمام لم يكن طريقة صنع الفيلم ، ولكن لتعميم المعارك بين الوحدة البولندية وجيش المهدي والتي تعرف اليوم باسم معركة محافظة كربلاء . يقاتل لواء فيلكوبولسكا الميكانيكي والقوات الخاصة البلغارية ضد مليشات من جيش المهدي . بين 3 و 6 أبريل 2004 وقعت سلسلة من الاشتباكات على مبنى المحافظة، مقر الحكومة المحلية في كربلاء. المدافعون القلائل يصدون الاعتداء بعد الاعتداء من قبل جيش المهدي بسبب قوة نيران التحالف المتفوقة ، تهاجم رجال جيش المهدي في الليل ويقصفون بلا هوادة مواقع المدافعين. وعلى صوت المكبرات ونداء قائدهم ( مقتدى الصدر ) " كلا ..كلا .. أمريكا ، كلا .. كلا .. اسرائيل " ومع ذلك ، بعد ثلاث ليال من القتال وثلاثة أيام من القصف المكثف ، اقتحم المظليون البولنديون قاعة المدينة، وبالتالي أنهوا المعركة. من جانب المهديين ، فإن الخسائر كانت هائلة ، في البداية يقال إن عشرات الأشخاص قتلوا ، ولكن اليوم تشير الدراسات الأكثر موثوقية إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 120 و 200. على الجانب البولندي البلغاري ، هناك جريح واحد كما يثبتها مخرج الفيلم وهي حقيقة غير قابلة للتصديق .
كربلاء هو أحدث أفلام كرزيستوف لوكاشيفيتش عن معركة عام 2004 التي خاضها الجنود البولنديون في العراق والمعروفة باسم معركة مجلس المحافظة ، كانت هذه المعركة والاشتباكات اللاحقة في شوارع المدينة العراقية أعنف المعارك التي خاضها الجنود البولنديون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. "كرزيستوف لوكاسزيفيتش" المخرج والمؤلف لسيناريو الفيلم يبنى الحكاية على حالة الجبن والتخاذل في المعركة التي أصابت المسعف في الوحدة الطبية البولونية الذي يواجة الموت ونيران الرصاص لأول مرة في حياته وكان يظنها نزهة قصيرة في بلد غريب وبعيد . لابد من العثور على خطأ في الجانب الموضوعي في تنفيذ فيلم " كربلاء" . على الرغم من أن ميزانية الفيلم كانت محدودة للغاية (لفيلم حرب) فقد تم تصوير مشاهد المدينة في الأردن ، من بين أماكن أخرى يمكنك أن ترى هنا الارتجال والتصنع . بداية من الكلام واللهجة لم تكن عراقية الى شكل الملابس أوحتى استخدام موسيقى في وقت المعارك التي صادف مناسبة عاشواراء حيت المواكب والوفود الحسينية تجوب المدينة ( يقدر بحوالي 5 مليون زائر في كل عام ) . فلم تكن المدينة التي صممها المخرج في الفيلم تشبه كربلاء ولا الناس ، المقاتلون لا يماثلون سلوك مقاتلوا جيش المهدي . تختلف حبكة الفيلم اختلافا كبيرا عن الأحداث الفعلية (مثل الهجوم البولندي البلغاري على مواقع تمركز جيش المهدي) ، لم يستخدم المهديين الأطفال والنساء دروعاً بشرية أطلاقا بالشكل الذي عرضه الفيلم ، وعلى غرار الأمريكيون في تمجيد شجاعة جنودهم . عمل المخرج على صبغ فيلمه بألوان هوليودية وخلق رامبو بولندي يجازف بحياته و يدخل وسط الحرائق لأنقاذ طفلة عراقية . استلهم كرزيستوف لوكاشيفيتش هذا الفيلم من سلسلة من التقارير الصحفية من العراق لمارسين غوركا وآدم زادورني بعنوان "من كربلاء". في الفيلم جمع المخرج بين الدفاع عن قاعة المدينة وحكاية المسعف الذي اتهم بالجبن أثناء العمل .
يفتتح الفيلم عندما يفجر أنتحاري من جيش المهدي بسيارته المفخخة وحدة من الجنود البولنديين والبلغاريين يدافعون عن مبنى محافظة كربلاء . يظهر المسعف كميل غراد (أنتوني كروليكوفسكي) - جبان ومرعوب . استمرت معركة مجلس المدينة في ربيع عام 2004 ثلاثة أيام . ومع ذلك ، يصور الفيلم أحداث الأيام القليلة التي سبقت الهجوم وبعده . ويظهر كيف سيطر الجنود البولنديون المدافعون دون وقوع إصابات ، على المبنى ، مما أسفر عن مقتل أكثرمن 100 مهاجم . يكشف الفيلم عن كواليس البعثة البولندية في العراق. وبالتالي ، هناك مشاكل في التسلح ، ودروع المركبات ، واستخدام السترات الواقية من الرصاص الأمريكية (وليس المحلية) ، والكحول وهناك أيضا مشكلة اقتصادية. حقيقة أنه بالنسبة لمعظم / بعض الجنود ، كانت هذه الرحلة مجرد عملية حسابية خالصة ومكاسب مادية . الفيلم مستوحى من القصة الحقيقية للمقدم غرزيغورز كاليسياك، الذي قاد وحدة من الجنود البولندين في كربلاء. القائد كاليكي بطل الرواية في كربلاء الذي لعبه الممثل البولوني (بارتلوميج توبا ). يشمل بقية الممثلين أنتوني كروليكوفسكي وتوماس شوشاردت وليزيك ليشوتا .

كان هذا أكبر اشتباك قتالي للجنود البولنديين منذ الحرب العالمية الثانية. لكن المعركة في كربلاء ظلت سرا لعدة سنوات في العراق . فيلم "كربلاء" ، الذي يظهر كواليس هذه المعركة والذي أراد به المخرج تكريم تلك القرقة البولندية واستذكار بطولاتهم حسب قوله . ، لكن الأمر الأكثر دلالة من هجوم التيار الصدري نفسه هو الحاوار بين القائد البولندي كاليكي والقائد البلغاري جيتوف. يتحدثون نصف الروسية ونصف الإنجليزية ، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن كل عصر له أخوه الأكبر ، الذي يملي الشروط الحالية للنظام العالمي. في السابق كان الروس واليوم أصبحت أمريكا هي الأخ الأكبر . بالنظر إلى كيفية إخفاء قضية الدفاع عن كربلاء تحت البساط الدولي، من الصعب الاختلاف مع هذه الكلمات . كربلاء (التي يبلغ عدد سكانها حوالي 600,000) هي مدينة مقدسة . في 3 أبريل ، تبدأ عطلة عاشوراء الإسلامية. يتدفق الحجاج إلى كربلاء (يقال أن هناك ما يصل إلى 5 ملايين مسلم). تتلقى المخابرات الأمريكية والبولندية معلومات تفيد بأن المتمردين من ميليشيات الصدر يختبئون بين الزوار وأنهم يستعدون لهجمات على مقر الحكومة المحلية . ويطلب قائد الشرطة المحلية من قوات بعثة تحقيق الاستقرار والسلام التابعة لقوات التحالف المساعدة في حماية مقر الحكومة المحلية مجلس المدينة. مجلس المحافطة عبارة عن مبنى مكون من ثلاثة طوابق (الطابق الأرضي وطابقين) مصنوع من الطوب والحجر يقع في وسط المدينة. يوجد في الجزء الخلفي من المبنى مركز للشرطة العراقية. يقبع المساجين في زنازين مكتظة تشبه زريبة للحيوانات .

عندما وصلوا إلى قاعة المدينة ، كان لا يزال الجو هادئا نسبيا. تألفت الفصيلة البولندية من أكثر من 40 جنديا. كان هناك أيضا فصيلة من الجنود البلغاريين بأعداد مماثلة. يظهر الفيلم عدد من رجال الشرطة العراقيين الذين يحرسون المبنى وقد فروا في وقت لاحق تاركين مواقعهم . كما فر الجنود العراقيون من نقاط التفتيش حول كربلاء وسلموا المدينة فعليا إلى جيش المهدي . مدخل مبنى المحافظة المدينة كان مسيجاً بأكياس كبيرة من الرمل ، وتم نصب المدافع الرشاشة عند كل نافذة من نوافذ المبنى ، القائد ( كاليكي) الذي لعب دوره بارتلوميج توبا يحمل ناظور للرؤية الليلية . قاموا بجمع الطعام والأسلحة لمدة 24 ساعة فقط من القتال. ولكنهم لقد فقدوا الاتصال بالقاعدة، ولا يُعرف متى سيصل الدعم لهم وإستخدام كل الذخيرة تقريبًا بدأ ينفذ وأصبحوا جنود قوات التحالف قريبين من الجوع بعد حصارهم من قبل جيش المهدي . ينفجر كل الجحيم عندما تبدأ قذائف الهاون تتطاير ، والقذائف تمطر على مبنى المحافطة التي تقع وسط المدينة . وكانت البناية محاطة بالمباني من جميع الجهات. أحتل جيش المهدي المباني المحيطة بمبنى المحافظة ، وأطلقوا النيران على جنود قوات التحالف الذين يدافعون عن مقر مجلس المحافظة . كانوا يطلقون قذائف الهاون، قذائف آر بي ج ومن على يمين قاعة المدينة كان هناك مبنى تم بناؤه حديثا واحتلوه ، ولم تكن هناك نوافذ مثبتة فقط فتحات. وكذالك من الجامع القريب . كان كل شيء ينهار. وكانوا جنود التحالف محصنين ومختبئين جيدا . ثم بدأوا في مهاجمة الجنود من برج المئذنة من الجامع القريب الى مبنى المحافظة . في البداية لم يسمح للجنود البولنديون بإطلاق النار على المباني الدينية المقدسة "، كما أظهر المخرج ، في حين كشفت التقارير الإعلامية والكتب مؤخرا مثل كتاب "كربلاء" - لبيوتر غلوشوفسكي ومارسين غوريك) الجنود ردوا أخيرا بإطلاق النار على الصواريخ التي كانت تطير نحوهم من المئذنة. كان تاريخ معركة كربلاء من المحرمات العسكرية لعدة سنوات. بسبب اوامر من حلف الاطلسي بتاكيد ان القوات العراقية هي التي دافعت عن مركز المحافطة ومساندة قوات الحلفاء ، ولكن تم الكشف عن الحقائق الأولى من قبل صحفيي غازيتا فيبورتشا الذين أجروا مقابلات مع الجنود الذين شاركوا فيها . بعد ثلاث ليال من القتال وثلاثة أيام من القصف المزعج ، اقتحم المظليون البولنديون قاعة المدينة ، وبالتالي أنهوا المعركة. من جانب المهديين ، فإن الخسائر هائلة ، في البداية يقال إن عشرات الأشخاص قتلوا ، ولكن اليوم تشير الدراسات الأكثر موثوقية إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 120 و 200 . على الجانب البولندي البلغاري هناك قتيل واحد وجريح واحد حسب ادعاء كاتب السيناريو ! .

في إحدى المقابلات، يقول أنتوني كروليكوفسكي، الذي يلعب دور المسعف - الجندي كميل غراد - إن فيلم "كربلاء" هو في الواقع فيلم مناهض للحرب، يروي قصة جيش غير محترف أرسل إلى الحرب لأسباب سياسية . أكثر ما يميز الفيلم هو الافتقار إلى الأخلاق وبناء الواقعية بالقوة. تعاني العديد من أفلام الحرب البولندية من هذا النوع من المحاولات لإظهار الحرب من هذا الجانب الإنساني . ولكننا لا نرى ذلك في في فيلم كربلاء . على الرغم من وجود بعض المشاهد التي ارادت عكس انسانية الجنود ، أو صدمتهم من الحرب . مشاهد تظهر الجنود "التشويش" (في بعض الأحيان في خضم المعركة ، يصاب الجنود بالصدمة ، مما يؤدي إلى التشويش وعدم الاتصال بالعالم الخارجي) ، لم ينس المخرج إظهار البطولة الكبيرة الي قدمها الجنود البولندين .ذات مرة قال فيلسوف يوناني شهير تعبيرا مخيفا ولكنه كامل عن واقعنا القاتم: "الموتى فقط هم الذين شهدوا نهاية الحرب". هذا الاقتباس الخالد هو ملخص مثالي لأعمال العديد من الوحدات العسكرية المتمركزة في العراق ، وهي قنبلة موقوتة حقيقية. هذا البلد الذي مزقته الحرب يجبر جيش الأحتلال على التدخل باستمرار لمنع انتشار (الإرهاب ). إحدى هذه المهام هي موضوع "كربلاء" .
أوضح المخرج، سيناريو الفيلم مستوحى من قصتين رويتا في "كربلاء". الأول هو الدفاع عن دار البلدية خلال الانتفاضة الشيعية في كربلاء بصحبة النقيب كاليسياك، والثاني هو حادثة مسعف متهم بالجبن في ساحة المعركة وعدم مساعدة رجل جريح خلال كمين تسقط فيه قافلة بولندية. كلا الخيطين متشابكان في نسج قصة وسيناريو الفيلم" ، يؤكد لوكاشيفيتش أن "كربلاء" هو فيلم روائي طويل، وليس فيلما وثائقيا – ليس "مبنيا على أحداث"، بل "مستوحى من الأحداث". وقال المخرج: " كربلاء" ليست رواية، بل صورة تظهر تجارب الجنود البولنديين في العراق ". يتبنى لوكاشيفيتش موقف المراقب ، ولا يطلب منا أن نحلل بالتفصيل شخصيات الشخصيات الفردية وحياتهم غير العسكرية ، ولا يحكم ، ولا يستخدم الابتزاز العاطفي ضد المشاهد. إنه يفضل إعطاء الشعور بأن الحرب ليست تجريدا أو مغامرة سينمائية ، ولكنها جريمة فعلية اخترعتها البشرية وتورط ممثليها فيها والذين يفضلون في الواقع الذهاب للتسوق مع أطفالهم. الفيلم تبدأ برحلة الجنود إلى العراق مع النكات والاغاني والضحكات وتنتهي بأنكسار الروح والصدمات من أهوال الحرب مع توابيت الجنود الذين حرثهم كابوس الحرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي