الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد

عبد الفتاح مرتضى

2003 / 6 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                   حقائق وأكاذيب
      
قراءة لكتاب ( طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ضابط سابق في الموساد )
تاليف – فيكتور اوستروفسكي . ترجمة – كلير هوي ونشر .
الاسم الاصلي للكتاب : The making and Un making of A Mossad Officer

لايخفى على أحد أن أي جهاز للمخابرات في العالم يتضمن في أسسه وسائل عمل قذرة . فالغاية تبرر الوسيلة وهذا نمط عام لكل اجهزة المخابرات في العالم ..ولانستطيع الحكم على أي جهاز بمدى سقوطه عن اجهزة آخرى إلا من خلال إعترافات موظفيه وضباطه , فالجميع يعمل في مستنقع واحد..
وفي تصوري أن العاملين في اجهزة المخابرات يحملون رتبة ( ضابط) وهي صفة عسكرية والمعروف عن الصبغة العسكرية أي الحرب والحرب لاتعرف الرحمة لانها اساساً وقودها البشر.. ومن هذا المنطلق نجد ان اجهزة المخابرات عامة يقودها ضباط مدّربون وقد تم اختيارهم بكل دقة ويجري تدريبهم بسرية كاملة ويظلون تحت المراقبة أثناء التدريب والعمل الفعلي ..
وإذا كان هذا الكتاب هو مجموعة من الحقائق التي عاشها مؤلفهافعلياً داخل جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) فلا يستطيع احد ان ينكرها ولكنها بالمقابل تشمل حقائق وأكاذيب ..
فقد حاول المؤلف 1-أن يعرض صورة الموساد ( وهذا ما فعله بالضبط) بأعتباره أرقى جهاز مخابرات في العالم لاينافسه حتى المخابرات الاميركية وغيرها وهو بهذا قد قدم صورة اعلانية لمدى تماسك وقدرة هذا الجهاز واعتباره أفضل جهاز مخابرات في العالم ..
كذلك فأن المؤلف عرض كل العمليات الناجحة التي قام بها الموساد في حينه ( عندما كان المؤلف أحد أعضائه) لكنه لم يقدم لنا أية عملية فاشلة حصلت له . وهذا يدعم رأينا الاول . إضافة لذلك فأن المؤلف يذكر كيف ان الموساد يدخل في التفاصيل الدقيقة لحياة كل مسؤول مهما كانت حجم مسؤوليته في اسرائيل بل ويحدد الجهاز طريقة عمل الحكومة ومؤشرات تقدمها وتخلفها واعتبر المؤلف ان الموساد حكومة داخل حكومة وحاول ان يعطي صورة بأن الموساد يعمل بانفلات شبه كامل من الحكومة وهو الذي يقرر وينفذ بدون الرجوع الى الحكومةالا في حالات نادرة جداً تصب جميعها  في عمليات التصفية الجسدية 0ويخلص المؤلف الى ان عمليات التصفية الجسدية تعتبر قانوناً شرعياً في الحكومات الاسرائيلية اذا كان المطلوب رأسه يهدد الكيان الاسرائيلي!!! أما كيف يهدد او يشكل خطراً فليس مهماً فالمهم هو ان عمليات التصفية تتم بموافقة رئيس الحكومة وهذا دليل وشهادة بأن كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية مطلوبون للعدالة الدولية كمجرمين ..
يذكر المؤلف في بداية كتابه قصة قصف المفاعل النووي العراقي تموز عام 1981.. في هذا المدخل بالذات أثبت المؤلف أنه كاذب حد العظم فلكونه ضابطاً في المخابرات الاسرائيلية ( الموساد) ويستطيع أن يدخل الى ملفات الكومبيوتر الخاص به يعني انه بأستطاعته ان يعرف كل الاسرار لأية عملية اهدافها المعلنة وغير المعلنة ومادامت الخطط تتم في داخل هذا الجهاز وهو الذي يوجه الحكومة للتصرف واحياناً للآستئذان , فهذا يعني ان مخطط العملية بالكامل ليس سراً لا على الحكومة ولاعلى الموساد..
والاكذوبة الاولى انه لم يفصح عن علاقة صدام باسرائيل منذ بداية الستينات وحتى لحظة صدور الكتاب بل لم يشر بأي ملاحظة لذلك والوثائق والوقائع كلها تدعم الراي الآخر بمدى العلاقة بين صدام شخصياً ثم نظامه مع اسرائيل .. فأين هذه الحقيقة التي غيبّها المؤلف متعمداًولماذا؟
ولما كان صدام احد اكثر القادةالعرب المخلصين والاوفياء لاسرائيل منذ بداية الستينات ولحد الان , فهل غابت هذه الحقائق على ملفات كومبيوتر الموساد ؟‍!!
وكنتيجة لهذه العلاقة استطاع صدام ان يصل الى المرتبة الاولى في السلطة في العراق , فلولا دعم المخابرات الاميركية والاسرائيلية وبعض دول الجوار العربية له لما وصل الى هذا المنصب ابداً, فهل يعقل بعد كل هذا ان يكون صدام عدوهم ويهددهم من خلال بناء المفاعل النووي ليقوموا بتدميره كما حصل ؟  نحن نرى ان هذه العملية متكونة من جزئين لايفترقان:
الاول : ان صدام قد تم توريطه في حرب ايران لاهداف معلومة جاءت بعد الثورة الايرانية أولاً , اتفاقية كامب ديفيدثانياً،التهديد الفلسطيني- اللبناني لاسرائيل ثالثاً، ضرب القوى الوطنية المعارضة له ( الشيوعيون , والدعوة بالتحديد) رابعاً، وللتغطية على كل هذه الاحداث كان من الضروري القيام بفعل استعراضي يحاول فيها نفخ روح العظمة لديه (أي صدام )في محاولة لجعله قائداً للعرب بعد تغييب ظاهري لمصر , وجعله وريثاً لشاه ايران ليكون ( شرطي الخليج) من بعده, ومنع امتداد لهيب الثورة الايرانيةالى المناطق المجاورة بدعم من اميركا بشكل مباشر وغير مباشر , إبعاد واشغال العرب عن قضيتهم المركزية ( فلسطين ) بأشعال نار حرب جانبية لاداعي لها , وهذا ماحصل في حرب الثماني سنوات التي اساءت للعرب والاسلام ولم تفدهم بشيء 00حتى اني أذكر في بداية سنة 1981 اني وجدت بضاعة مكدسة في الشوارع والاسواق العراقية بشكل هائل يطلق عليها( بضاعة لبنانية )رغم مجهولية مصدر الصنع وبالصدفة  التقي بطلبة عرب(من لبنان تحديداً)ليؤكدوا انها ليست لبنانية بل ( اسرائيلية) ونحن نعرفها من خلال وجودها في اسواقنا ( في لبنان) أفبعد كل هذا التخطيط والتنفيذ يكون صداماً عنصراً خطراً على اسرائيل لتقوم بتدمير المفاعل زاعمة انه يشكل خطراً عليها؟
كما قلنا لهذه العملية هدفان :-
الاول : ان عملية من هذا النوع يؤكد على ماذهبنا اليه سابقاً في دعوة واعلان لآعتبار ان صدام عدواً لاسرائيل وبالتالي خداع كل الشعوب العربية وجعلهم يصدقون هذه الاكذوبة الكبيرة ليبتعدوا عن فلسطين وانضمامهم للعراق وصدام كون الاولى فاترة والثانية حامية فهي اولى بالاهتمام من غيرها..
وهذا ماحصل عند الاجتياح الاسرائيلي للبنان وماحصل فيه من ان اي عربي لم يتفوه بشيءلأنقاذ واسناد قضيته المركزية .. فلسطين . أما ثانياً : فالعملية برمتها تعتمد العسكرياتية بالدرجة الاولى من تخطيط وتنفيذ واجراءات دقيقة وحسابات معمقة ومقياس مدى النجاح والفشل سواء بالترصد من قبل الآخرين او مدى استعداد( العدو) للرد او الكشف .الخ.. وهي عملية استعراضية سواء للدول العربية او غيرها بمدى استعداد اسرائيل للقيام بهكذا عمليات ( ضخمة وكبيرة وهائلة ) بحسابات جد دقيقة وبدون خسائر اطلاقاً.
فهل يعقل ان تكون اسرائيل عدوة للعراق (بنظام صدام ) ليعلن صدام انه قد تم غدره بضربه من الخلف(الغرب) وهو مهتم بالشرق(الامام)؟
أي أن من لديه عدوّان احدهما من الشرق والاخر من الغرب وهو في صراع مستمر معهما فهل يعقل ان يترك ( ظهره للغرب) مكشوفاً ليهتم فقط ( بالصدر- الشرق) ؟ هل هو علم أم غباء ؟ أم ضحك على الذقون ؟واذا كان نظام حكم صدام معاد لاسرائيل فهل يعقل ان يرسل علمائه الى فرنسا مكشوفين عاديين  فقراء وحين يتم تجنيدهم للآخرين (بعلمهم او بدونه) يتركون هكذا دون محاسبة ؟ وهذا دليل علىان المؤلف قد وقع في خطأ كبير في ذكره لهذه القصة لأنه أثبت أن صدام ليس عدواً لاسرائيل فلا داعي للتحوطات الامنية المشددة على عقوله .
وثانياً : لم يتم محاسبة المجندين مع اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر , بل وضح حقيقة العالم المصري الذي رفض التعاون فتمت تصفيته . وهذا دليل على الاكاذيب المنتشرة في ثنايا هذا الكتاب .
أما الحقائق فبعضها معروف وبعضها قد كشفها المؤلف من خلال فضحه للأساليب اللاأخلاقية التي تحصل داخل الموساد فيما بين أعضائه سواء الشذوذ الجنسي او الخيانات الزوجية لجميع العاملين بدون استثناء مع زوجات زملائهم اي بمعنى عام ان كل العاملين في الموساد خونة لبعضهم البعض وان جميع زوجاتهم كذلك وهناك حقيقة يطرحها المؤلف يعرفها الجميع وهو ان اليهود في كل العالم قد كونوا شبكة عنكبوتية كل في مجال عمله وامكانياته لتقديم خدماته لدولة اسرائيل .. لكنه ايضاً او مبالغ به كثيراً فليس كل اليهود متعاونون ولكن معظمهم لديهم الاستعداد لذلك لكن هذا لايعني انهم جميعاًمتساوون في تقديم انواع الخدمات 00 وخلاصة للكتاب فأنه قدم أكاذيب مخابرات أكثر منها حقائق واسلوب قصصي مخابراتي محبوك تجعل القاريء العادي يصدقه بسرعة كما يحصل للكثير من المعارضين العراقيين حالياً حينما ينددون بضرب المفاعل العراقي وتثلج قلوبهم لكارثة – مكوك الفضاء كولومبيا لأنه يحمل احد الطيارين الاسرائيليين الذين اشتركوا في ضرب المفاعل وكانهم قد ثأروا لاحد منهم لما فعل وهو دليل على انهم مايزالون واقعون في مصيدة الماكنة الدعائية الاسرائيلية..

 

د.عبد الفتاح مرتضى
كنـــــدا
2222003 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي