الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو عرس النار طلال حسن

طلال حسن عبد الرحمن

2024 / 4 / 26
الادب والفن


1 ـ لقطة طويلة بانورامية لمدينة بغديدا من الخارج .

2 ـ لقطة طويلة لبعض شوارع بغديدا ، سيارات ومارة .

3 ـ لقطة للسوق ، والناس رجالاً ونساء يتبضعون .

4 ـ سوق الفواكه والخضر ، ناس يتبضعون .

5 ـ يوحنا شاب تجاوز العشرين ، أمام بائع الخضر والفواكه ، البائع يقدم له علاقة فيها فواكه .
البائع : تفضل .
يوحنا : كم ..
البائع : أربعة آلاف وخمسمائة .
يوحنا : " يقدم له الثمن " أشكرك .
البائع : بالعافية .

6 ـ يوحنا يسير مبتعداً ، وهو يحمل العلاقة " ....

7 ـ زهير شاب بعمر يوحنا ، يتوقف وينظر إلى يوحنا ، ويخاطبه .
زهير : يوحنا ..
يوحنا : " يلتفت إليه ويتباطأ " زهير ، أهلا
ومرحباً .

8 ـ زهير يلحق به ، ويسير إلى جانبه ، ويتبادلان الحديث .
زهير : كيف حالكم أخي .
يوحنا : الحمد لله ، أشكرك .
زهير : زوجتي كانت عند أختك مريم البارحة ،
مصابها في زوجها أليم جداً ، كان الرب
في عونها .
يوحنا : أشكرك أخي زهير ، تحياتي للعائلة .
زهير : " يتوقف " مع السلامة .

9 ـ طفلتان نورة في الخامسة ، وفاتن في السادسة ، تقفان أمام باب البيت .
نورة : ماما قالت أن لا نخرج من البيت .
فاتن : نحن هنا بباب البيت ، نتفرج على
السيارات والمارة .

10 ـ نورة تنظر إلى يوحنا مقبلاً نحوهما ، وعلاقة الفواكه في يده .
نورة : فاتن ، انظري ، خالي يوحنا .
فاتن : " تنظر إلى يوحنا " لننتظره هنا ، خالنا
يوحنا يحبنا .

11 ـ يوحنا يقترب من الطفلتين ، وعلاقة الفواكه في يده.
يوحنا : أهلاً بالحلوات .
نورة : أهلاً خالي .
فاتن : ماما ستأتي لزيارة خالتي مريم بعد قليل.
يوحنا : من الأفضل أن تدخلا إلى البيت .
نورة : سننتظر خالتي هنا .
يوحنا : لا تبتعدا إذن ، الشارع مليء بالسيارات.
فاتن : نعم خالي ، سنبقى هنا .

12 ـ يوحنا يقترب من باب الغرقة ، يقف بالباب ، ينظر إلى الأم ، التي تقف قرب سرير مريم ، مريم نائمة ، وتبدو حزينة وشاحبة .
يوحنا : " بصوت هامس " أمي ..
الأم : " تقبل عليه ويدها فوق فمها " هششش.
يوحنا : " بصوت خافت " كيف حالها الآن ؟
الأم : أغفت قبل قليل ، ليكن الرب في عونها .
يوحنا : قلنا لأبي نورة ، ابق ، لا تذهب ، الهجرة
عن طريق البحر شديدة الخطورة .
الأم : هذه قسمته ، يا بني ، أن يغرق في البحر
يوحنا : سأذهب إلى السوق ، لن أتأخر " يذهب
" .
الأم : مع السلامة ، يا ابني ، حفظك الرب .

13 ـ مريم تفزّ مضطربة ، وتعتدل في فراشها ،وتصيح.
مريم : امي ..
الأم : تلتفت ، وتسرع إليها " مريم ، حبيبتي ،
إنني إلى جانبك ، هنا .
مريم : " تتلفت " أين نورة ؟ أين هي ؟
الأم : اطمئني ، إنها بالباب ، تلعب مع ابنة
أختكِ فاتن .
مريم : ناديها ، إنني أريد أن أراها بعينيّ ،
رأيت مناماً .
الأم : دعك من المنام ، إنها أضغاث أخلام .
مريم : أريد مريم .
الأم : " تهم بالتوجه إلى الخارج " سأناديها لك
، سأناديها ، فقط اطمئني " تتوقف " ها
هي أختك جنان قادمة .

14 ـ تدخل جنان، وهي أكبر من مريم ، تنظر إلى أمها .
جنان : ما الأمر ؟
الأم : اختك تسأل عن ابنتها ، وقلت لها أن
تطمئن ، فهي تلعب مع ابنتك فاتن .
مريم : اريد نورة ، أريدها ..
جنان : اطمئني ، انهما تلعبان معاً بالباب .

15 ـ ترتفع الزغاريد في الخارج ، وكذلك دقّ الطبول وعزف المزامير .
جنان : " تبتسم " اسمعي الزغاريد والطبول
والمزامير .
الأم : لقد اقترب موعد الزفاف .
جنان : بعد غد " تنظر إلى أختها " وقد دعينا
إلى الحفل ، في قاعة ابن الهيثم .
مريم : اذهبي ، خذي ابنتك فاتن واذهبي .
جنان : سأذهب أنا وفاتن ، ومعنا نورة .
مريم : " تصيح " لا ..
جنان : اشتريت فستاناً جميلاً لابنتي فاتن ..
مريم : " تتمتم " مبروك على فاتن ..
جنان : وفستان يشبهه تماماً لنورة و
مريم : " تقاطعها صائحة " لا ، نورة لن تذهب
إلى العرس ..
جنان : " تنظر إلى مريم صامتة " ....
مريم : لقد رأيتُ في المنام ..
الأم : " تقاطعها " دعينا من منامك الآن ، يا
مريم ، لن نحرم نورة من الفرح .
مريم : " تصيح " لا .. لا .. لا ..

16 ـ جنان تحضن مريم ، وتربت على ظهرها .
جنان : اهدئي يا حبيبتي ، اهدئي ، الزواج ليس
اليوم ، وإنما بعد غد .

" بعد يومين "

17 ـ مريم في سريرها ، صامتة حزينة شاحبة ، والأم تقف منصتة قرب باب الغرفة ، يتناهى من الخارج، أصوات زغاريد وطبول ومزامير .
مريم : يبدو أن الزفاف اليوم .
الأم : نعم ، اليوم ، اسمعي الزغاريد والطبول
والمزامير .
مريم : ليسعدها الرب ، إنها فتاة طيبة .
الأم : عريسها شاب جوهرة ، ليوفقه الرب .
مريم : " ترمق أمها بنظرة سريعة " لم تأتِ أختي جنان .
الأم : " تنظر عبر الباب " ها هي قادمة ،
ومعها عروستان ، زهرتا نرجس
ليحفظهما الرب .
ميم : " تنظر قلقة عبر الباب " أمي ، قلبي
منقبض ، لا أريد أن تذهب نورة إلى هذا
العرس .
الأم : جنان ، ابنتك طفلة ، وقد فرحت بثوبها
الجديد ، دعيها تبتعد قليلاً عما نحن فيه
من حزن .
مريم : " تتمتم مترددة " لا ، لا يا أمي ، ذلك
الحلم ، رأيتها وسط الأمواج والنار ..
الأم : اسكتي ، ها هي قادمة .

18 ـ تدخل جنان ومعها نورة وفاتن في فستانيهما الجديدين .
جنان : " متوجسة من مريم " مساء الخير .
الأم :مساء النور .
مريم : " تحدق في ابنتها والدموع تسيل على
خديها " ....
مريم : " تستعرض فستانها فرحة " ماما ،
انظري إلى فستاني ، كم هو جميل .
الأم : أنت الجميلة ، وكذلك حبيبتي فاتن .
مريم : " تحضن نورة والدموع تسيل من عينيها
" ....
جنان : هيا يا حبيبتي نورة ، لقد آن أن نذهب ،
العرس ينادينا .
نورة : " تحاول أن تنسحب من بين ذراعي أمها
، لكن أمها تبقى متشبثة بها " ماما ..
الأم : " تميل على مريم " مريم ، ابنتك
ستذهب مع عمتها ..
مريم : " تبقى متشبثة بنورة ، ثم ترخي يديها ،
ودموعها تسيل على خديها الشاحبين " ...
نورة : " نحدق في أمها " ماما ، أنت تبكين ..
الأم : " تسحب نورة ، وتقدمها لجنان " أمك لا
تبكي ، يا عزيزتي ، اذهبي مع عمتك ،
وتمتعي بالعرس .
جنان : " تأخذ فاتن ونورة ، وتتجه إلى الخارج
" تعاليا ، فلنسرع إلى القاعة ، فالمدعوون
كثيرون ، وقد لا نجد مكاناً نجلس فيه إذا
لم نسرع .
مريم : " تصيح " جنان ..
جنان : " تخرج ومعها الطفلتان " سأخنقك إذا
مُست شعرة من نورة ..
الأم : " تهزّ رـسها صامتة " ....
جنان :مريم ، يا أم المسيح ، احفظي لي .. نورة
الأم : آمين ..

19 ـ لقطة بانورامية للقاعة من الخارج ، والمدعوون رجالاً ونساء وشباباً وأطفالاً يتجهون إليها .

20 ـ جنان تسير بين المدعوين ، وقد أمسكت بيد كلّ من نورة وفاتن ، الفتاتان فرحتان جداً.
جنان : القاعة ستكون مزدحمة جداً .
فاتن : هذه الأغاني ما أجملها .
نورة : كان بابا يحب هذه الأغاني .
جنان : " تهز رأسها حزينة " ....

21 ـ جنان تخاطب الطفلتين ، وهي تقترب بهما من مدخل القاعة .
جنان : ابقيا إلى جانبي داخل القاعة .
نورة : نعم خالتي .
فاتن : " تتلفت حولها مبهورة " ....
جنان : فاتن ..
فاتن : نعم ماما ، سأبقى إلى جانبك .

22 ـ جنان تدخل إلى القاعة ، ويدا الطفلتان في يديها .
جنان : هيا إلى الداخل .

23 ـ جنان تجلس إلى منضدة ومعها الطفلتان .
فاتن : " تتلفت حولها " سيبدأ الرقص بعد قليل
في القاعة .
جنان : " تحدق في ابنتها " ابقيا إلى جانبي ،
مهما اشتد الرقص والغناء .
نورة : نعم خالتي .
فاتن : لا تخافي يا ماما ، لن يأكلنا أحد .
جنان : " تغالب ابتسامتها " آه منك .

24 ـ شابتان في ثياب مبهرجة ، تقفان في طرف القاعة .
الأولى : ما أكثر المدعوين .
الثانية : هذه القاعة لا تتسع لأكثر من أربعمائة
مدعو ..
الأولى : " تضحك " هذا الازدحام يعجبك .
الثانية : " تضحك " ويعجبك أيضاً
الأولى : فلتزدحم القاعة بالشباب والفرح .

25 ـ المدعوون حول المناضد ، وبعضهم يتجولون بعد أن امتلأت المقاعد .

26 ـ ضجيج وتزاحم عند المدخل ، ترتفع الزغاريد والتهاليل والأغاني ، صياح فرح .
الصياح : جاء العروسان .. جاء العروسان ..
فاتن : " تهب من مكانها " نورة ، تعالي نتفرج
على العروسين .
نورة : " تهمّ بالوقوف " أنا قادمة ..
جنان : " تمسك بها " ابقي ، يا عزيزتي ، لا
تلحقي هذه المجنونة .
فاتن : " تندس بين المحتشدين حول العرسين "
....

27 ـ يسير العروسان يداً بيد ، بين المدعوين ، حتى يصلا مكانيهما ، ويجلسان " ....

28 ـ الكاميرا تستعرض ما في القاعة من مدعوين ، ثم تنتقل إلى السقوف المزينة والواطئة .

29 ـ موسيقى راقصة هادئة ، ينهض العريس ، ويأخذ بيد العروسة ، ويقودها إلى وسط القاعة ، ويبدآن بالرقص الهادئ .

30 ـ أجواء فرح وسرور ، المدعوون فرحون ، والعروسان مستمرين بالرقص الهادئ ، وسط تهليل المدعوين وزغاريد النسوة .

31 ـ يبدأ البعض بإشعال الألعاب النارية في القاعة ، وسط تهليل المدعوين وزغاريد النسوة .

32 ـ ألسنة لهب الألعاب النارية تصل السقف ، وتشعل النار ببعض أقمشة الزينة ، السريعة الاشتعال .

33 ـ النار تنتشر بسرعة في السقف ، وتتساقط أجزاء من الأماكن المشتعلة على المدعوين ، بينهم العروسين وسط القاعة .

34 ـ يهب المدعوون من أماكنهم ، ويندفعون متزاحمين صارخين نحو باب الخروج .

35 ـ الناس يتزاحمون خارج القاعة ، ويراقبون منفعلين خائفين جموع المدعوين ، الذين يخرجون بشكل فوضوي ، وقد سادهم الرعب ، من داخل القاعة ، التي بدأ اللهب يتصاعد منها .

36 ـ مريم تركض كالمجنونة نحو القاعة ، وأمها تركض لاهثة وراءها .
مريم : " تصرخ منهارة " نورة .. نورة ..
الأم : مريم توقفي ، نورة بخير ، إنها مع
خالتها .
مريم : " تندس بين الخارجين من القاعة ، وهي
تصيح " القاعة تحترق بمن فيها ، نورة ،
نورة ..
الأم : " تنهار على الأرض ، وهي ترى القاعة
تحترق " مريم .. يا أم المسيح .. ليحمهم
الرب .. ليحمهم الرب ..

37 ـ مريم وسط الجموع المتدافعة نحو البوابة للخروج من الجحيم .
مريم : هذا ما رأيته في المنام .. أمواج
.. وأمواج من النار .. " تندفع إلى داخل
القاعة المشتعلة ، وهي تصيح " نورة ..
نورة .. نورة ..

38 ـ الأم تحاول أن تقترب من القاعة المشتعلة ، وهي تبكي .
الأم : مريم .. مريم .. مريم ..

39 ـ امرأة تمسك بالأم ، الأم تحاول أن تقاومها .
الأم : دعيني ، ابنتي مريم مضت إلى الداخل .
المرأة : داخل القاعة جحيم ، لا يستطيع أحد
الدخول ، والجميع يفرون منها ، دون
جدوى .
الأم : " تأخذها المرأة إلى مكان آمن وسط
الجموع المحتشدة " ليحمك الله .. والمسيح
.. والقديسون .. مريم .. مريم

40 ـ يقبل يوحنا لاهثاً ، ويمسك أمه ، الأم تتشبث يه .
يوحنا : أمي .. أمي ..
الأم : يوحنا ! لا نعرف مصير جنان ونورة
وفاتن ، وها هي مريم ، تدخل إلى القاعة
، انظر النيران ..
يوحنا : لننتظر ، يا أمي ، ونرى ما سيحدث .
الأم : ماذا ننتظر ؟ أنه الموت ، يا مريم .. يا
يسوع .. احضراني .. وإلا هلكنا .

41 ـ يوحنا وهو يقف إلى جانب أمه ، يراقب سيل الخارجين من القاعة ، وهم في حالة يرثى لها ، يلمح جنان بين الخارجين ، وهي تحمل فاتن ونورة ، وقد تمزقت واسودّت ملابسهما ، يصيح فرحاً .
يوحنا : أمي ، ها هي جنان ..
الأم : " تصيح مقاطعة اياه " جنان ً! ونورة
وفاتن ؟
يوحنا : " وهو يسرع إلى جنان " إنهما معها ،
تحملهما معاً ، وهم سالمون .
الأم : حمداً لله " تتطلع إلى السماء " يسوع ،
ابنتي مريم ..

42 ـ يوحنا يصل جنان ، ويأخذ منها نورة .
يوحنا : جنان ..
جنان : يوحنا ، إنها معجزة ، لقد نجونا من
الجحيم .
يوحنا : أعطني نورة " يأخذ نورة " تعالي أمي
هنا ..

43 ـ يوحنا يصل الأم ، وهو يحمل نورة ، جنان تصل بعده ، تنظر إلى الأم .
جنان : " تقف أمام أمها " أمي ، أين مريم ؟
الأم : " تنظر إليها دامعة العينين " ...
جنان : " تنزل ابنتها " أهي في البيت ؟
الأم : " تهز رأسها والدموع تغرق عينيها :
....
جنان : " تنظر إلى يوحنا " يوحنا ، أين مريم ؟
يوحنا : " دامع العينين " قبل قليل دخلت القاعة
، تبحث عنكم ، ولم تخرج حتى الآن .
جنان : تتمتم بنكية " يا للويل ، غرق زوجها ،
ودخلت هي إلى ..

44 ـ القاعة محترقة تماما، عمال الاطفاء يسيرون هنا وهناك ، عدد من الأهالي ، وعلى مقربة من القاعة المحترقة يقف يوحنا وأمه وأخته جنان ومعهم الطفلتان فاتن ونورة ، اخفاء تدريجي ..

النهاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو