الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقسيم أم الذوبان: مراجعة الجنسية كَشَفَ الأُلعبان!!

محمد الصادق

2024 / 4 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


طالع الجميع الخبر المتداول بكثرة: عن رفض سفارة كمبالا تجديد جوازات بعض السودانيين، وذلك بسبب اجراء مراجعة لبعض القبائل التي تقطن اقليمي دارفور وكردفان.

لا يهم طبعا كون الخبر صحيحا ام غير صحيح، لأن مجرد تداول مثل ذلك الخبر يعني بلوغ المشكل السوداني الي منعرجات خطيرة.

فترويج الخبر يعني التمهيد لطرح مسائل الأنفصال والتقسيم.
فإستمرار الحرب لأكثر من عام كامل، وشمولها معظم ولايات السودان من البديهي ان يؤدي في النهاية الي مثل تلك المحاذير.

منذ البداية المبكرة برزت مباشرة كلمة "العبثية" خاصة وأن الحرب اندلعت فجأة دون سابق إنذار "واضح"!!!
والعبث يعني "اللعب"
والظاهر فعلا -الآن- ان ثمة ملعوب، ولكن كان وراء ذلك الملعوب هدف خبيث.

الآن ترديد الحديث عن الجنسية والقبائل يشير اشارة واضحة الي أن الحرب كانت فعلا ألعبان،
وكان هدف ذلك الألعبان هو نسف عوامل الوحدة، والدفع نحو مطالبة بعض الأقاليم بالأستقلال.
اذن فقد بدأت الأمور تتضح، وما كنا نستعبده صار الآن هو الأقرب.

مسألة التقسيم قطعا هي مسألة صعبة، والغالبية بالطبع لم تكن ترغب او لم تكن تتمني الوصول مرة اخري الي مربع الطلاق، الذي هو بغيض كل البغض، ففي الوقت الذي تسعي فيه الدول الي الاندماج والتوحد نفاجأ برغبات البعض في التشرذم والأنقسام، مما يؤكد ان نخبة القيادة اناس رجعيون انتهازيون انانيون، بصورة لا مثيل لها.

كلمة الانفصال ترددت علي مسامعنا من اول يوم في الحرب، ولكن الجميع كان يستهجن هذا الشيء ويعده ضربا من الخيال. لكن قراءة شريط الحرب علي ضوء هذه النظرية يعطي نتائج منطقية جدا،
فالذين اشعلوا الحرب عملوا علي مسح العاصمة وازالتها و تشريد جميع سكانها لأنها من اكثر الأشياء التي كانت تشكل قاسما مشتركا وعاملا للوحدة بين جميع القبائل والجهات.

الآن بالطبع نستطيع ان نعلل لماذا كانت الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا عندما رجعنا من الولايات للخرطوم، بعد ثلاثة اشهر من بداية الحرب مقارنة بالتسهيلات التي وجدناها عندما كنا في طريقنا الي خارج المدينة.
بل نستطيع الآن ان نعلل بوضوح لماذا كان الحرص علي ان تكون الحرب (شااااملة) لكل احياء الخرطوم، والحرص علي النهب والتدمير الواسع لكل شيء وقطع الخدمات بل واجبار الناس علي الإخلاء والمغادرة.. وباختصار كان الهدف هو محو العاصمة محوا كاملا، وجعل عودة السكان اليها مرة اخري امرا مستحيلا.

ضرب العاصمة وتدميرها ونهب الممتلكات وانتهاك الأعراض وقطع الخدمات، و"الدقّ" المتواصل "للقُراف" جعل الناس يخرجون ويعودون تلقائيا الي مواطنهم الأصلية حيث تتواجد قبائلهم واعراقهم، وهذا اذن كان هدفا منشودا لصانعي الحرب. الآن بدأت المجموعات المسلحة تعلن انحيازها لهذا الطرف او ذاك حسب الاعتبارات القبلية والجهوية. و"الشينة" تقترب شيئا فشيئا.

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل التجزؤ والتقسيم علي اسس الجهة والقبيلة هل سيحل المشكلة ويجلب السلام والاستقرار للشعوب ام انه سيزيد الطين بلة؟؟
هناك خطر الذوبان في الدول المجاورة،
فالمطالبة بالاستقلال في ظل الضعف الذي وصل اليه الجيش نتيجة لتقاتل الجيش (منه فيه) بالتأكيد سيغري بعض دول الجوار بضم الاجزاء التي تجاورها، وستحاول بالطبع ان تجد وتدعم الذين يؤيدونها، وهذا سيحدث استقطابا حادا بين من يؤيدون الضم الي الدولة المجاورة، وبين من يؤيدون الانفصال والاستقلال كدولة قائمة بذاتها، وبين من يؤيدون البقاء في اطار الدولة القديمة!!
♡♡♡♡♡♡♡
أنت سودانى وسودانى أنا
ضمنا الوادى فمن يفصلنا
نحن روحان حللنا بدنا
منقو قل لا عاش من يفصلنا
قل معى لا عاش من يفصلنا
هاهو النيل الذى أرضعنا
وسقى الوادى بكاسات المنى
فسعدنا ونعمنا ههنا
وجعلنا الحب عهدا بيننا
أيها السودان دم أنت لنا
●●●●●●●
يا للأسف.. يا للأسف!!!

===========
مواضيع ذات صلة:
===========
الزمان لن يرجع: الخرطوم لن تعود.. الناس لن تعود!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح