الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرط الأستراتيجي الذي لا غنى عنه في أي أتفاق! لا تجهضوا الثورة العالمية التي أشعلت فتيلها ثورة غزه فلسطين.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2024 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


القول بأن ثورة غزة فلسطين أشعلت فتيل ثورة عالمية، يستمد مصداقيته من أن انتصار ثورة غزه فلسطين يهدد المصالح الهائلة لحكام عالم اليوم، ومن يتشكك عليه ان يجيب على السؤال البديهي، لماذا أجتمع كل لصوص العالم الكبار، ووكلاؤهم وأعضاء اللوبي الأمريكي، الأقليميين والمحليين، على مقاومة مدينة صغيرة بحجم غزه الجغرافي؟!.

اذا ما أنتبهنا الى ان كل ثورات العالم السابقة لم يجتمع عليها لصوص العالم كما أجتمعوا على ثورة غزه فلسطين، مثلاً، لم يجتمعوا على الثورة الفيتنامية، ولا الكوبية، ولا الجزائرية .. الخ، عندها سندرك أن الأجابة الوحيدة الحقيقية على هذا السؤال لن تخرج عن أن مقاومة غزة فلسطين هى تهديد أستراتيجي مباشر للمصالح الأستراتيجية العالمية الهائلة لهؤلاء اللصوص.

لذا فأن القول بأن ثورة غزة فلسطين هى أشعلت فتيل ثورة عالمية، هو قول لا تأتيه المبالغة من أي جانب، وفي نفس الوقت، هذا يعني ان أنتصار ثورة غزه فلسطين يعني فتح الطريق أمام ثورة شعوب العالم الواقعة تحت أستغلال عصابة اللصوص العالمية، بمن فيهم شعوب العالم الصناعي المتقدم الأمبريالي، وهو المغزى الحقيقي الذي يفسر العمق الحقيقي لهذا الحراك الشعبي العالمي، الذي هو ليس فقط لنصرة غزه فلسطين، بل أيضاً، لنصرة هذه الشعوب نفسها على أضطهاد وقمع وأستغلال النظام العالمي القائم والرازخة تحته منذ عقود، نظام عبودية العمل المآجور. أنها شعلة الثورة الشعبية العالمية التي لا يجب أن تطفأ.

وعلى حد التعبير العبقري لماركس بأن التاريخ عندما يعيد نفسه اذا ما كانت المرة الأولى على هيئة مآساة، تكون الثانية على هيئة مسخرة، لذا، فأنه اذا ما كان الوقوف عند سقف المطالبة بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيه 1967،هو مآساة العرب الأولى بعد هزيمة يونيه 67، فأن الوقوف بعد أنتصار 7 أكتوبر التاريخي والغير مسبوق، الوقوف عند سقف المطالبة بخروج قوات الأحتلال من قطاع غزة، ووقف دائم لأطلاق النار، وتبادل الآسرى، يكون على هيئة مسخرة.

لا يمكن وفقاً لأي منطق "ثوري" أن يكون بعد هذا الصمود الأسطوري لشعب غزه فلسطين، وهذا الأداء الأستثنائي البطولي للمقاومة، ان تقف مطالب قيادات المقاومة بعد الأبادة الجماعية، تقف عند سقف المطالبة بالعودة لأوضاع ما قبل 7 أكتوبر!. أي العودة لنفس الأوضاع التي كانت فيها قوات الأحتلال خارج قطاع غزه بالفعل!، كما لم تكن قوات الأحتلال في حالة هجوم بري على قطاع غزه!، أما عن تبادل الآسرى، فأن كل خبرتنا مع الأحتلال تقول انه في اليوم التالي للأفراج عن الآسرى الفلسطينيين، لن يمكن للأحتلال أن يآسرهم مرة أخرى فقط، بل يمكن له أن يزيد عليهم، أما آسرى الأحتلال التي ستسلمهم المقاومة في عملية التبادل، فأن أعادة آسرهم ستحتاج الى ما هو أكثر من 7 أكتوبر أخرى!.

أن حصار الشامل على قطاع غزه، وسعار المستوطنات في الضفة الغربية، هما جناحي الأستراتيجية الأمبريالية لأحكام قبضة قاعدتهم المتقدمة على قيادة منطقة الشرق الأوسط، أنطلاقاً من فلسطين، كما هى الضرورة الجيوسياسية التاريخية لغزو المنطقة، وأحكام السيطرة عليها على مدى التاريخ.

فيما يتعلق بقطاع غزه، فأن الشرط الأستراتيجي بـ"رفع الحصار عن قطاع غزة" هو "كعب أخيل" المشروع الأمبريالي، أن "رفع الحصار عن قطاع غزه" هو الشرط الأستراتيجي الذي لا غنى عنه، حتى لا نعيد التاريخ على هيئة مسخرة، بعد كل هذه التضحيات الهائلة لشعب غزه الصامد، والأنجازات البطولية الغير مسبوقة للمقاومة.

هذه التضحيات وهذا الصمود الأسطوري لشعب غزه، وهذه المقاومة البطولية التاريخية، قد فتحا الباب على مصراعية لتمرد شعوب العالم على ظلم هذا النظام العالمي الوحشي القاتل، المنفذ الحقيقي للأبادة العسكرية في غزة، وللأبادة العسكرية والأقتصاية والثقافية في باقي بقاع العالم، هذا النظام الذي طال بقاؤه طويلاً، طويلاً جداً جداً، والذي أصبح غير قادر على الأستمرار "على التربح" ألا بشلالات من الدماء والدمار في كل العالم، وهو ما يوفر الشرط الموضوعي للثورة، كما أن شعوب العالم، بما فيها شعوب دول الأنظمة الأمبريالية، أصبحت غير قارة على الأستمرار بأن تحكم وفقاً لنفس هذا النظام الوحشي، وهو ما يوفر الشرط الذاتي للثورة.

لا تجهضوا الثورة العالمية التي أشعلت فتيلها غزه فلسطين. لأن البديل هو أحباط ويأس شعوب العالم ربما لعقود قادمة، أن الأنتصار الأستراتيجي هو وحده القادر على تحريك الشعوب، بما فيها الشعوب العربية والأسلامية الخامدة حتى الأن. أن الشعوب يصيبها الخوف والهلع وتستكين وتنكمش عندما تشاهد على مدار الساعة وعبر الشاشات كل هذا القتل والدمار الذي يمارسه لصوص العالم بقاعدتهم المتقدمة، على النساء والأطفال والمدنيين في غزة، وهو ليس وليد صدفة أو أثر جانبي غير مقصود، أنه مستهدف ومخطط له في الحرب الأهم الأن، حرب الأعلام، السلاح الأفعل في "الحروب الثقافية"، والذي لا تقل قتلاً وفتكاً عن حروب الأسلحة العسكرية أو الأقتصادية، أن "حروب الأعلام" – الحقيقية وليس برنامج "قناة المياين" الرائع الفريد - هدفها نشر الرعب والهلع بين شعوب المنطقة فيفقدوا كل قدرة على المقاومة، أو حتى على مجرد دعمها. أن الشعوب لا تتشجع ولا تتحرك ألا عندما تشعر بالأمل في النصر. فلا تقتلوا الآمل الذي أحيته ثورة التحرر الوطني الفلسطينية، ثورة غزه فلسطين، بدءاً، لدى قطاعات واسعة من شعوب العالم.



نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه تحقيق لمصالح طبقية مناقضة.
المحلية والاجنبية.
هذه هى السياسة.

إعلامى مصرى، وكاتب مستقل.
[email protected]
معد ومقدم برنامج "بدون رقابة"، التليفزيون والفضائية المصرية، 1996 – 2005م.
https://www.youtube.com/playlist...
مؤسس أول شبكة قنوات تلفزيونية ألكترونية في الشرق الأوسط TUT) )، 2007 – 2012م.
https://www.youtube.com/user/TuTAmoNChannel
الموقع الرسمي للكاتب سعيدعلام على موقع "الحوار المتمدن":
https://www.ahewar.org/m.asp?i=8608
صفحة سعيد علام على الفيس بوك: حوار "بدون رقابة":
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في