الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم من الفاشية الى الفاشنستية

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2024 / 4 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



يشير مصطلح "الفاشية" إلى نظام سياسي واقتصادي واجتماعي تأسس في العقود الأولى من القرن العشرين، وكان له تأثيرات قوية على العديد من البلدان في ذلك الوقت. تتميز الفاشية بالتركيز على القوة، وتنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بطريقة مركزية وقوية. تتخذ الحكومة الفاشية سلطة كبيرة وتقوم بتقييد حقوق المواطنين وتقليل الحريات الفردية لتحقيق الاستقرار والتوحيد. تنتهج الفاشية سياسة التمييز العنصري وتعتمد على العنف والتعدي على الأقليات وقمع الآراء المعارضة. تعتبر الفاشية نظامًا استبداديًا وتهدف إلى تحقيق الهيمنة والتحكم الكامل على المجتمع. أما "الفاشنستية" فهو مصطلح يشير إلى ثقافة الإعلام الاجتماعي حيث يتم التركيز على الأناقة والموضة والمظهر الخارجي. تعتبر الفاشنستية نوعًا من الشهرة السريعة التي يتم تحقيقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم ترويج الأزياء والمنتجات ونمط الحياة الفاخرة. على الرغم من وجود بعض الأوجه المشتركة في مفهوم السيطرة والهيمنة، إلا أن الفاشية والفاشنستية تختلفان بشكل كبير في السياق والطابع. الفاشية هي نظام سياسي قمعي واستبدادي، بينما الفاشنستية تشير إلى ثقافة الإعلام الاجتماعي التي تركز على الأناقة والموضة. إن تفشي ظاهرة الفاشنستية في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى عدد من العواقب الاجتماعية:
التركيز الزائد على المظهر الخارجي: قد يؤدي انتشار الفاشنستية إلى التركيز الزائد على الأناقة والمظهر الخارجي، مما يجعل الناس يهملون الجوانب الأخرى المهمة في الحياة مثل التعليم والمهارات الحقيقية والقيم الأخلاقية.
التفاوت الاجتماعي: قد يؤدي الاندماج في ثقافة الفاشنستية إلى زيادة التفاوت الاجتماعي. قد يصعب على الأشخاص ذوي الدخل المحدود مواكبة أحدث صيحات الموضة وشراء المنتجات الفاخرة، مما يؤدي إلى تعزيز الفوارق الاقتصادية والاجتماعية.
الضغط النفسي وانعدام الثقة بالنفس: يمكن أن يؤدي الحصول على الشهرة والاعتراف في ثقافة الفاشنستية إلى ضغط نفسي على الأفراد. قد يشعرون بالضغط لتحقيق المظهر المثالي ومواكبة الاتجاهات الحالية، مما يؤثر على صحتهم النفسية ويزيد من انعدام الثقة بالنفس.
تشويه صورة الجمال الطبيعي: قد يؤدي التركيز المفرط على المظهر الخارجي في ثقافة الفاشنستية إلى تشويه صورة الجمال الطبيعي والضغط على الناس لتحقيق معايير الجمال المفروضة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى قلة التقبل للتنوع وزيادة الضغوط الجسدية والجمالية.
تأثير على القيم الثقافية التقليدية: قد يؤدي تفشي الفاشنستية إلى تغيير القيم الثقافية التقليدية في المجتمعات الشرقية. يمكن أن يحدث تصادم بين القيم والتقاليد القائمة وبين القيم الأكثر تشبعًا بالموضة والتوجهات الغربية.
هناك العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم تواجه تحديات اجتماعية مرتبطة بانتشار ظاهرة الفاشنستية. تشهد الولايات المتحدة انتشارًا كبيرًا لثقافة الفاشنستية، خاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يعتبر التركيز الزائد على المظهر الخارجي واهتمام الأفراد بالشهرة والموضة جزءًا من التحديات الاجتماعية التي يواجها الكثيرون، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط النفسي وانعدام الثقة بالنفس. كذلك تعتبر كوريا الجنوبية واحدة من الدول التي تشهد انتشارًا كبيرًا لثقافة الفاشنستية، وخاصةً في صناعة الترفيه مثل الكيبوب (الموسيقى الكورية) والدراما التلفزيونية الكورية. يمكن أن يتسبب هذا الانتشار في تأثيرات اجتماعية مثل ضغط المظهر الجسدي والتوجه نحو المعايير الجمالية الضيقة. في اليابان، تواجه الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام اليابانية انتقادات بسبب ترويج ثقافة الفاشنستية وتشجيع الشباب على الاهتمام الزائد بالمظهر الخارجي والموضة. يعتبر ذلك تحديًا اجتماعيًا يؤثر على تصور الذات والضغط الاجتماعي في المجتمع الياباني.
يحدث الفساد في الأنظمة السياسية والاجتماعية عندما يكون هناك توجه عام للسلطة والإعلام لاتباع إيقاع اجتماعي معولم بقصدية لتشويه القيم الثقافية والمعرفية لمجتمع ما يستغل الأفراد أو الجهات الفاعلة سلطاتهم أو مواقعهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة، يمكن أن يكون الفساد متعلقًا بالمال، السلطة، المصلحة، الصفقات التجارية وغيرها من الجوانب. هناك عدة طرق يمكن أن يحدث بها الفساد في الأنظمة السياسية والاجتماعية، يحدث عندما يتم تقديم أموال، أو هدايا للمسؤولين الحكوميين، أو القضاة، أو الموظفين للحصول على معاملة مفضلة أو تفضيلات غير مشروعة. يشمل تزوير المستندات أو الحصول على معلومات خاصة أو استغلال الأموال العامة بطرق غير قانونية. يحدث عندما يتم منح المواقع الحكومية أو الوظائف العامة أو الفرص التجارية للأشخاص بناءً على صلاتهم الشخصية بدلاً من الكفاءة والاستحقاق. يحدث عندما يستخدم الأفراد السلطة التي يتمتعون بها لتحقيق مصالحهم الشخصية دون احترام القوانين والمعايير المنصوص عليها. يحدث عندما ينقض النظام القوانين والتدابير اللازمة لمراقبة العمل الحكومي ومكافحة الفساد، وبالتالي يصبح الفاسدون غير معرضين للمساءلة عن أفعالهم ومحتمين بمضلة من الفاشنستات. يعد الفساد ظاهرة عالمية ويؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وثقة الناس في النظم الحكومية. لمكافحة الفساد، تعتمد الحكومات والمجتمعات على وضع قوانين رادعة، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتعزيز الوعي المجتمعي بأخلاقيات العمل العام، وتعزيز ثقافة المسؤولية والنزاهة في جميع المستويات. الحكم الفاشنستي هو نظام يتميز بكل هذه العيوب ويستغل الفاشنستات للتحايل والاستغلال في الإدارة الحكومية. لذا ينبغي تعزيز الوعي بالقيم الأخلاقية والنزاهة والمسؤولية في الإدارة الحكومية.
الاخلاقيات الهامشية، قد تكون هناك اختلافات في التفسير والتطبيق بسبب الأخلاقيات الهامشية في الفهم والثقافي في الثقافات الإقليمية واللغات المحلية قد تؤثر في الفهم الصحيح للنصوص القانونية. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الممارسات غير الرسمية وغير القانونية لاستخدام النساء المشردات أو البغايا في السياسة والديبلوماسية مستمرة في الوقت الحاضر، هذه الممارسات مستمرة بسبب:
عدم وجود قوانين ولوائح صارمة لمكافحة استغلال النساء
انتشار الفساد والرشوة في بعض الأجهزة الحكومية
وجود شبكات جنسانية وفساد في بعض الأحيان
في هذه الممارسات، يتم استغلال النساء كسلعة أو كأداة لتحقيق الأرباح الاقتصادية أو لخدمة الأغراض السياسية، دون أي احترام لكرامتهن أو حقوقهن. هذه الممارسات تنتهك حقوق الإنسان الأساسية وكرامة النساء، ويمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة لهن. في العصور السابقة، كان هناك استخدام للجواري والأماء في بعض المجتمعات الإسلامية. إن وجود الجارية والأمة كان يعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي لتلك العصور، وقد ترتبط هذه الظاهرة بالتاريخ والثقافة والتقاليد السائدة في تلك الفترة الزمنية. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن هذه الممارسات تم تطبيقها قبل آلاف السنين وليست جزءًا من الواقع الحالي للحكم.
في التاريخ، توجد بعض الأمثلة على استخدام النساء المشردات أو البغايا لأغراض سياسية في بعض الثقافات والمجتمعات، بما في ذلك بعض مناطق الشرق الأوسط. ومع ذلك، يجب أن أشير إلى أن استخدام النساء بهذه الطريقة يعتبر غير أخلاقي وينتهك حقوق الإنسان وكرامتهم، ولا يمكن تبريره أو دعمه من المهم التفرقة بين الواقع التاريخي والثقافي وبين المبادئ الأخلاقية وحقوق الإنسان الحديثة. على مر العصور، تم استغلال النساء في بعض الأحيان في سياقات سياسية وعسكرية لأغراض محددة وبما يتعارض مع القيم الأخلاقية العالمية وحقوق الإنسان.
مع التطور الاجتماعي والقانوني، تم تطبيق قوانين وإجراءات لمكافحة استغلال النساء وضمان حقوقهن وكرامتهن في معظم البلدان. وعلى الرغم من أن البعض قد يحاول استخدام النساء في أغراض سياسية، إلا أنه يتعين علينا رفض ومكافحة هذه الممارسات غير الأخلاقية والتمسك بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة.
بشكل عام، يمكن القول إن التوجهات الحريمية في الحكم الإسلامي، والتي تؤكد على المساواة والعدل بين الجنسين، تلعب دورًا مهمًا في تعزيز النزاهة والعدل في المجتمعات الإسلامية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه التوجهات يتطلب جهودًا مستمرة لتغيير الثقافات والتحديات الاجتماعية والسياسية التي قد تحول دون تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي