الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شجرة مسيلمة

سنية عبد عون رشو

2024 / 4 / 27
الادب والفن


أتمنى ان انفض عني غبار السنين
وأعود طفلة بضفائرها الجميلة
قلبها صاف وروحها ندية
لكني أوصيها ان لا تكبر
مثل دميتي
التي البستها ثوب حائط المبكى
كنت أحدثها عن قاربنا المثقوب
وعن كثبان الرمل المنسية
وعن وعود مسيلمة
وهلوساته القديمة
ضاعت وعوده بين محطات كثيرة
قلقة دميتي ... تبكي وأد فراشاتي
في أمسيات الغروب
وعصافير مملكتي التي حطت أكنانها بعيدا
كانت تغفو بأحضان تلك الشجرة
وكان مسيلمة يعشقها هو الآخر
تغفو جفونه تحت ظلالها مطمئنة
كانت الشجرة تواسيه
وتسمع ثرثرته الدائمة
كانت تمسد شعره وهو يقبلها
قبلة عاشق محموم
يبحث عن عطرها وعن انفاسها
وفي ليلة ظلماء
طوقها برباط خيباته
وطواحين ذكرياتهم تغدو كاذبة
كم نبيا يحتاج لتصدقه
وقلبها اختار اللارجعة
لن اطوي صفحة من كتابي
ولكن حرقه هو الأجدى
مذ بكى مسيلمة ندما
ومذ فاضت الوديان بدموع التماسيح
ومذ شهدت نبوءته تلك الشجرة
ومذ ادعى انه يصلي خاشعا
في أماكن متعددة
وادعى انها أميرته للأبد
ثلاثون عاما ونيف يتفيأ ظلالها
كنومة ثعلب حاصره المطر
لكنه عمدا تزحلق بتبوله
ومضى تاركا عفنه تحت ظلها
رويدا رويدا انحنى جذعها
لكنها لم تسقط ...أبدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو


.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ




.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل