الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحابة صيف في الجامعات الأمريكية أم ماذا؟

خالد بطراوي

2024 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


انتابت الحيرة الدوائر الأمنية ودوائر صنع القرار في الولايات المتحدة إزاء الحراك الطلابي في الجامعات وكذلك إزاء مواقف بعض الأكاديميين العاملين فيها.
ذلك لأنه كان وما زال يتوجب على أساتذة هذه الجامعات تقديم آيات الولاء أكاديميا للمحفل الصهيوني لدرجة خوفهم الشديد من التفوه بأية كلمة أو إبداء أي رأي قد تتحرك لاجله الجهات الرسمية إستجابة لطلب تحقيق يتقدم به طالب أو طالبة من دولة الإحتلال أو من مناصريها بتهمة " معاداة السامية".
روت لي أكاديمية فلسطينية تعمل في الجامعات الأمريكية أن طالبة إسرائيلية قد تقدمت ذات يوم الى إدارة الجامعة بطلب لفتح التحقيق مع هذه الأكاديمية لأنها وأثناء مبحث أكاديمي يتعلق بتعدد الأديان قد إستفسرت من بعض الطلبة عن دياناتهم. وبالفعل تشكلت لجنة التحقيق التي كانت تعمل بحذر شديد، ورغم دفاع باقي الاكاديميين في الجامعة عن زميلتهم ودفاع الطلبة ذاتهم ورغم عدم ثبوت أية شبهة تفيد بمعاداة السامية من وراء هكذا سؤال، وقناعة لجنة التحقيق أن السؤال كان عاديا وضمن سعي الأكاديمية لفتح الحوار بين الطلبة حول مسألة تعدد الاديان، ورغم تبرئة الأكاديمية من تهمة معاداة السامية، إلا أنه جرى التأشير في ملفها الأكاديمي بما يفيد أنها قد خضعت للجنة تحقيق بتهمة معاداة السامية وأنه ما كان يتوجب عليها توجيه مثل هذا السؤال.
لقد سيطر اللوبي الصهيوني بشكل مطلق على المؤسسات الأكاديمية الأمريكية والى حد ما الأوروبية، لدرجة أضحى الأكاديمي أو الطالب في هذه الجامعات كمن يسير في حقل للآلغام فلا يجرؤ على إبداء رأيه المهني المتخصص خوفا من أن " يأخذوه ويغلوه والى خارج الجامعة يرموه".
إن هذا التراكم الكمي في الحصار الأكاديمي الفكري وتكميم الأفواه قد تحول الى فعل نوعي أمام حجم الجرائم التي إرتكبت وترتكب أثناء العدوان على أهلنا في قطاع غزّة، ومفاده أن الطلبة والأكاديميين في بعض الجامعات الأمريكية رفعوا من وتيرة صوتهم قليلا عاليا ليقولوا "كفى للحصار الأكاديمي والفكري" فجاءهم رد إدارة الجامعات باجراءات أكديمية وبتدخل شرطي وأمني شمل إعتقالات من بين صفوف الأساتذة والطلبة.
إذا، أيها الأحبة، جاء هذا الحراك بالدرجة الأولى للثأر النسبي للكرامة الأكاديمية وكرامة الطلبة قبل أن يكون نصرة لأهلنا في قطاع غزة، أي أن موضوع العدوان على قطاع غزّة هو " القشة التي قسمت ظهر البعير".
لكن، هل إنقسم ظهر البعير فعلا؟
ظاهريا نعم، فقد زاد رد الفعل الرسمي الأمريكي سواء داخل إدارة الجامعات أو من خلال أجهزة إنفاذ القانون من حالة الغليان، حيث تحرك أكثر فأكثر مزيد من طلاب الجامعات، ما سيحتم على صانعي القرار الأمريكان الى إستخلاص العبر والنتائج والدروس لإحتواء الموقف وضمان عدم تكراره مجددا ومنح هامش من حريات التعبير عن الرأي وتخفيف توجيه الإتهامات بمعاداة السامية.
وبذات السياق سيعيد اللوبي الصهيوني وبضمنهم طلبة دولة الإحتلال في الجامعات الأمريكية وألأوروبية قولبة إتهاماتهم للأكاديميين والطلبة على نحو يستجيب لمستجدات ومتغييرات الأمر الواقع مركزين أكثر فأكثر على الإستقطاب المادي للمحاضرين والطلبة.
هل ستتبلور حركة أكاديمية امريكية او أوروبية مناهضة للإمبريالية والصهيونية ومناصرة لحركات التحرر؟
إنه من المبكر، بل من المبكر جدا النعي بالقول أنه ستتبلور مثل هذه الحركة، إذ يلزمها الكثير الكثير من التأصيل والمأسسة.
إن ما حصل ويحصل في الجامعات الأمريكية هو بمثابة " نفض الغبار عن أسمالنا القديمة" الذي وبعملية تدريجية وليس من خلال حرق سريع للمراحل قد يقود الى تأطير ومأسسة لهذا الجهد المبارك والبناء عليه لإحداث عملية التغيير المنشودة على صعيد الجامعات كخطوة أولى ومقدمة لإحداث التغيير في خارطة البرلمانات والمجالس التشريعية في أمريكا ودول أوروبا.
ثمة حاجة وعبر شبكات التواصل الإجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام العصري لمنصات شبابية وأكاديمية تجمع كل في مجال تخصصه الطالب وألاكاديمي المعني بالدفاع عن فضاءه الأكاديمي وإنسانيته.
ماذا وإلا .... فسوف يكون حراك الجامعات الأمريكية ... سحابة صيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم