الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أيها القدر

فوز حمزة

2024 / 4 / 28
الادب والفن


أنا الآن أبحث عن زوج رابع ..
قبل أيام أكملت عامي الخامس والثلاثين .. لم أعد جميلة فقط بل وأنوثتي تصرخ لتعلن ولادة امرأة جديدة تعرف معنى أن تستيقظ لتجد إلى جانبها رجل يلتهم أنوثتها ويقول هل من مزيد .. تختبأ في أحضانه هربًا من سياط الشتاء وعذاباته فيخبرها أن الربيع يولد من لون عينيها والصيف من صفائهما ولن تسقط أوراق خريفه الصفراء إلا على أرضها الحنون .. فتشعر بالقوة تسري في أيامها تنتظر شمس الغد بلا قلق فيمضي الليل بها وهو ينتعل الأحلام نحو فجر يملئه الندى ..
أنا الآن أبحث عن رجل يزرع في أرضي بذرة تحمل في ثناياها روح لحياة أخرى قبل أن تغادرني مواسم الأمطار، فأغدو موطنًا للغربان ..
أبحث عن نصفي الآخر لأني به فقط أكتمل
أصرخ بأعلى صوتي فيرتد إلي الصدى ضاحكًا ساخرًا ليقول لي:
لا تصرخي .. إنه القدر ..
أيّ قدر يرتضي لفتاة في الرابعة عشرة أن تكون زوجة لرجل في الأربعين يغتصب طفولتها باسم الشرع .. يعبث بجسدها كذئب انفرد بفريسته .. وطِئ بقدميهِ أرضها البكر فسحق زهورها لتموت الفراشات ولما يزل الربيع على الأبواب .. يثيره صراخها وهي تستجير بأمها .. مزقَ دميتها ورمى بها بعيدًا ثم رمى بها بعيدًا بعد أن مزق غشاء بكارتها ..
خرجَ ليباهي أشباه الرجال من أمثاله .. بعد سنوات .. خرجتُ من مخدعه وأنا أحمل اسم مطلقة ..
ألا تبًا لكَ أيها القدر ..
لماذا صممتْ أذنيك عن توسلاتي؟ ألا أثير شفقتك وأنت ترى أبهى أيام عمري وأغلاها تحترق بصمت .. الزوج الثاني الذي اخترته لي .. في الليل يفرغ في جسدي كل سمومه .. أمسي مكبًا لنفاياته .. تسري رائحة الدواء في شراييني حين يقبل شفتيّ أشعر بالمرض يحتل روحي .. أعد الثواني .. أذهب بأفكاري بعيدًا لأنسى العذاب الذي يمارسه معي باسم الزواج ثم ينهض عني ليتركني جثة .. وجهه الشاحب يذكرني بالموت .. ليس لدي خيار .. أما أن اموت كل يوم معه وهو ينعم بالحياة أو انتظر موته وأنا أعرف أني سأبدأ رحلة أخرى لا أعرف نهايتها فحملت وأنا في العشرين لقب أرملة ..
أية قسوة تحمل وأنت تغرس مخالبك في قلبي فتقتلع كل الرحمة منه؟!
هل أنستُ العتمة لتلازمني طوال الوقت ؟ أيّ قدر أنتَ ساقته الأقدار إلي؟
هل عذابي يمنحك كل هذه النشوة؟ ماذا فعلت لتدخر هذا الزوج لي؟
أثار ضربه لي لا زالت تحفر عميقًا في روحي .. كفه الخشنة وهي تهوي على خدي وباقي جسدي تجردني من إنسانيتي ، يقتلني ثم يكشفَ عن ذكورته فيدفنها في قبوري ليزداد عدد الموتى واحدًا .. فحيحه يملأ المكان برائحة دخان أسود ترسم الكوابيس فيها ألف وجه فتنغلق كل الأبواب ولا نوافذ ليدخل منها بصيص أمل .. يقتص مني لأن القدر اللعين لم يمنحه الابن الذي يريده .. عقيم الجسد والروح والمشاعر .. أيها الألم .. ألم تجد أرحب من هذا الجسد تتوالد فيه ؟! حفرتَ أوردتي حتى غرست عمقيًا أشواكك فيّ ثم سقيتها صبرًا من دمي ودمعي وجاء موسم الحصاد .. هذه المرة حصدت سنوات عمري .. ألتفتُ إلى الخلف يقتلني الندم .. أتطلع إلى ما تبقى أتيه في الضياع ..
أنا الآن أبحث عن زوج رابع!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين