الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2024 / 4 / 28
الادب والفن


بالامس كان حلما عجيبا ، اعطانى والدى عربية نقل ، لاقوم بركنها له فى الشارع .

قمت بركنها بالفعل ولكنى تسيت تماما لون العربية او رقمها ، لقد نسيت كل التفاصيل ، ولكن ما اتذكره ان ابى طلب منى بعد ذلك احضار العربية التى ركنتها ، ولم استطع لقد نسيت كل شيىء عنها كما قلت ، لونها ومكانها ورقمها .

ولم اتذكر سوى المحامى ح ن بقامته المديدة وعيونه الواسعة وشعره الاسود الناعم ومظاهر الثراء البادية عليه ، وانا اسأله هل رايت سيارة نقل مركونة بالقرب منك وانت ات الى هنا ؟

رد عليا عربية ايه ؟ لفت انتباهى ان ح ن وهو يكلمنى كان محنى الظهر ، هو قامته اصلا مديدة وقلت فى نفسى لعله لا يمارس اى نشاط بدنى ولما يمارس وهو من الاغنياء .

هذا الولد ح ن كنت اشعر انه يكن لى الاحتقار دائما ـ ولا اعرف لذلك سببا كنا نتبادل التحية من ان لاخر ولكن ببرود تام ، هو لم يسعى ابدا للترحيب بى او السلام عليا او يبادرنى به ، وانا لم افكر فى ذلك لشعورى الكامن انه يبادرنى الاحتقار .

واعتقادى ان ذلك يعود الى انه من اسرة ثرية وانا من اسرة متوسطة الحال ، لم استطع ابدا التيقن من هذا الامر ومعرفة ان كان حقيقة او أو وهما ، وايضا لم تنشا بيننا علاقة صداقة او ود ولو فى الاحد الادنى ، مع انه كان يبادل اشخاص الود والحديث اقل منى فى المستوى الاجتماعى

وفاة غير متوقعة

اليوم صدمت بخبر غريب عن وفاة ع غ وهو محامى، امضى كل حياته تقريبا فى اوربا ، لم اره الا نادرا ، كان شاب وسيم الطلعة عندما عرفته فى ذلك الزمن القديم ، هذا الشاب ربما كان سببا فى عدم ارتباطى باحدى الفتيات الساحرات فى حياتى / وهى ايمى

كنت اكلم صديق عن ولعى بفتاة بعيون جميلة اقرب الى الزرقة ، سالنى عنها قلت له اسمها ، قال عارفها ، البنت دى كان ع غ بيبوسها فى مدخل العمارة عندهم .

كانت كلمة صادمة افقدتنى وعى ، راجعت صديقتى القديمة وقلت لها تعرفى ع غ ؟ لم تنكر وقالت ايوه اخته خياطة وبتفصل لنا فساتين ،

طيب انتى بتحبيه؟

قالت لا هو معرفة الاسرة ، لم اقل لها ما قاله المتنطع ، ولكنى لم استطع نسيان ما حكاه ، ولم استطع استكمال الزواج بها الاطلاق، ودار داخلى صراع رهيب وقلت فى نفسى لعلى اسير معها ويراها ع غ وينظر بدون ان يتكلم ويقول فى نفسه ان زوجتك هذه كنت ابوسها تحت السلم .

فكرت ان اجعلها لا تخرج حتى لايراها الناس ويشيروا اليها ، انها الفتاة التى كان يبوسها ع غ ، ولكن عرفت ان ذلك مستحيل . لقد ملائنى هاجس ان كل الناس تعرف ان ع غ كان يبوس فتاتى تحت السلم

مات غريمى فى عشق الفتاة التى احبها، مات وهو ربما لا يعلم عنى شيئا ولا يعلم انه كان غريمى فى عشق الفتاة .

سالت صديق مقرب له كيف مات الفتى ؟ وهو ليس كبيرا فى السن . على اعتاب الستين ؟

قال عاد من سفره فى اجازة قصيرة خمسة ايام ، امضى منها ثلاثة وسط اهله واخوته ، وفى اليوم الرابع بعد ان امضى سهرته المعتادة وسط امه واشقائه ، صعد الى شقته لينام .

استمر رقاده الى العصر ، قلقت عليه امه سالت اخوته عنه قالوا لها انه نائم ، علشان كان سهران معانا طوال الليل ، الا انها طلبت منهم الصعود والاطمئنان عليه .

طرقوا الباب عشرات المرات لم يستجب كسروا الباب وجدوه ميتا فى فراشه

رحم الله ع غ ، انه موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد عز يقترب من انتهاء تصوير فيلم -فرقة الموت- ويدخل غرف ال


.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و


.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من




.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان