الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة السابعة

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2024 / 4 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


القضية الأولى بدأت في الحل، نسبيا، لكن مسألة الأرض، بقيت عالقة، القاضي رفضها، تضاعف سخط مولود، يكره القضاء، الكلاوي، مرارة الجيش الفرنسي لم تغادره، رغم المال الذي ينتظره، انخرط في المقاومة، للا فاطمة، زوجته، بنت با حمد، العسكري، رفيق الشيخ الشهم، كانت تواكب حركة مولود، كان ذلك ثاني عيد الأضحى، الحرارة مرتفعة، أضحية العيد معلقة، غاب مولود، طيلة النهار، رجع بعد الظهر، ربط البغلة أمام الدار، دخل، طلب منها لحمل محمد، طفلهما الأول، خرجا، ركبا البغلة، في اتجاه دوار با حمد، دخلا إلى الدار، سلم على با حمد، خرج، ركب البغلة، عاد تاركا فاطمة، ولده محمد، با حمد لم يفهم شيئا، بقي حائرا، منذ اغتيال رفيقه، الشيخ الشهم، لم يعد يهتم بما يجري حوله، يمارس الفلاحة، سرد قصص الحركة، في زمن بوشفر، ركوب الخيل.
في العشية، بعد صلاح العشاء، الكل يتكلم عن نفي الملك، با حمد، كعادته، يقهقه، يستهزئ منهم، يتحدا، ويصرخ فيهم: ماذا جرى..؟ الكلاوي فعله فعلته، قتل رفيقي، لم تحركوا ساكنا، وهل للحياة معنى بعد ذلك..؟ يهمهم، يتركهم، تجمعوا عند المسجد، يرفضون أكل أضحية العيد، ذلك ما نشره شيخ القبيلة، سريا، همس القاضي في أذنه، قرار الحزب.
دخل با حمد إلى الدار، أخد الطفل محمد، يداعبه، كان أول حفيد له، يتذكر، موت سي لحسن، ابنه الأول، الفقيه، في سن مبكرة، عمرت فاطمة الدار، إلى جانب أخويها، سي علي الفقيه، محمد أخوه، حلا بالدوار، من الدار البيضاء، كانا يشتغلان بمقاولة الفرنسي، صباغان ماهران، تركوا المدينة تشتعل، توقفت مقاولة الفرنسي، غادرا المدينة بمناسبة عيد الأضحى، للا يمنة، في حلة جديدة، معها كل أولادها، والحفيد، هيأت عشاءا مضخما، هذه الدار لاتهتم بالحدث، لها تاريخ في مقاومة الكلاوي، الفرنسيين، الشيخ الخائن وأعوان.
محمد يدرج الشاي، سي علي يشوي اللحم، با حمد كعادته، يفتح صندوق الذاكرة، هيهات أن ترجع أيام الحركة، الكلاوي والفرنسيون، استعمروا البلاد، الكل صامت، الخونة يتقربون منهم، شيوخ القبائل، شيوخ الزوايا، القاضي، العدول، الفقهاء، الجرايا، أصحاب المصالح، التجار، اليهود، الفلاحون فقط في محنة، كل ما يجمعونه، المخزني يحمله إلى دار الكلاوي. ذهبت أيام الحركة، يوم لا يتحرك إلا الرجال، ذهب الشيخ الشهم، ذهبت الكرامة، يرتشف الشاي، يتناول الخبز، القطبان المشوي، يتاول حفيده محمد، الشاي، الخبز واللحم. يستطرد، يواصل، هؤلاء المعتوهون، يعتقدون بأوهام الاستقلال، لن ينالوه، أبدا. لقد خانوا دم مولاي محند، الشيخ الشهم، فرنسا لم تدخل إلا بعد خياناتهم الكبرى، خانوا مولاي أحمد، خانوا ثورة الجنوب، هكذا يبقى الحال، الخيانة، الخيانة، ولن ينتصروا. كان الشيخ الشهم صادقا، عندما قلنا له لا تصالح الكلاوي، قال لنا: اتركوني أذهب، لم يبق للحياة معنى، لما أتوا بالكلاوي، فلتكن له البلاد، خان الكلاوي العهد، اعتقله، سجنه، قتله، لم يعرف قبره.
مولود في فرح عارم، ينتظر مولودا جديدا، يحمل معه زاده، تحسنت وضعية مولود، نسبيا، تلقى مالا، تعويض سنة، عن يده المفقودة، رغم أنه مال قليل، لكنه في زمان عصيب، المال فيه قليل، ينعدم عند أغلب السكان، انتعشت تجارته، لم يعد يهتم بما يجري، اقتنى بقعة أرضية، في وسط الجنان، مفتوحة على سويقة الزاوية، القاضي في حيرة، يبحث عن السبب، من وراء ذلك..؟ رغم ظلم الفرنسيين، طغيان جيشهم، حصل مولود على بعض المال، بعد نضال عسير. تندلع حركة المقاومة، جيش التحرير، قرب أجل مغادرة الفرنسيين، القبطان يصلح ما أفسده الجيش، لعب سي حمد، العسكري دورا كبيرا، ساهم في حل القضية، لعب دورا كبيرا في المقاومة، يلتقط المكالمات الهاتفية، التيليكس، يتكلم ويكتب الفرنسية جيدا، لم يندمج في الجيش الفرنسي، ولا الإدارة الفرنسية، كان صديقا وفيا لمولود، ينقل له كل أسرار الإدارة الفرنسية، ينقلها هو بدوره للشاب محمد، المقاوم، يسافر إلى الدار البيضاء، يلتقي حماد المقاومة، رفيق عبد الله، أيت مقر، مولود ينتظر اكتمال الفرج، حصول الاستقلال، عله يسترجع الأرض.
يغودا تشتعل، نيران المقاومة وجيش التحرير، العمال والفلاحون، الكلاوي وفرنسا، القصر وحزب الاستقلال، بالمدن والقرى، المناضلون والخونة، كل على هواه، العالم يتراقب، الأحداث تتنامى، سي موحند بالقاهر، يستقبل سي عباس، يعده بالسلاح، يراقب، يوجه، يحذر، بناديق الثورة بالجارة تتعالى، الاستعمار الفرنسي يتضايق، ينشر خبر رجوع السلطان، كل القلوب هشة، عيد فذف السنة حافل، لعل حدث يقع، ماذا يدور في الكواليس؟ هل هي مؤامرة؟ الحزب يتهيأ، علال مات، جاء علال، المهدي ينتظر، يختلف مع سي عباس، يغادر إلى الريف، يشعل الثورة المسلحة، سي عباس يحمل السلاح، ينفذ تعليمات سي موحند، حدو رفيقه، أول من أطلق الرصاص، يلتحمان، التناقضات بالمجتمع، قائمة تتصارع، غياب الوعي، يتم اغتيال سي عباس وحدو، في طروف غامضة، من المسؤول..؟
قامت طنجة ولم تقعد، مدينة العالم، كل الأجناس يشهدون، وصول السلطان، بناديق فرنسا، إسبانيا تتهيأ، تستقبل الحدث بالحذر، أعينها بالجنوب، كل الآذان تصغي، ماذا يقع بالبوغاز، أطارق رجع؟ أم يلتجئ في بلاده، في بلاد الأندلس، كان العباد، يلهو، يمرح، يفرح، يعتقد أنه في جنات عدن، البلاد في خذر، هرع ابن تومرت، جال الأندلس، بلاد العرب، رجع حاملا السلاح، أرسى دولة جديد، دولة الموحدين،ماذا يجري بالبوغازاليوم..؟ أه ثورة ما بعد ثورة..؟ كل الآذان صاغية، بلاد يغوذا تشتعل، الفرنسيون والإسبان، يتهيؤون، يحزمون أمتعتهم، صاح السلطان، أمام الملأ، سمعه كل العالم، انتهت الحماية، هل انتهى الاستعمار..؟ مولود لم يثق بما جرى، قال له با حمد، لم رجع لإرجاع فاطمة ومحمد، يا مولود أتثق بهذه الضوضاء..؟ أنا لا تحرك في شعر، لا تنتظر الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |