الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كعكة العالم

خالد بطراوي

2024 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تلهج الألسن بالدعاء الى الخالق المولى متضرعة لاجل وقف العدوان على قطاع غزّة، وتزداد التحركات الجماهيرية الشعبية في شتى بقاع العالم لأجل ذلك، كما وتنشط الاوساط الدبلوماسية تحت مختلف الأشكال والمسميات، ومع ذلك فنحن على أبواب الشهر السابع من بدء هذا العدوان.
وفي ذات الوقت فإن دولة الاحتلال ماضية في تنفيذ عدوانها وما تأخير بدء مرحلة إستهداف مدينة رفح واكنافها إلا تكتيك سياسي وعسكري بغية تحقيق مجموعة من الأهداف لسنا في معرض تحليلها في هذه المقالة.
ومن بديهيات القول أن العدوان على الاراضي الفلسطينية المحتلة هو عدوان مستمر منذ النكبة، ولا يستطيع أي كان أن يقول لنا متى سينتهي هذا العدوان، بمعنى تحديد الموعد والزمن بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، حتى أولئك الأشخاص الذين إجتهدوا باللجوء الى الغيبيات والى معادلات الرياضيات والارقام والإعجاز الرقمي في القرآن الكريم .... فقد فشلوا حتى تاريخه في معرفة متى سينتهي ذلك كله، وبات السواد الأعظم منا – ولشديد الأسف – ينتظر بفارغ الصبر تنبوءات هذا أو ذاك وهذه أو تلك، ما يشير الى أننا قد وصلنا الدرك الأسفل.
وفي ذات السياق، متى ستنتهي تبعات ومخلفات ما سمي جزافا بالربيع العربي، حالة المراوحة وحالة اللاحالة في سوريا والعراق واليمن وليبيا ودول إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية، كما ومتى ستنتهي الحرب الروسية الآوكرانية؟
والسؤال الأكبر .... من هم الذي يعنيهم وقف الحروب والنزاعات المسلحة؟ وهل الدول العظمى معنية بذلك؟
فلنأخذ العدوان على قطاع غزة نموذجا. فالكيان العسكري الاحتلالي هو رأس حربة متقدم للامبريالية في المنطقة، وهو يدافع عن مصالحها وبالتالي فإن أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الآوروبية معنية بتقديم كل الدعم اللامحدود الى هذا الكيان الغاصب كي يمعن في غيه وطغيانه ويهدد ليس فقط الاراضي الفلسطينية المحتلة بل المنطقة برمتها وزاد على ذلك تدخله في أوكرنيا ودعهم لاثيوبيا في انشاء سد النهضة مهددا الأمن القومي السوداني والمصري.
ولكن ماذا عن روسيا والصين واليابان؟ ولماذا غض الطرف هذا من قبلهم، وهل السكوت هو علامة الرضا؟ اليابان التي عانت من القنبلة النووية لا نرى لها تحركا ملموسا، والصين التي تعتبر منطقتنا من أكبر اسواقها الاستهلاكية، نرى أن لها تصريحات خجولة إزاء العدوان على قطاع غزّة، أما روسيا التي حاولت الأمبريالية أن تضربها في عقر دارها والتي لديها من المعلومات ما يكفي لاتخاذ إجراءات حازمة ضد كيان الاحتلال بسبب تدخله المباشر لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، نجد أن جلّ التحرك هو تحرك لفظي في المحافل الدولية وتصريحات لا ترتقي الى حجم المجازر التي ترتكب هناك.
ذلك أن كافة الدول وبدرجات متفاوتة لها مصالح لبقاء كيان الاحتلال بشكل عام في المنطقة ( ولا ننسى أن الاتحاد السوفياتي وبضمنه روسيا كان ثاني دولة إعترفت بكيانه) ولبقاء العدوان على قطاع غزّة في حالة المراوحة النسبية والمد والجزر بغية تحقيق توازنات دولية في المنطقة وفي العالم بما يعرف بـ " إعادة توزيع الكعكة".
أما شعوب العالم التي باتت تنتظر تصريحا ناريا من هذا المسؤول أو ذاك ينتصر لأهلنا في قطاع غزة، أو ضربة عسكرية خفيفة لصاروخ يصل منهكا بعد ان قطع ما يزيد عن الألف كيلومتر ليصل دولة الكيان وقد هلل له كل من شاهده يمر في سماء أراضي بلده، فإن حراك هذه الشعوب ما زال حراكا - على أهميته - لم يرتق بعد لمرحلة التأثير على صناعة القرار إزاء توزيع " الكعكة" بين الدول العظمى.
لذلك كله، ولمجموعة أسباب أخرى لن يستطيع أي كان أن يقول لنا متى تنتهي كل هذه الويلات ومتى "ستلحس" الشعوب إصبعها قليلا عند إعادة توزيع "الكعكة" عالميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال