الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ومشكلة المياه

عبد الكريم حسن سلومي

2024 / 4 / 29
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


منذ اكثر من نصف قرن وبدأت ملامح استخدام المياه كسلاح ضد العرب وخاصة بعد حرب اكتوبر عام 1973 بين العرب من جهة والصهيونية وحاميتها امريكا من جهة اخرى لذا فنحن نتسائل ونقول
ماذا على العرب ان يفعلوا مستقبلا امام التحديات المائية التي تواجه المنطقة العربية ؟وهي اخطر التحديات في حاضرنا اليوم حيث انخفاض الإنتاجية الزراعية ونسب عالية من بطالة الشباب والخريجين من الجامعات و لو دققنا بالأمر لوجدنا الحقيقة الساطعة وهو ان كل ذلك يرتبط بقضية المياه بشكل أو بآخر فالمياه هي روح الحياة
ان قضية المياه في المنطقة العربية اليوم تكتسب أهمية خطيره وللأسف الأغلبية بالمجتمعات العربية لا تعي اضرارها وخطورتها فكل البيانات والإحصاءات تحتاج لقراءتها بصورة علميه فواقعا سبعة من البلدان العشر الأكثر معاناةً من ندرة المياه في العالم تقع في المنطقة العربية حيث تظهر لنا البيانات ان نصيب المواطن العادي عالمياً من المياه العذبة المتجددة يعادل حوالي ستة عشر ضِعفاً لحصة المواطن العربي وتكمن خطورة الامر اذا عرفنا أن ثلثي مياه الدول العربية تأتي من أنهار تنبع من خارج المنطقة وعموما ان المنطقة العربية الواقع اليوم وصلت إلى حد الأزمة. فلقد نفدت المياه العذبة المتجددة بالفعل في بعض الدول العربية بينما تقترب بلدان أخرى من مستوى الصفر خلال العقود القادمة.
ورغم ذلك فالعجز المائي لا يعطي سوى صوره واحده للمأساة فالخطورة هي في سوء التعامل مع هذا المورد الثمين واستخدامه بأساليب متخلفة وبلا خطط علميه ولازال لليوم ذلك وهذا معناه المأساة مستقبلا للأجيال القادمة
كما أن موارد المياه الجوفية في العديد من الدول العربية تستهلك اليوم بكميات تتجاوز معدلات تجددها طبيعياً والتي هي بالأساس منخفضة نظرا لجفاف مناخ المنطقة وبذلك بدأت مستويات انخفاضها تتسارع بمعدل غير طبيعي نتيجة استنزافها بصوره غير عقلانية
فتعداد سكان المنطقة العربية تضاعفوا ثلاث مرات من 128 مليون نَسَمة كانوا في عام 1970 وتشير توقعات الأمم المتحدة أن عدد سكان المنطقة قد يتزايد إلى 634 مليون نسمة بحلول عام 2050 وهذا ما يقارب الضعف مرة أخرى وهذا يعني انه ستزداد الهجرة للمدينة بسبب ندرة المياه وسيكون ما يقارب 75% من سكان المنطقة يعيشون في المدن بحلول عام 2050 بينما اليوم ما يقارب 50%يعيشون في المناطق الريفية.
وواقعا بدأ يؤثر تغير المناخ بالمنطقة على قطاع المياه سلباً حيث ازدادت مواسم الجفاف والفيضانات التي غالبا ما تفوق قدرة استيعاب شبكات المياه الوطنية و بات واضحا انه يجب التصدي بجديه وقوه لندرة المياه وبصوره شامله ولكل الاصعدة
ان المنطقة العربية عموما لديها من العلماء والمختصين والمسؤولين ورجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني الذين يعملون جاهدين على ابتكار وطرح وتنفيذ العديد من الحلول اللازمة للتخفيف من أزمة المياه لكن للأسف تحتاج لإ رادات سياسيه لتنفيذها ويجب وضع خطط استراتيجية حقيقيه فعاله لاستخدام المياه بمثاليه وكفاءه أكثر وعقلانية وتكون مستديمة
ان ما تفتقده المنطقة العربية فعلا هو الإرادة السياسية التي تضع قضية المياه على رأس أولوياتها وتدعم المؤسسات المختصة التي تضمن استخدام فعال لموارد المياه.
أن لنجاح التغلب على تحديات المياه بالمنطقة العربية مستقبلا يتطلب ذلك حقيقة في إحداث تغير جذري في طرق واساليب إدارة موارد المياه وهذا يعني أن معالجة أزمة المياه الحالية تتطلب تعزيز القدرات التقنية للمؤسسات الوطنية وتطوير الآليات لزيادة الشفافية والمساءلة في الخدمات العامة للمياه وقد أظهر تقرير حديث للبنك الإسلامي للتنمية أن الدول العربية تحتاج إلى استثمار 200 مليار دولار في البنية التحتية في السنوات القادمة من أجل تلبية الطلب المتزايد على المياه
يجب التعامل مع أزمة المياه وفق مسارات اجتماعيه و اقتصاديه وبيئية من أجل إدارة فاعلة وكفؤة للموارد المائية وان تكون ادارتها متكاملة لتساهم في التنمية البشرية المستدامة على مستوى المنطقة العربية.
فاليوم بظل ندرة المياه في الدول العربية والتي تفاقمت بفعل سياسات دول التشارك المائي غير العربية وانعكاسات تغير لمناخ أصبحت كل قطرة مياه مهمة لكونها ضرورة للحياة وللكائنات الحيه كافة ومع نهاية القرن العشرين الماضي وبداية القرن ال21 الحالي بدأت تنتشر وتظهر مصطلحات ومناهج عديده منها(المياه الحقيقية والمياه الافتراضية وخصخصة مشاريع المياه وتنميتها وظهرت دراسات وبحوث عديده تقترح ضرورة تغير اساليب ومناهج التعامل مع المياه وجعلها سلعة قابلة للبيع والتداول بالتجارة العالمية وبورصات الاسواق
لقد تطرق المنتدى العالمي الخامس للمياه بتركيا في مارس 2009 بشأن موضوع جعل المياه سلعه وتشابكت الآراء وفشل المنتدى في اعتماده ببيانه الختامي حيث حاولت كل من فرنسا واسبانيا وبعض بلدان اميركا اللاتينية وضع تعديل على الاعلان الختامي بإضافة جمله (الحصول على مياه الشرب المأمونة) باعتبارها (حقا من حقوق الانسان)

أن المياه العذبة مورد محدود وضروري لاستمرار الحياة والتنمية الاقتصادية وللمحافظة على بيئة صالحه وقد اصبح واضحا ومن عقود ماضيه أن العالم يعاني اليوم من نقص متزايد في مياه الشرب و أصبحت نسبة المياه العذبة قليله جدا وهي لا تصل إلى الجميع ويفتقر ما يقارب 20 بالمائة من سكان كوكبنا من مياه الشرب الصالحة
تعتبر المياه هي شريان الحياة لا غلب دول المنطقة(العراق وسوريا والاردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان ) فهل تعي اليوم حكومات هذه الدول العربية خطورة مستقبلها المائي ام هي مشاركة بخطط جعل المياه سلعة بالمستقبل وانها لا أراده وطنية لها وستعيش اجيالها القادمة المآسي وتكون كرهينة بيد الدول الإمبريالية ودول التشارك المائي مع العرب المرتبطة بالإمبريالية العالمية









المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
20-4-2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ