الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشويه والتشهير في الخطاب السياسي العراقي

وليد الحيالي

2003 / 6 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


                                         
                                                                                                              أ.د.وليد الحيالي

 

لما له من اهميه قصوى في نشر ومتابعه المستجدات بكل مجالاتها السياسيه والثقافيه والاجتماعيه ،التي هي بالرغم من اهميه وضروره انتشار وانفتاح الاعلام العراقي بكل انواعه واطيافه المقرووالمرئي منه والمسموع ، للمواطن احدى الحاجات المعنويه الضروريه واللازمه في عمليه بناء ادميته وشخصيته ، بعد  ان حرمنا منها  ثلاث عقود ونيف من الزمن الشمولي الفريد والمقيت. الذي عاشها ابن الرافدين وكانه خلق في فتره من فترات القرون الوسطى، او من المحكومين بالسجن الموبد مع الاشغال الشاقه. هدفت هذه الحقبه من تاريخنا المعاصر الى مسخ وقتل ادميتنا وتحويلنا الى دمى يلهو ويعبث بعقولنا هذا القادم من جامعات الغاب وليد وسليل الفكر المتخلف. لكن رغم ضروره انفتاح الاعلام الا انه لايخلو من خطوره مستقبليه، فيما لو استمر الحال على ماهو عليه دون ظوابط مهنيه واخلاقيه على دقه ونوعيه المعلومه التي تنشر. وبخاصه على بعض الفضائيات والصحف والمواقع اللكترونيه التي توسع استخدامها  في  السنوات الاخيره لعدم وجود الموانع التقليديه المتعارف عليها في الصحافه العاديه التي تحددها القوانين المعمول بها  في نطاق الحدود السياسيه للدوله.بالاضافه الى متطلبات وضرورات المرحله الراهنه االتي يمر بها العراق من مخاض سياسي عسير مقبل على تغيرات مستقبليه ملبده بعلامات استفهاميه عديده خارجيه وداخليه . واذا اضفنا الى ماتقدم  المساعي المحمومه لطابور النظام المخلوع من اجل تعميقها بهدف زرع الفرقه والتشتت بين القوى الوطنيه افراداَ وجماعات على اختلاف مشاربهم السياسيه وانتمأتهم القوميه والدينيه والمذهبيه. والاستفاده من الظرف الحالي الذي يمر به عراقنا الحبيب نتيجه غياب الدوله العراقيه بكل مقوماتها الماديه والقانونيه لعوده حزب البعث وقياداته التقليده الى الواجهه من جديد تحت مسميات وصور تنظيميه مستحدثه للبقاء والسيطره على الساحه السياسيه والثقافيه العراقيه عن طريق اضعاف القوى الوطنيه المعاديه للفكر البعثي ومقوماته الماديه في العراق والفاعله للمساهمه  في عمليه التغير المستقبلي الساري و المرتقب. لذلك ليس من الغريب ان نجد محاوله البعثيون الفاشينازيون من اسغلال اقلام عراقيه وعربيه واخرى طيبه لحد السذاجه رغم انتمائها الى قوى وطنيه قارعت النظام المخلوع فتره طويله من الزمن دون ان تعي ماهي فاعله, عندما تلجاْ الى استخدام وسائل الاعلام بهدف تضخيم او افتعال الشائعات وتلفيق تهم على قوى سياسيه او اجتماعيه عرفت بنضالها او بمعارضتها للنظام الصدامي المقبور. عبر المقالات والمناظرات والقاءات الصالونيه في امبراطوريات الفضائيات العربيه التشهيريه لمس ماضي ومستقبل القوى الوطنيه الثقافيه والسياسه. واحياناَ مايجري نشرها وتعميمها في كل وسائل الاعلام دون تروي وتمحيص دون مراعاه معيار صدق وصحه الخبر المنشور والجهات التي تقف خلف بث او نشر مثل هذه المعلومات والاخبار.مما يكون في الغالب ضحاياها ابناء وبنات النهرين لأثاره الخوف والقلق والحقد والكراهيه وهدم انسانيه ومشاعر  هذا او ذاك، فرداَ اوجماعتاَ، وغالباَ ما تتحول هذه الاخبار الى ماده للنقاش او الدفاع عن النفس . تختلف حدتها ومفرداتها وفق درجه ثقافه ووعي ماده الخبر او الشائعه. ناهيك عن النبش في احداث الماضي عن هذا الفصيل السياسي او ذاك  ، وللاسف يجري هذا في الغالب بين اطراف متعدده  تحت باب الحوار او كما يسميه البعض السجال الفكري .فاي سجالاَ رخيصاَ ومبتذلاَ هذا .فتباَ للمتحاورين حينما تكون الضحيه الثقافه والاخلاق.،وموؤدها الموده والألفه الاجتماعيه والتواصل والوطن ومستقلبه .

والغريب في هذا الامر ان بعض ابطال هذه الحوارات هم كتاب وادباء وسياسين ومربين .كان يفترض ان يوجه جهدهم نحو ابداعهم الفكري والمعرفي الذي هو رصيد البناء المستقبلي لعراقنا الجريح.وابنائه يتطلعون الينا بعد  ان بداْت بوادر الحريه واشعاع الديمقراطيه ورياح الانعتاق تهب عليهم من كل جنبات عراقنا الحبيب ، ولسان حالهم يقول مهما عمل الجلاد على التخريب والتغريب المتنوع والمتشعب، لكن لنا مخزوناَ  من كتاب وادباء ومفكرين  سيساهمون بكل تاكيد في اعاده البناء الروحي لنا. فهل يجوز لنا ان نغتال احلام اهلنا. الذين حرموا من الثقافه الحقه ، كتابتاَ ومسرحاَ ومعرضاَ ومحاضرتاَ....هل يحق لنا اذا خذلنا شعبنا بما يتطلعون اليه من فكراَ صحياَ ان ننتقد من اغتصبها لفتره تزيد عن عقوداَ ثلاث.....
فمتى ينتهي التشهير المجاني والامر والنهي في خطابنا ومتى تنتهي الوصايه في عملنا السياسي والاجتماعي  ،اما مللنا من الصيغ اللغويه ذات الطبيعه الامريه التشهيريه الترهيبيه. وكائن خطابنا لايهدف الى اقناعنا بل  للاخضاعنا . وذا لم نخضع فنحن عصاه حل علينا الغضب واللعنه والطرد والنفي والتشريد والتغريب والسحق والطحن.... الا يكفي العراقي حقد وساديه القادم من المجهول الذي اغتصب حاضرنا وشوش مستقبلنا ودمر احلامنا ،واعدم ماضينا ،الانتعلم من اقسى تجربه مرت علينا في ماضينا وحاضرنا..فالى متى يبقى الكثير منا مصمماَ على ثقافه التخلف الفكري والحضاري وكلنا نتشدق باننا ابناء حضاره عمرها بعمر التاريخ البشري .فماذا تعلمنا من حضارتنا ؟ هل يعقل ان  الشتيمه والشائعه هي التي تلهو بنا كل هذه السنين .نحن بحاجه الى  تغيراشياء كثيره في ثقافتنا التي رسخت فينا منذ الجاهليه وشكلت لدينا ثوابت هذه الثقافه التي اسسست بنيه عقولنا الذي ينتمي اليها عقلنا.
اليس الذي نمارسه بالصيغه التي هي عليه ،ارهاباَ فكرياَ، قائم على نزاعاتنا العنيفه نرمي فيه الى زرع الخوف والرهبه في نفوس بعضنا . اي مرتجى نهدف اليه ...اي جيلاَ ننشاْ ..اي عقد ننمي..دعونا نقتل مسيلمه الكاذب فهو يعيش بيننا يجالسنا ويسامرنا . اود ان اسئل  نفسي  وباعلى صوتي هل ثقافه محمد الصحاف ستبقى ..ام نحن .............

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال