الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظَاهرة التَسول بين الحَاجة و التِجارة

تقى السامرائي

2024 / 4 / 29
حقوق الانسان


ظَاهرة التَسـول بَين الحَـاجة و التِجارة.

إعداد : تُـقــىٰ خَالد رَشيد



فِـي أزِقة الشَوارع و فِـي الأمَـاكن المُـزدحِمة بالأشخـاص ، يَـسعىٰ مجموعة من الأَفراد للإستفادة مِـن التَجمعات التي تَحدث فِي بَعض الأماكن كالأسواق التِـجارية او التقاطعات المرورية لإستعطاف الأشَخـاص و القِـيام بالتَـسول لَـكسب الأموال .

ظَـاهرة التَـسول : تُـعد من الظَـواهر الإجتماعية المَـرضية التَـي انتشرت في الآونة الأخيرة بِـكثرة، و تُـعتبر هذه الظاهرة عَالمية حَـيث يَنتشر المُتسولون في كُل أنحاء العَالم، لَـكنها مُـنتشرة بِـكثرة في البُلدان العَربية و خاصـةََ العِـراق ، حَيث نَجد العَديد من الأطفال او النِساء او الرِجال يقومون بإستعطاف الآخرية بـ شُـتىٰ الوَسائل و الطُـرق ، تُـعد ظَاهرة التَسـول في العِـراق من الظواهر الأكثر تَعقيداََ و تشابكاََ بَسبب تَعدد طِرقها و وسائلها رُغم وجود قوانين رادعة و صَارمة لمحاربة هذه الظاهرة.


من أسَباب ظَـاهرة التَـسول :
لَـربما أهم أسباب إنتشار ظَاهرة التَسول هوَ السِياسات المُجحفة و إدخال العِـراق في حُروب و أزمات مُتعددة التي أدت إلىٰ زيادة حالات الفُـقر و إنخفاض مُـستوىٰ المَعيشة و الذَي دَفع البَعض إلىٰ إمتهان التَـسول كـ وَسيلة لِكسب المَال.
و أيضـاََ فِقدان المُـعيل الوَحيد لعَدد من العوائـل بِـسبب الحُـروب و غَيرها مِـما اضـطر بَعض العوائـل لإمِـتهان التَـسول كـ وَسيلة لِكسب لُقمة العَيش.
كَـما يُـعد تَدنـي المستوىٰ الثَقافي و التَعليمي من أهم اسباب الظاهرة بسبب إنعدام مستواهم الدِراسي مما يؤدي بهم للتَـسول او قِيام البَعض بـحِـرمان أطفالهم من الدِراسة لِـجعلهم يَتسولون بـطُرق عَديدة مِنها غَـسيل السِيارات او بَيع المَحارم الوَرقية او العِـلكة و غَيرها من السِـلع رَخيصة الثَمن.


تَـعددت الأنَـواع و الطُـرق و الهَـدف وَاحد :

لـِهذه الظَـاهرة أنواع عَديدة و طُـرق مُختلفة لكَسب الأموال ، مِن أنواع التَسول هوَ التَسـول المَوسمي و الذَي يكون عادةََ في فَترات الأعياد او الإجازات المَـوسمية و المُـناسبات الدِينية و غَيرها حَيث يَنتشر المتسولون فِـي هَذه الفَترات لإستعـطاف اكبر عَدد مُمكن من الأشخاص، و من انواعه التَسول الإجباري حَيث يَقوم بعض الأفراد بإرغام اطفالهم او نِسائهم علىٰ التَسول و طَلب الأموال من الأشخاص، و أيضـاََ من انواعه التَسـول القَادر حَيث يَكون الأشخاص قادرين علىٰ العَـمل في مَجالات و أماكن اُخـرىٰ لَكنهم يفضلون التَـسول لكَسب أموال اكثر و هُـناك أنواع عَديدة و طُـرق غَريبة و مُـبتكرة للتَـسول.


البُـعد القَـانوني او العُـقوبة القَانونية و مَـوقف القَانون العِـراقي لـِظاهرة التَـسول :

جاءت عِـدة نُـصوص في قَـانون العُـقوبات و التَي نَصت علىٰ إن المادة 390 جاء فيها ان المُـتسول يُـعاقب بالحَـبس مدة لا تَزيد عن شَهر لـكُل شَخص أتم الثامنة عَشر من عمره وُجد في الطَريق العَام و في المَحلات العَامة لغَرض التَسول، و تَكون العُـقوبة الحَبس لمدة لا تزيد عن ثلاث أشهر اذا تَصنع المُـتسول الإصابة بجروح او عاهات او إستعمال وسيلة إخرىٰ لخداع الأفراد، اما اذا كَان مُرتكب هذا الفِعل لمَ يتم الثامنة عَشر يُطبق بشأنه احكام مَـسؤولية الأحداث فِي حَالة إرتكاب مُخالفة ، و نَصت المادة 391 إنه يَجوز للمحكمة بدلاََ من الحُكم علىٰ المتسول بالعقوبة المَنصوص عليها في المادة السَابقة ان تأمر بإيداعه مدة لا تزيد عن سنة في دار التَشغيل ان كان قادراََ علىٰ العَمل او إيداعه في ملجأ او دار عجزة إن كان عاجزاََ عن العَمل.

حَـالات مِـن الوَاقع :
تَقوم إحـدىٰ العَوائل بإرسال أطفالهم مع بَعض الأوراق الطِـبية بِـحجة تَـعرض الام لـ وَعكة صِحية و وفاة الأب، لَـكن الام تَـكون مُـتواجدة بمكان آخر لمُـراقبة أطفالها اثناء إستعطاف الآخرين و كَـسب الأموال ، كَـما إن هُناك العَديد من الحالات يَقومون بإظهار انفسهم كَـ مَـرضىٰ او إظهار انهم يَـمتلكون إحدىٰ العاهات في جُـزء من اجسادهم، مِـثل أحد المَـتسولين الذَي يَقوم بإظهار جُـزء مفقود من يَده و بَـيع الأكياس الوَرقية و المَناديل لإستعطاف الآخرين لِكي يقوموا بِشراء هذه السِـلع.

طُـرق و حُـلول لمعالجة هذه الظَـاهرة :
هُناك عِدة طُـرق لمعالجة هَذا النَوع من الظواهر، مِـثل عَدم تَرك الأطفال لدِراستهم إلا لأسباب وَجيهة و وَاضحة ، و وَضع الأطفال الذين لا يملكون عائلة دَاخل دُور الأيتام لِغرض العِناية بِهم و عَدم إستغلالهم في هَذه الظَواهر و الطُرق السَـلبية ، او تَوفير فُـرص عمل لكِبار السِن من المُتسولين و غَيرها من الحُـلول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر


.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س




.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية


.. مظاهرات حاشدة في مدينة طرابلس اللبنانية دعماً للاجئين السوري




.. الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب العملية الإسرا