الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس وأمراض ثقافية 148

آرام كربيت

2024 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


السلطة
خلاصة تطور السلطة عبر التاريخ، هو انتاجها الرمز والرموز، الله، اللعبة المسلية، العلكة الملونة، ذات الطم الكريه، ليمضغه الكثير من الناس.
أغلبنا استطعم هذا الدواء المر، لأنه حاجة لتمرير الحياة الصعبة، وتخفيف المرارة والعذاب والاغتراب.
لا قيمة لله دون الإنسان، لأن عقله متحرك، يتقبل السيء، يتقبل الغث والسميد، والحشو الفارغ لأنه يريحه.

العقل
لقد حول الإنسان، العقل، إلى خادم للغرائز، أستطيع القول أننا تاريخيًا نعيش في ظل نظام غريزي قميء.
بالطبع لا اقصد الغرئز الطبيعية.
لا تعط حصانة لنفسك أبدًا يا هذا، فالانتماء إلى فكر أو قومية أو دين لا يمنحك قيمة عليا مميزة.
الإنسان ينقسم إلى قسمين اثنين لا ثالث لهما: حقير أو أحقر.
لا يوجد كائن واحد ينتمي إلى هذا الجنس فيه، مبادئ ومثل وقيم، هذه كلها حصانة خارجية غير نابعة منك.
القيم أما أن تكون موضوعية أو لا.
وطالما غير موضوعية فهي مصنعة، تمثيل، كذب.
المنح التي تحصل عليها من هذه القيمة المذكورة هي لتلطيف توحشك، وأنانيك، وقذارتك، لتمنحك الإحساس بالراحة النفسية، ولتقدمك على أنك كائن جميل ورقيق، هذا الشيء تريده لتسويق خرابك الداخلي، ولتبلع توحشك، حتى تقدمه على أنه فضائل ومثل عليا.
الدين قدم لنا المسيح على سبيل المثال، على أنه صاحب مثل ومبادئ، هذا لا يمنحه الحق أن يعلمنا عن الحب المهزوز والكاذب، وفي ظل الخراب، في ظل نظام مدمر، بل هو حاول أن يلطف التوحش ويرفع شأن القوى المسيطرة حرية ذبح المسيطر عليه.

الإنسان والرموز
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يلجأ إلى الرموز للإمساك بالزمن والموت والانحلال.
ويتداخل في ذلك الرغبة في الخلود وامتلاك اللانهاية
أغلبنا لا يشبع من حبه لنفسه، لا يشبع من النرجسية البائسة.
الرموز العنصرية أشد خطرًا على الدولة والمجتمع من الممارسة، أنها المقدمة الأولى للحرب على الذات وعلى الأخر.
العنصرية تكون كامنة كالخلد في الإشارات، تعلن عن نفسها بالتدريج، خطوة خطوة إلى أن تتمكن، وعندما تتمكن تضرب ضربتها فتنشر الخراب والظلم في البلاد كلها، تلبية لنداء المرضى والمشوهين نفسيًا
العنصرية مخيفة، أنها تمهيد، المقدمة الأولى للحرب الأهلية، للدمار.
لا يذهب الإنسان إلى العنصرية إلا إذا كان معبئًا بالحقد والكراهية، بفكر أسود وملوث بالفساد النفسي والأخلاقي.
العيش مع العنصريين مقرف، متعب، يشعر المرء بعدم التوازن بوجودهم، بالخوف من المستقبل.

الكرسي الأول
يتسابق على الكرسي الأول في الولايات المتحدة عجوزان فارغان خاليان من أي فكر أو رؤية أو عمق سياسي أو استراتيجي.
كلاهما كالأطفال، ترامب وبايدن، يتصارعان على كعكعة السلطة، ولدا في كنف الحرب العالمية الثانية، وشربا من ماءها، وتشعبا بعقل وفكر تلك المرحلة، وينتميان لها.
الولايات المتحدة اليوم تذكرنا برؤوساء الاتحاد السوفييتي ومجلس السوفييت الأعلى، كلهم كانوا عجائز وأصاب أغلبهم الخرف، والعجز عن قيادة الدولة والمجتمع، وهذا ينطبق على الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، أغلبهم في الثمانين من العمر، ولا جديد في تفكيرهم وبما يستجد من تطورات هائلة في عالمنا المعاصر.
السن المناسب لأي رئيس في العالم هو بين الأربعين إلى الستين، لأن عصرنا سريع وحيوي ونشيط جدًا.
قلت في وقت سابق، ولا زلت عند رأي أن على الولايات المتحدة عليها أن تعمل على إعادة إنتاج نفسها بما يتوافق مع التطورات العالمية الهائلة، وبعد بروز دول جديدة على الساحة العالمية، يحتاج من هذه الأمريكا أن تتوقف عن تقديم نفسها الأقوى والمهيمن، أن تتوقف عن خلق الحروب وتشجيع الحروب، فهذه السياسة القمعية أصبحت مكروهة عالميًا، وأصابها الهرم.
إن تنزل من علياءها، أن ترى العالم بتواضع وهدوء، زمن الاستعلاء مضى إلى غير رجع، فجميع دول العالم يعيدون إنتاج دولهم، فالهند إلى قبل ثماني سنوات كانت شبه دولة معاصرة، والبرازيل أيضًا والخليج، وغيرهم.
أوروبا أيضًا ستقرأ نفسها بعد التحولات العظيمة في العالم التي حدثت خلال السنوات الأخيرة.
الولايات المتحدة لا تفكر إلا في الربح فقط، وهذه السياسة الآنية سيدمرها خاصة أن هناك دول كثيرة تريد أن تخرج من تحت سيطرة الدولار الأمريكي أو البيت الأمريكي النقدي.

انحسار الدولة التقليدية
زمن الدولة التقليدية، ربما في طريقه للانحسار، بيد أن الدولة لا زالت موجودة.
بالطبع لم تعد كما كان في الزمان القديم، لكنها توزعت على مؤسسات. عملت مؤسسة الصندوق النقد الدولي والبنك الدولة، والليبرالية الجديدة، على استقالة الدولة عن مهامها.
لكنها لا زالت قوية في دول استبدادية، الاستبداد فيها راسخ، كروسيا والصين وأغلب الدول ذات الانتماء الثقافي المتقارب.
الدولة الاستبدادية هي الدولة الحقيقية، لأن لها رأس رئيسي هو السياسي ولها جسم اساس هو اقتصادي وموجه ايديولوجي. لهذا أرى أن الصين قادمة.
قال بايدن قبل سنة وشهرين، إن الصين تأخذ قرارات سريعة في مختلف المجالات، بينما نحن، لدينا الكونغرس ومجلس الشيوخ يعطلون قرارات الدولة، وآلية حركتها وبطء اتخاذ القرارات، كأنها دعوة للاستبداد.
ربما تفكر امريكا في هذا النهج في قادم الايام. ت
رامب هز عرش امريكا قبل صلاث سنوات، وديمقراطيتها عندما شكك في الانتخابات وهيج الشارع وأنزله إلى الشارع، وقبل سنة قال كلمة يجب أن نتوقف عندها، قال:
سأنهي الدولة العميقة في الدولة الامريكية؟
السؤال:
من هي الدولة العميقة الذي يقصدها ترامب؟
هل هي، المخابرات، الاف بي أي، المجمع العسكري، الشركات العابرة للقارات؟
هل هي الدولة داخل الدولة، كروكفلر أو مردوغ أو جورج سوروس وغيرهم؟ الصراع داخل أمريكا مخيف جدًا، وسينفجر، وعلينا أن نتذكر أن الصحافة الامريكية تتعرض للقمع، وهناك الصوت الواحد بدأ بالبروز.
قبل سنة تم تسريح مقدم البرامج الاشهر في فوكس نيوز، تاكر كارلسون، وانتقال هذه الفوكس من موقع الحزب الجمهوري إلى الديمقراطي، لأن الحزب الديمقراطي هو الأكثر ميلًا للوجه الواحد، والخط الواحد، الأقرب إلى تأجييج الحرب، وسحب المكتسبات الاجتماعية، وتهميش المجتمع المدني وتغييب الحقيقة عن المجتمع.
إذًا، نحن أمام مفصل مهم من مفاصل الانتقال الامريكي من موقع إلى أخر.
بالمناسبة، قال تاكر كالرلسون وقتها:
قال المذيع تاكر كارلسون الذي طردته شبكة فوكس نيوز من بين صفوفها : ممنوع على الإعلام الأمريكي مناقشة القضايا الكبرى التي تتعلق بمستقبل البلاد مثل الحرب، الحريات المدنية، إتجاهات العلم الحديث، التغيير الديمغرافي،، سلطة الشركات الكبرى والموارد الطبيعية.
هذا النظام أصبح يأكل نفسه بنفسه، وبدأ يترهل وبان عليه ثقل الزمن واعتقد من الصعب أن يُعاد إنتاجه أو إنتاج نظاماٌ مغايرًا يأخذ بعين الإعتبار حركة التاريخ.
إن الحرب الأهلية في الإنتظار ومن ثم الخراب وتقسيم البلاد، وأمريكا ليست بمنأى عما حدث في الإتحاد السوفياتي.
النخبة المالية الكبرى، والشركات الكبرى في أمريكا هي نخب، وشركات تتبنى العولمة بشكل متطرف، وعلى النقيض من الدولة الوطنية التي لها أيضاٌ انصارها في امريكا والصدام سيشتعل لا محالة.

قبل عشر سنين
كتبت أكثر من عشر نصوص منذ بدء الحرب في ال 24 شباط العام 2022:
إن أوكرانيا موضوع وليس غاية، لكن أغلب الناس لا يعرفون أبعاد ما يحدث. الفاتورة الثقيلة ستدفعها روسيا وأوروبا، وهذه الأخيرة خاضعة للقرار الأمريكي، دولها مستلبة.
بالنسبة لي، بوتين دكتاتور وجلاد مثله مثل جميع رؤوس الأنظمة الاستبدادية الشمولية القذرة في العالم، مثله مثل نظام بشار أو ابوه أو السيسي او تبع الصين وكوريا الشمالية وفيتنام.
وكتبت خلال سنوات وسنوات عن هذا الموضوع، لدي رؤية للصراع، للهيمنة، للبقاء في المواقع الاستراتيجية، للسيطرة على الجيو استراتيجية.
عندما أكتب عن السياسات الاستراتيجية، أكتب سياسة استراتيجية، وقتها جميع الدول تتشابه في الصراع، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والصين والهند وفيتنام، بمعنى يتحول الصراع إلى قاتل او مقتول، دون رحمة أو شفقة أو أخلاق.
تصبح الدولة هي الدولة، تتعرى عن كل الأخلاقيات.
من يضع الديمقراطية كميزان في الصراعات الاستراتيجية، كأنه يضع المعكرونة مع البامياء أو المشبك.
عندما تحمل الولايات المتحدة جيشها وتذهب وتحتل افغانستان، تذهب إليها بصفتها دولة لها حاجة استراتيجيات الفوق وطنية، في هذا الموقع أو المكان، لها أهداف كثيرة وغايات كثيرة.
أفغانستان موقع رائع يطل استراتيجيًا على الصين والهند وروسيا وتايون واستراليا والباكستان واليابان، وجاء أوباما إلى كرسي الرئاسة في العام 2008، بناء على هذا البرنامج، أن يقوي تموضع امريكا في هذه الدولة الصغيرة، افغانستان، وليس لنشر الديمقراطية.
وروسيا بوتين في احتلالها لأوكرانيا لا تختلف عن الولايات المتحدة في احتلالها لأفغانستان أو العراق أو الصومال أو فيتنام.
الاحتلال هو احتلال والجريمة هي الجريمة، إن الانتقائية في هذا التصنيف هو العار ما بعده عار.
يأتي أحدهم ليقول لي:
ـ أنت مع بوتين ضد الولايات المتحدة؟
سأقول له، ما حزرت، لست مع هذا أو ذاك، بيد أن الثقل الأمريكي على منطقتنا أقسى وأمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: نظام ري قديم للمحافظة على مياه الواحات


.. مراسل أوكراني يتسبب في فضيحة مدوية على الهواء #سوشال_سكاي




.. مفوضية الانتخابات العراقية توقف الإجراءات المتعلقة بانتخابات


.. الصواريخ «الطائشة».. الفاشر على طريق «الأرض المحروقة» | #الت




.. إسرائيل.. انقسام علني في مجلس الحرب بسبب -اليوم التالي- | #ر