الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَوس الطشة الرياضية !

محمد حسين مخيلف
صحفي وكاتب ومؤلف

(Mohammed Hussain Mkhelif)

2024 / 4 / 29
عالم الرياضة


واجه العراقيون الكثير من تضييق الحريات وتكميم الأفواه على مدى عقود مضت وفجأة وجدوا مساحة واسعة لقول وفعل ما يريدون ويشاهدون وفي أي وقت يشاؤون ، دون حساب من الدولة أو رفض من المجتمع ، فأنتشرت الحرية السلبية دون رقابة او قانون ينظم عمل مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشرها ، ما ولد حالة هستيرية لدى مستخدمي هذه المواقع وراحوا يتفننون في نشر كل ما يمكن نشره ، لافراغ طاقاتهم السلبية ، في ظل صمت حكومي وعدم تدخل مؤسسات الدولة المعنية بالنشر مثل هيئة الاعلام والاتصالات ووزارة الثقافة، ولفترة طويلة ، حتى انتشر مصطلح "الطشة" بشكل غير طبيعي وأصبح يستهدف كل من ينشر أو يسلط الضوء على موضوع معين او قضية مهمة .
في العراق يُستخدم مصطلح "الطشة" الشعبي الدارج لوصف "الباحثين عن الشهرة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي"، من خلال ما ينشرونه من محتوى تحوَّل لتنافسٍ حقيقي بين المدونين وعلى الرغم من ان اطروحات الكثير منهم تافهة إلا إنها أصبحت متابعة من قبل الجمهور بشكل ملفت للنظر .
الحقيقة المُرة هي ان مواقع التواصل الاجتماعي باتت وللاسف الشديد نافذة للاختلاف وتبادل الشتائم والسب والتهديد وغياب الحشمة والخصوصية على الأغلب من خلال ما ينشره الكثيرين من محتوى هابط يسيء للذوق العام والآداب في ظل حرية منفلتة مبالغ فيها من دون ضوابط تحكم هذه المواقع ، وتسبب الانفتاح الكبير وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي بمخاطر تهدد تماسك المجتمع وعادات وتقاليد العائلة العراقية وجلبت معها الكثير من المشاكل دون مراقبة لمن يستخدم تلك المواقع .
الرياضة العراقية لم تكن بعيدة بل كان لها نصيب كبير من أصحاب المحتوى الهابط والذين استغلوا تعاطف الجمهور وسذاجة البعض ليبثوا سمومهم عبر محاولة التفريق بين اللاعب المحلي واللاعب المحترف (المغترب) والمدرب والمحلل المحلي والآخر المغترب حيث أطلقوا على الأول تسميات معيبة منها المحلحل والمحلبي واتهموا الآخر بعدم امتلاكه الغيرة العراقية الأصيلة بسبب عدم تواجده على أرض الوطن او بسبب ولادته في بلاد الغربة والجميع يعلم إنه مرغم عليها وليس خياره ! المؤسف ان الكثير من البرامج الرياضية أصبحت منبرا لإحتضان مطلقي هذه العبارات المعيبة دون خجل أو خوف .
حملة الحكومة العراقية على اصحاب المحتوى الهابط في الفترة الأخيرة هي خطوة مباركة لحماية المجتمع من السقوط في ظل ما يتم نشره من خلال صفحات المنحرفين ويجب أن تستمر هذه الحملة .
ختاما ان كل الحريات بحاجة الى تنظيم ، على اعتبار ان الحرية الشخصية والحقوق متاحة بشرط ان لا تتجاوز على حرية وحقوق الآخرين ، لذلك أصحاب البرامج الرياضية أيضا يجب أن يتوقفوا عند هذا الموضوع قليلاً وان لا يسمحوا لأصحاب الفتن ببث هذه الأفكار لأنها تهدم ولا تبني ... والختام سلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عفاف من الجزائر تستخدم رياضة العقل مع الأطفال لتطوير قدراتهم


.. سابقة في السعودية: عرض لملابس السباحة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدوري الإنجليزي.. فودين أفضل لاعب للموسم الحالي


.. الأهلي المصري والترجي التونسي يستعدان لمباراة الذهاب بنهائي




.. أون سيت - أمير عيد وأبطال مسلسل دواعي السفر يكشفوا تفاصيل ها