الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأنسى بعد أن أقطع الشجر المثقل بالأثمار

أفنان القاسم

2024 / 4 / 29
الادب والفن


قصيدة


سَأَنْسَى بَعْدَ أَنْ أَقْطَعَ الشَّجَرَ الْمُثْقَلَ بالْأَثْمَارْ
أَنْشُرُهُ مِنَ الْجُذُوعْ
أَقْتُلُ الْكُمَّثْرَى وَالْبَرْقُوقَ والتُّفَّاحْ
شَفْرَةُ الْمَوْتِ لَا تَعْرِفُ الْقِرَاءَةَ فِي الْجُرُوحْ
سَأَقْلَعُ مِنَ الْأَرْضِ مَا لَيْسَ فِي الْأَرْضِ مِنْ عَذَابْ
عِطْرُ الْعَذَابِ يُشْعِلُ الشَّهْوَةَ فِي الْجُذُورْ
أَنَا حُرٌّ أَفْعَلُ مَا أَشَاءْ
أَشَاءُ لِلْكُمَّثْرَى فِي يَوْمِ الْحُبِّ عِشْقَ الْبَرْقُوقِ فِي يَوْمِ الدَّمّْ
أَنَا حُرٌّ مَا أَشَاءُ أَفْعَلُ وَمَا لَا أَشَاءْ
مَا لَا أَشَاءُ للتُّفَّاحِ فِي يَوْمِ الْحُرِّيَّةْ مُتْعَةَ الْقَضْمْ
الْمَسَاءُ عِنْدَ النِّسْيَانِ يُعيدُ كِتَابَةَ حَكَايَا الْمَسَاءْ
مُوسِيقَى الْهُمُومِ الْلَوْمْ
النِّسْيَانُ قَدَرٌ وَقَضَاءْ

***

أَشْجَارُ النِّسْيَانِ خَالِدَةٌ فِي التَّارِيخْ
الْجِبَالُ الشَّمَّاءُ بِهَا أَعْظَمْ
اذْكُرِينِي حَبِيبَتِي بّعْدَ الْمَوْتْ
اِبْكِي عَلَيَّ لِتَشْرَبْ
مَاءُ النِّسْيَانِ هُوَ الدُّمُوعْ
مُرٌّ دَمْعُكِ كَالسُّكَّرْ
غَرَابَتُهَا بِالْجُذُوعْ
اكْبَرِي لِتَبْقِي طِفْلَةْ
أَطْفَالُنَا أَوْرَاقٌ وَخُضُوعْ
خَرْسَاءٌ اِلْمَنَاقِيرُ كَقُبْلَةْ
أَخْرَسٌ كَانَ نَابُلِيُونْ
مَيَادِينُ قِتَالِهِ فِي الْمَعَاجِمِ كَانَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَهَا قِلَّةْ
بَيْنَ سُطُورِ الْمَعَارِكِ كَتَبَ مِنْ بَعْدِهِ مَا الْحُرِّيَّةْ كَيْفَ سَتَكُونْ

***

شِكْسْبِيرُ كَتَبَ مَا كَتَبَ بِدَافِعِ النِّسْيَانْ
الْمَأْسَاةُ لَمْ تَكُنْ هِيَ
كَانَ هُوَ الْمَأْسَاةْ
الْخَنْجَرُ فِي قَلْبِهِ هُوَ
فِي نَهْرِ الِّتيمْزْ شِرَاعٌ يَبْكِي عَلَيْهِ مُنْذُ أَلْفِ عَامْ
الْمَاءُ قَبْرُهْ
أَكُونُ أَوْ لَا أَكُونُ فِي الْأَمْوَاجْ
غَادَةُ الْقَصْرِ هَلْ نَسِيتِ عِنْدَمَا كُنْتِ تَضْحَكِينْ
أَبْكَيْتِ عَلَيْكِ الْكَوْنَ وَلَمْ يَبْكِ أَبًو الْكَونِ لِأَنَّهُ نَسِيَ رُومِيُو
نَسِيَ أَبُو الْكَوْنِ مَا تَخَيَّلَ عِنْدَمَا قَتَلَ جُولْيِيِتْ
فَكَتَبَ مَا لَمْ يَكْتُبْ أَحَدٌ عَنْ عُطَيْلْ
اِنْسِنِي بِدَافِعِ الذِّكْرَى
شَوَارِعُ لَنْدَنَ تَذْكُرُنِي
بَجَعَاتُ الْهَايْدْ بَارْكْ تَذْكُرُنِي
لِهَذأ أَنَا الْمَلْهَاةْ

***

كَيْفَ كَانَ جَزَّارُ عَكَّا يُحِبُّ أَطْفَالَهُ بِكُلِّ ذَلِكَ الْحُبّْ
كَانَ يَنْسَى
وَقُبْلَتُهُ الدَّمَوِيَّةُ كَانَتِ الْبَحْرْ
الْأَمْوَاجُ لَا ذَاكِرَةْ لَهَا
الشَّعْرُ الْمُنْسَدِلُ فِي لَيْلٍ أَشْقَرْ
بِلَوْنِ السِّكِّينْ
جَزَّارُ عَكَّا الْأَحْمَقْ
جَزَّارُ عَكَّا كَانَ لَا يُدْرِكُ أَنَّهُ يَذْبَحُ النِّسْيَانْ
أَنَّ التَّارِيخَ جَرَائِمُ التَّارِيخْ
أَنَّ الَّتِي كَانَتْ تَرْقُصُ هُنَاكَ ابْنَتَهُ الَّتِي يُحِبُّهَا
جَزَّارُ عَكَّا قَتَلَهَا

***

الْبَنْكِيُّ لَا يَنْسَى
لِهَذَا الْبَنْكُ جُيُوبُنَا نَحْنُ الَّذِينَ نَنْسَى رَائِحَةَ النُّقُودْ
دُمُوعُ الْبَنْكِيِّ مَالِحَة
قُبُلَاتُهُ بِدَافِعِ شَهْوَةِ الْقُيُودْ
حَيَاتُهُ تَعْرِفُ التَّوْقِيتَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَزَمَاتِ الْقَلْبِيَّةْ
التَّارِيخُ هُوَ النُّقُودُ هُوَ النُّقُودُ هُوَ النُّقُودْ
التَّارِيخُ فِي مُسْتَشْفَى الْأَمْرَاضِ الْعَقْلِيَّةْ
جُنُونُهُ هُوَ حُبُّهُ لِسَاقَيْكِ وَجُنُونِي
لِهَذَا أَنَا مِثْلُهُ فِي الْوَهْمِ الْمُدْرِكِ لِلْوَهْمْ
اِجْعَلِينِي سَاقَيْكِ مِثْلَمَا جَعَلْتِهِ سَاقَيْكْ
لَيْسَ هُنَاكَ مَكَانٌ آخَرُ لِلْمَوْتْ
اِجْعَلِينِي مِنْ طَبِيعَةِ النِّسْيَانِ كَيْ أَكُونَ مِنْ طَبِيعَتِهِمَا
كَيْ أَكُونَ مِنْ طَبِيعَةِ الْآلِهَةْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف