الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- خيال أمريكي - نقد للمعايير التي يتم التحكم في تقيم الفن والأدب الأمريكي

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2024 / 4 / 29
الادب والفن


حدث تحول في أمريكا بعد وفاة جورج فلويد وبريونا تايلور ، وأثارت وفياتهم الماساوية وكذلك أرواح العديد من السود الأخرى احتجاجات ومظاهرات على مستوى البلاد ضد العنصرية المنهجية وكذالك وحشية الشرطة. شارك المؤلفون السود تجاربهم من خلال الكلمة المكتوبة في المقالات المؤثرة والقصص الشخصية عن فضح الكراهية والتميز العنصري وعنف الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية . وأدى ذلك إلى شكل جديد من أشكال التعبير الأدبي المعروف باسم أو الأدب الأمريكي - الأفريقي . الشاغل الرئيسي لهذا النوع من الأدب هو تخليص وجه الرجل الأسود وثقافته من السلبية إلى اتجاه أكثر إيجابية . المشكلة التي أفرزتها العنصرية كانت ولازالت العامل الرئيسي وراء معظم إبداع الأدباء السود على مر العصور ، يتطلع الكثيرون إلى الأعمال الأدبية لمساعدتهم بشكل أفضل على فهم القضايا التي يواجهها السود في الولايات المتحدة . وضمن هذا الأتجاه يكيف المخرج الواعد لأول تجربة أخراجية " كورد جيفرسون " كتابا صدر قبل 23 عاما ومحوره السخرية من محاولة هوليوود ودور النشر الأمريكية في تسويق التجربة الأمريكية - الأفريقية في فيلمه ( الخيال الأمريكي) الفائز بجائزة الأوسكار هذه العام لأفضل كتابة (سيناريو مقتبس) ، استنادا إلى رواية الكاتب "بيرسيفال إيفريت" عام 2001 . يشير فيلم " ‏‏الخيال الأمريكي‏‏ " من خلال عدسته الساخرة الى صناعة النشر للكتاب السود . بطل الفيلم " ثيلونيوس إليسون" (جيفري رايت) الملقب ( مونك) ، كاتب سيئ الحظ قوبل عمله الأخير بالرفض لأن الناشرون يريدون "كتابا أسود". يتساءل مونك كيف أن كتابا لرجل أسود لا يكفي ؟ . يشرح جيفرسون ‏ في مقابلة مع ‏‏صحيفة نيويورك تايمز‏‏" هناك عدم القدرة على التفكير فينا على أننا نمتلك شغفنا الخاص ووجودنا المعقد خارج هذه النافذة المحدودة للغاية لما تسمح لنا بقوله عن حياتنا" ؟. لا يريد الناشرون والقراء رواية عن تجربة السود باستخدام ‏‏كتاب إسخيلوس الفرس‏‏ ، مثل ما يحاول مونك بيعه . ما لم تكن القصص تنطوي على العبودية أو العنف أو الفقر فإن الناشرين وحتى استوديوهات هوليوود غير مهتمين به .
‏قبل كتابة وإخراج فيلمه الروائي الطويل الأول خيال أمريكي" أمريكان فيكشن " عمل كورد جيفرسون في الصحافة. خلال ذلك الوقت ، ‏‏كتب مقالا‏‏ بعنوان ( ضربة العنصرية) يشرح فيه توقعات الصحفيين السود بالكتابة عن المواقف السيئة التي تحدث للسود ، يحول هذا التركيز في الأدب الأسود في أمريكا الى السينما . يبدأ فيلم "خيال أمريكي" من قاعة المحاضرات في الجامعة في لوس أنجلوس التي يدرس فيه الاستاذ الجامعي (مونك) ، وفي محاضرة عن حول أدب الجنوب الأمريكي ، وفي تحليله لقصة قصيرة شهيرة لفلانيري أوكونور وردت كلمة زنجي (نيكرو) ، تحتج طالبة بيضاء على الكلمة . تنكسر روح الأستاذ الجامعي (مونك ) وتنهار ملامحه ويرد بشكل أكثر لباقة ، لكن الطالبة تقدم شكوى ضد الاستاذ الجامعي مونك ، لذلك يمنح الأستاذ والكاتب (مونك) أجازة مفتوحة من قبل عميد الجامعة ، يعود إلى منزله في بوسطن لقضاء بعض الوقت مع عائلته
عند رحيله من لوس أنجلوس حيث يعيش إلى بوسطن محل نشأته وعودته الى بلدته وأهلة يواجه تعقيدات مشاكل عائلته وجميعهم الأطباء التي تضيف أعباء أخرى عليه . أخته الدكتورة ليزا إليسون (‏‏تريسي إليس روس‏‏) تكافح ماليا بسبب طلاقها. يخوض شقيقه الدكتور كليفورد إليسون (‏‏ستيرلينج ك. براون‏‏) النوع من المعارك المالية بسبب الإدمان ، ومما زاد الطين بلة ، حالة والدته أغنيس (ليزلي أوغامز) التي تم تشخيصها للتو بمرض الزهايمر ، يلتقي الكاتب مونك في المحامية كورالين (‏‏إريكا ألكسندر‏‏) الساكنة بجوار منزل أهله وتنشأ بينهما علاقة عاطفية و كورالين معجبة بعمله ، لكن عليه أن يتعلم الدرس الصعب وهو أن الحب لا يجبر شخصا آخر على رؤية العالم تماما كما يراه .‏ لم تحقق كتبه التي أعيد تصورها إلى حد كبير على المسرحيات القديمة لأريستوفانيس وإسخيلوس إلا نجاحا شعبيا ضئيلا . ويبدو أنها دائما ما تنتهي هذه المؤلفات في الحفظ في المكنبة في قسم "الدراسات الأمريكية - الأفريقية" . لكن ما يثير غضب مونك حقا هو عندما يتوجه إلى ندوة أدبية وتتحدث فيها مؤلفة شابة سوداء سينتارا جولدن (إيسا راي) عن روايتها الأخيرة "نحن نعيش في دا غيتو" ، الرواية محشوة بأنواع من الصور النمطية والمستهلكة للثقافة السوداء والعامية التي يكرهها الكاتب ، ولكنها نشرت لانها تتوافق مع ذائقة البيض وخيالهم في استهلاك معاناة السود والشعور بالإهتمام بقضيتهم والتي يحتفى بها من قبل الأعلام والنقاد ، وهذا مايسبب له الخيبة بالاكتئاب . ‏‏الفيلم يجسد بدقة نقد الكاتب والمخرج كورد جيفرسون لأول مرة‏‏ للمعايير التي يتم التحكم باستمرار في السرد والخيال الامريكي السائد حول الفن والفكر الأسود - ما هو عليه وما يجب أن يكون - من قبل الأصوات البيضاء ، لكن اختزال الفيلم ببساطة في نظرته إلى العرق يتجاهل محتواه ورسالته ، حيث أن بعض عناصره الأكثر تأثيرأ عند تتبع مونك وعلاقته إلى عائلته ، للحصول على صورة مضحكة ومؤثرة لرجل يحاول صقل علاقته بالعالم .‏ علاوة على القضايا المهنية التي يواجهها مونك في نشر منجزه الأدبي .
كانت موهبة مونك الأدبية رائعة ولكن كتبه لا تلقي رواجاً ، تخيل مرارته حين يجد أهتمام النقاد والصحافة والاعلام بكاتبة شبه متعلمة سينتارا جولدن التي أحدثت روايتها البائسة ضجة كبيرة بين عشية وضحاها .‏ إصرار مونك على عدم الأيمان بالعرق ولكن هذ الشعور يصطدم بالواقع الذي تجسد في أحد المشاهد ، حين يقف في الشارع تتجاوزه سيارة أجرة رغم ذراعه الممدودة في أحد شوارع بوسطن وتتتوقف عند أقرب شخص أبيض . يتم تحدي يقينه المتعجرف بأدب من قبل كورالين (إريكا ألكسندر) جارته في منزل العائلة الشاطئي ، مما تجعله يعيد تقييم أولوياته الشخصية ويصطدم بتوقعات صناعة النشر منه التي تصيبه نوبة من الإحباط . يحاول ان يجاري الموجة في الادب الامريكي ويفهم خيال المتلقي الامريكي يعكف على كتابة رواية ساخرة أطلق عليها عنوان ماي بافولوجي ( نزعاتي ) مخطوطة لا قيمة لها ، فقط مكتظة بالصور النمطية العنصرية المتوهجة التي ترفضها قناعاته ، لغرض السخرية أختار للرواية أسماً مستعارأً للمؤلف ( ستاغ آر لي ) متظاهرا بأنه مجرم عنيف مدان ، وبالترتيب مع الناشر ووكيل أعماله أرثر (جون أورتيز) ، لكنه يفاجئ بالضجة الادبية والاحتفاء بالرواية التي جذبت له عرضاً مذهلاّ بقيمة 750,000 ألف دولار من دار نشر واحدة . "إنها النكتة الأكثر ربحا التي قلتها على الإطلاق" كما يقول مونك لوكيله (جون أورتيز).‏ يباع الكتاب إلى منتج أفلام ناجح وايلي (آدم برودي) مقابل 4 ملايين دولار، لكنه يريد مقابلة ستاغ شخصيا، لذلك يتبنى مونك شخصية المجرم مع توتر مونك بشأن كل الدعاية والضجة الاعلامية ، ويردد " كلما تصرفت غبيا، كلما أصبحت أكثر ثراء"، يحاول تخريب صفقة الكتاب من خلال المطالبة بتغيير العنوان إلى كلمة بذيئة . يتفق الناشرون على مضض، واصفين ذلك بأنه " قرارشجاع جدا " . في مفارقة أخرى يتم ترشيح مونك للجنة التحكيم للجائزة الأدبية السنوية لجمعية نيو إنجلاند للكتاب . وفي الوقت نفسه، تظهر روايته السيئة مرشحة لأول مرة كأكثر الكتب مبيعا ، ينزعج مونك عندما يجد حبيبته كورالين تقرأ الرواية وتحبها، يتشاجر معها مما يؤدي إلى انفصالهم . تدخل شركة للنشر رواية الكاتب مونك "اللعنة" للجائزة الأدبية ، لذلك يجب أن يحكم على روايته الخاصة مع الكاتبة سينتارا هي أيضا ضمن لجنة تحكيم منح الجائزة . من حيث الجوهر ، هناك تشابه واضح بين فيلم "الخيال الأمريكي " وفيلم أمريكي أخر بعنوان ( خدع ) لسبايك لي الذي صدر في عام 2000 ، ويدور حول موظف أسود يعمل في محطة تلفزيونية ، لم يعد قادرا على تحمل العنصرية السائدة في الوسط الأعلامي ويريد إنهاء عقده. تحقيقا لهذه الغاية ابتكر عرضا عنصريا مفرطا ، حيث كان الممثلون السود يرتدون وجها أسود، ولن يكون لديه خيار سوى طرده كما كان يظن . لكن يفاجئ بردة فعل رئيسه الأبيض ووسائل الإعلام وجمهور كبير يحتفون بالعرض الذي يحقق نجاحاً جماهيرياً .
‏يصور الفيلم بذكاء وصدق كيف تعمل لجان منح الجوائز في عالم الأدب وإلقاء نظرة على معاير دور النشر الأمريكية بشكل خاص . كانت النغمة الكوميدية متميزة وكانت الفكاهة لاذعة وصادقة أيضا ، مع تسليط الضوء على المقابلة التلفزيونية وموافقة الناشرين على عنوان الكتاب السخيف ، كل ذالك يمنح المشاهد نظرة صادقة جدا على جانب من التحيز والنظرة العنصرية أتجاه الكتاب السود . هناك أيضا مشكلة هيكلية في جوهر الفيلم ، محاولة المخرج في التوفيق بين قصتين ونغمتين مختلفتين في وقت واحد ، بحيث بدا وكأنه فيلمين مختلفين تماما أحدهما كوميديا ساخرة وهجاء لدور النشر ألامريكية ووسائل الإعلام والآخر دراما عائلية مأساوية . عملت كلتا القصتين بسبب المشاركة العاطفية القوية والتوصيف القوي والتمثيل الممتاز في جميع المجالات . ربما كانت الحبكة الفرعية للأخ المثلي للكاتب مونك لا داعي لها في هذا الخليط غير المتكافئ من الأفكار والموضوعات .‏‏ كان الممثل" ستيرلينج ك . براون" يتمتع بشخصية جذابة للغاية بينما أظهر الممثل "جيفري رايت" في شخصية مونك مشاهد كوميدية ودرامية في مثل هذا الدور الرائع. فيلم يحكي الكثير ليقوله عن عنصرية البيض وتحيزاتهم بينما كان سخريته من وسائل الإعلام بشكل خاص . قدم ‏‏جيفري رايت‏‏ أداء متميزا في الدور الرئيسي لشخصية الكاتب ( مونك) ، يحضر مونك مقابلة مع المؤلفة سينتارا جولدن (إيسا راي) التي احتفلت بكتابها "الأسود" الأكثر مبيعا الذي يحكي قصصا سوداء نمطية للأشخاص السود الفقراء وغير المتعلمين . كان مونك مذعورا وغاضبا من وجود مثل هذا الجمهور الضخم لمثل هذا الكاريكاتير العنصري الهجومي. عندما تتم دعوته ليكون لجنة تحكيم أدبية، فإنه يشعر بالدهشة أكثر من أن كتابا بعنوان ( نحن نعيش في دا غيتو) ، لا يجد جمهورا ضخما فحسب، بل يحظى بتبجيل كبير من قبل لجنة التحكيم الأدبية البيضاء في الغالب. بينما يعود إلى منزل عائلته على الشاطئ، يأتي بفكرة لكتابة كتاب يسخر من هذا التصور الضيق لقيمة الابداع الادبي للكتاب السود ، كتاب مليء بالتفاهة ولغة تقترب من الحضيض (كما يصفه مونك) وينشر تحت اسم مستعار .
المخرج جيفرسون يقدم بطل لا تشوبه شائبة يملك روح شفافة وساخرة يهدف إلى تعليمنا درسا حول قضايا السود في الثقافة الأمريكية . إنها أيضا دراسة شخصية للروائي نفسه الذي لديه الكثير من القضايا الخاصة به . إنه ليس دائما الأبن الأفضل لوالدته (ليزلي أوغامز) التي تعاني من الخرف ، ولا الأخ الأكثر دعما لكليف (ستيرلينغ ك. براون) الذي ظهر مؤخرا كمثلي الجنس . من الواضح أن مونك يبتلي بأوهام الذات بالطريقة التي يرفض بها الاعتراف بأن العرق يلعب أي دور في حياته. مونك غاضب معظم الوقت، لكنه نوع الغضب الذي يلتهم الشخص من الداخل . لا يفهم مونك لماذا تصر المكتبات على تقديم رواياته في قسم "الدراسات الأمريكية الأفريقية"، بدلا من المكان الذي تنتمي إليه تحت عنوان " الادب القصصي والروائي ". في حين يحتفى النقاد ( البيض) بالكتاب الأكثر مبيعاً وعنوانه "نحن نعيش في دا غيتو" من تأليف سينتارا جولدن . في وقت لاحق من الفيلم ، يجد نفسه يواجه المؤلفة : "كتب مثل هذه ليست حقيقية. يقول إنها تسطيح لحياتنا". يقول وكيل مونك (جون أورتيز): "يعتقد البيض أنهم يريدون الحقيقة". "إنهم يريدون فقط أن يشعروا بالبراءة ." ربما، ولكن أليس هذا النوع من التصوير الذي يريد مونك كشفه وفضحه .
في جوهره، يدور فيلم " خيال أمريكي" حول عدم الإنصاف بتمثيل التجربة السوداء بأكملها . على هذا النحو ، من الأفضل قراءة الفيلم كنافذة على واقع مونك الذي ينطوي على تحديات ذات صلة مثل فقدان أخته تريسي ( إليس روس) ومحاولة العثور على دار لرعاية المسنين يمكنه تحمل تكاليفه لأمه (ليزلي أوغامز) . نحن نشجع مونك عندما يلتقي بمحامية لطيفة جارة لوالدته وتدعى كورالين (إريكا ألكسندر) التي تقرأ أعماله الادبية وتظهر اهتماما أكبر بكثير مما يفعل بما يخص عملها . في "خيال أمريكي" يلعب جيفري رايت دور مونك بشكل متميز وإتقان لشخصية كاتب وأستاذ مكبوت يجب أن يهدم جدرانه للانضمام إلى الأحياء مرة أخرى، (مونك ) كاتب وأكاديمي محبط شكوكه في دور النشر التي تجمع المؤلفين السود في روايات الصدمة ( في قصص الجريمة وحكايات عن تجار المخدرات والعصابات ) وسئم من المؤسسة التي تتمتع بالترفيه ألأسود ( الذي يقدمه الادباء والفنانين السود ) الذي يعتمد على استعارات متعبة ومسيئة. لإثبات وجهة نظره ، يستخدم مونك اسما مستعارا لكتابة "عمل أدبي أسود " وهو كتاب يدفعه إلى دائرة النفاق والجنون الذي يدعي ازدراءه . على الرغم من أن النكتة تأتي بنتائج عكسية ، لكن وكيل مونك (الذي يلعب دوره جون أورتيز) يحب هذا النوع من الخيال أو الكتابة وسرعان ما يصطف الناشرون لتقديمه .

حكي الفيلم قصة ثيلونيوس إليسون (جيفري رايت) ، أستاذ اللغة الإنجليزية والمؤلف غير الناجح الذي يعاني من تهميش الكاتب ونوبات الغضب المتفجرة التي تنفره من الآخرين . المعروف للأصدقاء والعائلة باسم (مونك ) الأمريكي ذو ألاصول ألافريقية، لكنه لا يكتب نوع الكتب المطلوبة حسب مزاج دور النشر ولايطابق الكليشيهات لما يبحث عنه القراء البيض من المؤلفين السود . بعد عوته الى دياره ، يتصالح مع الصحة الذهنية المتدهورة لوالدته والمآسي الأخرى على طول الطريق، الوجه السعيد الوحيد الذي يراه مونك هو لورين (ميرا لوكريشيا تايلور) الطاهية ومدبرة المنزل المخلصة للعائلة . ‏بعد وقت قصير من وصوله ، تجبر مأساة مونك على ترسيخ جذوره ودعم عائلته بطرق لم يفعلها من قبل . في هذه العملية يلتقي كورالين (إريكا ألكسندر) وهي محامية جميلة تعيش في الجوار وهي واحدة من المعجبين القلائل بكتابات ثيلونيوس إليسون (جيفري رايت)، الخيال الأمريكي" هو أول ظهور مثير للإعجاب من جيفرسون الذي قفز بسلاسة من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة ، إنه يتحدث عن قضايا العرق في الأدب الأمريكي . في النهاية يذهب جيفرسون إلى ذروة الفيلم، مما يمنح الجمهور خيارا من ثلاث نهايات محتملة .
"الخيال الأمريكي‏‏ " لكورد جيفرسون ‏‏ هو هجاء ذكي ومعبر جيدا حول التوقعات الفكرية لأمريكا التي تكافح بفتور ضد تحيزاتها . والنتيجة هي تحليل دقيق وخيالي ومباشر للنفاق الثقافي والبحث عن كبش فداء فكري . كل ذلك في خضم كوميديا أنيقة مصممة خصيصا لجائزة الأوسكار . الخيال الأمريكي ‏‏هو نقد غني بالأفكار ويعالج تسويق الأدب وحالة النشر ، ويعبر عن العديد من الحقائق الأجتماعية والاقتصادية . يتضمن هذا الفيلم على الكثير ليقوله حول كيفية تعامل وسائل الإعلام مع قصص السود ، مع التركيز بشكل خاص على انتقاد الفكر الانحيازي لأصحاب دور النشر ووسائل الأعلام والصحافة من البيض . ربما تكون الرسالة الأكثر تأثيرا التي يقدمها فيلم ( أمريكان فيكشن ) هي تحديد الأبداع الأدبي وفق مقايس تجارية او الرؤية القاصرة في عالم يسعى غالبا إلى تحديد قصص الآخرين. قد لا تتغير نظرة وسائل الإعلام قصيرة النظر لحياة السود أبدا ، لكن الأفراد لديهم القدرة على تحديد رواياتهم وحدودهم الأبداعية. يتحدى هذا الفيلم المشاهدين للتفكير والتساؤل وإعادة تقييم تصوراتهم عن حرية الابداع والنشر في نهاية المطاف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في