الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام: إيديولوجية القتل و إستعباد الشعوب

كوسلا ابشن

2024 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الإسلام: إيديولوجية القتل و إستعباد الشعوب
تشكلت الإيديولوجية الإسلامية الإرهابية كإنعكاس لحالة تخلف البنية التحتية و قساوة القبائل الأعرابية من جهة و من جهة آخرى عبرت عن الحاجة الضرورية لتجاوز واقع البؤس و البداوة بالإنتقام من المجتمعات المتحضرة.
الظروف المناخية القاسية آثرت على الأوضاع الإجتماعية و الإقتصادية لبلاد الأعراب, فعدا موسم الحج و تنظيم سوق عكاض بشكله التجاري البدائي, و كذا الغزواة و قطع الطرق على المسافرين أو القوافل التجارية, لم تعرف القبائل الأعرابية أنشطة إقتصادية آخرى. هكذا كانت السمات العنفية القاسية في الإيديولوجية الإسلامية إنعكاس طبيعي لجغرافية بلاد الحجاز والنجد و لبداوة و توحش القبائل الأعرابية.
تحولت التصورات المحمدية العنفية العقائدية الى الواقع المادي بالممارسة العملية و السلوك البدوي, بالقتل و الكراهية للآخرين, تقول سورة الانفال/ الآية 60 : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم". لقد إتخذ الأسلام من محاربة الآخرين منحى سيكولوجي جعل الإنتقام مبرر لإرهاب غير المسلمين, تقول الآية 178 من سورة البقرة:" و لكم في القصاص حياة يأولي الألباب". الحالة السيكولوجية التي زرعها الإسلام, ولدت عند الأعراب الإيمان بأن البؤس الإجتماعي الذي تتقاسمه القبائل و الظروف المناخية القاسية لمجالهم الترابي, تتحمل مسؤوليته الشعوب المتحضرة المجاورة, و قد ساعدتهم التعاليم المحمدية على كيفية الإنتقام, يقول (محمد): "والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل ", (البخاري/ الجهاد والسير). و عن عبد الله ابن عمر قال: أن (النبي) قال:" بعثت بين يدي الساعة بالسيف, حتى يعبد الله وحده لا شريك له, وجعل رزقي تحت ظل رمحي, وجعل الذل والصغار على من خالف أمري", ( مسند الإمام أحمد). يقول كاتب القرآن: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة/29). التعاليم الإسلامية واضحة في أهدافها المتجاوزة للمسألة التعبدية, الى الهدف الرئيسي الكامن في البعد الإقتصادي للإسلام الذي سيوفر له المبرر الشرعاني للغزو و إحتلال البلدان المتحضرة المجاورة, الفعل الذي وجد فيه الأعراب عمل إنتقامي شرعي, بإعتبار أن الإسلام صوره, آداة ترسيخ العدالة الإلهية بأيدي الأعراب.
لقد ذكر الإسلام أتباعه في سبعين آية بضرورة قتل غير المسلمين و خاصة اليهود و النصارى و نهب أرزاقهم و سبي نساءهم و أطفالهم و تخريب ممتلكاتهم و هدم معاليمهم. عن وحشية الأعراب المسلمين‏ و تدمير حضارات الشعوب الغير العربية, قال ابن خلدون في المقدمة, الفصل السادس و العشرين ( ص 149 و 150) :" أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب, والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له, فالحجر مثلا إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي القدر فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ويعدونه لذلك والخشب أيضا إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران هذا في حالهم على العموم وأيضا فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس وأن رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران وأيضا فلأنهم يكلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم لا يرون لها قيمة ... و ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه وأقفر ساكنه وبدلت الأرض فيه غير الأرض, فاليمن قرارهم خراب إلا قليلا من الأمصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع والشام لهذا العهد كذلك, وإفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا, تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر".
منظري الإيديولوجية الإسلامية حرصوا على شحن عقول الأعراب بالإغراءات التي حرموا منها في حياتهم القبلية المزرية. و للحد من الحرمان الإجتماعي, شجع الإسلام على الغزو و قتل غير الأعراب و إحتلال بلدانهم بمساعدة الله: " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فإضربوا فوق الاعناق و اضربوا منهم كل بنان" (سورة الأنفال/ الآية 12), و ينتقل التنظير الإسلامي من القتل الى النصر و توزيع الغنيمة: " وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" (الاحزاب: 27). يقول ابن خلدون:" العدوان أكثر ما يكون من الأمم المتوحشة الساكنين بالقفر كالعرب والترك و التركمان و أشباههم, لانهم جعلوا أرزاقهم في رماحهم ومعاشهم فيما بأيدي غيرهم" (تاريخ ابن خلدون).
سيكولوجية الإغراء بالغنائم الدنيوية ( الملذاة التي حرمهم منها المناخ الجاف المميز لبلاد الأعرب) و الغنائم الآخروية (الجنة), لعبت الدور الرئيسي في آبادة الشعوب و إحتلال بلدانها و تخريب عمرانها و معالمها و علومها و نهب ثرواتها و سبي نساءها و إستعباد رجالها.
لقد جلب الإسلام لمستعمرات العروبة, الخراب و البؤس الإجتماعي و ثقافة الجهل و الظلامية و التخلف المعرفي. هيمنة الإيديولوجية الإسلامية أرجع البلدان المحتلة الى عصر البدائية لظهور الدول, أو نمط الإنتاج العبودي, بعدما كانت هذه البلدان مدنية مزدهرة, عرفت حضارات متقدمة لم يبقى منها إلا الأثار, كما ذكر ابن خلدون: " و ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه وأقفر ساكنه وبدلت الأرض فيه غير الأرض, فاليمن قراهم خراب إلا قليلا من الأمصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع والشام لهذا العهد كذلك, وإفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا, تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر" (المقدمة, ص 150).
عرفت المجتمعات البشرية تطورا نوعيا على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي و الثقافي و العلمي و التكنولوجي, بخلاف المجتمعات هيمنة الإسلام البدوي ( أرابيم), التي ما زال تسودها العلاقات الإجتماعية الإقطاعية و ما قبل الإقطاعية و عاجزة عن تجاوزها بسبب بنية الفكر الظلامي و الإستبدادي السياسي, القائمين على إضطهاد و تفقير الشعوب التي بقيت في ظلمات الإسلام لقرون عديدة و ما زالت الأنظمة الإستبدادية متشبثة بتعالميها, حتى تحت ظروف التبعية للنظام الإمبريالي العالمي, التبعية البنيوية, المحددة لتقسيم المهام, بتصدير المواد الأولية و الإستراد المواد الإستهلاكية و تشكيل المجتمعات الإستهلاكية بسيادة الظلامية و التخلف. البديل الوحيد لشعوب الشرق و شمال افريقيا هو هدم الإيديولوجية الإسلامية الرجعية الفاشستية القائمة على إستعباد الشعوب و قهرها, هو الثورة القومية بشقيها الثقافي و الإجتماعي للإطاحة بالأنظمة الكولونيالية المضطهدة لشعوب الشرق و شمال افريقيا. ليس لهذه الشعوب ما تخسره إلا كسر قيودها و نيل الحرية بالتحرر من الإضطهاد و العبودية و الفوارق القومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصدك صور الانذال
س. السندي ( 2024 / 4 / 29 - 21:11 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي كوسلا وتعقيبي ؟

١-;-: أحييك على المقال الصادق والمعبر عن الواقع الاسلامي المخزي والمشين الذي لا
يرتضيه إنسان صادق مع الله الحقيقي وليس ألإله المتخلف والسادي والقاتل والقواد والمكار ، وهى الحقيقة التي يتعمد شيوخ المسلمين المنتفعين حجبها عن أعين المسلمين
البسطاء ؟
٢-;-: السبب في إستمرار توحشهم وليومنا هذا هو عدم الرد عليهم بالمثل عملا بشريعتهم ، عندها فقط يدركون أن الله حق وعدل وليس بتاع قتل ونسوان وغزوات ، سلام ؟


2 - عوامل الإنهيار الذاتي
ماجدة منصور ( 2024 / 4 / 30 - 02:30 )
و السقوط الحر قد أصبح الآن جاهزا للسقوط المدوي للإسلام0

إن عوامل فناء الدين الإسلامي متواجدة في بنيته الأساسية و نحن نشهد الآن بداية السقوط المفجع
أرجو أن هذا السقوط لن يكون سقوط دموي...و لكني أرى البحار و قد تحولت للون الدم0


3 - احبوا أعداءكم
Magdi ( 2024 / 4 / 30 - 10:24 )
احبوا أعداءكم
سبق أن تساءلت فى الحوار المتمدن (هل يحب اليهود هتلر ؟ )
وانا اطلع على مقالكم القيم وتعليقات ا سندى وليدى ماجدة منصور ( التى ذكرتنى بما قاله لى صديقى المرحوم خليل عبد الكريم : لا يصح إلا الصحيح - يقصد حتمية سقوط أيدلوجية تعتمد على الأرهاب خاصة فى وجود ثورة المعلومات ) ..بحثت فى أيميلاتى القديمة فوجدت رسالة من صديق - مسلم سابقا - يقول فيها : لولا وجود المسيحية - ومقولتها : أحبوا أعدءكم ! - لما أستطاع البدو الاعراب نشر الأسلام منذ أربعة عشر قرنا ..ولو سقط الأسلام غدا ، وبقيت المسيحية ، فسيكون بمقدور فلول الأسلاميين الأرهابيين أحياء الأسلام واعادته مرة أخري.
---
يؤيد هذا التخوف التهاون فى فرنسا - حيث أعيش - مع المتطرفين ضد العلمانية إلى درجة الذبح..
ارجوا قراءة تعليقات الأصدقاء : فارس الكيخوه ومحمد بن زكرى ( 3 أجزاء ) تحت هذا المقال:
تولستوى ...والنبى محمد
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=826871
مع خالص التحية والتقدير . مجدى سامى زكى
Magdi Sami Zaki


4 - بالثورة سيهدم الاسلام
كوسلا ابشن ( 2024 / 4 / 30 - 18:21 )
تحية للأخوين س السندي و ماجدي سامي و تحية للأخت ماجدة منصور
تعليقات مهمة تعبر عن الرأي الحر في مواجهة التصورات الخرافية و الأطروحات الإرهابية
لقد سبق للفيلسوف الألماني هيغل في القرن 19, أن قال- الإسلام قد خرج من مسرح التاريخ العالمي و عاد الى هدوئه الشرقي-, هيغل قد صدق في رأيه الأني, لكنه لم يدرك أن هدوءه و سكونه لا يعني إنقراضه, كما أشار الى ذلك الأخ ماجدي. لقد رجع الأرهاب الإسلامي بقوة في القرنين الأخيرين بفضل القاعدة المادية التي حرست على وجوده, من ضمنها الأنظمة الأمبريالية الغربية التي رأت فيه عنصر فعال في نشر الوعي المغلوط (الإيديولوجية القاتلة للعقل) و بالتي الحفاظ على مصالحها الإقتصادية و السياسية في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا, كما أن السلطنات العروبية المتحكة في مصير هذه الشعوب, تصرف المليارات الدولارات, و منها ما يدفع لمنظري الإيديولوجية الإسلامية ( أبواق القنوات التلفزيونية و اليوتوب) من أجل تنويم الشعوب.الثورة على الإسلام هي البديل الوحيد للقضاء على الإرهاب الديني و تغيير البنيات المتخلفة و علمنة العقل و علمانية المجتمع

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة