الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواشنطن بوست: قتل العلماء يعتم مستقبل العراق

كهلان القيسي

2006 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


واع- ترجمة- كهلان القيسي

- عمليا أصبحت محرّرا بدون صحيفة و أستاذا بدون طلاب أو جامعة. وجيش من القتلة يواصلون ملاحقتي.- الأستاذ الدكتور عبد الستار جواد

حوادث الاختطاف الجماعية للعلماء في العراق تؤكّد الحقيقة المخيفة وهي بأنّ المكان الأكثر خطورة في العراق ألان، ليس المسجد، أو السوق أو نقطة التفتيش العسكرية لكن قاعات الدروس. أكثر من 250 أكاديمي قتلوا منذ عام 2003، استهدفوا من قبل العديد من الفئات المتحاربة التي تبدو هي القضية الوحيدة التي يمكن أن يتفقوا عليها حتى الآن، ولم يعتقل شخصا واحدا نتيجة لجرائم القتل هذه.
مجموعات من الطلاب تلبس أردية جيش المهدي في الجامعات وتفرض أجندتها الخاصة عبر العنف لكن هم جميعا يشتركون في ميزّة مشتركة: استعمال الإرهاب كسلاح لقتل الأكاديميين، ويدفعون الحياة جامعية إلى الفوضى ويهدّدون نظام التعليم عبر تدمير مصادره الأساسية وهم الأساتذة. وأكاد أقول إن الجميع من الفئات المتحاربة مشتركة في جرائم القتل هذه. ويقول كاتب المقال وهو أستاذ عراقي:
إن هؤلاء المتعصّبون الذين يستهدفون الأكاديميين العراقيين ، و نظام التعليم حاقدون ويريدون تدمير هذا النظام من خلال التهديد، والاختطاف وقتل الأساتذة الأبرياء. وأعرف جيدا طبيعة هذا التهديد.وهو خلق الفوضى للنظام التعليمي و الثقافي في العراق، وأجبرت على الهروب عندما هددت بالقتل وأصبحت هدف لتشكيلة من الأسباب الملتوية. فقد كنت رئيس تحرير صحفية مرآة بغداد، وهي الأسبوعية الوحيدة التي تصدر باللغة الإنجليزية ، وافترض المتطرفون وبشكل خاطئ بأنّنا نعد من المصطفين مع الأفكار الغربية وقصفوا بنايتنا في مارس/آذار 2005، ودمروا البناية والحمد لله لم تقع خسائر بشرية, ، وأصبح من المستحيل جدا الاستمرار في العمل لذلك و أغلقت الصحيفة مرغما في اليوم التالي. وفي نفس الوقت كنت لقد بدأت توا كعميد لكليّة الآداب في الجامعة المستنصرية في بغداد. وبعد أسابيع من قصف الصحيفة، كنت في الجامعة وأحاط بي مجموعة من الطلاب الذين يرتدون الأكفان البيضاء على اكتنافهم وبدئوا يهتفون بتهديدات بالموت لي كوني شخصا علماني، حالي حال أكثر العلماء، وكانت هذه رسالة من التخويف والعنف.
اليوم جيش المهدي هو الذي يدير الحياة الجامعية في بغداد، ويطبق أجندته السياسية بإلغاء المناهج الدراسية ، وتعديل الأخرى لتتضمن رؤيته الدينية الخاصة ، وبعدها إبعاد الأساتذة والطلاب من الحرم الجامعي على حدّ سواء.
عمليا أصبحت محرّرا بدون صحيفة و أستاذا بدون طلاب أو جامعة. وجيش القتلة يواصلوا ملاحقتي في صباح احد الأيام في أبريل/نيسان 2005 أنا كنت على وشك أن أترك بيتي في بغداد عندما رأيت بادرة من سائقي المفزع واشر لي للبقاء في داخل البيت. حيث كانت هناك سيارتان تنتظراني خارج،و بنادق الكلاشنكوف تظهر من نوافدهما. لقد كان واضحا بان التهديدات كانت تتصاعد وتضعني وعائلتي وزملائي في الخطر المميت. وأدركت بأنّني كان لا بدّ أن أترك البلد.

قراري بالهروب كان مؤلم لكنه ضروري جدا. وكان لا بدّ أن أترك زوجتي وثلاثة أطفال، والطلاب الذين أعزّهم. قبيل فجر في صباح صيفي في عام 2005, والسائق الذي أخني إلى الأردن. كان يعرف كيف يتجنّب الطرق المليئة بالمتمرّدين والمسلّحين .


في ذلك الصيف منحت زمالة زيارة عبر الشراكة بين صندوق إنقاذ العلماء في معهد التعليم الدولي وجامعة ديوك( الدوق) . ويرعى هذا الصندوق العلماء، مثل الأساتذة والأطباء والصحفيين، عبر مؤسسات مضيفة لهم حيث يمكنهم أن يواصلوا عملهم الحيوي الخالي من الخوف. في هذه الجامعة ادرس فصولا من الأدب العربي. لذا فأنا أحد المحظوظين.
إنّ صندوق إنقاذ العلماء مدرك للأسف بأنه لا يستطيع تكريس عمله إلى العلماء العراقيين لوحدهم. فالطغاة حول العالم يشنّون حملات إرهابية ضدّ المثقّفين والأكاديميين. وبحلول نهاية السنة، ربما بحدود 500 عالم عبر الكرة الأرضية سيكونون ضحايا جراء أستهدفهم من قبل المجموعات التي تتراوح من الإرهابيين إلى الأصوليين الدينيين الذي يحاربون بواسطة الانتحار وألوية من الاستشهاديين .وفي كفاحه من اجل إنقاذ حياة من هدّد في ساحة حرب قاعة الدروس، فان صندوق إنقاذ العالم لديه الكثير ليعمله ولكن قليلا من الوقت أو المصادر ليفعل ذلك.
إني مصمّم على العودة إلى العراق حالما يكون هذا البلد آمنا لي. وبدون نظام تعليم مفتوح وغير مقيّد، لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية. نحن لا نستطيع إعادة بناء بلادنا بدون حرية التعليم. نحن لن نكون قادرون على نؤسس لوسائل لبناء أمة جديدة مالم يتمكن الأساتذة والطلاب من أن يناقشوا بحرية ويتناقشون في الأدب ويثقّفون أو يستمعون إلى القضايا الجدلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
نحن نحارب ليس فقط في شوارع بغداد لكن يحاربوننا في قاعات الدروس أيضا. إنقاذ علمائنا أصبح مسالة حاسمة في تقرير مستقبل العراق كنزع سلاح المتمرّدين.
وفي النهاية قد نشهد نصرا في العراق لكي نتمكن من إعادة بغداد إلى دورها التاريخي كبيت للفكر والثقافة ولكي تكون الجامعات مرة قادرة على إعادة إبراز ثقافتنا وأدبنا ، وحتى ذلك الحين، يجب أن نواصل البحث لإيجاد "قارب نجاة" لكلّ عالم الذي يواجه الغوغاء القتله.

http://deseretnews.com/dn/print/1,1442,650211606,00.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز