الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق- طوفان الاقصى حتى لا ننسى (28)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


" إن على تل أبيب التوقف عن الكذب على نفسها".
غادي آيزنكوت.

إمبراطورية إسرائيل في الكذب لم تستطع أن تقنع أحدا.
هذا ما خلص إليه مايكل بريزون في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. و زاد ساخرا؛ "لو تمكن أحد المحامين الإسرائيليين من توصيل جهاز كشف الكذب أثناء خطاباتهم، لانهارت شبكة الكهرباء في لاهاي".
و العلة محصلة من ألف عادة سارت له جبلة. و اتخذ له من التضليل منهاجا.
تلكم هي « الـهسبرا » ؟
بالمختصر المفيد؛ تحكم التام في سرد ما يحدث، ونبذ كل ما ينفيه أو يعارضه من سرديّات، الخوارزميات والذكاء الاصطناعي آلياته، وترويض شبكات التواصل الاجتماعي و البث التلفزي، و القبول فقط بسردية إسرائيل لا غير غاياتها و أهدافها.
«الهسبارا» ذه في الكيان المسخرة تعيش على نهج "ليس المهم ما يقوله العالم؛ المهم ما يسمعه المواطن الإسرائيلي(دفيد بن غوريون).
و في العوالم التي دانت للصهيونية بالولاء. فان كلا من ولاية نيويورك وبلديتها وأعضاء من الكونغرس الأمريكي ادعت في بيانات لها، أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين في الخيام التي نصبوها في ساحة حرم جامعة كولومبيا بنيويورك "أظهروا سلوكا معاديا للسامية".
أما الانتفاض ضد تغولها؛ "هذا أمر غير مقبول. يجب أن يتوقف. يجب إدانته بشكل مطلق.. لكن هذا ليس ما حدث. رد فعل بعض رؤساء الجامعات على الوضع كان مخزيًا..لحسن الحظ، تصرف المسؤولون المحليون والفيدراليون بشكل مختلف، لكن لا يزال هناك المزيد الذي يجب القيام به". (بنيامين نتنياهو).
"المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضا تحريض على الإرهاب.. أدعو من هنا السلطات في الولايات المتحدة إلى التحرك من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات". (يوآف غالانت).
ذا فيض الهسبرا المقيتة؛ و قد تردد صداه شوطا؛ أما مايكل بريزون فلم يكن في مكنه حينها ليحرر نفسه من غيضها؛ فالغضاضة أتت على ما صدع به؛ و لم يعد في وسعه دفعها في ذاتها؛ و النية تروم غيرها. فانتصر لها بعد لأي.
"كل يوم نسمع في الأخبار عن إنجازات الجيش الإسرائيلي وعن المقاتلين الذين تم "تحييدهم"، لكن معظم الناس يدركون، كما قال الكثير منا منذ فترة طويلة، إنه لا يمكن تحقيق هدفي هذه الحرب. فلن يتم القضاء على حماس، وللأسف، لا يمكن إعادة العديد من الرهائن أحياء إلى ديارهم."
فالحال مع الحقيقة لن يماري فيها أحد؛ و تركت لواقع يجافي طرحا مضللا، "لقد سمعنا بالفعل أن ما بين ربع وثلث الذين تم أسرهم قد ماتوا." بتبعاته تصاعد الضغط داخل الكيان لإعادة الأسرى، و تظاهر عشرات الآلاف في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عنهم بقطاع غزة.
و عن صحيفة "يديعوت أحرونوت"،غادي آيزنكوت، الوزير بمجلس الحرب؛ يطلع بالصريح بدون مواربة؛" إن على تل أبيب التوقف عن الكذب على نفسها، وإبرام صفقة تعيد الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، بدلا من استمرار الحرب على قطاع غزة".
هذا التصريح لم يكن كافيا؛ آيزنكوت طول باله و هو يزكي نفسه بالأخذ بتلابيب الواقع الذي لا يرتفع؛ إلا بمكاشفة تليق بالظرف تعدى المعهود.
أقدام الكيان المتهافت لما انغرزت في وحل غزة الأبية؛ دان الصهاينة للواقع الذي يميد تحت أرجلهم؛ و لم يعد في وسعهم مجافاته بغير طائل. و غدا معه "علينا التوقف عن الكذب على أنفسنا.." شعارا. يرفع بمرارة الحانق المندحر.
أخيرا اقتنع ايزنكوت و من معه.
فمتى لاح هذا الخيار؛ الذي ليس منه بد؟
أتى الرد من حيث لم يحتسبوا؛ حين استشعروا أن حربهم التي شنوا للانتقام لرجة الكيان كانت بأهداف غير معقولة؛ و سرعان ما تهاوت؛ و بات الكيان لا يجد من يأخذ به إلى الأبعد و قد شلت كل أجهزته.
حينها؛ الصهاينة على مضض انتهوا إلى أنه"لا فائدة من الاستمرار على النمط نفسه الذي نسير به مثل العميان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح