الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وفكرية 150

آرام كربيت

2024 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الوجود موجود قبل الوجود شئنا أم أبينا، لنتأمل الرياضيات، أنها موجودة في الوجود قبل الوجود، لم تخلق خلق ومثلها الفيزياء.
لو أننا سرنا في هذا الكون تريليونات الكيلومترات ستكون الرياضيات هي ذاتها التي على الأرض رغم هذه المسافة الهائلة، وهناك معادلات رياضية لم تكتشف لكنها موجودة.
فهذا الكون لا حيرة فيه لأنه موجود كالمسافات المفتوحة دون نهاية.
اعتقد أن عقل الإنسان يساوي الكون في قدراته وأبعاده، كامن فيه.
الكون عماء متناثر في الموجودات

ولدت الدولة التركية الحديثة من حالة الصدام، بينها وبين الأمبرطورية العثمانية الأفلة للزوال، ولادة مشوهة، عن علاقة مشكوك في انتماءها.
إن الخوف من الاحتضار، دفع هذا الولد المشوه، أن يقبض على الدفة.
في ظل هذا الصدام، بين الماضي والحاضر، برزت القضية الأرمنية كتصفية حسابات، أو نتاج لهذه الصدمة، أو رمزًا لعصر قلق بدأ في البزوغ:
" فإذا كان الأترك يصورون أنفسهم كطائر فينيق منبعث من الرماد العثماني، فإن الأرمن هم الآثار البغيضة لهذا الرماد".
لم يصل أردوغان إلى التخلص من أرث، الاتحاد والترقي، إلى الأن، بالرغم من كل محاولاته الحثيثة في هذا المجال، منذ عشرين سنة وإلى هذه اللحظة.
ولم تصل الدولة التركية الحديثة أو لم تتجرأ عن طرح السؤال المشروع:
ما هي هوية هذه الدولة، وما سبب تأسيسها؟
عشرين سنة في الحكم، لم يستطع أردوغان فعل أي شيء، وما زال حكم الانقلابيين على السلطان عبد الحميد مستمرًا، وما زلنا نسمعه في أنفاس طلعت باشا، ومصطفى كمال أتاترك، وشبتاي تسيفي.
هذا الأخير، سبتاي تسيفي، كان قاب قوسين أو أدنى من الإعدام على يد السلطان محمد الرابع، بسبب ادعاءاته أنه المسيح المنتظر، في العام 1648، وفي أثناء المحكمة، أعلن إسلامه كذبًا وبهتانًا، ليأتي أتباعه بعد ثلاثمائة سنة ويعملوا انقلاب على السلطنة ويغيروا مجراها.
اتمنى في قرارة نفسي أن تتخلص تركيا من أرث هؤلاء، وتعود إلى نفسها.
السؤال: ما هي هوية الدولة التركية بعد قيامها في العام 1923؟ ولماذا تم فصلها عن تاريخها العثماني؟ ولماذا ألغى اتاتورك اللغة التركية القديمة في الكتابة؟ لم تقرأ هذه الدولة المحدثة هويتها وانتماءها. لمن تنتمي؟ هذا هو السؤال. أردوغان يدرك هذا، ولكنه مقيد داخليًا وخارجيًا. وإذا لن ينجز مهامه بالكامل سينقلب عليه اتباع اتاتورك، وربما يعدموه، هذا وارد جدًا.
لماذا يحرق المسلمين بيوت الأقباط في مصر؟
ألم تقولوا أن الإسلام دين سلام، لماذا أنتم صامتون عن انتهاك الحرمات، حرمة الأخرين، أليس البيت مأوى وأمان للإنسان، حرمة، لماذا تعتدون عليهم؟
طبعًا، المسلم طاهر ونظيف، فليس من مصلحته الدفاع عن الكفار.

لقد أطاح عبد الكريم قاسم بالدولة الملكية وجاء بالعسكر إلى الحكم في العراق.
وجرى الدم في شوارع بغداد.
ثم جاء بعده عبد السلام عارف، وقاد انقلابًا عسكريًا على عبد الكريم قاسم، وجرى دم كثير في شوارع بغداد.
المضحك المبكي في الوضع العراقي أن رئيس الوزراء العراقي ووزير دفاعه عارف عبد الرزاق قام في العام 1965 بمحاولة انقلابية فاشلة على الرئيس عبد السلام عارف.
أثناء قيامه بالانقلاب لم يكلف نفسه أن يطلع على خطة الانقلاب ولا على حيثياته ولا على كيفية تنفيذ الخطة الانقلابية ولا كيف سيتحرك الجيش وأين سيتمركز الضباط وكيف.
وبعد أن أحس أن الانقلاب سيفشل، قال لجماعته لنقم فيه غدًا، وكأنه في نزهة على ساحل البحر.
المأساة الكبرى هو القيام بالانقلاب دون دراسة أو قراءة أو أهدافه أو غاياته ولا أبعاد ذلك على الدولة والمجتمع.
هذا الاستهتار والاحتقار للواقع العراقي يدل على أن المجتمع لم يكن موجودًا، وأنه مجرد كيان نافل لا قيمة سياسية أو معنوية له.
نتساءل:
هل هذا المجتمع قارع الاستعمار وهزمه، هل كان موجودًا ليقارع؟
ولماذا قارع الاستعمار، من أجل ماذا، وما الهدف، ولماذا قبل بالعسكر وزمره السيئة؟
أغلبكم يعرف المجزرة أو الإبادة الذي قام بها هذا الجيش، بالعائلة المالكة.
ثم حدث انقلاب العام 1968 الذي جاء بأحمد حسن البكر وهدهده المسمى صدام حسين.
العسكر كلهم كانوا دمويين إلى حد الثمالة.
ووضع العراق لا يختلف في العمق والسطح عن المجتمع والدولة العربية من المحيط إلى الخليج.

مأساتنا كبيرة جدًا، هذا التراث الثقيل فسح المجال لكل ما هب ودب للعب فيه، تراث ثقيل جدًا، وفيه حشو كثير ولغو، الأحاديث النبوية وحدها تحتاج إلى عشرات السنين لتفكيكها، وزمن الرسول يحتاج إلى مجلدات، وزمن الراشدين أيضًا وأنت طالع.
وكل جهة سياسية أو ثقافية أو فكرية أو دينية تكتب من موقعها، وهناك أعداء وهناك أصدقاء على الجانبين، وكل واحد يدلوا بدلوه.
وندور حول أنفسنا، كأننا ندور بين شِقيّ الرَّحى، كأننا فريقين متخاصمين، نتلقى الضربات من الجهتين، من أنفسنا ومن الأخرين، وحرب ننزل الموت بأنفسنا.
الغرب تخلص من هذا الثقل، هذا التراث، وانطلق إلى المستقبل، ونحن، كصخرة سيزيف، نحمل الثقل على رقابنا بمتعة شديدة، ونضيع الوقت على أنفسنا، ونتحول إلى مجرد مستهلكين للحضارة والبقاء في مكاننا.
هناك دول كثيرة لديها ثقل ثقافي ماضوي، بيد أنهم وضعوه في سلة الماضي، كاليابان والصين، وشقوا طريقهم إلى المستقبل، إلا نحن، نتلذذ في إعادة الأزمان الماضوية إلى الحاضر، والبقاء بين المنزلتين، الحاضر في الماضي والماضي في الحاضر.

إن العلاقات في هذا العصر له طابع سياسي بحت. والسمة الأبرز له هو التنظيم. وأشكال التنظيم متعددة، أحزاب أو جميعات أو نوادي أو نقابات، أي ما تحت السياسي.
ومن خلال انتظامك في أحد هذه الأشكال يمكنك أن تكون قوة منظمة ضاغطة، تملي قناعاتك ومواقفك.
لهذا سعت الدول عبر التاريخ بكل ما فيها من قوة وجهد على تفكيك التنظيم، والعلاقات بين الناس سواء إنسانية أو اجتماعية أو سياسية لتنفرد بكل واحد على حدا وتمزقه.
اليهود منذ زمن بعيد استطاعوا أن ينظموا أنفسهم في علاقاتهم سياسية ومالية واجتماعية متماسكة. وفرضوا أنفسهم كثقل سياسي ومالي ودولي على غيرهم، وربما الأرمن أيضاً إلى حد ما، وهذا ما يميزهما عن غيرهم.
وما يميزنا سلبًا عن غيرنا، كشرق أوسطيين، كرهنا للتنظيم. كرهنا في ترتيب علاقاتنا ببعضنا.
ولعب الاستبداد السياسي والاجتماعي دورًا كبيرًا في هذا المنحى، بعد أن حول علاقاتنا إلى علاقات مشوهة تسير تحت الأرض.

التكوين النفسي للإنسان في بلادنا، المسيحي أو المسلم لا يختلف عمليًا. كلاهما ينهلان من الثقافة ذاتها، من الممارسة الحياتية ذاتها. الخلاف إذا وجد، هو في الشكل وليس في المضمون أو الجوهر.
ومقولة من ضربك على خدك الأيمن فدر له الأيسر، هي للاستهلاك. لا أحد يأخذ بهذه المقولة عمليًا إذا وضع تحت الاختبار أو التجربة.

الانتقال إلى عالم يقوم على الديمقراطية في العلاقات الدولية يحتاج إلى زمن آخر، ودول غير هذه الدول الموجودة. ومجتمعات مغايرة لمجتمعاتنا الحالية على مستوى العالم.
سيكون هناك بلدان لها طابع إنساني، منفتح، يحمل الخير لجميع شعوب العالم، كما تحملها لنفسها.
وسيكون هذا في زمن أخر.

في باريس, في اعلى جبل شامخ شاهدت كنسية كبيرة تكاد أن تبتلع المدينة كلها. وتمثال للملك المنتصر على كومونة باريس. كومونة الفقراء والمدقعين منتصب بقوة.
وقفت أنظر مليًا لانتصار الطغيان والسلطة والمال علينا.
لقد استعار الملك الصليب, رمز المكسورين, ووضعه في يده, يلوح لنا, لسان حاله يقول: إنني ما زالت باقيًا في وجوهكم, مسيطرًا عليكم
خفضت رأسي.
ومشيت بيد أن نظراتي بقيت معلقة على الزمن والرياح.

الديمقراطية السياسية عرجاء إن لم تتبنى إلى جانبها الديمقراطية في الدولة الاجتماعية.
ويكون الإنسان العادي له سلطته الحقيقية في موازاة سلطة نخب المال والقوة والنفوذ.
المؤسسات الشريعية والتنفيذية هي للنخب بالرغم من أن الإنسان العادي يمكن الوصول اليها.
اليوم يجري في الغرب والولايات المتحدة سحب الكثير من المكتسبات التي كانت أيام الحرب الباردة ولا استعرب أن تعود الدولة العارية في المستقبل دون مكياج لتتحول الى غول يبلع كل من يقف في طريقها.
الأيام بيننا.
الدولة مثل الحرباء تستطيع أن تلون نفسها حسب الظروف، والتطورات، بيد أن جوهرها هو خدمة مصالح النخب.
والقانون هو قانون النخب.
في السويد بمجرد أن وصل اليمين الى الحكم باعوا أغلب منشأت القطاع العام ،تنفيذا لقول أدم سميث, مهمة الدولة هي جني الضرائب.
ينسون أن الرأسمالي سيتحكم في القرار السياسي والاقتصادي عندما تشتد شوكته، ويرمي كل ضعيف من عربة طريقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام