الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنين

فوز حمزة

2024 / 4 / 30
الادب والفن


ثلاثون خطوة فقط تفصلني عنه ..
بالأمس كانت عشرين وربمًا غدًا تصبح أربعين .. لا أدري!
دقات قلبي تتسارع كلما دنوت أكثر .. ثقل الهواء الذي يحيطني يكاد يمنعني من التنفس وعينيّ تفقد قدرتها على تمييز الأشياء التي تراها .. تهرب الكلمات بحروفها وهي تلعنني وتتوعدني ..
سينتهي كل شيء حين أصل للخطوة التي تفصلني عن ذلك الجسد أو بقايا أنفاس في جسد تودع الحياة دون أن تدري .. هذا المشهد مرَ بيّ البارحة أو ربما سيمر غدًا .. لم يعد للزمن ثوب يرتديه .. لا نور يودع النهار ولا عتمة نهرب بأحلامنا إليها ..
أيام من الصمت مرت عليّ وأنا أحاول أن أخبره .. لكن كل ما فيّ يخونني ..
الأمواج تتقاذفني و شراع سفينتي الممزق تتقاذفه الريح ..
هل يحق لي أن أنهي له حياته قبل أن تنتهي .. هل سأغفر لنفسي فعلتها عندما أخبره أن الدقائق تزحف على جسده؟ .. تأكل بقايا الحياة التي فيه .. ألا لعنة عليكَ أيّها المرض .. بل لعنتي عليك أيّها الحب .. كيف حولتني إلى امرأة ضعيفة .. تخاف من دمعتها لئلا تفضحها ..
هل سيصبح لابتسامتي معنى وهي لا تعبأ بما يمتلىء به قلبي من حزن ؟
ما هو طعم كلماتي وأنا أخبره بأني سأكون قريبة منه ؟
ربما سيكون فخًا مريحًا له .. وأنا ماذا عني ؟ من سيهيء لي الفخ الذي يجعلني متماسكة لأجمع القوة التي بداخلي فيسمعها برنة صوتي أو ابتسامة عيني أو قبلة من شفتيّ ربما سأصمت وأدعه يفهم كل شيء .. فالأحساس دائمًا متفوق على التعبير ..
كيف سيخبره إحساسي بأني بدونه بقايا روح؟
كيف له أن يدرك أن ألامي وعذاباتي تبدأ حين تنتهي منه تلك العذابات ..
أن جسدي سيموت كل ليلة بعد أن يغادر جسده هذا العالم .. سيحتل الحزن ما يتبقى لى من أيام ويعلن انتصار ذكراه فيّ .. ذكرى رجل غيبه الموت ليحيا في قلب امرأة غيبتها الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا


.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع




.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير