الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداؤنا.. انتخابات.. الذكرى التسعين

ماجد فيادي

2024 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما دام الشيوعيون واصدقائهم يحتفلون بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب، يبقى المخلصون له يسألون عن حاضره ومستقبله، ولان هذه المادة تعذر نشرها بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي، اصبح من المناسب نشرها في ذكرى تأسيسه التسعين، الممتدة حتى نهاية هذا العام.
معروف لكل قاصٍ ودانِ أن الحزب الشيوعي العراقي قدم عبر تاريخه النضالي، الذي وصل الى التسعين عاما، العديد من الشهداء المؤمنين بفكره ونهجه الوطني، شهداء لم يستسلموا ولم يبخلوا بحياتهم من اجل الوطن والفكر الماركسي، كما جرى اعتقال العديد من رفيقات ورفاق الحزب، تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل، منهم من سجن لسنوات طويلة، ومنهم من خرج يحمل معاناة كبيرة، اخرون غيبوا دون ان نعلم بمصيرهم او نهايتهم ولا اماكن جثمانهم.
الى جانب هؤلاء الرفيقات والرفاق هناك من عاش معاناة اكبر تمثلت بعوائلهم، بين ام واخت وزوجة وابنة، واب واخ وزوج وابن، عاشوا حياة الخوف والحزن والالم والحرمان والحرب النفسية والاقتصادية، تحملوا اكثر مما تحمله الشهداء والسجناء والمعتقلون والمغيبون، سنين طويلة وهم يعانون، اما لانهم مؤمنون بفكر الحزب الشيوعي العراقي او مساندون لذويهم، ممن وقع تحت يد الجلاد، او لانهم لم يقبلوا أن يوطئوا رؤوسهم للدكتاتور، حرصا على تضحيات بناتهم وابنائهم.
بعد احتلال العراق وسقوط الصنم، عاد الحزب الشيوعي العراقي الى ممارسة دوره السياسي العلني، فاتحا أبواب مقراته للجماهير، تتواصل معه وتتعرف على مواقفه السياسية. طالما كان موقفه رافضا لاحتلال العراق وسيلة لإسقاط الدكتاتور، وطارحا البديل في دعم المجتمع الدولي لمساعدة الشعب العراقي للقيام بمهمة اسقاط الدكتاتور، عبر تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 688. بقى هذا الموقف عامل احترام للحزب من قبل الجماهير، تقديرا لصلابته ورفضه الانغماس في مؤتمر لندن وغيره، والرضوخ لدعوات الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، لهذا ولتاريخه الناصع والساطع بالمواقف النضالية المشرفة، جاءته الجماهير بأعداد غير قليلة بين عائدين للتنظيم، وطالبين الانتماء للحزب.
مع التحولات السياسية الخارجة عن إرادة الحزب بعد سقوط الصنم واحتلال العراق، واشتراكه في العملية السياسية، بالرغم من الملاحظات العديدة عليها، كونه باحثا عن نقطة انطلاق وفق دستور عراقي، يرسم الخطوط العريضة لبناء الدولة، اتخذ الحزب سياسة وان ظهرت للشعب العراقي، أنها متناقضة بين رفض الاحتلال والتعامل معه، بين رفض فساد الأحزاب الحاكمة وقبول قوانين العملية السياسية التي وضعوها، بين حاجة الشعب العراقي لأحزاب وطنية ومدنية وبين دخوله تحالف العراقية وسائرون، بين مقاطعة الجماهير للانتخابات وبين دعوته ومشاركته في انتخابات لا تتناسب ومصالح العراقيين، بين هذا وذاك وتراكمات سياساته، تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى هزيمة كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات 2023، وكأنها رسالة مدوية للشيوعيين، أن يصحوا على انفسهم ويعملوا من جديد على تصحيح مسارهم الذي عرفوا به على مدى عقود طويلة، وهو الوقوف دائما الى جانب مصالح الشعب العراقي.
من هذه الهزيمة يأتي دور الشيوعيين في التوقف وإعادة الحسابات، ليس في توجهاتهم الوطنية، التي طالما عرفوا بها وضحوا من اجلها، انما لتصحيح استراتيجياتهم وتكتيكاتهم، في البحث الجاد بنظامهم الداخلي الشبيه بالدستور العراقي المتهالك، التفكر بالتغييرات في مفهوم الديمقراطية وسبل تنفيذها، التطور العلمي في وسائل الاعلام، اعتماد خطاب سياسي جديد، نهج أساليب جديدة للوصول الى الشبيبة، يستندون في هذه المراجعة الى تضحيات الشهداء والسجناء والمعتقلين والمغيبين وعوائلهم، وفاءً لتضحياتهم ومعاناتهم، حتى لا تذهب تلك الدماء في مهب الريح، نتيجة أخطاء او إصرار على الخطأ، لحزب عرف على مدى تاريخه بالمراجعة، استنادا للماركسية التي يعتنقها فكرا ونهجا. اذا نحن امام حقوق المناضلين والمضحين بالنفس ومن تعرض الى المعاناة، وامام حق الشعب العراقي علينا، في الدفاع عن مصالحه، أن نعيد تقييم أداء الحزب منذ العام 2003 حتى يومنا هذا، بأن نعقد مؤتمرا مبكرا تدعو له اللجنة المركزية، لرسم سياسة جديدة، تعيدنا الى صدارة نضال الشعب العراقي وقيادة الجماهير، قدما نحو التغيير الشامل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطالب في ألمانيا بترحيل مرتكبي الجرائم الخطيرة حتى إلى الدول


.. بلجيكا.. لماذا لا يهتم البلجيكيون من أصول مهاجرة بانتخابات ا




.. ألعاب باريس: روسيا متهمة بشن -حملة تضليل- مكثفة لتشويه سمعة


.. ثلاثة مجالس في أوروبا.. اثنان منها فقط من مؤسسات الاتحاد الأ




.. إسرائيل: الحرائق في شمال البلاد تعمق خلافات الحكومة