الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصيف البحري حلقة مشبوهة في المخطط الأمريكي

محمود جديد

2024 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


==========================================

أقامت أمريكا رصيفاً بحريّاً بطول 550 متراً ، بكلفة 320 مليون دولار على شاطئ غزّة ، ويقع شمال طريق نستاريم الذي شقّه العدو الصهيوني في القطاع ليفصل بين شماله وجنوبه ، والهدف المعلن من إنشائه هو تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع بحمولة 90 شاحنة يوميّاً عند بدء تشغيله، ليصل فيما بعد إلى 190 شاحنة .. هذا مع العلم، أنّ هنالك عدداً كبيراً جداً من الشاحنات المتوقفة منذ وقت طويل عند معبر رفح البري وغيره ، ولا يُسمح بدخولها ، ولا أعتقد أنّ الإدارة الأمريكية عاجزة عن الضغط على الكيان الصهيونى إذا شاءت ليسمح بدخولها ، وفي هذه الحالة ينتفي المبرّر الأمريكي من إقامة الرصيف البحري ، وتوفير نفقات إنشائه وحمايته والإشراف على تشغيله … وممّا يثير الريبة والشكوك هو احتمال بدء استخدامه مع توقيت بدء معركة رفح ، ووجود دور بريطاني في إدارته ….
وممّا لاشكّ فيه، أنّه يوجد تخطيط وتنسيق كاملين بين الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية ، وقد يكون لتأخير وعرقلة الوصول إلى اتفاق مع حماس حول وقف إطلاق النار له علاقة بذلك ، وكسب الوقت من أجل الاستعداد لمعركة رفح،وإعطاء القوات الإسرائيلية المنهكة فسحة من الزمن للراحة ، وإعادةالتجمّع والانتشار ،هذا من جهة، ومن جهة أخرى، خلق الظروف الملائمة لمقايضة عدم الاجتياح ووقف النار للحصول على ثمن مجزٍ يحصل عليه بايدن يبرّر له التراجع عن الموافقة على معركة رفح ، والموافقة على وقف النار الدائم، وما يسعى عليه / بلينكن / في الرياض هو تهيئة الشروط المناسبة لهذا الثمن ،حيث اجتمع مع وزراء خارجية دول التعاون الخليجي،ثمّ مع وزراء خارجية مصر وقطر والإمارات والأردن وأمين سرّ منظمة التحرير الفلسطينية ، وتمّت هذه اللقاءات على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض ، والهدف هو تحقيق التطبيع بين الكيان الصهيونى والسعودية ، وهو الجائزة الكبرى التي تحفظ ماء وجه نتنياهو وقد تجعله يتراجع عن تعنّته وعدم اكتراثه بالتوصّل إلى اتفاق حول عودة المحتجزين والأسرى ، ووقف النار النهائي ، ويكتمل المشهد السياسي الراهن أيضاً بالضغوط على لبنان والمقاومة الإسلامية فيه من أحل تهدئة الجبهة الشمالية ، وهذا مايقوم به وزير خارجية فرنسا، ومندوب الرئيس الأمريكي في لبنان .. وفي الوقت نفسه، التشهير الغربي بحكومة صنعاء وزيادة الضغوط عليها للتوقف عن الدور الذي تقوم به في البحر الأحمر دعماً للشعب الفلسطيني …
على ضوء ماتمّ عرضه، يبرز احد الاحتمالات التالية :
الأوّل : إيجاد مبرّر للسلطات السعودية كي توافق بشكل رسمي وعلني على التطبيع، وبالتالي قطع الطريق على معركة رفح ، والاتفاق على وقف النار النهائي والدائم بين الكيان الصهيونى ، والمقاومة في غزة ،لكن حسب تقديرنا لن يستطيع محمد بن سلمان التنازل عن مقررات مؤتمر القمة في بيروت عام 2002 مادام والده على قيد الحياه… ولكنّه قد يتساهل بخطوات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ..
الثاني : فشل الجهود الأمريكية حول التطبيع بين الكيان الصهيونى والسعودية ، وفي هذه الحالة، تصبح معركة رفح شبه حتمية ، وسقوط آلاف الشهداء في غزة ، لأنّ نتنياهو يحاول جاهداً تحقيق أحد أهداف العدوان الفاشي المعلنة حتى يستطيع تهدئة الأجواء داخل فلسطين المحتلة ، وتستمر حكومته ، ويُبعِد شبح محاكمته وزجّه في السجن ، وإنهاء دوره السياسي طيلة حياته، وفي هذه الحالة ، قد يصبح الرصيف البحري الأمريكي معبراً لخروج وترحيل أبناء القطاع وتفريغه من سكانه ، وخاصة بعد أن رفضت مصر لعب هذا الدور لأسباب داخلية وخارجية ، كما يمكن أن يُستخدم لأغراض عسكرية بنقل قوات برية أمريكية وبريطانية لدعم القوات الإسرائيلية عند الحاجة …
الثالث : حدوث معركة رفح ، ولكنّ نتيجتها من المرجّح أن لاتكون حاسمة لأي طرف ، ولن تختلف عن غيرها من مدن القطاع ، وهو الأكثر احتمالاً ، وبالتالي ، فسيستمرّ صمود المقاومة في غزة ، والجبهات الداعمة لها ، وعندئذ ، قد تتطوّر الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني ضدّ مصلحة بقاء الحكومة الإسرائيلية ، كما ستزداد الضغوط الشعبية في العالم عليها ، وتتوسّع دائرة التعاطف مع الفلسطينيين .. وقد تلعب محكمة العدل الدولية ، ومحكمة الجنايات الدولية دوراً ضاغطاً إضافياً مهمّاً ضدّ نتنياهو وحكومته …
وأخيراً ، نستطيع القول : إنّ ماجرى ويجري كشف عورات معظم الأنظمة العربية ، ومدى عجزها وتبعيتها، وتواطؤها ، وعدم قدرتها على لعب أيّ دور يحفظ ماء وجوه حكامها ، ونحن لعلى يقين بأنّ معظم الأنظمة العربية تتمنّى هزيمة المقاومة ، ولكنّها غير قادرة على التعبير عن ذلك علناً ،تجنّباً لغضب الجماهير العربية في كل مكان من الوطن العربي لأنّ أي إنجاز تحققه فصائل المقاومة هو بمثابة صفعة على وجوه المطبّعين والمتخاذلين ، وفي الوقت نفسه، سترتفع أسهم مقولة " حل الدولتين " في " البورصة " السياسية في الأيام القادمة ، والتي هي في جوهرها تصفية للقضية الفلسطينية… غير أنّ عملية الفرز والاستقطاب ستستمر في الساحة الفلسطينية والعربية بين المؤمنين بالكفاح المسلّح الذي هو الوسيلة الرئيسية لتحرير فلسطين ، وغيرها من الأراضي العربية المحتلة ، وبين المطبّعين والمتخاذلين … والنصر للشعوب المكافحة مهما طغا العدو وتجبّر …. في : 30 / 4 / 204








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟