الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن

خالد العلوي

2006 / 12 / 9
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن



حين هتف رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بين ظهراني قومه " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " كان يهتف ليميّز هذا الدين الإسلامي العظيم وأهله عن سائر الأديان وليجعله متمما لكل الأخلاق التي جاءت بها الأديان قبله وليضع على الناقص منها الكامل وليكن خاتمتها في كل جانب من جوانب الحياة .

فأهم ما يميز هذا الدين العظيم هو المعاملة و " أن الدين المعاملة " والمعاملة سلوك والسلوك خلق فالتعامل الأخلاقي الراقي هو الركيزة الأولى التي تأسس عليها هذا الدين وهو الركيزة التي جمعت الناس على اختلاف مشاربهم وطوائفهم ودياناتهم حول رسولنا صلوات الله عليه وعلى آله بأخلاقه العظيمة التي لم ترى الناس مثلها من قبل .

كان رسولنا الكريم دائما يردد مدارة الناس صدقة وابتسامتك في وجه أخيك صدقة والرفق الرفق وما كان الحياء في شيء إلا زانه وحسن الخلق يثبت المودة لأنه كان مؤمنا بالديانة التي يحملها وبالعقيدة التي كلف أن ينشرها بين الناس ولأنه كان ينطلق في كل فعل وقول له منها من كلام الله الذي يقول " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " كان صلوات الله عليه لا يخالف قوله عمله ولا عمله قوله كان صادق اللسان صافي السريرة أحلم ما يكون حين يغضب وأغضب ما يكون حين يتعلق الأمر بحد ٍ من حدود الله لم تؤثر على خلقه تلك البيئة الطائفية القبلية ولم تزعزع قوة إيمانه قوة سادات العرب و ملوك الروم والفرس وتقصيه عن قول الحق مهما يكن فلم يكن يخشى في الله لومة لائم ولهذا نجح ولهذا انتشر هذا الدين العظيم ولهذا أصبحنا مسلمين ولهذا كانت العزة لنا يوم كنا نعز الله ونعز رسوله ونعز أنفسنا عن مواطن السوء ومواطن الحرام .

فأين ما كان يحرص أن يعلمنا عليه هذا الدين من حسن خلق وأين ما كان يحرص أن يعلمنا عليه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله من مكارم أخلاق ونحن في تعاملاتنا اليومية مع أخوتنا في الدين ونظرائنا في الخلق نبتعد تماما عن سلة القيم الأخلاقية وعن المبادئ الإنسانية في القول وفي الفعل ؟ أصبحنا نرمي ببصرنا أقصى القوم فلا نجد سيدنا إلا مثل عبدنا يتعامل بقيم ٍ طائفية ومبادئ عصبية استمدها من المحيط ومن الصحراء ومن القبلية ومن سلة التعاملات المجتمعية التي لا تحق حقا ولا تبطل باطلا ما لم تكن في صالحه ..؟

أين سباب المسلم حرام ، وأين كل المسلم على المسلم حرام ، وأين من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، وأين لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، وأين إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ، وأين المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، وأين من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وأين المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ؟! وأين رحابة الصدر المتمثلة في أعقل الناس من جمع عقول الناس مع عقله حين نخاطب الضد النقيض لنا ؟ وأين الله الله في مشاركة الناس عقولهم وأين الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ونحن نحاور من يختلف معنا ونحن نعلم أن الاختلاف رحمة ؟

للأسف الشديد ما بتنا نراه اليوم من تعاملات إنسانية أصبحت بعيدة كل البعد عن أخلاق ومعاملات وقيم ومبادئ هذا الدين العظيم وعن تعاليم الله وعن سنة رسوله ، أصبحنا نرى المسلم يعامل أخاه المسلم كما لو أنه كسفا أنزل من السماء أو أنه لعنة حلّت عليه ، أصبحنا نرى المسلم يضيق ذرعا بأبيه قبل أخيه ولا يرفع له ولا لنظيره في الإنسانية جناح الذل من الرحمة ، أصبحنا لا نعرف عن هذا الدين شيئا سوى أننا نحمل اسمه ولا نعرف عن عماده شيئا ً سوى أننا نقيم الصلاة ، فقط نقيمها لأننا تعودنا أن نقيمها وأما الإخلاص والإتقان والخشوع والنية الصادقة لله فقد غادرتنا منذ أن غادرنا الأخلاق التي قامت عليها كل أقسام هذا الدين العظيم .

أخوتي في الدين ونظرائي في الخلق أيم الله أن الغزو اللا أخلاقي الذي يمارسه الغرب علينا بات جليا وواضحا في تعاملاتنا مع بعضنا البعض فتداركوا ما يمكن تداركه فإنكم إن لم تستفيقوا وتصدوا هذه الثقافة الدخيلة عليكم في كل شيء ابتداء ً من الكلام إلى الفعل إلى الطعام إلى الأفكار التي بتم تحملونها وتروجونها من أحاديثهم وأفعالهم وطعامهم وأفكارهم ومسلسلاتهم وقنواتهم وهي لا تتطابق مع مجتمعاتكم وأوطانكم و أهلكم فإنكم بهذا تخضعون رقاب المسلمين لغير ربّها وتدفعون بها دون علم منكم إلى حتفها وتفرغون من هذا الدين العظيم أهم مضامينه الأخلاقية الإسلامية العربية الأبيّة لتجعلون مكانها المفاهيم الـ غربية المذلة الهمجية ثم تخلطون بينها وبين ما نشأتم عليه من خلق ٍ إسلامي قويم ومصطلحات إسلامية عظيمة فتضلون أنفسكم بها قبل أن تضلوا غيركم .

السادة أن هذا الدين العظيم قام على ثقافة قبول الطرف الآخر وعدم إلغائه وعلى ثقافة التسامح وعلى ثقافة الأخلاق فالدين الإسلامي ركز أكثر ما ركز على الخلق الحسن وحذر المؤمنين به من الغلظة والفظاظة عند مخاطبة الغير ، إذ كيف تقوم حضارة ما لم تعززها آداب وأخلاق وفنون تصنعها وتصنع أمتها ، كيف تقوم حضارة والقائم عليها من السيد إلى العبد يستعير أصابع الآخرين ليبنيها ويستعير أخلاق الآخرين وأفعالهم التي ربما لا تتناسب معه ومع عاداته ليصنعها ؟ كيف تقوم حضارة معظم أجهزة إعلامها لا تركز إلى على محاكاة شهوة المتلقي والمشاهد ؟ كيف تقوم حضارة ومعظم الأجهزة العاملة من أجلها تعمل بخطة ٍ ليست خطتها وبمنهج ليس بمنهجها وبثقافة وسياسة ليست بثقافتها ولا سياستها ؟

السادة من يصبح صوتا ً لغيره أبدا لن يكون له صوت ، ومن يصبح فما لغيره أبدا لن يملك فما يحمل ما يريد ، ومن يتعود على تعزيز مفاهيم غيره أبدا لن يتقبل فكرة تعزيز مفاهيمه ومفاهيم دينه ومجتمعه ووطنه .

بت ألاحظ وبشدة ٍ و في كافة أرجاء العالم العربي أن الغزو الثقافي والأخلاقي لمجتمعاتنا العربية والإسلامية قد نجح كثيرا خصوصا بعد أن بات المسلمين في عزلة ٍ عن دينهم وعن أخلاقه وعن تعاملاته وبعد أن خلطوا أوراقهم بأوراق غيرهم ، أصبحت ألاحظ وبشدة ٍ أيضا أن بعض المسلمين باتوا يرجون لثقافة غيرهم بشكل لا شعوري بعد أن تولدت لديهم صنمية لا شعورية وانبهار لا شعوري أيضا لكل ما يأتي من الغرب .

بت ألاحظ أيضا أن الحكومات التي كانت تنادي بالديمقراطية التي كانت تعني حفظ حق الأقلية وسماع صوتهم وندائهم باتت تلغي هذه الأقلية ولا تستمع إلا لصوتها فقط ، بت أرى الهوة تزيد بين الحاكم والمحكوم ، بت أرى أن العقد الاجتماعي الذي كان يحفظ حق الحاكم على المحكوم وحق المحكوم على الحاكم بات يشطب من أجندته حق المحكوم ولا يحفظ من العقد شيئا سوى حق الحاكم ، الحاكم فقط ، بت أرى أن هذه الفجوة أسهمت كثيرا في تشويه العلاقة الودودة والأخلاقية التي قام عليها نظام الحكم في الإسلام بل إن هذه الفجوة جعلت الحاكم باسم الديمقراطية التي لا يمارسها إلا مع نفسه يستبيح كل المحرمات باسم الدين ليعزز حقه وبت أرى أن المحكوم الذي فقد كل المحللات التي أجازها الدين له يستبدلها بالمحرمات محاولا استرجاع حقه ، بت أرى أن القطيعة تتفاقم يوما بعد يوم بين الراعي وبين الرعية .

السادة لن ننجو من هذا الطاعون الذي بات يلفنا ويلف أوطاننا ومجتمعاتنا ما لم ننبذ عنا هذه الثقافة في التعامل ما لم نبعد عنا فلسفة إلغاء الآخر وكل من ليس معي فهو ضدي ما لم نقبل بالضد النقيض لنا ما لم نشارك الناس عقولها ما لم نؤمن بأن أعقل الناس من جمع عقول الناس مع عقله ما لم نجعل أجهزة إعلامنا وأجهزة دولنا تنشر ثقافة الحور وثقافة الاختلاف وثقافة التسامح وثقافة التعامل وثقافة إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق عوض هذه الثقافة الدخيلة علينا التي باتت تشبه مقولة " نأكل على طاولة معاوية ونصلي وراء علي " ثم أن الوعي في العقليات التي تشكل وتخلق وتستمع للقرار السياسي أو الثقافي ضرورة ملحة وأساسية, فوعي يخاطب الجمهور وهو قاصر عن احتواء سمع وفهم من يتوجه إليهم بخطابه السياسي أو الثقافي هو وعي يشبه وعي دون كشوت في قتاله لطواحين الهواء, ولأنه -دون كشوت- لم يفهم ولم يحتو الآلية التي تحكم الطواحين ثار عليها ثم حاربها.

ووعي دون إدراك واحتواء وفهم لكل ما يصدر عن القرار السياسي أو الثقافي من فائدة ومنفعة, يشبه وعي سينا ً من الناس الذي راح يستمع لخطاب سياسي أو ثقافي يتلوه صادا ً من الناس به من الإسلام ما به, وبه من الفضيلة ما به, وبه من الخير الذي قد يعم الأمة والمجتمع ما به, فنتفاجأ بأن السين هذا ما أن يفرغ الصاد ذاك من بيانه يصيح و بأعلى صوته ( كلمة حق أريد بها باطل ) وليت شعري لو عرف أن الباطل كان في قصور وعيه وفي ضعف أفقه .

إذ لماذا نحتفظُ بما نظنه حقا لنا ونتجاوز عن كل ما هو حق لغيرنا, لماذا نجرد الآخرين من فضائلهم وحسناتهم لمجرد أنهم لم يفهموا ما نود قوله ولمجرد أنهم خالفونا الرأي, ثمَّ لماذا نصر على أننا دائما على صواب وان غيرنا دائما على باطل, حتى وان قادنا هذا التصرف والقصور المشين في الوعي إلى أن نخسر أخا كريما, أو مصلحا اجتماعيا فاضلا .

يقول عالم النفس روجرز: "أننا نحكم على الآخرين من خلال تصورنا نحن لهذا الشخص أو لهذه الممارسة", وليت شعري لو أننا منحنا أنفسنا لحظات للتفكير في "المعنى" الملقى بين أيدينا, ليت شعري لو هذا يحدث, لأننا لحظتها لن نجد طريقا واحدا للاختلاف والقتال, هل سنخسر شيئا إذا وضعنا أنفسنا مكان الآخر?, هل سنخسر شيئا ً إذا سألنا أنفسنا ماذا كنا سنفعل لو كنا مكانه ؟
ثم لماذا نحرم أنفسنا من فرصة ميلاد فكرة قد تكون تحمل الحقيقة الغائبة عن عقولنا وإدراكنا ؟

إن مثل هذه التصرفات المشينة تذكرني بعصبية وجاهلية قريش حين أتتهم الحقيقة واضحة وضوح الشمس فصادروها لاعتقادهم أنهم يجلسون على ماء وغيرهم يجلس على نجاسة, لتصورهم أنهم على صواب وغيرهم على باطل, ثم راحوا يفعلون تماما ما يفعله معظم القاصرين ذهنيا في زماننا هذا فقد مضوا يعلقون يافطات الاعتراض والتنديد والتهديد والقذف على كل مداخل مكة ومخارجها, كما نشروا ما تنشره معظم أجهزة الإعلام في الوقت الحاضر من إذاعات وبيانات ومنشورات وحوارات أصبحت عليها نقطة فتحولت بقدرة قادر من حوارات ٍ إلى خوارات ٍ متنوعة تصب على رؤوس الملأ جام اللاءات والاعتراضات على أي فكرة وأي قرار وأي مبدأ وأي بذرة حتى وإن كان فيها صلاحنا وصلاح أمتنا بعد أن أجروا عقلهم وقلبهم وإدراكهم لغيرهم وبعد أن استبدلوا ثقافة الاختلاف وثقافة الحوار بثقافة اللهم نفسي نفسي .

السادة كل إنسان مهم في عين نفسه, واهم ما يتمناه ويريده أي إنسان هو أن يظهر أمام الآخرين بمظهر "المهم" و"المثقف" و "السياسي" "البارع" لذا ما الذي ستجنيه حضرتك حين تخبر الآخر النقيض لك انه على خطأ وأنت نفسك تقول له ُ أنه مخطئ بطريقة خاطئة ؟

كان العالم الكبير جاليليو دائما يردد: »علموا الناس ما لا يعرفون كما لو كانوا قد نسوه من قبل, و أوصلوا إليهم ما يجهلونه دون أن تشعروهم أنكم أحسن حالا منهم«.

فالإنسان حين يواجه من ينتقد فكره ويشعره بأنه أفضل منه وارفع, ينطلق في البحث عن مبررات لتصوره وفكرته وذلك يحدث ليس من باب الدفاع عن المعتقد والتصور فحسب, بل يحدث من باب آخر هو باب احترامه لفكره ولذاته ولنفسه التي اهتزت فجأة نتيجة ظهور عامل خارجي أعطاه الله بعضا من فهم ٍ وعلم فادعى الأفضلية فراح يصنف الآخرين تحت باب الصواب والخطأ والحلال والحرام .!

السادة نعم نحن نحتاج إلى تعزيز مبادئ وأسس الحوار و إلى تعزيز ثقافة الاختلاف نحتاج إلى تعزيز مصداقيتنا عند الغير نحتاج إلى التعامل بمصداقية لكسب ثقة الآخر دون أن نخل طبعا بمبدأ لكل مقام مقال ومبدأ ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال قد حضر أهله فالمصداقية والشفافية لا تعني أيضا أن نسلم الغير رقابنا ولكنها تعني طرح حقائق مقابل حقائق ضمن ضوابط وحدود ثقافية ودينية وسياسية واجتماعية واقتصادية مدروسة ومتقنة لا تسقط من حسابها حسابات المتلقي الذي ربما يكون عدوا يتحين الفرصة لإسقاطنا ، نحتاج إلى إعطاء الغير فرصة التعبير وفرصة الشرح وفرص الإبداء عن الرأي ، نحتاج أن نتقن مبدأ الحياد التام حين نخاطب من يخالفنا علينا أن نسمع من الآخر الذي يخالفنا كما نسمع من الصديق الذي يوافقنا فمن الأضداد تعرف الأشياء ومنها تقاس صحتها، نحتاج إلى تعزيز الحرية الإعلامية شرط أن تقف هذه الحرية عند حريات الآخرين بحيث تنتقد هذه الحرية إن أرادت الفكرة والحدث لا أن تنتقد الأشخاص وتحول الموضوع برمته إلى حرب بين شخصين ثم ترفعه إلى حرب بين دولتين ثم تقذفه إلى أعلى مستوى ليصبح قضية عالمية لا تحل إلا بالعسكر وهو بالأصل ليس أكثر من قضية اختلاف وجهات نظر تحل بحوار ٍ متمدن وبمنطق متعدد يراعي جميع ألوان الطيف ولا يحلل الأمور كما يحللونها صنّاع المشاكل الذين لا يرون الأمور ولا يحكمون عليها إلا من خلال تعريفين فقط يا أبيض يا أسود .

نعم أيها السادة باستطاعتي القول أن الحوار المتمدن استطاع كمؤسسة إعلامية مستقلة من أن يكون منبراً لإشاعة ثقافة الحوار وثقافة الاختلاف وثقافة احترام وجهات النظر وأن يحتوي بمنطقه المتعدد والحيادي كل المكونات السياسية والفكرية و الاجتماعية لكل الساسة والمثقفين والفاعلين في العالم العربي وأن يخفف من وطأة الحدية في حديثهم مع بعضهم البعض بعد أن استطاع أن يدفعهم إلى الاعتراف بحق الآخر النقيض دون أن يسقط لهم حقا ، لهذا نجح الحوار المتمدن اليوم ولهذا سينجح غدا ً .



خالد العلوي
أديب وإعلامي ومفكر عماني
كاتب صحفي حر في جريدة السياسة الكويتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو