الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة السالكين .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 4 / 30
الادب والفن


مقامة السالكين : (( من لم يكن طبعه المطر لايعشق شجرة)) .

كل مُحب مشتاق لو كان موصولا هذا ما أكده ابن عربى , وظلت الهائمة تؤرق رؤاه يتجاوب مع إشارات من لا يراها ويطيع هواها , ونبذ الدنيوى ضرب لقواعد الاعراف والمتوارث, ينتظر من الإنتظار فراغا يسع خطوه وأزمنته , وخطاياه حلم لمراتب القديسين وممالك الغفران ليؤدى أمانة التلاشى , أيها الصخر اعبرنى وترفق بروحى وتمهل حتى تأتى النفس مبعوثة فى خلق خالقها الجديد لتتذوق الحياة.

يا وجهاً مرَّ على دربي , رحلَتْ عنّي كلُّ الإرهاصاتِ الكبرى , تِهْنا, ياويلي, تاهَتْ أجوبةُ التاريخِ وعدْنا نحملُ أثقالَ الأشواقِ , يا وجهاً طافَ على قلبي , عيناكَ دمي , لونُ الأيامِ على فمِنا , فلماذا الصمتُ على الوَجْدِ؟ ألم تعرف ان الصمتُ عذابْ , والصوتُ عذابْ , والعشقُ عذابْ ,وأنتَ عذابْ, وأنا ورقٌ يسْقطُ فِي عيْنيَّ , فلَاأذْرفُ مطراً حتَّى لَا ينْبتَ عشْبُ اسمه عذاب .
لكَ صُمْتُ على وجدٍ , أفطرْتُ فضاعَ مكانْ , ومرَّ زمانْ , خيلاً تتقاذفُ أحشائي أسيافَ قتالْ ,سأكتبكَ به خلودًا لن يزوره النسيان , تلكَ الغابةْ تتمطّى في عيني , تروي ظلّي أقدامُ الصمتْ , البيدُ تنامُ على جفني , نسراً يتلذّذُ بالحرقةْ , ياوجهاً طافَ على دربي , الماءُ سرابْ الوجهُ , سرابْ العشقُ سرابْ , لو رُحْتَ تجوبُ صباباتي فالأرضُ يبابْ , لو رحْتَ تريدُ عذاباتي فالصمتُ عذابْ , لا عليك , هؤلاء قرئوا سيرةَ الْحبِّ , ولَا أحدَ منهم غدَا عاشقاً , كلُّهُمْ تحوَّلُوا حيواناتٍ أليفةً, أوْ أصبحوا دُونْجْوَانَاتٍ , و الْحبُّ أمسى وحْشاً أمَّا الْمحبُّ فطَرَزَاناً يتحرّشُ بِالْغابةِ ؟
كم أحببت صوت وعيني أمي وهي تطيل النظر بي قبل النوم , كأني أعصّر الخمر آخر الليل , وأرتشف الشاي على مهل ٍ , هكذا كان حبي لها بسيطاً وعميقاً كجرح ٍ في القلب , لي معها صورة جمعتنا معاً في لقاء كان أقصر من وداع , تعلقت بأذيال ثوبها كالشاعر تسحبه الخواطر , راح يجري خلف كلمات ٍ لا تصله بالقصيدة , في البدء أحببت صوتها , شممت فيه روائح ديرتي التي نامت بذاكرتي , صوتها كان يأتيني عبر أثير التواصل رياناً طرياً كهواء الحديقة , كنت أرتجل الحديث معها , تتدفق الكلمات من شق ٍ في القلب , تـُلقي عليها التحية مسرعا, وتتجاذب معها أطراف الحديث , كان حبها لي كالوقت في ساعة معطلة , لا وقت لديها تسرقه من الوقت , كأننا أنا ووقتها جالسين في حفلة والراقصون يدورون من حولنا , كان الحجر يتوجع , تقف هي هادئة ً تبتسم , ثم تتوارى خلف غموض السؤال , كأننا في حرب , من سوف يموت العشية مستسلما ً لحبه في جنون ؟ ومن يقرأ لها هذي القصيدة ؟
لا تسرع الخطا , صوت خطواتك يربك حروفي ويخيفها , لن تستطيع منعي من أكمال مقامتي , دعني أبدأ فقط , أمنحني كلمة واحدة , أبعد عينك عني , أسمح للنور يغسل بقايا أحلامك من جفوني , الآن ستولد الحروف والكلمات , دعني ألملم شتات نفسي , لا تبعثرني بين النجوم , غيومك الماطرة بللتْ أوراقي , فرقتْ بين سطوري , أغرقتْ كلماتي , مزقتْ أشرعتي , وألقتْ بيّ جثة حية على ساحل النسيان , دفنتْ أحلامها في رماله الباردة لكن , ما زال القلم بيدي , سأكتبكَ به خلودًا لن يزوره النسيان.
أخطو غير متيقن من الطريق , غير مدرك أنه حاجر عبور لزمن قديم بأهوال ويلاته, وانفلات تهور رغباته, يخفى خبايا جنين رومانسى يحوى بقايا نقاء إله لم يكتمل, داخل الإنتظار واللامبالاة جوهر طاقة مبالاة لتحقيق التوازن, وشعاع الغيب يبتغى دون قصد وجع إذا اشرأب يبتر, والصمت ذرائع واجبة تتمسك بالمحال, وخسارة الواقع بقاء,
والهائمة تتوق لوقفة تعايش غير مدركة عذاب هواها حين عز الوصال, يبحث عقلها الهارب عن أخر يطيع القلب فى خيال مُحاله ولا غير سواه , تراها خلية من روح المحتجب وهى الظامئة للأمان, وحيدة لا مأوى, لا وصال غارقة فى مبتغاه, طرقاتها بلا انتهاء, تطل غريبة ولا تطيل , وظل الغافل بأن الوصول لمحطات السكون قدر مقدر لأسفار الرياح, ليظل الحب عالق فى الصمت كى لا يواجه الرفض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين