الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا تشرنق الحاكم أعلن الوداع

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 12 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



سياج حديدي وعسكري حول دار الحاكم لايُشير إلا إلى الانفصال الفعلي عن المجتمع المحكوم،أي أن الخوف هو العامل الوحيد الذي يجعل هذا الحاكم أسيرالإقامة في المكاتب التي ليست للسكن، بل لإدارة شؤون البلاد،وهذا بدوره يستثني الإحساس بالكرامة حتى الشخصية منها،وهو له دلالته أن الإرادة يتم التحكم بها من خارج حدود مصلحة البلاد.
في علم الاجتماع السياسي إقرار لشكل الحرية المُصانة للحاكم والمحكوم، وهي التي تُعتبر قاعدة يتم سحبها على الطرفين، ومعيار ذلك أن الحاكم المالك حريته يختار شعبه عن ماعداه،وذلك كون الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية حتى في إدارة حكم الحاكم وبقائه.
في لبنان وبعد انقسام المجتمع اللبناني الديني على أسس سياسية،أفرز هذا الانقسام تيارين أحدهما يرفض الأجنبي كوكيل في لبنان،والآخر يقبل به حتى لو أخفى أو أنكر، إنها طبيعة الخيارات في هذا الظرف الذي تسعى فيه قوى عُظمى لصناعة شرق أوسط جديد خال من مقاومين أو وطنيين،بل صارت الوطنية هي أن تتعامل مع الأجنبي ولو كان هذا التعامل على حساب بلدك ومنطقتك.
نزلت المعارضة في الشارع نزولا سياسيا،وردت السلطة ردا مذهبيا وهو عين العيب والسلوك اللاوطني، حيث أن المعارضة كما الموالاة من الطيف اللبناني كاملا،وعندما يتعرض شباب موالي للسلطة لشباب معارض بالاعتداء على معتقداتهم الدينية، ويتعرضون أيضاً لفتيات بشكل مذهبي بالضرب والشتيمة، كيف يمكن فهم ذلك؟، ببساطة يمكن القول أن من وجّه المُعتدون لايخرج عن كونه زعيم عصابة في وطن لكل أبنائه.
لبنان هذا البلد المُتميز تاريخيا بالحرية والحضارة هل يقع في مطب الفتن والخلل والانقسام العمودي، أم أنه يُعلّم العرب كل ماكسبه من تجربته في الحرية والثقافة والوعي والديمقراطية،إن العرب يتطلعون إلى هذا البلد ليستفيدوا من تجربته التي أخافت حسني مبارك من العدوى التي يخشى وصولها إلى مصر بلد الهامش الديمقراطي التاريخي الذي يمكن أن يستفيق بعد غياب طال.
بعد بناء السياج الحديدي والأمني يبقى أمام الحاكم خيار واحد وهو شق طريق الخروج من الوطن وهذا بكل أسف،فيصنع لأبنائه وأحفاده عاراً سيُعيّرون به لعقود وربما لقرون،وبدل أن يصنع الشعب لهذا المسؤول تمثالا كتمثال رياض الصلح يمضي بلا تمثال، بل يحمل ذاكرة يعرف معناها في الساعة الخامسة والعشرين..أي بعد فوات الأوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو