الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيت نجل الرئيس

حسين محمد العنگود

2024 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قبل سبعة اعوام ، وفي احدى المناسبات التي تزدهر في الاقليم رأيت مع جمهرة من الاعلاميين ، الزعيم الكردي البارز مسعود بارزاني. ولقد رايته بظهور مختلف عن غالبية زعماء العالم ،فلا اليك اليك ،ولاصفعات وركلات وضجيج ،رغم انه محاط بحراس أشداء ،لكن هؤلاء الحراس على مايبدوا قد تلقوا تدريبات مهذبة في التعامل مع الناس الذين غالبا مارأيتهم ينظرون الى الرئيس بوجوه نظرة مغمورة بالمحبة والرضا البالغين. ولقد وثقت انطباعي هذا آنذاك في مقال نشرته صحيفة كتابات في يوليو 13, 2017 تحت عنوان (الكرد والاستقلال ) قفز الى ذاكرتي هذا المشهد وانا أشهد زيارة ادريس نيجيرفان الى معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته السادسة عشر، والسيد ادريس هو نجل رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وحفيد المناضل الراحل ادريس بارزاني من جهة الاب وحفيد الرئيس مسعود بارزاني من جهة الام ،ترجل الشاب الوسيم بكامل اناقته من مركبته وماان وطأت قدماه ارض المعرض الدولي للكتاب حتى احاطت به حشود المواطنين العرب والكرد من شباب وشابات حاملين هواتفهم النقالة لالتقاط الصور معه ،كنت رفقة مجموعة من الكتاب والناشرين العرب المشاركين في معرض اربيل للكتاب بدورته السادسة عشر لحظة وصول ابن الرئيس ، ولايمكن ان انسى دهشة اصحابي وهم يرون مشهد الجماهير وهي تحيط بالزائر المتواضع الانيق ومازاد من دهشتهم هو تلك الابتسامة المشرقة على وجهه وهو يضع يده على اكتاف الشباب المحيطين به ويبتسم لشاشات الهواتف التي احاطت به من كل جانب ، هنا امطرني صحبي بوابل من الاسئلة عن سبب هذه العلاقة الناعمة بين السلطة والشعب وهم يسردون لي وقائع غريبة عن العزلة التي يطوق الكثير من ابناء الرؤساء انفسهم بها عن الناس ولقد تبادلنا في بضعة دقائق سلوكيات الكثير من المشاهير وتقديرهم الخاطيء للعلاقة مع الجمهور ، حدثت صحبي عما اعرفه عن الاقليم حكومة وشعبا ، وقد غمرتهم االدهشة مجددا الى الحد الذي دفع غالبيتهم للافصاح عن رغبة حقيقية بان لايغادروا اربيل يوما وقد ألفوا أمنها وجمالها وروعة طقسها وطيبة أهلها .
ادريس الثاني حفيد الثائر الكردي الراحل ادريس الاول وهو نجل رئيس وحفيد رئيس مرتين ، اعني انه يمتلك كل الادوات التي تؤهله للنفوذ لو رغب ، لكن البارزانيون المتمسكون بجذورهم الاصيلة لايرغبون بشيء اكثر من خدمة شعبهم وحماية ارضهم ،وقد نذروا انفسهم في سبيل هذا ، ولقد رأينا قبل سنوات قليلة كيف اعلن مسعود بارزاني انسحابة من رئاسة الاقليم مفضلا صداقة الجبل مجددا وان يكون مقاتلا في البيشمركه .
الكورد الذين انهكتهم الحروب يعيشون بصلابة وكبرياء عظيمين بين وسادات خشنة من الشرق والشمال واماكن اخرى ، خريطة صغيرة محاطة بالذئاب ،لكن هذه الجبال الشامخة عبارة عن رحم قادر على انجاب المزيد من القادة العظماء والمقاتلين الاشداء ، المواطن والمقيم والسائح في اقليم كردستان يندر ان يرى احد ابناء البارزانيين يصول ويجول في الطرقات او يغلق طريقا كمايفعل ابناء رؤساء في سائر مدن العالم ، الكرد ارض خصبة وتربية صالحة ولاغرابة من شهرة اربيل على نطاق عالمي واسع وحكامها يزرعون العدالة والخلق الرفيع في رؤوس ابنائهم منذ نشأتهم ، وهذا مابدأ جليّا ورأيته انا والناس عند رؤيتنا لادريس بارزاني نجل رئيس اقليم كردستان وهو يتبادل الابتسامات والعناق مع الناس اثناء زيارته لمعرض الكتاب ، وهكذا تسود البلدان.



حسين العنگود
كاتب وباحث من العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت