الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الرأسمالي والحركة العمالية

عزالدين مبارك

2024 / 5 / 1
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية


الصراع الدولي هو صراع بالأساس على الموارد والثروة من أجل الهيمنة والتحكم والنفوذ وقد مرت البشرية في القرن الماضي بحربين عالميتين طاحنتين نتج عنهما ظهور قطبين هامين، المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفياتي والذي اعتنق الإقتصاد الإشتراكي بحيث تمتلك الدولة أدوات الإنتاج بقيادة العمال ويقابله في ذلك المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعتنق الإقتصاد الرأسمالي والملكية الخاصة لأدوات الإنتاج وبسقوط الإتحاد السوفياتي وتفككه في أواخر ثمانينات القرن الماضي أصبح النظام الإقتصادي الرأسمالي سائدا وطاغيا. ومن أدوات النظام الرأسمالي هو الربح الأقصى والتوسع والهيمنة للوصول لأسواق جديدة والبيع أكثر فأكثر ولو على حساب الأجراء والعاملين بالفكر والساعد فانخفضت مستويات الأجور والمنافع الإجتماعية وتم التضييق على النقابات وتحييد تدخلها وتحجيم دورها ونفوذها بسن قوانين تؤثر على فاعلية عملها في تحسين ظروف العمال. وهذا التغول الرأسمالي في العالم كلاعب متنفذ ومهيمن على الدول وخاصة دول العالم الثالث والتي مازالت تتلمس انعتاقها وخروجها من فترة استعمارية قاسية تم فيها نهب ثرواتها ومواردها بالكامل وجعلها تابعة لها ومرتبطة سياسيا واقتصاديا بالمركز الرأسمالي وفي خدمته فنتج عن ذلك تهميش وتفقير للقوى العاملة فيها وانتشار الأمية والجهل والفكر الخرافي والتطرف الديني. وقد تدخلت الولايات المتحدة عسكريا أو عن طريق مخابراتها أو أعوانها أو جيوش الدين السرية لإجهاض نهضة بعض دول العالم الثالث مثلما حدث في العراق وليبيا والجزائر وسوريا فتم تفكيك المجتمع وقواه الأساسية عن طريق النفخ في النار الطائفية والمذهبية وذلك لتحطيم وحدة الدولة وإضعافها وتركها فريسة التدخلات والتلاعب والصراعات فيكون لها الصوت الأعلى لتتحكم والكل يهرع ويحج إليها طلبا للمساعدة والتأييد بعد أن أغرقت الدولة في الديون والفوضى النقدية وارتفاع الأسعار. وهذه الأوضاع الهشة الناتجة عن الصراعات والحروب وضعف الدولة التي أصبحت غير قادرة على ضبط الأمور وتوفير فرص العمل والحاجيات الأساسية للسكان كان لها تأثير سلبي على الطبقة العاملة التي تم تفقيرها وتهميشها بغلق المعامل كنتيجة لاشتداد المزاحمة وتوريد سلع منافسة وإغراق السوق بها وعدم توفر الأمن كما أصبحت الأجور ضعيفة وهزيلة تحت ضغط التضخم الزاحف جراء استيراد السلع من الخارج لعدم توفرها داخليا. وهذا المخطط الرأسمالي الجهنمي المحكم تسبب في هجرة عمال مهرة وإطارات ومهندسين وأطباء للدول الغربية دون أن تصرف على تكوينهم وتعليمهم وتدريبهم فلسا واحدا مما أفقر البلدان النامية من أكفأ مواردها البشرية وتركها تتخبط في مشاكلها المستعصية على الحل.أما الهجرة العشوائية والغير نظامية فقد أصبحت ظاهرة عالمية لم تحرك الدول المتسببة في وجودها نظرا لسياساتها المجحفة إزاء دول العالم النامي فهي التي نهبت ثرواتها ومواردها في الفترة الاستعمارية وفرضت بعد ذلك عليها تبعية سياسية واقتصادية يصعب الفكاك منها وربطتها بنظام تبادلي واتفاقيات غير متكافئة وغير عادلة وأغرقتها في ديون لا يمكن سدادها ثم نصبت عليها موالين لها يأتمرون بأمرها وكأن البلاد مقاطعة تابعة لها وهكذا تم تعميم الفساد والمحسوبية والخراب.فالحركة العمالية تأثرت سلبا بتغول النظام الرأسمالي الزاحف والمهيمن على العالم الخالق للصراعات والحروب والتناقضات أينما حل وبعد أفول وهج النظام الاشتراكي مما يجعل الفكر العمالي أمام رهانات وتحديات جديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط