الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل الذي لا يعرف شيئا

ندى أسامة ملكاني

2024 / 5 / 1
كتابات ساخرة


الرجل الذي لا يعرف شيئا!!
"لم يكن يحاول حتى أن يتصور كيف سيعيش ولكنه كان يشعر بأن له دورا جديدا ويستمتع بعدم معرفة هذا الدور"
أنتمي للفكر المتفائل الذي يستشرف النور في أروقة الظلام ولا يستسلم ..ولكن مع ذلك يبدو أني لم أعد أعرف شيئا !!!!
رواية الرجل الذي عرف كل شيء هي بخلاف رواية ما يحدث هذه الأيام ....ففي بلدك قد لا تعرف ما لذي يحدث ولا لماذا الجائع يزداد جوعا والغني يزداد غنى ولا لماذا بالرغم من كل السعي للقضاء على الفساد... الفساد يعرش ويمتد ويغدو وصمة عار لا يمكن أن تجملها بأي وسيلة كانت ولا أن تجتثها .....في بلدك قد لا تعرف ما لذي يحدث باختصار .....لا تعرف لماذا شخص من مكانة علمية عالية ويجب أن يكون فخرا لبلده هو غير قادر على تحصيل قوت يومه...
لكن ما تعرفه أن الكل يركض وراء لقمة عيشه وانتظار رسالة الغاز جل الأحلام ...تريد أن تعرف ما لذي يحدث ولكنك لن تعثر على جواب ...عليك أن تصارع إما من أجل البقاء أو من أجل أن تحقق الممكن ....أن تكون مبدعا يعني أن تكون هناك ...في الخارج ...والنتيجة المتوقعة أن تفرغ من كل محاكمة منطقية لأي حدث وتغدو انفعاليا غير قادر على التحليل بل الشكوى والتذمر ....كيف تتفلسف وبطنك جائع؟؟ بل كيف تشبع حاجاتك الفكرية إذا كان بطنك خاويا؟؟؟ أو كيف سترسم مستقبلك وأنت في ريعان الشباب في بلد يبدو أنك لا تعرف فيه شيئا...لا ما حدث ولا ما لذي يحدث ولا الذي سيحدث ....تعرف فقط أنك تريد أن تنجو....
ولأني أستاذة في كلية العلوم السياسية يفترض كل الناس البسطاء الذين أقابلهم أني أعرف "لوين رايحة البلد" إلا سائق الباص يبدو أنه أكثر إدراكا مني لمستقبل هذا البلد ....في أزمة المواصلات غير الطبيعية أستقل الباصات بالرغم من أني أحيانا لا أقوى على ملاحقتها ....ولم يعد راتب الأستاذ الجامعي كافيا لأن يستقل التكسي مع غلاء البينزين والذي ربما لم تعد مهتما بمعرفة سبب غلائه المستمر...لكن ما يهم ...يبدو أن سائق الباص لديه حاسة استشرافية خطيرة لمستقبل البلد أكثر من أي أستاذ جامعي ....حينما لم أجد مكانا في المقاعد الخلفية جلست في المقعد الأمامي ودللت نفسي وحجزت المقعدين الأماميين بكل تبذير ...شاهد معي حقيبة فظن أني محامية ....صححت له معلوماته وقلت له: "أنا دكتورة"
هو: "بالله ....بأنو مستشفى"
مللت من التوضيح فتنهدت وتابعت: أنا أستاذة جامعية
هو وأثناء ارتشافه للشاي بطريقة مغيظة: "أيواه والله أنتوا مدللين" "دخلك بأنو كلية"
أنا: كلية العلوم السياسية
هو: أيواه ....رح قلك البلد رح ترجع لقبل 2011 والأمور رح تكون بخير والعملة رح تتحسن
تأملت مليا شباك الباص وقلت: يبدو أنك تعرف كل شيء
هل ننجو من يومنا أم نعيشه .....لا تعرف ...أعرف أنك لا تعرف شيئا ....تبحث عن النجاة الفردية ...طبيعي جدا الحروب كفيلة بأن تجعل بعض الرواسب أو الكثير من الرواسب الآسنة تطفو على السطح ...انعدام المعنى ...تخبط القيم ....استشراء الشر ومحاربة الخير ..ولا أسمع من البعض سوى الشعارات والقلة القليلة التي طبعا هي موجودة تسعى لتطبيقها ولكنها تحارب بكل ما أوتي الشر من قوة تتكالب على بذور الخير فتسحقها ....
لم أعتد أن أكتب شيئا من هذا القبيل ولكني ما زلت أبحث عن النور ولا أريد أن أعرف كل شيء حتى لا يحدث لي ما حدث لبطل الرواية في أن أكون هدفا للملاحقة ولكني أقول: "عليك أن تجتاز الجزء الخاص بك من الطريق ...أنت تعرف أن الطريق الطويل لا يقهره إلا من يسير فيه"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي