الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية (يوم خاص)

رياض ممدوح جمال

2024 / 5 / 1
الادب والفن


تأليف: كريج فوفوس

ترجمة: رياض ممدوح جمال

شخصيات المسرحية: رجل اسمه ستان وامرأة اسمها فيلما ونادل مطعم.

المكان: صالة مطعم.

(ترتفع الانارة على ستان وفيلما وهما جالسان في مطعم لطيف. تضع فيلما منديلها على حضنها. ستان، يراها، فيفعل الشيء نفسه. ينظر ستان الى قائمة النبيذ لمدة بضع لحظات. فيلما تتمعن في قائمتها)

فيلما : اريد اليوم اشياء مميزة.
ستان : لديهم قائمة المشروبات رائعة جداً.
فيلما : لا اعتقد اني سأشرب أي مشروب.
ستان : أوه، بلا مشروب، ها، ألن تشربي؟
فيلما : ليس هذا المساء.
ستان : فهمت.
(يغلق قائمة المشروبات)
فيلما : ما الذي فهمته؟
ستان : لأنه اللقاء الاول. لا تريدين ان يؤثر المشروب على شخصيتك.
ذلك ذكاء منك. انت فتاة ذكية جداً. انه امر جميل.
(ينقر ستان بأصبعه على قائمة المشروبات)
فيلما : اذا تريد ان تشرب، فاشرب انت. ان ذلك لا يزعجني.
(يبعد ستان يده بسرعة عن قائمة المشروبات)
ستان : كلا. لا تكوني سخيفة. اني لست بحاجة ماسة الى المشروب. مجرد اعتقدت ان المشروب سيكون مناسباً مع العشاء. هذا هو كل ما في الامر. لكني لست بحاجته.
فيلما : حسناً، هذا خيارك.
ستان : وهو كذلك.
(كل منهما ينظر الى القائمة التي بين يديه للحظات. ينقر ستان بأصابعه على قائمته، بشكل عصبي)
فيلما : انظر، ان كنت تريد ان تطلب لك مشروباً فيمكنك ان...
ستان : لا اريد مشروباً! عفواً. انا لا اقصد ان ارفع صوتي.
فيلما : حسناً، يبدو عليك ذلك. يبدو انك منزعج جداً.
ستان : حسناً، ان اللقاء الاول يجعلني عصبياً. لذا انا قلت، اني افقد هدوئي واكون غامضاً وتفضحني حركات يديّ. الموعد الاول يربكني. بالتأكيد انا لست الشخص المثالي الذي تبحثين عنه.
فيلما : ذلك مفهوم. ولا اطلب ان تكون كذلك. فكن مرتاحاً. دعنا نتعرف على بعضنا البعض. فقل لي اشياء عنك انت.
ستان : حسناً... انا متزوج.
فيلما : انت ماذا؟
ستان : يا الهي. لربما ما كان ان اقول ذلك. لكنها الحقيقة. انا متزوج.
فيلما : اني اتفهمك.
(فترة صمت)
ستان : هل هذه هي مشكلة؟
فيلما : كلا.
ستان : وانت؟ هل متزوجة؟
(يدخل النادل. يبدو صوته كمذيع اكثر منه نادلاً)
فيلما : أوه الحمد لله. جاء النادل.
النادل : مساء الخير. هل تريدان الاشياء المميزة لهذه الليلة؟
فيلما : نعم هذا ما نريده.
ستان : ذلك صحيح. انها على حق.
(تراقب فيلما ستان واجراءات النادل)
النادل : هل ترغبان اولا ان تشربا شيئا ما؟
فيلما : انا اريد أي نوع من المياه الغازية.
النادل : مياه غازية. مثير. والسيد؟
ستان : انا قدح من افضل ما لديكم.
النادل : نبيذ للسيد. والسيدة بلا نبيذ. مع الاهتمام والمدارات.
(يهم النادل بالخروج)
ستان : اعتقد انه كان عليك ان تسالنا ان كنا نريد ان نسمع شيئا خاصاً؟
النادل : حقاً. لقد فعلت.
(يخرج النادل)
ستان : انه غريب الاطوار.
فيلما : نعم، انه كذلك.
ستان : اذن لدينا شيء قد اشتركنا فيه.
فيلما : حقا لقد اشتركنا بوجهة نظرنا عن النادل. (فترة صمت) هل ان زوجتك على علم بهذا اللقاء؟
ستان : نعم. انها على علم.
فيلما : حقاً؟
ستان : نعم. في الحقيقة انها كانت فكرتها. فكرتها ان تسهل الامور بيننا.
فيلما : أوه. يبدوا انها امرأة غريبة الاطوار.
ستان : (باندفاع) انها كذلك. انها حقاً غريبة الاطوار. لكن دعينا لا نتحدث عنها. دعينا نتحدث عنك انت.
فيلما : عن أي شيء نتحدث عني؟
ستان : يمكننا ان نتحدث عن الكيفية التي تذهلينني بها؟
فيلما : اعتقد انه يجب علي ان اخبرك... آه... انا آسفة حتى اني لا اعرف اسمك.
ستان : اسمي ستان.
فيلما : ستانلي؟
ستان : لا ! ستان. فقط ستان. ستان عادي.
فيلما : ستان عادي؟
ستان : نعم.
فيلما : غريب. مرة اخرى. انك زميل غريب الاطوار جداً. لكن يجب ان اقول انني مفتونة بك. وحتى انني منجذبة اليك.
ستان : ذلك يجعلني سعيد جداً. لا يمكنني ان اعبر عن سعادتي، سوى ان اقول ان ذلك يجعلني سعيداً جداً. جداً.
فيلما : لكني اجد صعوبة كبيرة ان اتقبل هذا الامر مع وجود زوجتك.
ستان : انسيها. امحيها من ذاكرتك. انها ميتة الآن بالنسبة لي. انت فقط التي تسكن الآن في قلبي.
فيلما : سأحاول. لكنه ليس سهلا. احس وكأني مسؤولة تجاه زوجتك.
ستان : رجاء هل يمكن التوقف عن الحديث عن زوجتي! (يضرب بقبضته على المنضدة) انا آسف لم اقصد الرد بهذا الشكل. (تنهض فيلما لتغادر) انك سوف لن تتركيني، أليس كذلك؟
فيلما : لا اعرف لماذا لا افعل ذلك.
ستان : انه عشاؤنا الاول. فأرجوا ان نجعله مميزاً. كان بإمكاني ان اتصنع الكثير. حقاً بإمكاني. اذا كنت تصرين على التحدث عن زوجتي واتصنع الشعور بالراحة.
فيلما : حسناً، ما دمت انك متزوج فلماذا اهتم انا بالاستمرار حتى في هذه العلاقة؟
ستان : لماذا؟ لقد دربت نفسي. لقد عملت على تجنب كل تصرف يقوم به الرجال والذي يقود المرأة الى الجنون. لقد توصلت الى ان اكون مثالياً في سلوكي مع المرأة. اني أؤكد لك ذلك. فعلى سبيل المثال، اني احلق عالياً فوق المقعد. احلق بانتظام، افهم اهمية الزهور. يمكنني ان اطلب لك اجود انواع النبيذ اذا اردت انت. انا لا اتحدث عن الالعاب الرياضية. يمكنني ان اتحدث عن الفنون، وعلاوة على ذلك، يمكنك ان تحصلي مني على افضل ما يمكنك لأنك غير مجبرة على ان تريني طوال اليوم وكل يوم. تلك هي مشكلة زوجتي لا مشكلتك. هي التي عليها ان تعاني وانت عليك ان تجني الثمار. اتخيل أي حياة مثيرة ممكن ان نحياها.
(تجلس فيلما)
فيلما : عليك ان تدخل في صلب الموضوع.
ستان : انا احاول ذلك فعلاً.
فيلما : اني اتمتع بالجنس الآخر الذي يحسن التصرف.
ستان : اعتقد اننا متفقان في هذا بشكل كامل.
فيلما : احياناً احب ان اكون شقية.
(ينتقل ستان بكرسيه ملاصقاً لفيلما)
ستان : انا ايضاً. انا ايضاً. انا لا اعتقد انك صادقة... حسناً، انا اتمنى ان لا اكون ايضاً على جهة اليمين الآن لكنك انت... اني افضل التوقف عن الحديث الى هذا الحد.
فيلما : ارجوك لا تتوقف. اخبرني.
ستان : اعتقد انه يجب علي التوقف. اين ذلك النادل واين مشروباتنا؟
فيلما : اعتقد انه يجب عليك ان تأخذ كامل حريتك في ان تقول لي كل شيء. اكشف نفسك لي.
ستان : حسناً، اعتقد ان كلامك البذيء هذا يعطيني الجرأة على كل شيء. حتى اكثر المواضيع بذاءة.
فيلما : بذيء؟
ستان : نعم، البذاءة.
(تصفعه)
فيلما : انني مرعوبة. كيف تكلمني بهذه الطريقة من اللقاء الاول؟
(تنهض فيلما لتغادر. يوقفها النادل)
النادل : رجاء اجلسي، يا سيدتي. انا مستعد لقراءة الاشياء المميزة لك.
(تتردد فيلما. يحدق النادل فيها. تجلس. يبدو النادل كما لو انه سيقرأ قائمة الأشياء المميزة ثم يبدأ بالخروج)
ستان : وماذا بشأن الأشياء المميزة؟
(يلتفت النادل الى ستان)
النادل : لا وقت لدي.
(يخرج النادل)
ستان : اني آسف بهذا الشأن حقاً. كل اشياء هذا اللقاء جديدة علي. حتى اني لا اعرف كيف اتصرف، كيف انظر، كيف اتكلم. ولكي اكون صادقاً جداً انا لا اعرف أي شيء. رجاء اغفري لي جهلي.
فيلما : اغفر لك.
(يمسك ستان يدها ويحدق في عينيها)
ستان : شكراً جزيلاً لك لأنك لم تتركيني.
فيلما : هل تمتعت بذلك؟
ستان : تمتعت بماذا؟
فيلما : بصفعتي. الطريقة التي صفعتك بها.
(يفرك ستان خده. يعيش اللحظة تلك ثانية)
ستان : يجب ان اقول اني تمتعت باللسعة.
فيلما : اعتقد انك تمتعت بها. وانت الآن تعلم ماهي دوافع تلك الصفعة.
ستان : حقاً ربما علينا ان نغادر الآن.
فيلما : لكننا لم نأكل.
ستان : يمكننا ان نأكل شيئاً آخر. وفي مكان آخر. شيء على غرار القشطة مثلاً.
فيلما : تحتاج ممارسة اكثر للسيطرة على الذات، يا ستان. لا تندفع بالأمور. انه لقائنا الاول.
ستان : انك على حق. اين النادل؟ النادل؟ اننا على استعداد للعشاء. اين هو؟ انك على حق. يجب ان نتناول العشاء اولاً.
فيلما : وماذا بعد العشاء، يا ستان؟
ستان : يجب ان نرى فقط الى اين سيأخذنا الليل.
فيلما : وماذا سيتبين؟
ستان : اني احب تلك المفاجآت.
فيلما : ربما زوجتك يهمها ان تلتحق بنا.
ستان : ربما علينا ان ندعها خارج تفكيرنا هذه الليلة.
فيلما : هل انت محرج مني؟
ستان : لا. مجرد اني لا اعتقد... انا لا اعتقد اني مهيأ بعد لمثل هذه الاشياء.
فيلما : آه ه ه
ستان : ماذا آه ه ه؟ انك تبدين خائبة الامل.
فيلما : مجرد اني كنت اعتبرك اكثر انفتاحاً. ذلك هو كل شيء.
ستان : ليس هذا هو ما يخيفني. انه مجرد...
(يبدأ ستان بتدخين سيجارة)
فيلما : انت تدخن فجأة؟
ستان : اني كنت ادخن منذ اول لقاء لك معي.
فيلما : اني اصاب بالغثيان منها.
(ينفخ ستان دخان سيجارته خارجاً)
ستان : اني مجرد احب ان احتفظ بك وبزوجتي كل على حده.
فيلما : وهل تعتقد ان بإمكانك ذلك؟
ستان : الآن تواً عرفت باني حتى لا اعرف اسمك.
فيلما : اسمي فيلما.
ستان : فيلما. مثير. واسمك الأخير؟
فيلما : لا اريد ان اكشف ذلك.
ستان : افهم ذلك.
(تتكئ بشكل مغري)
فيلما : لكني على استعداد ان اكشف لك اشياء اخرى.
ستان : مثل ماذا؟
فيلما : حسناً، ما عليك الا ان تنتظر.
ستان : لكن ماذا لو انني لا استطيع؟
فيلما : يجب عليك ان تستطيع.
ستان : لا استطيع.
فيلما : اني اعرف زوجتك.
ستان : انا لا اصدقك.
فيلما : من الذي تعتقد انه رتب كل هذا اللقاء؟ هل تعتقد انك فعلت كل ذلك لوحدك؟
ستان : نعم. انا اعتقد ذلك.
فيلما : ذلك لأن زوجتك محتالة.
ستان : هل انها تعرف باني لست على علم بذلك؟
فيلما : ربما حان وقت المغادرة الآن.
ستان : لا يمكنني ان أتفق معك على اي شيء بعد.
فيلما : هل تعتقد انه سيكون من الصعب عليك ان تعود الى زوجتك بعد الذي عرضته عليك؟
(فترة صمت)
ستان : لا يمكنني تأكيد ذلك القول.
(فترة صمت)
فيلما : بإمكاني انا ذلك. اذهب الى زوجتك في دارها.
ستان : وانت؟
فيلما : ستجدني هناك. وانا حامل.
ستان : هكذا اذن؟
فيلما : وعلاوة على ذلك انك انت الاب.
ستان : لهذا كنت مخلصة لدورك طوال هذا اللقاء؟
فيلما : بالطبع. كنت ملتزمة بك امام الله.
ستان : اذن هل يمكننا الذهاب الى بيتنا؟
فيلما : يمكننا ذلك.
(يصل النادل)
النادل : الى اين انتما ذاهبان؟ اني الآن جاهز لقراءة الاشياء المميزة عليكم.
(يخرج ستان وفيلما بينما تقل الانارة تدريجياً)

ستـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة