الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام الحاد والاستقطاب لايصنع دولة..

عدنان جواد

2024 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الانقسام الحاد والاستقطاب لا يصنع دولة...
مع الاسف عندما تطالع مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات تجد هناك كم هائل من الانقسام الحاد والاستقطاب والشتام، واصبحت ظاهرة سائدة في المجتمع وفي كل الاماكن، في المدن والارياف، وحتى في الاسرة الواحدة، وغالباً ما يبرر تلك الاختلافات والانقسامات في المجتمع، هو حرية الراي والتعبير وحقوق الانسان، وعند التدقيق في مصدر هذا الانقسام والاستقطاب والتسقيط، تجد هناك اعلام موجه يخلق الفتن والاحقاد والعداوة والفرقة في المجتمع، وما يؤسف له ان اصحاب العقول والنخب يتخذون الحياد، وهم من ينبغي منهم توجيه المجتمع الطريق السليم والتوجه الصح لخدمة الدولة والمجتمع من الانحرافات، فالكثير منهم يشعر بانه وصل الى ما وصل اليه اما بدعم او مساعدة اصحاب السلطة والقرار والمال وهو ما يتحتم عليه عدم انتقادهم عندما يخطئون.
وبمجرد ان يبدا النقاش وتعبر عن رايك بشكل موضوعي، تتحول الى تابع الى جهة معينة، وعندها تدافع عن نفسك فيتحول ذلك النقاش من الموضوعية الى الشخصية والجهوية، لا نريد ان نعيد الاحداث التي اثير حولها النقاش ، مثل تحرك طلاب الجامعات الامريكية والغربية وصمت الجامعات العربية ضد الابادة الجماعية في غزة، وكيف ظهرت دعايات حقوق الانسان والراي في واشنطن وبريطانيا وفرنسا مجرد دعايات وان اسرائيل هي من تدير تلك الدول، فأي سياسي امريكي او غربي يتحدث عن حقوق الفلسطينيين وظلم الصهاينة وقتلهم الاطفال والنساء يعتبر معادي للسامية وبالتالي يفقد منصبه السياسي والحكومي، ونفس هذا الامر ينتقل الى قادة الدول العربية التابعين للولايات المتحدة الامريكية، والامر الاخر تشريع البرلمان العراق قانون يدين البغاء والدعارة والمثلية الجنسية ويصدر بشأنها عقوبات، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وقد صرحت السفيرة الامريكية بان هذا الامر سوف يهدد الاستثمار وحقوق الانسان في العراق ، ونفس الامر صدر من رئيس وزراء بريطانيا، فالكثير من النشطاء انتقدوا الامر ومن يرفضه يعتبر متشدد وتابع للأحزاب الاسلامية الفاسدة كما يقولون، ويتحدثون باسم الديمقراطية وحقوق الانسان والدستور والقانون، والدستور هو من يصف الدولة بانها دولة ذات غالبية اسلامية، ويجب عليها ان لا تشرع قانون يخالف الشريعة الاسلامية، وما حدث من قتل للبلوكر ، وما يسمونها صاحبة محتوى (ام فهد)، فالبعض اعتبرها شهيدة، وان من قتلها جهات تابعة للسلطة لأنها فضحت بعضهم، والبعض الاخر قال انها خلافات بين عصابات تمتهن الدعارة والبغاء وتجارة المخدرات وغيرها، وان السبب الرئيسي للاغتيال هو ضعف الدولة واجهزتها الامنية.
واخيراً وليس اخراً، فالكثير قادم وخصوصاً اشتداد الخلافات السياسية بين الفرقاء، ودخول جهات دولية تريد تعطيل الاستثمار والمشاريع الكبيرة مثل مشروع التنمية واخرها استهداف حقل كورمور للغاز الطبيعي، انتقد بعض النشطاء استقبال محمد بن سلمان للسوداني في المنتدى الاقتصادي المقام في السعودية، وانه سار مع امير الكويت وترك السوداني خلفه، وانه يخالف البرتوكولات واللياقة واهانة للعراق وحضاراته وتاريخه، وانتقاص من العزة والكرامة وما شابه ذلك من الاوصاف والعنتريات والتعليقات المقصودة، ولم يتطرقوا للاتفاقيات الاقتصادية بين العراق والسعودية والتي سيستفاد منها العراق، ولا ندري مثل هؤلاء الم يسمعوا من اهلهم اذا كانوا صغاراً في فترة الثمانينات والتسعينات وماذا جلبت لنا تلك العنتريات غير الحروب والدمار وتحطيم السلاح وهلاك الالاف من الابرياء، والفوضى ودولة اصبحت اضعف دولة في المنطقة تتقاذفها ارادات الدول، وحدث هذا نتيجة رعونة القائد الضرورة والبطل القومي، اذا قال القائد قال العراق، عندما اهتزت الشوارب فدخل الكويت نتيجة للعزة والكرامة والغيرة الكذابة، وعندما هزم عاد وتنازل عن كل شيء حتى يبقى في السلطة والعراق لحد اليوم يسدد خسائر تلك الحرب للدول المتضررة، القائد الناجح من يخدم شعبه، فاتركوا الشكليات فتغريدا تكم واضحة انها مدفوعة الثمن، لذلك فالتسقيط والتنافس غير الشريف بين الجهات السياسية لا يصنع دولة وانما يصنع مقاطعات واقاليم متفرقة ضعيفة متناحرة، لذلك على الحكومة اخذ زمام المبادرة وما دامت قد حصلت على رضا جميع المكونات، بان تطبق ما وعدت به في برنامجها الحكومي ومن دون الخضوع لإرادة الاحزاب الضيقة، وان تحاسب من يحاول ان يخرب ويكذب العمل الجاد الذي يخدم الشعب، وان تسند وتدعم الجندي والشرطي وجميع الاجهزة الامنية لإنفاذ القانون وعدم السماح لأي جهة التطاول عليهما، وفضح اي جهة تعطل تقديم الخدمة للناس، والا فالبقاء على المجاملة سيبقي الوضع على ما هو عليه ولن تختلف الحكومة الحالية عن ما سبقها، وسيستمر التسقيط والاستقطاب، ولا سامح الله اذا فشلت الحكومة سوف تعصب براس السوداني كما عصبت براس من سبقه، وحتى الكتل المشكلة للحكومة ستفقد كل مناصبها ومزاياها لان الامور سوف تذهب لغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط