الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة للنسيان

فوز حمزة

2024 / 5 / 1
الادب والفن


صورة قبل الذاكرة
ليتكِ لم تلديني .. كيف للموت أن يهب الحياة .. كيف للحياة أن تخرج من رحم الموت ليقترن الموعدان معًا .. موتكِ مع ولادتي .. تلفظين بقايا أنفاسكِ فيّ .. تودعين سركِ الأزلي بيّ .. تهديني آلامًا ستلازمني طوال عمري تشبه تقاطيع وجهي الحزين لتصبح ذكرى ذلك اليوم تعيش داخلي وتكبر يومًا بعد يوم كما تكبر شجرة الصبير في صحراء قاحلة ..
أيتها الحياة .. ما أقساكِ!!
أيكون ثمن الأمومة أن تسلبينها الحياة وتهديها لطفلتها لتنوء بها طوال عمرها؟!
نقف خلف أبوابكِ .. لا ترى إحدانا الأخرى .. أية عدالة هذه؟!
لن أكرر ما حدث .. لن أموت لأهب أطفالي حياة بلا حياة .. أعذرني أيها الحب .. سأجعل منك قربانًا لتسيلَ دماؤك في معبد إله الوحدة ..
هل أخبره أن الخوف قد يختبئ أحيانًا في إحدى زوايا النسيان؟ لكنه سرعان ما يظهر ليسرق منا فرحتنا ويقتل فينا الأمل ..
هل أخبره أن الحيرة تعقد لساني وتميت الكلام فوقه؟ تحيط بعينيّ لترسم الألم فيهما ؟ تكبل يدي بالأصفاد وترمي بالمفتاح في عرض البحر؟
صورة بعد الذاكرة ..
لم أعد أسيطر على قوة القلق المتنامي داخلي .. فظهر جليًا في إرتعاشة صوتي وارتجاف يدي .. أسكنني مدنًا مهجورة .. مشى بيّ في طرق معتمة .. أدمى أصابعي وهي تحمل باقات الزهور التي بات عبيرها يخنقني .. أبحث بلهب شمعة صغيرة عن أمل في غابة موحشة .. صمت الغناء في العصافير .. كف المطر عن مغازلة الأرض .. غير النهر مجراه .. اختبأت الشمس خلف الغيوم .. كل ذلك .. حين أخبرني بموعد زفافنا ..
ها أنا أنظر إلى أجمل صورة للنسيان .. صورة ابنتي التي انتصرتْ فيها ألوان الحب على لون الخوف القاتم والوهم المرعب لترسم الفرحة يمزجها وفاء ونشوة باردة لهزيمة الموت .. قلب احتواني .. كسر قضبان السجن ليجلب لي فرحًا مستحيلًا .. بطعم الحياة .. بطعم الأمل .. ألغى تاريخ ميلادي ليلدني من جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي