الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجنبوا مكر الحاخام القاتل والإمبريالي السافل و الشيخ الغافل!

منذر علي

2024 / 5 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الفلسطينيون والعرب واقعون في أسر الحاخام اليهودي القاتل والشيخ العربي الخائن و الغافل، والإمبريالي الغربي السافل، من دعاة تفوق العِرْق الأبيض. الحكام العرب، الذين غالبًا ما يستشيرون، عند اتخاذ قراراتهم، الحاخامات والشيوخ القتلة والسفلة، و المجرمين من ذوي النزعات العنصرية في الغرب الذين يعملون في العواصم العربية، فيقعون في فخ الخديعة السياسية، ثم يشرعون، بحماس منقطع النظير، بالتبشير بالخديعة كأنها كتابٌ مُنزلْ.
و مضمون تلك الخديعة المنزلة تقول: إنَّ الدولة الصهيونية، يمكنها أنْ تتفهم مطالب الشعب الفلسطيني، إذا سعى العرب للاعتراف بها وأقاموا معها علاقات متعددة الأوجه، من خلال اتفاقية أبراهام. و الحكام العرب، يرون إنَّ تلك العلاقات ستكون مفيدة لإسرائيل وللعرب وللسلام في المنطقة والعالم.
والحكام العرب يتوهمون ويسرفون في التوهم، ويرون أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية وسيطٌ نزيهٌ، وترغب في السلام، وتؤيد التقارب العربي الإسرائيلي وتساهم بفعالية فيه، وتسعى إلى حل القضية الفلسطينية على أسس عادلة.
ولكن دولة الفصل العنصري الإسرائيلية التوسعية لا تُشاطر العربَ هذه الرؤية الخرقاء. ذلك أنَّ الصهاينة الإسرائيليين ينطلقون من فلسفة متعارضة مع الغباء العربي. فالصهاينة، تحت تأثير حاخاماتهم، يؤمنون إنَّ " اليهود هم شعب الله المختار"، وإنَّ حقوقهم تفوق حقوق غيرهم من البشر.
والنخب الصهيونية "لشعب الله المختار" التي تفوح عنصرية، ترى أنَّ أرض فلسطين هي " وصية الله لشعب الله المختار"، أي أنَّ أرض فلسطين هي الوطن الذي منحها الله لليهود، وليس لغيرهم. وعلى هذا، فإنَّ عدم تنفيذ وصية الله وإعطاء أرض فلسطين لشعب الله، لليهود، تُعدُّ معصية تتعارض مع مشيئة الله!
الصهاينة الإسرائيليون، وفق منطلقاتهم المشبعة بالروح العنصرية، يرون إنَّ العرب، من غير الجائز مقارنتهم باليهود. فالصهاينة يعترفون إنَّ العرب كانت لهم حضارة عظيمة في الماضي البعيد، ومع ذلك يقولون، يستحيل، تحت أي ظرف كان، مقارنتهم باليهود، الذين اختارهم الله وَ وَضعهم في مكانة رفيعة فوق سائر البشر.
إذًا العرب، من وجهة نظر الصهاينة، أدنى مرتبة، وهم أقرب إلى البهائم.
فالمؤرخ اليهودي سفي رخلافسكي، أشار في كتابه الشهير، " حمار المسيح" إلى أنَّ الحاخام اليهودي الأعظم، كوك، قال: " إنَّ الفرق بين روح اليهود وأرواح غير اليهود – على مختلف المستويات- أكبر وأعمق من الفرق بين روح الإنسان وأرواح البهائم “.
ووفقًا لهذه الرؤية العنصرية الشوهاء التي عبر عنها الحاخام كوك، فإنَّ " العالم خُلق فقط من أجل اليهود، ووجود غير اليهود هو أمر ثانوي."
وانطلاقًا من هذه الرؤية العنصرية فإنَّ رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وبالمناسبة، معنى اسمه بالعبرية، “عطية الله " ( الله لا حمه!)، يرفض إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة" وفقًا لما ذكرته صحيفة الخليج أونلاين الإماراتية في 19 يناير 2024.
ويعزز موقف نتنياهو تصريح جدعون بن ساعر، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي الذي قال " إن إقامة الدولة الفلسطينية خطر على إسرائيل" كما جاء في قناة الجزيرة 20 يناير 2024)
وهذه هي الأسس الدينية والفلسفية والسياسية التي ينطلق منها الصهاينة في رؤيتهم لأنفسهم وللعرب والعالم من حولهم.
فيمَا الحاخام العربي الغبي، يلطف أقوال الحاخام اليهودي القاتل، ويبرر مساعي البهيمة، أي الحاكم العربي الغافل، ويكابر ويصرخ من فوق المنابر، ويروج، دون كلل، للعلاقات بإسرائيل ويقول: " وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" الحاخام العربي الغبي يقول ذلك حتى وهو يرى، بأم عينيه، الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد أطفال ونساء وشيوخ وأطباء وصحفيي فلسطين.
النخب السياسية الحاكمة أو المعارضة في الولايات المتحدة، أسواءٌ كانت من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، تجاري الرؤية الصهيونية، وتُؤْمِن بتفوق العرق الأبيض، White supremacy، على غيره من الأعراق. ولذلك تقف بثبات مع التوجه السياسي العنصري الصهيوني الذي يؤمن بتفوق اليهود على الفلسطينيين والعرب، وتدعمه بقوة، ولكن الحاخام العربي لا يريد أن يفهم ولا يستطيع أن يفهم، حتى لو أراد ذلك.
والآن هل تبينت لكم الصورة الحقيقية للتوجه الصهيوني والأمريكي؟
رُبَّما يرد المواطن العربي الشريف، ويقول نعم الصورة واضحة، ولكنه يسأل بقلق: وما الحل؟
الحل لوقف شبح الفاشية الزاحف على عالمنا العربي، يكمن في دحض أفكار الحاخام الصهيوني الماكر والإمبريالي الفاجر والعربي الغادر، وليس في ممارسة الشعوذة والسحر. ذلك أنَّ دحض الأفكار الخاطئة يعدُّ شرط جوهري لتصحيح الرؤية السياسية وممارسة الفعل الثوري السليم الذي من شأنه أن يفضي بنا إلى الخلاص.
كما أنَّ الحل يكمن في تنظيم الناس، وفق رؤية وطنية وعربية إنسانية، ومقاومة النزعة الإجرامية الصهيونية والنزعة الإمبريالية الأمريكية المتحيزة والمساندة لجريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وليس في الاستغراق في التمني وانتظار الحلول أن تأتي بنفسها دون جهد سياسي هادف.
وخلاصة القول إنَّ الحل مرهون بيقظة العرب، وتطور وعيهم، ووحدة جهودهم وتنظيم صفوفهم وتنسيق مواقفهم، وتحررهم من الأوهام وهيمنة الحاخامات القتلة والسفلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية